لأول مرة في التاريخ الحديث تعقد فيه بريطانيا وفرنسا انتخابات وطنية في توقيت متداخل خلال أسبوع واحد.

وفي تحليله لما آلت إليه الانتخابات في البلدين، قال الصحفي دان بيري في مقال بمجلة نيوزويك الأميركية إن النتائج جاءت متشابهة، مثل تشابه الدولتين، ولكنها أيضا كانت متباينة تماما حيث اتجهت بريطانيا يسارا، ومضت فرنسا نحو اليمين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوبوان: حل مجلس النواب أشعل حربا أهلية في فرنسا عام 1830list 2 of 2لواء الدب.. يد عسكرية ناشئة لحماية مصالح روسيا في القارة السمراءend of list

غير أن كاتب المقال، الذي يعمل محررا بوكالة أسوشيتدبرس، أوضح أن القصة الحقيقية وراء هذه النتائج تكمن في أن الناخبين في كلا البلدين ضاقوا ذرعا بالمجموعة الحاكمة من السياسيين الذين لم يرق أداؤهم إلى مستوى التوقعات ولم يكونوا فاعلين.

أوجه الشبه بين الانتخابات في فرنسا وبريطانيا وأميركا مذهلة، ففي كل منها هناك ردة فعل عكسية ضد الهجرة الجماعية وخيبة أمل من العولمة وغضب من النخب المهيمنة لعدم صدقها فيما يتعلق بالأضرار التي تلحقهما هاتان الظاهرتان بجموع الناس العاديين.

على أن أوجه الشبه بين الانتخابات في البلدين وبين ما يحدث في الولايات المتحدة الأميركية "يعد أمرا مذهلا"، بحسب الكاتب.

ففي كل مكان -وفق المقال- هناك ردة فعل عكسية ضد الهجرة وخيبة أمل من العولمة، وهو ما أثار الغضب من النخب المهيمنة لعدم صدقها فيما يتعلق بالأضرار التي تلحقهما هاتان الظاهرتان بجموع الناس العاديين الذين لا توجّهه لهم الدعوات لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد سنويا في منتجع دافوس بسويسرا.

معارضة التغييرات

ولفت بيري إلى أن هناك معارضة، في كل مكان، للتغيرات التي تطرأ على ثقافة المجتمعات جراء تدفق أعداد كبيرة من الوافدين الجدد إليها.

ويزعم الكاتب أن العديد من الفرنسيين يريدون الحفاظ على هويتهم، مثلما أغلب الإنجليز الذين يريدون الشيء نفسه.

ولهذا السبب، هاجم التجمع الوطني اليميني بزعامة مارين لوبان مؤيدي الرئيس إيمانويل ماكرون على الرغم من أن وجود المهاجرين كان مفيدا للاقتصاد الكلي، حسبما ورد في مقال نيوزويك.

وقد حصل حزب التجمع على ثلث الأصوات مقابل 21% لماكرون، ومن المرجح أن يفوز بأكبر عدد من المقاعد في الجولة الثانية من التصويت.

وسيبقى ماكرون في السلطة، ولكن بعد تفوق كتلة يسارية على حزبه تعارض إصلاحاته المؤيدة لاقتصاد السوق، ويصبح إذن مثل "بطة عرجاء"، وهو مصطلح سياسي أميركي يطلق على الرئيس في السنة الأخيرة من ولايته.

ولن يستطيع ماكرون -والحديث ما يزال للصحفي بيري- الترشح مرة أخرى، ولربما ينتهي الأمر باليمينية لوبان بأن تتولى الرئاسة في عام 2027.

أما الانتخابات البريطانية، فتبدو للوهلة الأولى "مربكة"، إذ تحولت البلاد إلى حزب العمال الذي ينتمي إلى يسار الوسط.

فقد حقق حزب العمال البريطاني انتصارا ساحقا في الانتخابات التشريعية أمس الخميس، لينهي بذلك 14 عاما متتالية من حكم المحافظين، وفاتحا الأبواب أمام زعيمه كير ستارمر ليصبح رئيسا للوزراء.

وفي قراءته للتصويت لصالح حزب العمال، يرى بيرى أن الناخبين البريطانيين عاقبوا المحافظين لأنهم "لم يكونوا يمينيين بما فيه الكفاية"، حيث زادت الهجرة إلى بلادهم في السنوات الأخيرة من حكمهم.

وأشار الكاتب إلى أن الاقتصاد البريطاني تعرض لضربة قوية، وتشير التقديرات إلى أن الناتج المحلي الإجمالي سيكون أقل بنسبة 10% على الأقل عما كان ليصبح عليه بدون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؛ وارتفعت معدلات الهجرة بالفعل، لكنها الآن تأتي من العالم النامي بدلا من أوروبا الشرقية.

وفي فرنسا، يكتسب الغضب إزاء الهجرة صبغة خاصة، لأنه يُحظر، قانونا، على الدولة جمع البيانات العرقية والإثنية، وبالتالي "لا نستطيع إلا أن نقدر عدد غير الأوروبيين والمهاجرين الآخرين" الذين يعيشون في فرنسا، وتبلغ نسبتهم، رسميا، حوالي 10%؛ ويشعر الفرنسيون أن الرقم الحقيقي ضعف ذلك وفي ازدياد سريع.

