كشفت دراسة حديثة أن حمض الإلينوليك، وهو مركب طبيعي موجود في الزيتون وزيت الزيتون البكر الممتاز، يمكن أن يخفض مستويات السكر في الدم ويساهم في فقدان الوزن، ذلك الاكتشاف قد يفتح الأبواب أمام تطوير منتجات طبيعية آمنة وغير مكلفة لإدارة السمنة ومرض السكري من النوع الثاني لدى البشر.

فهمي ولبلبة وأوس أوس في العرض الخاص لعصابة الماكس بالسعودية الليلة دورحمض الإلينوليك في خفض مستويات السكر في الدم وتعزيز فقدان الوزن

 

ووفقًا لما ذكره موقع “ميديكال اكسبريس”، أجرى الباحثون تجاربهم على الفئران المصابة بالسمنة والسكري، حيث أظهرت النتائج أن الفئران التي تم إعطاؤها حمض الإلينوليك عن طريق الفم شهدت انخفاضًا ملحوظًا في الوزن وتحسنًا في تنظيم مستويات السكر في الدم مقارنة بالفئران التي لم تتلق هذا الحمض.

وأكد الباحثون أن تأثير حمض الإلينوليك على خفض الجلوكوز كان مشابهًا لتأثير عقار "ليراغلوتيد" المضاد للسكري القابل للحقن، وأفضل من تأثير عقار "الميتفورمين"، الذي يعد من أكثر الأدوية الفموية شيوعًا لعلاج السكري من النوع الثاني.

 

أمل جديد في مكافحة السمنة والسكري

 

دونغمين ليو، أستاذ التغذية البشرية والأغذية والتمارين الرياضية في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا وقائد فريق البحث، أوضح أن التغييرات في نمط الحياة وتدابير الصحة العامة لم تكن كافية للحد من انتشار السمنة، والتي تعد أحد عوامل الخطر الرئيسية لمرض السكري من النوع الثاني. وأضاف ليو أن أدوية السمنة الحالية غالبًا ما تكون غير فعالة على المدى الطويل، بالإضافة إلى تكلفتها العالية والمخاطر المحتملة على الصحة.

 

لهذا السبب، سعى فريق البحث إلى تطوير عوامل متعددة الاستهداف تكون أكثر أمانًا وأقل تكلفة وأكثر فعالية في الوقاية من الاضطرابات الأيضية ومرض السكري من النوع الثاني. 

 

يركز فريق ليو على اكتشاف المركبات النشطة بيولوجيًا من المنتجات الطبيعية لإدارة مرض السكري. في الدراسات السابقة، كان الباحثون يركزون على أهداف جزيئية محددة في أجزاء الجسم التي تساعد في تنظيم عملية التمثيل الغذائي. ولكن نظرًا لأن المنتجات الطبيعية غالبًا ما تكون ذات توافر حيوي ضعيف، قرر الباحثون استهداف إفراز الهرمونات الأيضية في الأمعاء لتنظيم وظيفة التمثيل الغذائي بشكل غير مباشر.

 

في هذه الدراسة، حدد الباحثون المركبات الطبيعية التي تؤثر على الخلايا الصماوية المعوية، وهي خلايا في الجهاز الهضمي والبنكرياس تنتج الهرمونات المعدية المعوية. تعمل هذه الهرمونات، مثل GLP-1 وPYY، معًا لتعزيز الشبع ومنع الإفراط في تناول الطعام، بالإضافة إلى التحكم في مستويات السكر في الدم والتمثيل الغذائي.

 

من خلال عملية الفحص، اكتشف الباحثون أن حمض الإلينوليك يمكن أن يحفز إطلاق الهرمونات الأيضية في الأمعاء. تمكن الفريق من تصنيع حمض الإلينوليك عن طريق تحطيم سلائفه الأوليوروبين، الذي يعد أقل تكلفة من استخلاصه مباشرة من الزيتون.

 

اختبرت تأثيرات المركب على الفئران المصابة بالسمنة والسكري، وأظهرت النتائج أن الفئران التي تلقت حمض الإلينوليك شهدت تحسينات كبيرة في صحتها الأيضية. بعد أربعة إلى خمسة أسابيع من العلاج، سجلت الفئران انخفاضًا بنسبة 10.7% في السمنة وتحسنًا في مستويات السكر في الدم وحساسية الإنسولين، مشابهة لتلك الموجودة في الفئران الصحية.

