مريض سرطان يستعيد صوته بعد نجاح أول عملية زرع حنجرة كاملة في العالم
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
الولايات المتحدة – كشف تقرير حالة أن رجلا أمريكيا مصابا بنوع نادر من سرطان الحنجرة، تلقى أول عملية زرع حنجرة كاملة ناجحة في فبراير الماضي.
والحنجرة هي جزء من الحلق يحتوي على الحبال الصوتية والتي تسمح للإنسان بالتنفس والبلع والتحدث.
وبفضل عملية الزرع الرائدة التي أجرتها مؤسسة “مايو كلينك”، عاد صوت مارتي كيديان تدريجيا.
وقال ديفيد لوت، دكتوراه في الطب، في قسم طب الأنف والأذن والحنجرة (ENT)، والمتخصص في جراحة الرأس والرقبة/علم السمع في مؤسسة “مايو كلينك”، في أريزونا: “لقد تجاوزت الجراحة وتقدم المريض توقعاتنا. يعد هذا إنجازا هائلا في إطلاق ما نعتقد أنه مستقبل زراعة الحنجرة”.
وتوفر عملية الزرع الناجحة هذه الأمل للمرضى الذين لا يستطيعون التحدث أو البلع أو التنفس بسبب مشكلات في الحنجرة.
ومنذ نحو عقدين من الزمن، كان الدكتور ديفيد لوت وفريقه في “مايو كلينك” في فينيكس يبحثون في مسألة زراعة الحنجرة.
وتعرف الفريق على كيديان، والذي أصبح أول مريض في العالم يخضع لعملية زرع حنجرة كاملة بنجاح، والذي بدأ الآن في استعادة صوته.
وتعد عملية زرع الحنجرة عملية جراحية معقدة، حيث تحل محل حنجرة المريض والهياكل المحيطة بها. وتم تنفيذ عدد قليل فقط في جميع أنحاء العالم.
ووفقا لبيان صحفي، فإن كيديان تلقى ثالث عملية زرع حنجرة كاملة يتم إجراؤها على الإطلاق في الولايات المتحدة، و”الأولى لمريض مصاب بالسرطان النشط في الولايات المتحدة”.
وقام الفريق الجراحي أولا بإزالة شكل نادر من سرطان الحنجرة يُعرف باسم الساركوما الغضروفية. وبعد استئصال السرطان، أجريت عملية الزرع.
وأجرى فريق متعدد التخصصات عملية جراحية استغرقت 21 ساعة، حيث تمت زراعة حنجرة كيديان والبلعوم (الحلق العلوي) والقصبة الهوائية العلوية والمريء العلوي (أنبوب الغذاء) والغدة الدرقية والغدة جارة الدرقية (المنظمة للهرمونات)، بالإضافة إلى الأوعية الدموية والأعصاب الحيوية.
وأجريت عملية الزرع كجزء من أول تجربة سريرية لزراعة الحنجرة في الولايات المتحدة. وهذا يمهد الطريق لجعل هذه العملية النادرة متاحة لمزيد من المرضى الذين هم في أمس الحاجة إليها.
وقال الدكتور لوت: “تتيح لنا هذه التجربة السريرية إجراء تحقيق علمي حقيقي يهدف إلى إجراء بحث شامل حول سلامة وفعالية زراعة الحنجرة كخيار موثوق به للمرضى”.
وبعد أربعة أشهر من الجراحة، غيرت النتائج حياة كيديان الذي أمضى سنوات عدة في مكافحة السرطان والخضوع للعديد من العمليات الجراحية التي أثرت بشدة عليه، حيث فقد صوته وقدرته على البلع بشكل طبيعي، واحتاج في النهاية إلى ثقب القصبة الهوائية (ثقب التنفس في رقبته) للتنفس. وقد أثر هذا بشكل كبير على نوعية حياته بشكل عام.
ويمكنه الآن التحدث مرة أخرى. ووفقا للبيان الصحفي، يمكنه أيضا أن يبتلع ويتنفس بشكل مستقل، ويستعيد نوعية الحياة التي كان يعتقد أنه فقدها إلى الأبد.
وأشار الأطباء إلى أنه سيتم سحب أنبوب القصبة الهوائية بمجرد أن يتمكن من التنفس بشكل طبيعي مرة أخرى.
نشر التقرير المفصل لهذه الحالة في المجلة الطبية Mayo Clinic Proceedings.
جدير بالذكر أن مركز “غاماليا” الروسي يجري حاليا تجاربه قبل السريرية على لقاح ثوري للسرطان، والذي سيتم إنتاجه بشكل مخصص لكل حالة مرضية على حدة بمساعدة الذكاء الاصطناعي العامل ببرمجيات روسية “عالية المستوى” وفقا لمدير المركز ألكسندر غينتسبورغ.
