بوابة الوفد:
2025-12-14@06:03:42 GMT

مجتمع فاشل جدًا

تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT

عندما سئل الكاتب الروسى (انطون تشيكوف).. كيف تكون المجتمعات فاشلة؟ أجاب فى المجتمعات الفاشلة ثمة ألف أحمق مقابل كل عقل راجح، وألف كلمة خرقاء إزاء كل كلمة واعية، وتظل الغالبية بلهاء على الدوام، ولها الغلبة دائمًا على العاقل.. فإذا رأيت الموضوعات التافهة تعلو فى أحد المجتمعات على الكلام الواعى، ويتصدر التافهون المشهد فأنت تتحدث عن مجتمع فاشل جدًا.

حاول أن تنظر وتتمعن بشكل دقيق كل ما هو حولك.. ستجد أن كل السائدين ومن لهم كلمة وحظوة يتسمون بسمة واضحة للعيان إنها (الهيافة) إنها (المهمبكاتية).. ستجد المهمبكاتى هو الذى يدير أمور الحياة أو أمور المؤسسة التى يعمل فيها.. وتندهش وتتعجب كيف لذلك الهايف المهبكاتى أن يصل إلى هذه الدرجة من السيطرة؟ انه المجتمع الفاشل.. الفاقد للرؤية والاتجاه.. وأن الأمور تسير بشكل عشوائى بلا تخطيط ولا علم.. (على البركة).. (اخطف واجري).. مرحلة الكل يفعل ما يشاء ولا أحد يحاسب أحد.. المهم أن تقدم الرشاوى والهدايا للمسئول الأعلى وعليه ستبقى فى كرسيك والكرسى الأعلى القادم، ولذلك نجد أن المؤسسة تسير من سيئ لأسوأ..عليك أن ترى تلك الهيافة التى تعترى وسائل التواصل الاجتماعى، لأن هناك أحد النجوم أو المغنين المشهورين صفع أحد معجبيه بالقلم.. ولا حديث ولا موضوع إلا هذا الموضوع، وكيف لهذا الفنان أن يفعل هذا الأمر المشين.. ونقيب المدججين بالسلاح يعلن ويتوعد الفنان ولا بد من أخذ الحق.. وسوف يتقدم بمذكرة ويطلب ويطلب ولن تهدأ الأمور إلا بعد رجوع الحق.. ثم نجد ذلك الناقد اللوزعى والمعروف (شو) يدخل ويعلق هنا وهناك وكله مدفوع الأجر.. وكيف لهذه السقطة أن يتم احتواؤها وعليه الآن أن يخرج ويتحدث ويحتوى الموضوع وهناك من يعرض للصفعة بالصورة وكيف وجهت ومن قريب ومن بعيد.. وهل اخطأ المعجب.. وهل لمس المعجب الفنان الكبير، وربما يستدعى اخذ الرأى الشرعى، وكيف يكون التصرف.. وسخافات ما بعدها سخافات لا أحد عاقل يحتملها.. وبرامج هنا وهناك والموضوع العالمى صفعة الفنان لأحد معجبيه، ويدخل على الخط أحد الرأسماليين ويدلى بدلوه.. وتشعر بالفعل بكم المهزلة التى نعانى منها.. وأن مجتمع الهيافة هو السائد والمهيمن على المجتمع.. أيضًا عندما تشعر أن حياة المجتمع برمته متوقفة على مشاركة نادى (س) فى المباراة المرتقبة أمام نادى (ص)، وهل يتم اللقاء وما الذى يحدث لو اعتذر نادى (ص) ومستقبل الكرة المصرية واتحاد الكرة العالمية.. وكلام غريب ونجد هذا الأمر مسار جدال وكثير من المشاحنات فى الشارع بشكل عام.. هنا تشعر بكم الهيافة وكم الفشل الذى يعانى منه هذا المجتمع فى المقابل لا تجد أى مقابلة مع أى رأى رشيد يدعو للتقدم وحل المشكلات التى يعانى منها المجتمع.. هنا بالفعل أنت أمام مجتمع فاشل.. فاشل بامتياز. 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أكاديمية الفنون

