علماء يصفون البحر المتوسط كبؤرة ساخنة للتغير المُناخي
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
#سواليف
يُراقب مُختصون قسم المُناخ في مركز طقس العرب الإقليمي آخر ما تؤول إليه مُخرجات النماذج الحاسوبية الخاصة برصد درجة حرارة المُسطحات المائي والتي لاحظ المُختصون من خلالها أن منطقة الحوض الشرقي #البحر_المتوسط تشهد ارتفاعاً لحرارة سطح المياه حيث تصل إلى 28-29 درجة مئوية وبذلك قد تكون تخطت مُعدلاتها المُعتادة بنحو 1 إلى 3 درجات مئوية تقريباً، ومن المُرجح أن يشهد البحر المتوسط المزيد من الارتفاع في ظل هيمنة الكُتل الهوائية الحارة خلال #فصل_الصيف.
وبحسب الدراسات غالبًا ما يُشار إلى حوض البحر الأبيض المتوسط، الذي يشمل البحر الأبيض المتوسط والدول المجاورة له بأنه نقطة ساخنة لتغير #المناخ والتنوع البيولوجي، فقد أشار تحليل جديد للأدبيات العلمية شارك في تأليفه 120 عالمًا إلى أن مجموع تغير المناخ والتلوث والاستخدام غير المستدام للأرض والبحر قد أدى إلى هذه المخاطر المتداخلة التي غالبًا ما يتم التقليل من شأنها.
وفيما يتعلق بوجود البقعة الساخنة، فإن الإجابة هي نعم ولا. إذ هي لا إذا كنا نعني أن منطقة البحر الأبيض المتوسط ارتفعت درجة حرارتها بشكل أسرع من المناطق الأخرى، ولكن صحيح أن الزيادات في درجة #حرارة_الهواء وصلت الآن إلى +1.5 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الصناعة (1850-1900) في حين أن متوسط الزيادة العالمية تجاوز للتو +1 درجة مئوية. ومع ذلك، هذا ليس مفاجئًا لأن جميع أسطح اليابسة في العالم ارتفعت درجة حرارتها أكثر من الغلاف الجوي فوق المحيطات، ويحدث أقوى ارتفاع في درجات الحرارة عند خطوط العرض العالية بسرعة ضعف المتوسط العالمي و البحر الأبيض المتوسط كونه شبه مغلق وضحل نسبيًا، يرتفع درجة حرارته بشكل أسرع من المحيط العالمي (+0.3 درجة مئوية إلى +0.4 درجة مئوية لكل عقد مقابل حوالي +0.2 درجة مئوية عالميًا .
مقالات ذات صلة هل كان نيزكا؟ شعاع ساطع في سماء إسطنبول يثير فضول الأتراك (فيديو) 2024/07/06ولكن درجة الحرارة ليست سوى عامل واحد من بين عدة عوامل تؤثر في التغير العالمي، والإجابة هي نعم إذا أخذنا في الاعتبار مزيج المخاطر المتعددة،.والذي يجعل البحر الأبيض المتوسط عرضة للخطر بشكل خاص، وخاصة على شواطئه الشرقية والجنوبية.
التنوع البيولوجي تحت التهديد في البحر الأبيض المتوسط نتيجة #التغير_المناخي
كما تعد منطقة البحر الأبيض المتوسط أيضًا نقطة ساخنة للتنوع البيولوجي حيث تضم 25000 نوع من النباتات، 60٪ منها متوطنة. وقد قدمت “خدمة” للأنواع النباتية والحيوانية كملاجئ خلال العصر الجليدي الأخير (عندما كان المناخ أكثر برودة وكان مستوى سطح البحر أقل بمقدار 120 مترًا). تتعرض هذه النظم البيئية الآن للتهديد الثلاثي المتمثل في الجفاف وارتفاع مستوى سطح البحر وتكثيف استخدام الأراضي. ستكون حرائق الغابات بسبب موجات الحر والجفاف دراماتيكية بشكل متزايد على الرغم من جهود الوقاية وقوات الاستجابة للحرائق، إن تغير المناخ والتلوث والصيد الجائر لها تأثير كبير على النظم البيئية البحرية، التي تحتوي على 18٪ من الأنواع المعروفة وتغطي 0.82٪ من المحيط العالمي.
كما أن البحر الأبيض المتوسط يشكل حاليا بؤرة ساخنة لعدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي، حيث يشهد خسائر اقتصادية وصراعات ومعاناة كبيرة للسكان؛ وحتى لو لم يكن من الممكن إثبات الروابط السببية مع تغير المناخ، فإن التغيرات المستقبلية المتوقعة كبيرة لدرجة أن خطر زيادة عدم الاستقرار كبير وسيتطلب جهود تكيف كبيرة. ومن الناحية الاقتصادية، تعتمد المنطقة بشكل كبير على السياحة ( 30٪ من السياحة العالمية ) التي تواجه التهديد المزدوج المتمثل في موجات الحر والتدهور البيئي من ناحية، وإزالة الكربون الضروري من النقل من ناحية أخرى.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف البحر المتوسط فصل الصيف المناخ حرارة الهواء التغير المناخي
إقرأ أيضاً:
علماء يحذرون من جفاف عالمي مستمر ومتسارع
تُظهر دراسة جديدة أن قارات العالم تجف بسرعة متزايدة، مما يُهدد توافر المياه العذبة على المدى الطويل، ويُحفز ارتفاع منسوب مياه البحار، في حين سيواجه ملايين الأشخاص حول العالم بالفعل حالات جفاف قاسية.
