نابلس - صفا

يلمس أهالي بلدتي سبسطية وبرقة شمال غرب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، أثر تسليح المستوطنين على نطاق واسع، وبات أمنهم على المحك مع تضاعف أعداد المستوطنين المسلحين خاصة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ووثقت هيئة الجدار والاستيطان استشهاد 17 فلسطينيا برصاص المستوطنين في الضفة الغربية منذ "طوفان الأقصى" بعد مهاجمتهم في أراضيهم وقراهم.

وتشير معطيات هيئة الجدار والاستيطان إلى أن 1334 اعتداءً نفذها المستوطنون في النصف الأول من العام الجاري، تسببت باستشهاد 7 مواطنين.

وتراوحت اعتداءات المستوطنين ما بين الهجوم على القرى الفلسطينية والاعتداء على الآمنين فيها، وإحراق المنازل، وإطلاق النار على المواطنين، وإقامة البؤر الاستيطانية، والاستيلاء على أراضي المواطنين، والاعتداء على الشوارع والمركبات، وشن هجمات منظمة وخطيرة.

وتُظهر بيانات وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية، أنها تلقت منذ بداية الحرب على غزة وحتى نهاية مايو/ أيار الماضي، أكثر من 320 ألف طلب للحصول على تراخيص حمل سلاح ناري، وتم منح 130 ألف تصريح للمستوطنين، بمن فيهم من يسكن في مستوطنات الضفة الغربية.

ويؤكد عبد الله أبو رحمة، مسؤول العمل الجماهيري بهيئة الجدار والاستيطان، أن ما يجري متفق عليه بين وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش الذي يعمل على تهجير الفلسطينيين من الضفة، ووزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير الذي سلَّح آلاف المستوطنين ومهد لهم بذلك الطريق لشن اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين.

ويقول أبو رحمة إن المستوطنين صار لهم هدف معلن، وهو ترويع الفلسطينيين وتخويفهم ووضعهم أمام خيارين؛ إما ترك أراضيهم وبلدهم، أو قتلهم.

النية للقتل

وتتعرض بلدة برقة لهجمات منظمة من داخل مستوطنة "حومش" الجاثمة على أراضيها، وعمليات إطلاق نار باتجاه المنازل المحاذية.

أما بلدة سبسطية، فتتعرض لعمليات إطلاق نار من مستوطنة "شافي شمرون" التي لا تبعد سوى أمتار عن سبسطية.

ويشير رئيس بلدية سبسطية محمد عازم إلى أن عصابات المستوطنين ومنذ صعود اليمين الإسرائيلي المتطرف، بدأت تمارس إرهابها واعتداءاتها بشكل واسع على البيوت والمزارع والمواطنين وكل ما تطاله أيديهم، بوضح النهار وبغطاء حكومي وقانوني، ودون مساءلة من أي جهة. تمارس.

وأوضح لوكالة "صفا" أنه ومنذ 7 أكتوبر، تطورت اعتداءات المستوطنين خاصة بعد تسليح حكومة الاحتلال لهذه العصابات.

ويبين عازم أن كل المنازل المحيطة بمستوطنة "شافي شمرون" وعدد كبير منها تقع في مناطق (ب) تتعرض بمعدل مرة كل أسبوع لعمليات إطلاق نار من داخل المستوطنة، وخلال يونيو/ حزيران الماضي سجلت 7 عمليات إطلاق نار على المنازل واختراق واجهاتها، في تطور خطير، ودليل على النية للقتل.

وقال إن هجمات المستوطنين دفعت أصحاب بعض المنازل المحاذية للمستوطنة والقائمة منذ ما قبل عام 1967 إلى إخلاء منازلهم خشية على أفراد عائلاتهم، خاصة بعد انفصالهم بشكل تام عن سبسطية بفعل إغلاق الطرق الفرعية، وأصبح الاستيطان الرعوي يهدد هذه البيوت وهناك خطر للاستيلاء عليها وتحويلها لصالح العصابات الاستيطانية وضمها لمستوطنة "شافي شمرون".

ولفت إلى أن المستوطنين يعمدون لتسيير طائرات "دورون" في أجواء سبسطية، وتحديدا فوق المنطقة الأثرية، وفي حال رصد أي تحرك فيها يتم توجيه مركبة أمن المستوطنة وفيها عدد من المستوطنين المسلحين الذين يعتدون على من يتواجد في المنطقة.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال كثفت من اقتحاماتها للبلدة، والتي تركز على البلدة القديمة، ولوحظ أن بعض الجنود الذين يتواجدون في آليات الاحتلال، هم أنفسهم يتواجدون في مركبات المستوطنين التي تلاحق المواطنين.

كما أن حارس أمن مستوطنة "شافي شمرون" اعتاد مؤخرا على اقتحام البلدة ومنطقتها الأثرية يوميا، وهو يتجول فيها بمركبته وسلاحه وكأنه من سكانها.