إقرأ أيضاً:

دفتر أحوال وطن "353"

«الرئيس» والرهان.. و الحكومة الجديدة متى ؟

عندما راهن الرئيس على الشعب المصرى أمام العالم، كان يعرف ما يقول، عندما راهن الرئيس على تنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادى المؤلمة التى وضعها للنهوض بهذا البلد من مستنقع المسكنات الذى كان يغرق فيه، كان يعى جيدًا أن وراءه شعبًا يستحق أن يعيش حياة كريمة، عندما رفع الرئيس قبضة يده فى مناسبات عديدة يؤكد فيها أن الشعب المصرى عندما يقف يدًا واحدة، سيهزم كل من يحاول النيل من هذا الوطن، نعم الرئيس راهن، وما زال يراهن، وما زال يكسب الرهان، ولا يزال يمضى فى طريق بناء مصر الجديدة القوية، وخلفه شعب يظهر كالأسد وقت الأزمات، ويساند قواته المسلحة التى تحدت الزمن وكسرت شوكة الإرهاب الأسود الذى كان سيقضى على اى استقرار أو إصلاح، لقد حقق الرئيس المستحيل بتطويروتحديث القوات المسلحة المصرية بما يشبه المعجزة ،وكأنه ومعه خير أجناد الأرض ومنظومتها القوية يقرأون المستقبل ، وبنوا القوة التى تحمي الإستقرار ،بل والسلام ،في وقت لايعترف سوى بالدولة القوبة ،ولم يكتفي بذلك ويقول أنا أحارب الإرهاب ،بل وفعل المستحيل بالتوجه الى بناء مصر التي يحلم بها ،في موازاة غريبة مع الحرب ضد الإرهاب ومخططات خارجية وداخلية كادت أن تفتك بمصر ،بعد اشتعال الحروب في كل محيط حدودها ،نعم تحدى المستحيل،وبدأ بإصلاح البنية التحتية لمصر، التى كانت مخلوطة بفساد أكثر من ٤٠ عاماً، وتحدى التحدى بإنشاء أكبر شبكة طرق عالمية لتشجيع الاستثمار، والتجارة، وتم إنجاز مشروعات قومية لمصر فى ١٠  سنوات كانت تستغرق ٥٠ عاماً، ولكن وقفنا لندفع فاتورة الإصلاح بسياسات حكومية أدت إلى ارتفاع الأسعار، والغلاء الفاحش، بصورة لم يسبق لها مثيل، وفساد ما زال يضرب بجذوره فى معظم  المصالح، ويحاول الرئيس معالجته برقمنة مؤسسات الدولة، وسينجح ، وهنا أسأل : هل يتم الإصلاح دون محاسبة أحد تسبب فى هذا الغلاء الفاحش الذى يزداد يومًا بعد يوم؟ هل نبنى بلدًا جديدًا دون محاسبة الفساد المستشرى فى المحليات، وغيرها من المؤسسات بل ووصل للاتحادات الرياضية ،من الجمباز الى السباحة ،الى كرة القدم ،ولوغاريتمات أوقعتنا في بطولة لم نستعد لها ،وكأنهم لايهمهم صورة مصر ! أليس من حق هذا الشعب محاسبة بل ومحاكمة هؤلاء ، وهل مايحدث في المحليات ومازال من مخالفات بناء ،وتبوير اراضي ،لايستحق ان يحاسب البنية التحتية للفساد في المدن والمراكز والأحياء ،وهل أيادى المحافظين مرتعشة أمام هؤلاء الفاسدين حتى ولو خرجوا على المعاش؟.. هل شاهدتم طريقة بناء المدن الجديدة لأهلنا قاطنى العشوائيات بالأسمرات وغيط العنب، وبدر، التى أشرفت عليها وراقبتها الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، والبنية التحتية القوية بتلك المدن، بالمقارنة بما تم فى بناء مدن المحافظات وحتى القاهرة الجديدة والتجمع التى تغرق فى شبر ماء! فما بالك بمدن المحافظات التى تم تدمير بنيتها التحتية بسبب فساد انشاء مشروعات الصرف الصحي ،والتليفونات ،والمياه ،ومخالفات  ارجاع الشىء لأصله ،فهل ننتظر المحاسبة؟ إننى أوجه حديثى لكل وزير، ومحافظ، ورئيس حى، هل عجزتم عن محاسبة من قاموا بل ويقومون حتى الآن بالتغاضى عن مخالفات البناء، والرصف المخالف، وأين الرقابة؟ وهل يستمر التجار فى التلاعب فى الأسعار بهذه الصورة؟ إن حكومة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء قامت بمجهود كبير في بناء المشاريع القومية ،ولا أنتقص من جهدها ،أو نشاطها ،في ظل التقلبات العالمية التى حدثت أثناء توليها ،ولكن مصر الأن تحتاج إلى حكومة اقتصادية تؤلف من رجال مقاتلين ، يعرفون كيف تفكك كل هذه الألغاز، وجنى ثمار الإصلاح الذى قام به رئيس يحارب طواحين الهواء لبناء مصر جديدة قوية يستحقها شعب صابر يستحق الحياة الكريمة!