وفي حال إتمام التجارب السريرية للقاح الجديد بنجاح، فإنه سيساعد على محاربة أنواع مختلفة من السرطانات والتي لا يوجد لها علاجات فعالة حتى الآن، بما في ذلك بعض أنواع سرطانات الجلد وسرطانات الرئة وسرطانات البنكرياس.
المصدر: Interesting Engineering
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة عملیة الزرع
إقرأ أيضاً:
نجاح المرحلة الأولى من وقف الحرب
وأخيراً وُقِّع اتفاق تنفيذ المرحلة الأولى، في مشروع ترامب لوقف الحرب في غزة. وخلاصته تبادل الأسرى من الجهتين، وانسحاب الجيش الصهيوني، ودخول المعونات، بمعدل أربعماية شاحنة يومياً، في الأقل، والأهم وقف إطلاق النار. أي وقف حرب الإبادة، وحرب التجويع.
ولعل نظرة خاطفة إلى هذا الاتفاق، تسمح بالقول، أنه تمّ على الضدّ من مواقف نتنياهو، الذي يريد استمرار الحرب، واستمرار الإبادة والتجويع.
فمن هذه الزاوية، يمكن اعتباره انتصاراً للمقاومة والشعب، ولكل من بذل جهداً في العالم، ضدّ نتنياهو وحربه الإجرامية، كما ضدّ من غطوا نتنياهو، من دول في العالم، كذلك، وكان من بينهم ترامب، الذي انقلب الآن على موقفه السابق، وتصريحاته السابقة. وهو انقلاب سياسي، ولا يغيّر من الانحياز الأساسي للكيان الصهيوني.
من هذه الزاوية، يمكن اعتباره انتصاراً للمقاومة والشعب، ولكل من بذل جهداً في العالم، ضدّ نتنياهو وحربه الإجرامية، كما ضدّ من غطوا نتنياهو، من دول في العالم، كذلك، وكان من بينهم ترامب، الذي انقلب الآن على موقفه السابق، وتصريحاته السابقة. وهو انقلاب سياسي، ولا يغيّر من الانحياز الأساسي للكيان الصهيوني.على أن أول ما يسجّل لهذا الاتفاق، هو وقفه للمجزرة المستمرة، التي عانى منها الشعب في غزة، ما عانى، وكان فوق ما عرفته الشعوب، منذ قرون، بل فوق ما يتحمله البشر، حتى بمجرد المشاهدة.
وجاءت صفقة التبادل للأسرى، في مصلحة الشعب الفلسطيني، من كل الأوجه، التي تُحسب فيها، نوعاً، وعدداً، وحقاً، ورمزاً.
طبعاً، ثمة المخاوف، مما يمكن أن يفعله نتنياهو، أو حتى من احتمال تقلّب ترامب يكدّران، أو يشغبان، على التقدير الإيجابي (المفرح)، لهذه الصفقة. لأن المخاوف مسألة نفسية، ولو تعززت بتجارب متعدّدة سابقة.
وذلك لأن الوقائع والعوامل، وموازين القوى اللاتي، أوصلت إلى هذا الاتفاق، ما زالت قائمة. وهي أقوى من المخاوف، في شطريها النفسي، والتجربة السابقة.
إن أول ما يجب، أن يُقرأ هنا، هو فشل نتنياهو، في حسم الحرب عسكرياً، طوال سنتين ويومين. فلو كانت الحرب، قد حسمت عسكرياً، لما كان مشروع ترامب. وهذه هي البدهية الأولى، في بُعدها، المتعلق بعظمة المقاومة، والصمود الشعبي، كما في بُعدها المتعلق، بعدم قدرة الجيش الصهيوني، وعزلة كيانه، دولياً، وتخبّط نتنياهو بين مصلحته الشخصية، وبين القراءة الدقيقة لموازين القوى، داخلياً وخارجياً.
وإن ثاني ما يجب أن يُقرأ، وهو الوضع السياسي، وموقف إدانة الكيان الصهيوني المتصاعدة، من جانب الرأي العام العالمي، كما من جهة الموقف الدولي، خصوصاً، أوروبياً وأمريكياً. وهذا البُعد، راح يؤثر سلباً، في وضعية الإدارة الأمريكية، وترامب بالذات، بسبب الانجرار وراء نتنياهو، وتغطية جرائمه، وسياساته الفاشلة. ومن ثم أثرّت في انقلاب موقف ترامب. وذلك فضلاً عما واجه ترامب من ضغوط عربية وإسلامية، في المفاوضات، وخارج المفاوضات، في التوصّل لاتفاق المرحلة الأولى.
والسؤال الآن، هل ستستمر كل الوقائع والعوامل، وموازين القوى، بمختلف أبعادها، لتفعل فعلها، في مفاوضات المرحلة الثانية. التي هي أصعب من المرحلة الأولى في جوانب، وأسهل، منها في جوانب أخرى.
لنقُل أن الاحتمالين بقوّة بعضهما. ولكن نتنياهو، إذا عاد للحرب، فسيعود أضعف. وسيكون ترامب أكثر حرجاً.