إذاعة الجيش الإسرائيلي: مقتل إسرائيليين اثنين بقصف لحزب الله على الجولان
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بمقتل شخصين جراء إصابة مركبة بصاروخ في الجولان، عقب استهدافه من "حزب الله" اللبناني بعشرات صواريخ الكاتيوشا، ردا على اغتيال أحد كوادره في سوريا.
وأوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلية أنه تم الإعلان عن مقتل رجل وامرأة أصيبا أثناء سفرهما في الجولان.
وأظهرت صور نشرتها صفحات إخبارية إسرائيلية تفحم السيارة إثر إصابتخا بشكل مباشر بصاروخ، من الصليات التي أطلقها "حزب الله" على الجولان، واحتراقها.
من جهته، أعلن "حزب الله" اللبناني اليوم الثلاثاء، استهداف مقر قيادة فرقة الجولان 210 في قاعدة نفح الإسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا، على دفعات، حيث قال في بيان له: "دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة، وردا على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في الصبورة على طريق دمشق بيروت، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية اليوم الثلاثاء على دفعات، مقر قيادة فرقة الجولان 210 في قاعدة نفح بعشرات صواريخ الكاتيوشا".
ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان "حزب الله" مقتل أحد كوادره، حيث جاء في بيان لـ "الحزب": " بمزيد من الفخر والإعتزاز، تزف المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد ياسر نمر قرنبش "أمين" مواليد عام 1970 من بلدة زوطر الشرقية في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيدا على طريق القدس".
وياسر نمر قرنبش، كان يعمل سابقا ضمن وحدة الحماية الأمنية الخاصة بالأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصر الله.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلى فلسطين الجولان حزب الله اللبناني حسن نصر الله جنوب لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
حين يصمت الجميع وتنطق صواريخ أنصار الله “غزة ليست وحدها”
منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة، التزمت حركة “أنصار الله” بقيادة السيد عبدالملك الحوثي بموقف واضح وصريح ألا وهو نصرة الشعب الفلسطيني.
ذلك الالتزام لم يكن مجرد خطاب عاطفي، بل تُرجم إلى عمليات عسكرية نوعية أعلن عنها المتحدث العسكري، يحيى سريع، واستهدفت الكيان الصهيوني، في رد مباشر على المجازر الأمريكية-الصهيونية بحق المدنيين. وهي المواقف التي أنعشت فينا الأمل بأن العروبة لا تزال تنبض بالحياة.
في المقابل، يقف قادة العرب والمسلمين، ومعهم جيوشهم المدججة بأحدث الأسلحة، متفرجين أمام مشهد الإبادة الجماعية في غزة، لا يحركون ساكنًا، بل ويحولون بين الشباب العربي ورغبتهم في الانضمام إلى صفوف المقاومة الفلسطينية. وكأنهم يتمنون أن تبتلع أمواج البحر غزة لتريحهم من الحرج.
وأما الشعوب العربية والإسلامية، فقد وقعت في أسر القهر السياسي، لا تملك حرية الفعل، مقيدة بخوف مزروع في الذاكرة الجمعية، عاجزة عن نصرة إخوانها في غزة، تكتفي بالصمت والذهول، وكأن المأساة تحدث في كوكب آخر.
في هذا السياق، يؤكد السيد عبدالملك الحوثي على أن جماعته اختارت “الخيار الصحيح”، وهو الجهاد ضد العدو الصهيوني والأمريكي، ردًا على استمرار العدوان على غزة وانهيار محاولات وقف إطلاق النار. وقد دفعت الولايات المتحدة ثمن عدوانها على اليمن، إذ كبدتها القوات اليمنية خسائر فادحة، دفعت واشنطن إلى إعادة حساباتها. ووفق تقرير لشبكة “NBC” الأمريكية، فإن هذه الحرب القصيرة نسبيًا كلّفت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار، وأدت إلى نفاد الآلاف من القنابل والصواريخ، بالإضافة إلى تدمير سبع طائرات مسيّرة، وإغراق مقاتلتين حربيتين.
