اليمين المتطرف يتصدر نتائج الانتخابات الأولية في فرنسا بـ34.2 بالمئة
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
تصدر التجمع الوطني اليميني المتطرف وحلفائه نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا.
وقد حصد اليمين المتطرف أكثر من 34 بالمئة من الأصوات. بينما حصل تحالف “الجبهة الشعبية الجديدة” الذي يضم أحزاب اليسار على 29.1 بالمئة في المرتبة الثانية.
فيما احتل تحالف الوسط “معا من أجل الجمهورية” المدعوم من الرئيس إيمانويل ماكرون، المركز الثالث بنسبة 21.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
تحالف شمشون
في لحظة مشبعة بالدخان والدم، تُروّج صفقة تحمل اسمًا تضليليًا هو «هدنة طويلة» في غزة كنافذة نجاة إنسانية. لكن ما يتكشف خلف هذا الغلاف هو تحول استراتيجي أعمق وأخطر، لا يُبشر بنهاية المجازر، بل بامتداد بقعة الزيت اللاهب إلى فضاءات إقليمية أوسع. فتصريحات ترامب الأخيرة، ونبرة الاستخفاف التي اتسم بها خطابه إزاء وقف إطلاق النار، توحي أن غزة لم تعد أولوية ميدانية، بل جبهة تُهيأ لتُصبح رافعة سياسية في الحرب الكبرى المقبلة. ترامب يهاجم الإعلام، يصف حلفاء الأمس بـ«المجانين»، ويعلن صراحةً أنه لا يريد مفاوضات مع إيران، بل ينتظر «استسلامًا كاملًا».
بالتزامن، يُرفع مستوى التأهب الأمريكي إلى «برافو» في المحيطَين الهندي والهادئ، وتُلمّح تل أبيب إلى عمليات ستجعل «بيجر» تبدو هامشية، بينما تُدار في غزة مسرحية سياسية بمجازر يومية وأدوات «المساعدات» والوساطات، ليس لإنهاء العدوان، بل لإعادة تموضع الاحتلال. صفقة التهدئة – بسبعين يومًا وتبادل جزئي للأسرى – ليست سوى غطاء لإعادة توزيع أوراق المعركة. فهي تُستخدم لتقويض بنية المقاومة، وفرض نموذج «غزة بلا مقاومة»، حيث تتحول المعابر والمساعدات إلى أدوات تجفيف للجذور السياسية والوطنية، لا أدوات إنقاذ.
على ضفة التحالف، يظهر نتنياهو مترنحًا من كارثة 7 أكتوبر، باحثًا عن «خلاص شخصي» في حرب شاملة ضد إيران، بينما يستخدم ترامب لغة نووية لاستعادة الهيبة، مدفوعًا بوهم جائزة نوبل للسلام من بوابة الإخضاع. هكذا يتجسد ما يمكن تسميته بـ«تحالف شمشون»، حيث الجنون والنرجسية يقودان نحو هدم المعبد فوق رؤوس الجميع، بلا تردد. وسط هذا التصعيد، تتجلى نوايا أكثر خطورة: التهجير.
ففي الليلة ذاتها التي يُدفع فيها بالهدنة إلى الواجهة، يُجدد نتنياهو تصريحه بأن «التهجير من غزة قرار ما زال قائمًا». لم يعد هذا الطرح تكتيكًا بل سياسة ممنهجة تُمرر عبر «الممرات الآمنة» و«المناطق الإنسانية»، في إعادة إنتاج فجة لنكبة 1948، ولكن بخطاب علني.
إن تزامن هذه التصريحات مع احتكار الاحتلال لتوزيع المساعدات، يجعل من كل شاحنة غذاء بابًا محتملاً للخروج القسري، ومن كل تهدئة مهلة لترحيل جماعي ناعم، لا لوقف العدوان. تتحول غزة بذلك من ساحة صمود إلى معبر ترحيل تحت الحراب، ومن مساحة مقاومة إلى ملف ديموغرافي يُعاد ترسيمه لصالح مشروع صهيوني متجدد. تصريحات ترامب المتلاحقة تُعيد تعريف مفهوم التصعيد؛ فالحرب مع إيران ليست استثناءً بل أولوية. أما غزة، فتصبح جبهة تم إخمادها جزئيًا لتكون وقودًا تعبويًا في الحرب الكبرى. ويُسوق هذا التحول في الخطاب الغربي على أنه «تحول ضروري»، بينما هو في جوهره إعادة هندسة للمنطقة بوسائل العنف المجنون، والتواطؤ الذليل. وهكذا، تتكامل عناصر الخطة: هدوء هش في غزة، تصعيد زاحف ضد طهران، وتحالف شمشوني أعمى، لا يرى في التفاوض سوى ضعف، ولا في القانون الدولي سوى عائق.
في هذه اللوحة السوداء، يتحول المجتمع الدولي إلى متفرج مشلول، والعالم العربي إلى «جدار حماية» لدولة الإبادة، ومخزون ملياراته إلى وقود طائرات العدوان. فهل نعيش استراحة محارب، أم استراحة غدر؟ وهل يدرك الفلسطينيون والعرب أن هذه «الهدنة الطويلة» ليست سوى فاصلة صوتية قبل العاصفة؟ وهل يدرك العالم أن استمرار هذا الجنون الاستراتيجي لا يُهدد طهران أو غزة وحدهما، بل يهدم ما تبقى من النظام الدولي.
* رئيس مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات