حل لغز سبب انقراض الحيوانات الضخمة قبل 50 ألف سنة!
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
أثار سبب انقراض الماموث الصوفي، وحيوان الكسلان العملاق، وأنواع أخرى من الحيوانات الضخمة آكلة النباتات، منذ نحو 50 ألف عام، حيرة العلماء لفترة طويلة.
وجادل بعض علماء الحفريات وعلماء الأحياء وغيرهم بأن أحداث تغير المناخ الجذرية خلال العصرين الجليديين الماضيين كانت مسؤولة عن انقراض هذه المخلوقات الضخمة، لكن دراسة جديدة ركزت على مسبب مختلف، وهو البشر.
وتوصلت مراجعة شاملة تجمع بين بيانات المناخ القديم، وعينات الحمض النووي المحفوظة، والأدلة الأثرية، وأكثر من ذلك، إلى أن "الافتراس البشري" من الصيادين وجامعي الثمار الأوائل هو التفسير الأكثر دعما بجميع الأدلة المتاحة.
وخلص الفريق في دراستهم الجديدة إلى أن "هناك دعما قويا وتراكميا للضغوط المباشرة وغير المباشرة من البشر المعاصرين سلوكيا".
وقال العلماء إن البشر كانوا "المحرك الرئيسي" وراء انقراض هذه الأنواع.
ويشير العلماء إلى الحيوانات الكبيرة التي تُعرف بأنها أي شيء يزيد وزنه عن 45 كغ، باسم "الحيوانات الضخمة". وقد تسببت معدلات انقراضها الأعلى من المتوسط في العصور الحديثة في إثارة القلق والانبهار.
وقام سفينينغ، الذي يقود مركز الديناميكيات البيئية في المحيط الحيوي الجديد (ECONOVO) التابع لمؤسسة البحوث الوطنية الدنماركية بجامعة آرهوس، بإدارة فريق من سبعة باحثين آخرين ساعدوا في تجميع الدراسة الجديدة.
وقد ساعدت مجموعة مثيرة للاهتمام من القطع الأثرية والأدلة المادية من السجل الأثري في تعزيز استنتاجاتهم التي نشرتها مجلة Cambridge Prisms: Extinction.
إقرأ المزيدوتشير الفخاخ القديمة، التي صممها بشر ما قبل التاريخ لاصطياد الحيوانات الكبيرة جدا، بالإضافة إلى تحليلات العظام البشرية وبقايا البروتين على الرماح، إلى أن أسلافنا كانوا يصطادون ويأكلون بعضا من أكبر الثدييات الموجودة حولنا.
وكشف سفينينغ: "هناك نمط مهم آخر يجادل ضد دور المناخ وهو أن انقراض الحيوانات الضخمة الأخيرة ضرب بنفس القدر في المناطق المستقرة مناخيا كما هو الحال في المناطق غير المستقرة".
ولكن في حين أن تعرض المنطقة لتغير المناخ لم يلعب أي دور في هذه الانقراضات، إلا أن فريق سفينينغ ووجد أن الهجرة الوافدة للصيادين البشريين لعبت دورا.
ويُظهر السجل الأحفوري أن هذه الأنواع الكبيرة انقرضت في أوقات مختلفة جدا وبسرعات متفاوتة إلى حد كبير، حيث انخفض عدد بعضها بسرعة كبيرة والبعض الآخر بشكل تدريجي، وفي بعض الحالات خلال 10 آلاف عام أو أكثر.
والقليل من هذه الانقراضات تتطابق جيدا مع السجلات المناخية من هذه الفترة الزمنية، المعروفة باسم العصر الرباعي المتأخر، والذي يشمل نهاية عصر البليستوسين، والعصرين الجليديين الماضيين، وفجر عصر الهولوسين قبل 11700 عام.
لكن العديد من هذه الانقراضات كانت مرتبطة بظهور الإنسان الحديث.
وأشار سفينينغ إلى أن "البشر المعاصرين الأوائل كانوا صيادين فعالين حتى لأكبر أنواع الحيوانات، وكان لديهم بوضوح القدرة على تقليل أعداد الحيوانات الكبيرة".
مضيفا: "كانت هذه الحيوانات الكبيرة معرضة بشكل خاص للاستغلال المفرط لأنها تتمتع بفترات حمل طويلة، وتنتج عددا قليلا جدا من النسل في المرة الواحدة، وتستغرق سنوات عديدة للوصول إلى مرحلة النضج الجنسي".
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اكتشافات التغيرات المناخية المناخ بحوث حيوانات منقرضة عالم الحيوانات معلومات عامة معلومات علمية إلى أن
إقرأ أيضاً:
خال من البشر.. مصور يسكتشف الجمال السريالي لمصنع سيارات كهربائية في الصين
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بتصويرها صفوفًا لا تنتهي من العمال بزيهم الرسمي، عبّرت صور إدوارد بورتينسكي الأيقونية للمصانع الصينية في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عن العمل البشري الذي يبدو أنه لا ينضب وراء المعجزة الاقتصادية الصينية.