ورغم كل هذه الحقائق، يواصل بعض القادة العرب والمسلمين رهانهم على حكومة نيتنياهو المتطرفة، أملاً في القضاء على المقاومة الفلسطينية، متجاهلين دروس التاريخ والمنطق. إن هذا الرهان ليس فقط غبيًّا من الناحية الاستراتيجية، بل يشكل سقوطًا أخلاقيًّا مدويًا. فالمقاومة ليست مجرد سلاح، بل روح شعب لا تُقهر.
ألا يدرك أولئك الحكام أن دعمهم لحكومة نيتنياهو، إحدى أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ الكيان الصهيوني، هو تماهٍ خطير مع مشروع استيطاني عنصري؟ .
إنهم بذلك يمنحون الضوء الأخضر لبناء المزيد من المستوطنات، مثلما أُعلن مؤخرًا عن إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، ويشجعون على تهويد القدس، وتوسيع الحصار على غزة والضفة، وارتكاب المجازر دون رادع.
في المقابل، يُظهر اليمن وجهًا آخر من العروبة، وجهًا تفيض منه الكرامة والمقاومة. ففي الوعي اليمني، تعتبر نصرة المظلوم واجبًا دينيًّا وأخلاقيًّا، وفلسطين وغزة رمزان للظلم الصارخ على أمة الإسلام. لذلك فموقف أنصار الله في إسناد غزة ليس ظرفيًّا ولا دعاية مؤقتة، بل نابع من شعور إنساني أصيل وتاريخ من التضامن والتلاحم.
وعلى الرغم من الحصار والحرب والفقر الذي يعانيه اليمنيون، فإنهم لا يتوانون عن مد يد العون لغزة، بالمال والدم والسلاح. هذا الموقف ليس جديدًا، فقد شارك اليمنيون في الحروب العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكان لهم حضور في حرب 1973، مما يعزز الروح التضامنية في وجدانهم.
إن معاناة اليمنيين اليومية تجعلهم أكثر شعورًا بآلام الغزّيين، وأكثر قدرة على فهم وحشية الحصار وآثاره النفسية والاقتصادية. ورغم كل التحديات، لا تزال صواريخ اليمن تنطلق وتدوي في سماء فلسطين المحتلة لتعلن أن غزة ليست وحدها، وأن الكفاح مستمر، وأن القضية الفلسطينية ستبقى حية في الوجدان العربي.
إلى ذلك يرى مراقبون أن استخدام صواريخ فرط صوتية يمثل تحولًا نوعيًا في طبيعة الصراع، وهو منعطف خطير للغاية في تطورات الشرق الأوسط إذ أن مثل هذه الأسلحة من الصعب اعتراضها عبر المنظومات التقليدية، ما يُحدث خللًا في معادلة الردع الإسرائيلية، إذ بدأت الحرب عن بُعد بالمسيرات والصواريخ من طرف دول لا تجمعها حدود جغرافية مع الكيان، الأمر الذي لم تكن إسرائيل تنتظره. وهو ما يعكس قدرة اليمنيين على التأثير في موازين القوة الإقليمية، رغم الحصار المفروض على اليمن.
فلاش: من بين المقولات التي تتردد على الألسنة مقولة: “من لم يؤدبه الزمن، يؤدبه اليمن” وهي مقولة تنبع من تاريخ طويل من الكبرياء، وتحمل تحذيرًا واضحًا لكل من يستخف بشعب اليمن ومقاومته. وما خضوع أمريكا لشروط صنعاء مؤخرًا إلا تأكيد على أن هذا البلد العريق لا يُقهر. ويكفيهم شرفا أن تُعرب كتائب المقاومة الفلسطينية، عن مباركتها للضربات الصاروخية التي تنفذها “أنصار الله” في عمق الأراضي المحتلة، حيث أشاد أبو عبيدة، المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام، بالعمليات التي يقوم بها اليمنيون، واصفاً إياها بـ”النوعية”، ومثمناً في نفس الوقت تضامن الشعب اليمني وموقفه الداعم للقضية الفلسطينية واستعداده للتضحية من أجلها.
وختاما، فبينما يراهن البعض على الخنوع والتطبيع، يراهن أنصار الله وكل الأحرار على الشرف والمقاومة. والرهان الأخير هو ما تصنع به الأمم تاريخها، وتستعيد به كرامتها.
*كاتب مغربي