رئيس مركز ومدينة ديرمواس: خطة لإنهاء رصف الطرق الرئيسية والأحياء الداخلية
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
تفقد الدكتور رجب قياتي رئيس مركز ومدينة ديرمواس، استكمال أعمال قطع الفرمة وإزالة الطبقة القديمة بمنطقة صلاح سالم، وذلك تمهيداً لرمي التربة، ضمن الخطة الاستثمارية للعام الحالي.
الجولة تأتي في ضوء توجيهات اللواء عماد كدواني محافظ المنيا بالتواجد الميداني لمتابعة خطة تمهيد ورصف الطرق الرئيسية والأحياء الداخلية بالمراكز، وإعادة تأهيل ورفع كفاءة شبكة الطرق والبنية التحتية بالتعاون مع وحدة الرصف و مديرية الطرق ضمن الخطة الاستثمارية للعام الحالي، مشدداً على تسريع وتيرة العمل والتأكد من الالتزام بكافة المواصفات والمعايير الفنية لضمان الانتهاء من الأعمال المقررة ، وفق التوقيتات الزمنية المحددة، بما يُسهم في تحسين شبكة الطرق الرئيسية والفرعية، وتحقيق الأهداف المنشودة لمسار التنمية الشاملة.
استكمال أعمال قطع الفرمة وإزالة الطبقة القديمة
وقد تفقد الدكتور رجب قياتي رئيس مركز ومدينة ديرمواس، استكمال أعمال قطع الفرمة وإزالة الطبقة القديمة بمنطقة صلاح سالم، وذلك بعد الانتهاء الكامل من أعمال الإحلال والتجديد بمرفق مياه الشرب بتلك المنطقة.
حملة مكبرة لرفع الاشغالات بالشوارع
من جانبه، نظم رئيس المركز حملة مكبرة برفقة أحمد ثابت نائب رئيس المركز وحمدي محمد مدير إدارة الطرق بديرمواس، وذلك لرفع الإشغالات بتلك المنطقة، لمنع التعدي على حرم الطريق وخلق سيولة مرورية ومنع التكدس والزحام بتلك المنطقة، مع اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين، كما وجه بمتابعة تنفيذ الأعمال بكفاءة عالية للانتهاء منها فى الوقت المحدد لها، وذلك لتسهيل حركة السير والمرور بتلك الشوارع وعودة المظهر الجمالي لشوارع المدينة.
يأتي ذلك في ضوء جهود محافظة المنيا في تطوير المناطق بالمحافظة، ورصف الطرق وتمهيد شوارع الأحياء والمدن على مستوى المحافظة، خاصة وأن مشروعات الرصف تأتي في مقدمة المرافق التي تحرص وزارة التنمية المحلية على تنفيذها بالمحافظات وتوليها اهتمامًا كبيرًا، تنفيذاً لتوجيهات الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بتقديم خدمات أفضل للمواطنين في كافة القطاعات ورفع كفاءة الطرق والشوارع الرئيسية والفرعية سواء بتمهيدها وتسويتها أو تنفيذ عمليات الرصف.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المنيا محافظ المنيا متابعة خطة تمهيد و رصف الطرق مركز ديرمواس
إقرأ أيضاً:
اللغة العربية في تسمية المدن والأحياء.. مطرح أنموذجًا
أنور الخنجري
alkhanjarianwar@gmail.com
تُعد اللغة العربية من أغزر اللغات في العالم من حيث المُفردات والدلالات، وقد شكّلت عبر قرون طويلة مرآةً للثقافة والهوية العربية، ليس في الأدب والشعر فقط، بل في حياة النَّاس اليومية وتفاعلهم مع المكان.
ومن أبرز تجليات هذا التفاعل، ما نراه في تسمية المدن والأحياء والمواضع المختلفة؛ حيث تأخذ الأسماء طابعًا لغويًا غنيًا، يعكس البيئة، أو التاريخ، أو القبيلة، أو حتى الشعور الجمعي تجاه المكان. اللغة إذاً ليست وسيلة للتخاطب فحسب، بل هي خزان للذاكرة الجماعية، وجسر يصل الحاضر بالماضي. ومن أبلغ تجليات حضور اللغة في الحياة اليومية، ما نراه في تسمية المدن والأحياء؛ حيث يتداخل العامل الجغرافي مع التاريخي، والبيئي مع الاجتماعي، لتنتج تسميات محمّلة بالمعنى والحنين. وفي المدن الساحلية القديمة مثل مطرح، تظهر اللغة العربية، كغيرها من اللغات الحيَّة، تفاعلًا ملموسًا في مسميات الأماكن والأحياء وهي مرآة صادقة للهوية، لكن هذه المرآة بدأت تُكسر بصمت، حين تُمحى الأسماء بلا مُبرر، ويُستبدل بها ما لا يحمل من الروح شيئًا.
اسم مدينة "مَطْرَح" بحد ذاته له جذور عربية قديمة، ومعناه مرتبط بوظيفة المدينة التاريخية والجغرافية والتجارية، ومن حيث المعنى اللغوي فإنَّ كلمة "مَطْرَح" في اللغة العربية مشتقة من الفعل "طَرَحَ"، أي ألقى أو وضع، و"المَطْرَح" هو المكان الذي يُطرح فيه الشيء، أي يُلقى أو يُنزل فيه. وبناءً على موقع المدينة الساحلي، فإنه من المؤكد أن الاسم يُشير إلى أنها كانت مكانًا تُطرح فيه البضائع القادمة من البحر، أي ميناءً أو مرسى للتجارة، حيث يطرح فيها التجار بضائعهم أو حيث تطرح السفن مراسيها، وهذا يتماشى مع تاريخها العريق كميناء تجاري مهم في سلطنة عُمان، وخاصة لكونها كانت جزءًا من الحراك البحري والتجاري في الخليج والمحيط الهندي وأفريقيا. وبذلك، فإنَّ التسمية تنبع من عمق المعنى اللغوي والبيئي والتاريخي للمكان.