لا نأمن في بيوتنا

وباتت اعتداءات المستوطنين تثير قلق الأهالي في سبسطية بعد استهداف بيوتهم بإطلاق النار بشكل مباشر.

ويقطن شادي الشاعر منزلا في شارع الأعمدة القريب من الموقع الأثري والذي يتعرض لاقتحامات شبه يومية من الاحتلال والمستوطنين، وكان بيته واحدا من المنازل المستهدفة بنيران المستوطنين.

وقال الشاعر لوكالة "صفا" إن بيته الذي يقع بمواجهة مستوطنة "شافي شمرون" تعرض لإطلاق نار مباشر من داخل المستوطنة، وأصابت الرصاصات الحراسة الحديدية في الطابق الثالث، ولحسن الحظ لم يكن يتواجد أحد قرب النوافذ في تلك اللحظات.

ويخشى الشاعر على أفراد عائلته، مضيفا: "ليست كل مرة تسلم الجرّة، ولا ندري كيف سينتهي الاعتداء القادم".

وأشار إلى اعتداء مشابه تعرض له منزل جيرانه قبل عدة أيام، عندما أطلق المستوطنون النار باتجاه منزلهم بالتزامن مع قيام جارتهم بفتح باب بيتها.

ويؤكد الشاعر أن هذه الاعتداءات ورغم خطورتها، إلا أنها ليست الشكل الوحيد لاعتداءات المستوطنين المتسلحين بغطاء من حكومتهم وجيشهم، وشملت اعتداءاتهم في الشهور الماضية حرق بيوت ومحاصيل زراعية وممتلكات المواطنين والاعتداء على المركبات.

ولفت إلى أن المستوطنين يختارون أوقات شن هجماتهم بالتنسيق مع الجيش وبعد مراقبة تحركات المواطنين، وبيّن أن عدة اعتداءات أحرقت فيها محاصيل زراعية في ساعات ما بعد منتصف الليل حتى يصعب على الناس التحرك في ظل انتشار المستوطنين المدججين بالسلاح وبمرافقة جنود الاحتلال.

واعتبر أن اعتداءات المستوطنين تأتي ضمن سياسة ممنهجة لإرهاب المواطنين وتهجيرهم لإفراغ الأرض من أصحابها تمهيدا للاستيلاء عليها.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: سبسطية برقة نابلس الضفة الغربية المستوطنون اعتداءات المستوطنين حومش تسليح المستوطنين اعتداءات المستوطنین إطلاق نار إلى أن

إقرأ أيضاً:

الدباشي: ضاعت صلاة العيد و والفرحة في صبراتة مع ارتفاع صوت الرصاص وقدائف الآر بي جي

قال سفير ليبيا الأسبق لدى مجلس الأمن إبراهيم الدباشي:” فجأة توقف التكبير في المسجد، وارتفع صوت الرصاص وقذائف الآر بي جي، وانتشرت المصفحات بين المنازل وفي محيط المسجد”.

وأضاف الدباشي، عبر حسابه على “فيسبوك”:” كان على الجميع البقاء في المنازل، وضاعت صلاة العيد وضاعت معها الفرحة”.

ولفت إلى أن الصراع بين المسلحين تحركه ثارات وانتقامات ونزاع على مكاسب غير مشروعة بين من تمولهم السلطة القائمة وتدعي أنهم يتبعونها”.

وتابع:” عدد الضحايا من الشباب في تزايد، اسأل الله أن يحقن الدماء ويلم شمل الليبيين ويمنّ عليهم بحكومة تتقي الله فيهم، ولا حول ولا قوة إِلَّا بالله”.

 

مقالات مشابهة

  • العدو الإسرائيلي يواصل هدم المنازل في مخيم طولكرم
  • الاحتلال يقر بأن تسليح عصابة أبو شباب أنقذ حياة العديد من الجنود الإسرائيليين
  • مسؤولة تحدد فترة زمنية لإعادة تسليح الجيش الألماني
  • الاحتلال يهدم عشرات المنازل بالضفة ويجبر 25 ألف فلسطيني على ترك منازلهم
  • الاحتلال يواصل هدم المنازل في مخيم طولكرم
  • الاحتلال يعتقل 3 شبان بعد محاصرة منزل في وادي برقين غرب جنين
  • أهالي قطاع غزة يؤدون صلاة العيد فوق ركام المنازل والمساجد
  • الاحتلال يجبر المواطنين على النزوح قسرا من مناطق في شمال قطاع غزة
  • تصريح أفيغدور ليبرمان بشأن تسليح عصابات بغزة يثير جدلا واسعا في إسرائيل
  • الدباشي: ضاعت صلاة العيد و والفرحة في صبراتة مع ارتفاع صوت الرصاص وقدائف الآر بي جي