وقد يذهل هذا الأميركيين، الذين يجدون أنفسهم يعيشون في مجتمع "مهووس بالعِرق"، حيث يقتضي كل طلب للحصول على وظيفة معلومات عن العرق والجنس، على حد قول بيري، الذي يضيف أن الأميركيين على دراية بأن بلادهم تغيرت بسبب حدودها التي يسهل التسلل من خلالها في الجنوب، ومن الواضح أن الكثيرين منهم لا يحبون ذلك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الانتخابات فی فی فرنسا

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية: التقينا الكثير من الرؤساء الذين أكدوا أنهم سيقدمون الدعم لشعبنا لإعادة بناء وطنهم، وحملنا في كل لقاء وجهاً جديداً لسوريا

2025-07-03hadeilسابق وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني: خلال الأشهر الماضية لم تقبل الدبلوماسية السورية بالواقع المتهالك الذي ورثناه، وكانت في حركة دؤوبة لاستعادة حضور سوريا الدولي انظر ايضاًوزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني: خلال الأشهر الماضية لم تقبل الدبلوماسية السورية بالواقع المتهالك الذي ورثناه، وكانت في حركة دؤوبة لاستعادة حضور سوريا الدولي

آخر الأخبار 2025-07-03وزير الخارجية: التقينا الكثير من الرؤساء الذين أكدوا أنهم سيقدمون الدعم لشعبنا لإعادة بناء وطنهم، وحملنا في كل لقاء وجهاً جديداً لسوريا 2025-07-03وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني: خلال الأشهر الماضية لم تقبل الدبلوماسية السورية بالواقع المتهالك الذي ورثناه، وكانت في حركة دؤوبة لاستعادة حضور سوريا الدولي 2025-07-03وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين وتعبر عنهم 2025-07-03وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة لم تكن نتاج مؤسسة واحدة بل ثمرة عمل جماعي شارك فيه أبناء سوريا داخل الوطن وخارجه ممن اجتمعوا ليسهموا في بناء الدولة 2025-07-03وزير الإعلام: الهوية البصرية بكل عنصر فيها ثمرة مخاض عسير للشعب السوري، ثمرة تجسد تصور الدولة عن نفسها بوصفها دولة المواطنة والرعاية لا الامتياز 2025-07-03وزير الإعلام: استعاد السوريون بلادهم بعد عقود من التضحيات، ونعيد تقديم رمز الدولة تجسيداً للانتصار ولعقد سياسي جديد، نعلن فيه أن سوريا صارت فضاء سياسياً من الشعب وإليه 2025-07-03وزير الإعلام: في هذه اللحظة التاريخية نقف اليوم جميعاً على عتبة سردية جديدة في سوريا الجديدة، سردية لم تبن على الرموز وإبهار التصميم بل على إعادة رسم العلاقة بين المجتمع والدولة 2025-07-03بدء كلمة وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى خلال حفل إطلاق الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية 2025-07-03بحضور السيد الرئيس أحمد الشرع.. بدء فعاليات حفل إطلاق الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية في قصر الشعب بدمشق 2025-07-03أهالي مدينة طرطوس يحتفلون بإطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا في ساحة المحافظة

صور من سورية منوعات فريق بحثي ياباني ينجح بإنشاء عضيات عظم الفك من الخلايا الجذعية 2025-07-03 دراسة حديثة: القيلولة الطويلة قد تزيد خطر الوفاة 2025-07-02
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • الرئيس الشرع: الهوية تعبر عن بناء الإنسان السوري وترمم الهوية السورية التي ألفت الهجرة بحثاً عن الأمن والمستقبل الواعد، فنعيد إليها ثقتها وكرامتها وموقعها الطبيعي في الداخل والخارج
  • وزير الخارجية: التقينا الكثير من الرؤساء الذين أكدوا أنهم سيقدمون الدعم لشعبنا لإعادة بناء وطنهم، وحملنا في كل لقاء وجهاً جديداً لسوريا
  • أهالي المنيا يشيعون جثامين الأطفال الثلاثة الذين لقوا مصرعهم على يد والدهم.. شاهد
  • لماذا روسيا قوة دفاع وأميركا قوة هجوم وإيران توسّع نفوذها؟
  • أيام عاشوراء.. الكورد الفيليون يحيون ليلة القاسم وسط بغداد (صور)
  • مصر وهولندا تبحثان تعزيز التعاون في ملف الهجرة وتنفيذ إعلان النوايا المشترك
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • الصمت ليس خيارا.. فيلان يواجه قرارات بريطانيا وأميركا بتضامن أكبر مع غزة
  • إسرائيل: ندعو ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إلى إعادة فرض العقوبات على إيران
  • فرنسا تواصل انسحابها من ثاني دولة بالعالم وتسلم قواعدها العسكرية التي كانت تستخدمها