والتشبث بالأسماء العربية لا يعني إقصاء اللغات الأخرى؛ بل على العكس، ففي تعدد اللغات المستخدمة في تسمية الأحياء أو المواضع ما يعكس الترابط الثقافي والتاريخي لعُمان مع محيطها الأوسع في آسيا وإفريقيا. فكما نعتز بالأسماء العربية للمدن والأحياء العُمانية، فإننا لا نجد في تسميات سواحيلية أو بلوشية أو أعجمية أو غجراتية أو غيرها من اللغات واللهجات الحية في مدينة مطرح أو غيرها من المدن العُمانية ما يُنقص من الهوية؛ بل نراه ثراءً ثقافيًا وشاهدًا حيًا يؤرخ تواصل عُمان الحضاري مع محيطها الواسع.
اللغة السواحيلية، على سبيل المثال، ليست دخيلة؛ بل هي لغة تحدث بها العُمانيون في زنجبار وبمبا ومُمباسا، وساحل شرق أفريقيا برمته، وتوارثوها في بعض البيوت والمجالس حتى اليوم. وكذلك بالنسبة للبلوشية والزدجالية والغجراتية والأعجمية، وهكذا الحال أيضا مع الشحرية والمهرية في محافظة ظفار، أو الكمزارية في محافظة مسندم، كلها مكونات بشرية أصيلة في نسيج المجتمع العُماني.
إن تنوع اللغات في التسمية ليس ضعفًا، بل دليل قوة وانتشار، وهو يُعبّر عن الامتداد الطبيعي لعُمان عبر البحر، وعن التعايش والتعدد الذي لطالما ميّز شخصيتها الحضارية.
وإعادة الاعتبار لمسميات الأحياء القديمة في مطرح يشكل رد الجميل لمكان ما زال حيًا في وجدان الكثير من الناس وهو شكل من أشكال الوفاء لتاريخ لم يُكتب بعد، لكنه يعيش على ألسنة الناس وقلوبهم. ومن الأمثلة على ذلك، اسم الحي القديم "نازي موُجه"، وهي كلمة سواحيلية أطلقها العُمانيون القادمون من شرق إفريقيا على الحي الذي استقروا فيه عند عودتهم إلى مطرح. وكان الاسم يحمل في نبرته نكهة المغترب، ودلالة على تواصل الجغرافيا والثقافة، لكن الاسم تغيّر لاحقًا إلى "حي الصاغة"، وهو اسم لا يُعبّر عن الذاكرة أو الأصل؛ بل يرتبط بحرفة حديثة نسبيًا في هذا الحي.
كذلك هو الحال مع حي "كوهبون" وهي تسمية بلوشية تعني "تحت الجبل"، في إشارة مباشرة إلى موقع الحي الجغرافي الواقع أسفل السفوح الجبلية، وتُجسّد هذه التسمية العلاقة الحميمة بين السكان والبيئة الطبيعية المحيطة، كما تعكس البُعد اللغوي والثقافي الذي حمله البلوش معهم إلى المكان، فاختلط بالهوية المحلية وأصبح جزءًا من الذاكرة العمرانية للمنطقة. كما أن "سور اللواتيا" الذي يحمل رمزية اجتماعية ودلالة على التمايز السكاني، أو على شكل من أشكال التنظيم المجتمعي الذي حافظ على هوية الجماعة. وكذلك حي "جبروه" الذي ربما يكون الاسم منسوبًا إلى شخصية قوية، أو يحمل دلالة على القوة أو السلطة في تاريخ الحي. وحتى تسمية "حارة الشمال" الذي يشير إلى الحي الواقع في الجهة الشمالية لمدينة مطرح العتيقة، تحول مؤخرا الى حي الميناء، وقِس على ذلك أحياء وأسماء عديدة أخرى.
هذه الأسماء تحمل في الغالب دلالات اجتماعية أو جغرافية، أو تاريخية ترتبط بالبيئة العُمانية وهي أسماء ليست خادشة للحياء العام بأي شكل، بل تمثل جزءًا من الهوية اللِّسانية الشعبية للمكان، وتحمل دلالات ثقافية وجغرافية عميقة تعكس التركيبة السكانية والتاريخية للمدن العُمانية، خاصة في مدينتي مسقط ومطرح.
حين نتحدث عن استخدام الأسماء المحلية، فإننا لا نتحدث عن "لفظ" بحد ذاته؛ بل نتحدث عن المعنى، عن الجذور، عن الحكايات التي تختبئ خلف كل اسم. الاسم المحلي ليس مجرد دلالة، بل هو رابط بين الأجيال، وهوية لغوية تعاند الذوبان في ثقافة الاستيراد والتحديث الأجوف.
وأخيرًا.. اللغة- أيًا كانت عربية أو غيرها- ليست قادرة على توصيف الواقع فحسب؛ بل هي أيضًا حافظة للخصوصية، وهي ما يعطي لمطرح (ولغيرها من المدن) ملامحها التي لا تتكرر.