 

كما أدى حمض الإلينوليك إلى تقليل تناول الطعام بشكل كبير وتعزيز فقدان الوزن، وهو ما ارتبط بتحسن مستويات الهرمونات الأيضية PYY وGLP-1 وتقليل تنظيم الببتيد المرتبط بالأغوتي في منطقة ما تحت المهاد، الذي يزيد الشهية ويقلل التمثيل الغذائي.

 

أوضح ليو أن الدراسة أظهرت تأثيرات واعدة لحمض الإلينوليك على الصحة الأيضية، خاصة في حالات السمنة والسكري. يعمل فريق البحث الآن على فهم كيفية تحقيق هذا المركب لفوائده من خلال تحليل رحلته عبر الجسم لفهم كيفية امتصاصه وتوزيعه واستقلابه وإفرازه.

 

بشكل عام، بينما يظهر حمض الإلينوليك فوائد كبيرة في التجارب الأولية، فإن تركيزه في الزيتون وزيت الزيتون منخفض جدًا ليكون له تأثير كبير عند تناولهما مباشرة. ومع ذلك، فإن هذا البحث يفتح آفاقًا جديدة لتطوير علاجات طبيعية وأكثر فعالية للسمنة ومرض السكري من النوع الثاني.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الزيتون حمض الإلينوليك دراسة السكر السمنة السكري فقدان الوزن السکری من النوع الثانی مستویات السکر فی الدم السمنة والسکری

إقرأ أيضاً:

‫لماذا يرتفع خطر الإصابة بداء السكري في مرحلة انقطاع الطمث؟

قالت الجمعية الألمانية لعلاج داء ‫السكري، إن خطر الإصابة بداء السكري لدى النساء يرتفع في مرحلة انقطاع ‫الطمث خاصة، موضحة أنه مع انخفاض مستويات هرمون الإستروجين تخزن ‫العديد من النساء المزيد من الدهون في منطقة البطن، كما تنخفض حساسيتهن ‫للإنسولين، مما يعزز فرص الإصابة بالمرض.

‫وللوقاية من داء السكري، أوصت الجمعية باتخاذ التدابير المهمة التالية:

ممارسة الرياضة: ينبغي ممارسة الرياضة بمعدل 150 دقيقة على الأقل ‫أسبوعيا، ومن الأفضل ممارسة رياضات قوة التحمل مثل المشي والركض ‫والسباحة وركوب الدراجات، إضافة إلى تدريب العضلات مرتين ‫إلى ثلاث مرات أسبوعيا.

– اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضراوات والألياف والدهون النباتية، مع ‫التقليل قدر الإمكان من السكر والأطعمة المصنعة.

‫- الحصول على قسط كاف من النوم.

– تجنب التوتر النفسي.

‫- الخضوع للعلاج الهرموني إذا لزم الأمر؛ حيث إنه يتمتع بتأثير إيجابي ‫على عملية الأيض.

‫- فحص سكر الدم ونسبة الدهون في الدم وضغط الدم ووظائف الكبد بانتظام، ‫والخضوع للعلاج إذا لزم الأمر.

مقالات مشابهة

  • نجاح باهر.. لقاح جديد قد يحمي البشر من الحساسية المفرطة
  • تجارب سريرية تكشف عن فاعلية عالية لعلاج جديد للصلع
  • دراسة تكشف دور «الحب» في الحماية من السمنة
  • باحثون: السمنة المبكرة تزيد خطر الالتهاب الرئوي وتعفن الدم لاحقاً
  • كيف يساعد «الموز» على النوم العميق؟
  • الدونات واللقيمات ترفع خطر السكري بنسبة 400%
  • هل يساعد زيت الزيتون في إضاءة وتفتيح الوجه؟
  • الطب الرياضي بوزارة الشباب تكشف مفاجأة صادمة عن أطباء الاتحادات
  • هل يُمكن لمرضى السكري تناول التمر؟
  • ‫لماذا يرتفع خطر الإصابة بداء السكري في مرحلة انقطاع الطمث؟