▪︎ما السر وراء نجاح الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية؟
النجاح في الإعلام  لايأتي بضربة حظ ،ولا بالفهلوة، النجاح يأتي بجهد وتفاني ،ودقة تحديد الجمهور المستهدف ،والوصول إليه ،وإيجاد الأليات التى تحقق التواصل السريع ،وربط هذا التواصل مع الجمهور المستهدف ،وكأن هذه المنظومة الإعلامية ملكه، نعم نجاح الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية وحصولها على المركز الثاني عالميا بعد صفحة البيت الأبيض ،وتحقيقها لأكثر من 24،3 مليون تفاعل ،وبلوغ عدد متابعيها 12 مليون متابع  ،لم يأتي من فراغ ، ولكن بوجود فريق عمل متميز يشرف عليه قطاع الإعلام والعلاقات بالوزارة ،شكاوى عبر البريد الإلكتروني يتم تحليلها وفحصها بسرعة فائقة ،لتجنب  الشكاوى الكيدية ،رسائل فيديوهات البلطجة ،والتحرش وغيرها عبر الصفحة ، تتم بكل سرعة ،لدرجة أن المواطن اصبح لديه يقين أن الوزارة تسمعه ،وتقف بجانبه، تقديم الخدمات الشرطة بكافة قطاعاتها الخدمية ،نعم  اختفت تقريباً مظاهر البلطجة اليومية ،اختفت تقريباً مظاهر الأسلحة بالأفراح ،الكل يترقب ،الكل يلجأ الى صفحة الوزارة ،وهذا هو الإعلام كما يجب أن يكون ،وبالذات لمؤسسة تتواصل مع حياة المواطن اليومية ،شابوه الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية .

مقالات مشابهة

  • «مجتمع وصل» ينظّم لقاءً متخصصًا يناقش الأثر الاتصالي للأحداث الرياضية بحضور نخبة من قيادات الإعلام والتسويق
  • لم يسمع نصيحتى!
  • دفتر أحوال وطن "353"
  • عن فيلم أم كلثوم!
  • نائب وزير المالية ورئيس الجمارك: تطبيق نظام «ACI» جزء من استراتيجية متكاملة للتسهيلات الجمركية
  • معهد التخطيط القومي يعقد برنامج خدمة مجتمع حولاستراتيجية مصر 2030 ومبادرة بداية لبناء الإنسان
  • وزير المالية: مستعدون للحوار الممتد مع شركائنا من مجتمع الأعمال.. والتحرك السريع لتحفيز الإنتاج والتصدير
  • بسبب محمد صلاح.. سمير كمونة يهاجم كاراجر عبر «الأسبوع»:«اغسل وجهك الأول يا فاشل»
  • هل يمكن للشوكولاتة الداكنة أن تبطئ الشيخوخة ؟ وكيف!
  • الملاعب الرياضية في مكة المكرمة.. وجهة الشباب لتعزيز النشاط البدني وصناعة مجتمع رياضي واعد