وبعد عقدين فقط، يكشف المصور الكندي من خلال نظرة داخل مصنع للسيارات الكهربائية قرب شنغهاي ظاهرة معاكسة تمامًا، أي غياب تام للعمال.
وخلال مكالمة فيديو عبر تطبيق "زووم"، أوضح بورتينسكي حول المنشأة التي تملكها شركة "BYD" الصينية الرائدة للسيارات أنه "مصنع بناه البشر لكن تديره الروبوتات".
وأضاف: "أعتقد أن هذا يُمثل استشرافًا لما سيكون عليه مستقبلنا".
تعد شركة "BYD" في طليعة الثورة التكنولوجية. وفي العام الماضي، تجاوزت إيرادات الشركة السنوية منافستها الأمريكية "تسلا" للمرة الأولى بعد أن سلمت 4.27 مليون مركبة. ويرجع نجاحها جزئيًا إلى السعر، إذ يبدأ سعر طراز "BYD" الأساسي، "Seagull"، من حوالي 10 ألف دولار في الصين، وهو جزء بسيط من سعر 32 ألف دولار التي تفرضها "تسلا" على أرخص طرازاتها. ويرجع هذا السعر المعقول أيضًا جزئيًا إلى التصنيع المؤتمت بدرجة عالية.
في عام 2023، حصل بورتينسكي على وصول نادر إلى مصنع "BYD" في مدينة تشانغتشو، التي تبعد حوالي ساعتين بالسيارة عن شنغهاي. وتمكن من الحصول على الإذن عبر العلاقات الشخصية للمهندس المعماري البريطاني سير نورمان فوستر، الذي كان يرغب في صورة غلاف لمجلة "Domus"، والتي كان يشرف على تحرير عدد خاص منها حول مستقبل عدة صناعات، بما في ذلك النقل.
وأشار بورتينسكي إلى أن عملاقة السيارات كانت "حساسة" بشأن ما يُسمح له بتوثيقه. لكنه يعتقد أنه أول مصور مستقل يُمنح حق الوصول إلى أحد مصانع الشركة.
وقال عن المنشأة السرية، مشيرًا إلى ما يُعرف بـ"المصانع المظلمة" التي تفتقر إلى وجود عمال بحيث يمكن تشغيلها بدون إضاءة: "البشر موجودون فقط لصيانة الروبوتات والحفاظ على سير البرامج بسلاسة".
وأضاف: "بالطبع، الشركات تريد ذلك. لا وجود للنقابات، ولا إجازات مرضية مدفوعة الأجر، وطالما أن الكهرباء تُغذّي (الآلات)، يمكنها العمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع".
العولمة الجديدةتُظهر اللقطة الأبرز من زيارة بورتينسكي، التي تحمل عنوان "منشأة تصنيع BYD رقم 2"، صورة معقدة، ليس فقط عن التغيير السريع في الصين، بل أيضًا عن التأثيرات المترتبة على سلاسل التوريد وأسواق العمل حول العالم.
وتتمثل الشخصية "المركزية" في الصورة، على حد وصف المصور الكندي، في مركبة غير مكتملة على خط الإنتاج. بينما الأعمدة والعوارض المحيطة بها تتكرر وتتلاشى نحو نقطة اختفاء، ما يخلق تماثلًا مبهرًا. واصفًا المصنع بأنه يمتلك طابعًا "يشبه الكاتدرائية".
وتعد الصورة جزءًا من مجموعة أعمال أوسع بعنوان "الصين في أفريقيا"، التي يستكشف فيها بورتينسكي ما يعتبره "المرحلة التالية من العولمة".
وتُعرض السلسلة حاليًا في معرض "Flowers" بهونغ كونغ، وتُقارن بين مصنع BYD النظيف وبين معابر السكك الحديدية، والمستودعات، ومصانع الملابس المملوكة للصين في دول أفريقية مثل إثيوبيا.
وعند النظر إليها معًا، تُظهر ما وصفه المصور بـ"التكامل الرأسي الكامل للصين، من سلسلة التوريد إلى المنتج النهائي".
بعبارة أخرى، العمل البشري الذي رآه في منتصف العقد الأول من الألفية لم يختفِ، بل نقِل إلى الخارج. وأضاف أن شركة BYD، التي يُقال إنها اشترت مناجم الليثيوم (لإنتاج البطاريات) وحقوق المعادن في دول مثل البرازيل، تمثل هذا النموذج.
ويعرف بورتينسكي بشكل خاص بصوره الجوية للمناظر الطبيعية الدرامية التي تضررت بفعل الزراعة والصناعة، من مناجم النحاس إلى حقول الملح. ورغم أن صوره غالبًا ما تُظهر الاستغلال المفرط للبشر، إلا أنه يعتبرها "محايدة إلى حد كبير".
أما عن أسلوبه الفوتوغرافي، فقال: "أقوم بذلك بأسلوب جامد إلى حد ما. لا أحاول أن أجعل المشاهد يميل إلى جانب معين. لا أحاول أن أُؤثر عليك".
وغالبًا ما تحتوي صوره على بعض الغموض الأخلاقي.