بقلم / منير شفيق
دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي قطاع غزة، وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم البيوت الآمنة على رؤوس سكانيها، فضلا عن الحرمان من النوم والدواء والطعام والماء.
وكان العالم كله قد ضجّ عند رأى أجساد الشيوخ والنساء والأطفال ممزقة تحت الردم وركام الأبنية، وصولا إلى المستشفيات، ومن فيها من جرحى ومرضى وأطباء وممرضين وعاملين.
فلم يكتف أعضاء مجلس الحرب الصهيوني بالإبادة المهولة التي أفزعت العالم كله، ليرتفعوا بخطر الموت الجماعي، من خلال التجويع، إلى المساس بكل الشعب.
وباللجوء إلى هذا المستوى من حرب الإبادة، تكون قد وصلت هذه الحرب إلى مستوى تسميم المياه، وبث الغازات السامة في الهواء، والتجويع الشامل، أي تجاوز أعلى مستوى من المحرمات الدولية في الحرب، وأعلى مستوى في القتل الجماعي، الأمر الذي يفرض أن تعلو أخطار الإبادة التي يتعرض لها أهل غزة إلى أعلى مستوى، لتصمّ آذان الرؤساء العرب أولا، والرؤساء المسلمين ثانيا، وضمائر سكان المعمورة جميعا، كما الهيئات الدولية، ابتداء من هيئة الأمم المتحدة، ونزولا إلى المنظمات الإنسانية، إلى الجامعة العربية، فقد وصلت هذه الجريمة حدا لا يجوز لأحد السكوت عليه أو تجاهله، بل ضرورة الردّ على هذه الجريمة بمختلف أشكال الردود.
صحيح أن المقاومة والشعب في قطاع غزة ما زالا في المواجهة، ولن يَفتّ من عضُدهما استمرار التصعيد بالقصف والقتل الجماعي، ولن يضعفهما تحدّي المجاعة، بالصبر والإيمان، وبتصعيد المقاومة، تصعيدا راح يذهل العدو، فالعمليات العسكرية التي عرفتها بضعة الأسابيع الماضية، توحي وكأن المقاومة بدأت من جديد، كما بعد انتهاء أكتوبر 2023م.
صحيح أن الاتجاه العام للحرب البريّة ككل، والتعاطف العالمي مع شعب غزة البطل في صموده أمام الإبادة البشرية، والتدمير شبه الشامل، ما زالا على أشدّهما.. وصحيح أن عمليات نصرة محور المقاومة تصعدت بدورها، إلى حدّ أصبح فيه الوضع مهددّا باندلاع حرب إقليمية، كما عبّرت عن ذلك تصريحات في مسؤولين حكومة نتنياهو بشنّ حرب شاملة على لبنان.
ولكن مع كل هذا الصحيح، فإن مجموعة العوامل الفاعلة محليا غزاويا، وفلسطينيا، وإقليميا، وعالميا، كما ملاحظة تفاقم التناقضات التي أخذت تلف حبلا حول عنق نتنياهو، إلا أن الارتفاع بالإبادة إلى مستوى التجويع الجماعي للشعب كله، يتطلب مضاعفة تلك العوامل لإحباط حرب الإبادة، وحرب العدوان، وذلك للإسراع بانتصار غزة المحتوم بإذن الله.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الإعلامي الحكومي:100,000 طفل في غزة يوجهون خطر الموت الجماعي
الثورة نت/
حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأشد العبارات من كارثة إنسانية غير مسبوقة وشيكة يرتكبها العدو “الإسرائيلي” في قطاع غزة، حيث يُواجه أكثر من 100,000 طفل أعمارهم من عامين، بينهم 40,000 طفل رضيع أعمارهم أقل من عام واحد، خطر الموت الجماعي الوشيك خلال أيام قليلة، في ظل انعدام حليب الأطفال والمكملات الغذائية بشكل كامل، واستمرار إغلاق المعابر ومنع دخول أبسط المستلزمات الأساسية.
وقالت المكتب في تصريح صحفي، اليوم السبت،تلقته وكالة الأنباء اليمنية(سبأ)إننا أمام مقتلة جماعية مرتقبة ومتعمّدة ترتكب ببطء ضد الأطفال الرضّع الذين باتت أمهاتهم ترضعهم المياه بدلاً من حليب الأطفال منذ أيام، وذلك نتيجة سياسة التجويع والإبادة التي ينتهجها العدو “الإسرائيلي”.
وأضاف أن المستشفيات والمراكز الصحية سجلت خلال الأيام الأخيرة ارتفاعاً يومياً بمئات حالات سوء التغذية الحاد والمهدد للحياة، دون أي قدرة على الاستجابة أو العلاج بسبب شبه الانهيار للقطاع الصحي وانعدام الموارد الطبية والغذائية فيما بلغ العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 122 حالة وفاة، من بينهم 83 طفلاً.
وطالب المكتب في نداء باسم الإنسانية والضمير العالمي، بـإدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية فوراً إلى قطاع غزة وفتح المعابر بشكل فوري ودون أي شروط.
ودعا المكتب إلى كسر الحصار الإجرامي بالكامل وتحرك دولي عاجل لوقف هذه المقتلة الجماعية البطيئة.
وحمل العدو “الإسرائيلي” والدول المنخرطة في الإبادة الجماعية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الوشيكة، محذرا من أن استمرار الصمت الدولي هو تواطؤ صريح في الإبادة الجماعية للأطفال في غزة.