ووجدت الدراسة، التي استندت إلى بيانات جُمعت بين عامي 2002 و2024 من قِبل بعثتين تابعتين لوكالة ناسا، أن هذه التغيرات مستمرة، وتتسارع بمعدل ينذر بالخطر.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4لبنان يواجه أسوأ موجة جفاف منذ 90 عاماlist 2 of 4التغير المناخي يضع الشرق الأوسط على حافة الجفافlist 3 of 4الجفاف العالمي يفاقم المجاعة ويدفع الملايين للنزوحlist 4 of 4الجفاف يهدد الأمن الغذائي في سورياend of listورغم أن حالات الجفاف قصيرة الأمد ليست نادرة، فقد لاحظت دراسات حديثة تغيرات طويلة الأمد في مخزون المياه الأرضي العالمي.
ومخزون المياه الأرضي هو إجمالي كمية المياه المُخزنة على اليابسة، بما في ذلك الجليد والمياه السطحية والمياه الجوفية ورطوبة التربة.
وخلصت الدراسة إلى أن المناطق المعرضة للجفاف تنمو بضعف مساحة كاليفورنيا سنويا، أي نحو مليون كيلومتر مربع. وفي نصف الكرة الشمالي، يؤدي هذا إلى ظهور ما يُطلق عليه الباحثون "مناطق الجفاف الهائلة"، وهي بؤر جفاف ساخنة مترابطة على نطاق قاري.
وعلى الرغم من وجود مناطق تزداد رطوبة أيضا، فإن الميزان يميل بقوة نحو الجفاف الشامل. ويُعزى هذا التحول، حسب الدراسة، إلى استنزاف المياه الجوفية على نطاق واسع، وهو انخفاض طويل الأمد في مخزون المياه في طبقات المياه الجوفية بسبب ضخها، وخاصة للاستخدامات الزراعية.
وتُمثل هذه الظاهرة 68% من التغيرات الملحوظة في مخزون المياه الأرضية. وتشمل الأسباب الأخرى فقدان المياه في المناطق ذات خطوط العرض العليا، مثل كندا وروسيا، حيث يذوب الجليد والتربة الصقيعية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى موجات الجفاف الشديد في أميركا الوسطى وأوروبا.
ووفقا للمؤلفين، فإن آثار هذا الاتجاه عميقة، ويمكن الشعور بها على نطاق عالمي. ففي بداية قياسات الدراسة عام 2020، كان حوالي 6 مليارات شخص، أو 75% من سكان العالم، يعيشون في مناطق تتناقص فيها موارد المياه العذبة.
إعلانويؤدي انخفاض توافر المياه على الأرض إلى زيادة في مياه البحر، مما يُسرّع في نهاية المطاف من ارتفاع مستوى سطح البحر. وتُحذر الدراسة من أن هذه العملية تُساهم الآن بشكل أكبر في ارتفاع مستوى سطح البحر من ذوبان الصفائح الجليدية.
وجاء البحث عقب صدور تقرير صادر عن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، والذي خلص إلى أن بعضا من أشد حالات الجفاف المسجلة على الإطلاق قد وقعت منذ عام 2023.
ومع زيادة مستويات الجفاف، يُدفع عشرات الملايين من الناس، وخاصة في جنوب وشرق أفريقيا، إلى انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والهجرة المناخية القسرية بسبب الآثار المركبة لسوء إدارة المياه، وظاهرة النينيو، وتغير المناخ.
ففي الصومال، على سبيل المثال، يُقدر أن الجفاف قد تسبب في وفاة ما يقرب من 43 ألف شخص في عام 2022 وحده، وفقا للتقرير.
ويحدد التقرير بؤر الجفاف الساخنة في جميع أنحاء العالم، من البحر الأبيض المتوسط إلى أميركا الوسطى والجنوبية وجنوب شرق آسيا.
ففي إسبانيا، كانت 60% من الأراضي الزراعية تواجه الجفاف في أبريل/نيسان 2023، بينما 88% من الأراضي التركية معرضة حاليا لخطر التصحر.
ويقول الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إبراهيم ثياو: "لم يعد الجفاف تهديدا بعيدا. إنه موجود، ويتصاعد، ويتطلب تعاونا عالميا عاجلا".
وأضاف أنه عندما تنفد الطاقة والغذاء والماء دفعة واحدة، تبدأ المجتمعات بالتفكك، وهذا هو الوضع الطبيعي الجديد الذي يجب أن نكون مستعدين له، برأيه.
ولمواجهة هذه التحديات الجديدة، يوصي التقرير "باتخاذ إجراءات فورية تتضمن حلولا منهجية ومتعددة القطاعات وتعاونا دوليا"، مع التركيز بشكل خاص على تعزيز النظم البيئية وتحسين إدارة المياه مع ضمان عدالة الوصول إلى الموارد.
ووفقا للتقرير، تتوفر بعض الحلول السريعة للتخفيف من حدة المشكلة. ففي بعض أنحاء العالم، يُفقد ما يصل إلى 80% من المياه المتاحة بسبب تسربات في البنية التحتية للمياه القديمة أو غير الفعالة. ويمكن لإصلاح هذه البنية التحتية وصيانتها أن يزيد بشكل كبير من توافر المياه العذبة لبعض المجتمعات، حسب التقرير.
ويؤكد التقرير أن ذلك وحده لا يكفي. فلا يزال اتخاذ إجراءات حاسمة للتخفيف من آثار تغير المناخ أهمها خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتحول إلى ممارسات زراعية أكثر استدامة، نظرا لأن القطاع الزراعي هو أكبر مستهلك للمياه العذبة في العالم بلا منازع.