بوليتيكو: إطلاق النار على ترامب يلقي الضوء على العنف المتزايد الذي أصبح الواقع السياسي في أمريكا
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رأت صحيفة بوليتيكو الأمريكية أن إطلاق النار على تجمع انتخابي لدونالد ترامب في ولاية بنسلفانيا هو أحدث دليل مروع على تزايد أعمال العنف والتهديدات التي اجتاحت الخطاب السياسي المعاصر في الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة - في تقرير أوردته اليوم الأحد- إنه يبدو أن البلاد -التي تشهد حالة من الغليان والاستقطاب بالفعل- تستعد لتوجيه الاتهامات المضادة، حتى مع بدء ظهور التفاصيل ذات الصلة بإطلاق النار.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أنها تبدو أول محاولة لإطلاق النار على رئيس أمريكي -حالي أو سابق- منذ نجاة رونالد ريجان من رصاصة في عام 1981، إلا أن اسم ترامب أصبح الآن على رأس قائمة مروعة من القادة البارزين الذين تعرضوا للعنف في السنوات الأخيرة.
ووفقا للصحيفة تشمل هذه القائمة رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي (ديمقراطية من كاليفورنيا)، التي تعرض زوجها بول للضرب في منزلهما في سان فرانسيسكو على يد مهاجم كان يبحث عنها. وزعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيف سكاليز (الجمهوري عن ولاية لوس أنجلوس)، الذي كاد أن يُقتل برصاص أحد المهاجمين خلال إطلاق نار جماعي عام 2017 على فريق البيسبول التابع للحزب الجمهوري في الكونجرس خارج واشنطن. ومن بين هذه القائمة أيضا قاضي المحكمة العليا بريت كافانو، الذي زُعم أنه تم استهدافه بالاغتيال على يد رجل وصل إلى مسافة أقدام من منزل القاضي المحافظ في ماريلاند في منتصف الليل.
وأشارت بوليتيكو إلى أنه في بعض الاتجاهات، تم تحديد عصر ترامب وبايدن من خلال حلقة فريدة من العنف السياسي التي اتسمت بها الفترة الانتقالية بين رئاستيهما بما في ذلك: هجوم 6 يناير على مبنى الكونجرس والذي نفذه حشد من أنصار ترامب الذين سعوا إلى منع جو بايدن من تولي منصبه. واجتاح الآلاف من مثيري الشغب المبنى، وكان بعضهم يسعى إلى العنف ويهددون باستخدام العنف ضد قادة الكونجرس ونائب الرئيس آنذاك مايك بنس، مما أدى إلى ضرب رجال الشرطة وإصابة الآلاف من الأشخاص الذين عملوا في المبنى بالصدمة.
ووفقا للصحيفة أدى الهجوم الذي تعرضت له عملية نقل السلطة إلى تنشيط محاولة بايدن لتصوير ترامب باعتباره تهديدا فريدا للديمقراطية ولا يمكن السماح له أبدا بالاقتراب من مقاليد السلطة مرة أخرى. وبينما قاوم بايدن المتشككين في حزبه في الأسابيع الأخيرة، حث الحلفاء على إنهاء القتال الداخلي وبدلا من ذلك "وضع ترامب في مركز الهدف" - وهي ملاحظة يتم تضخيمها حديثا من جانب حلفاء ترامب كدليل على الخطاب غير المسؤول.
وأوضحت الصحيفة أنه كما بلغت ولاية ترامب ذروتها باندلاع أعمال عنف سيئة السمعة في السادس من يناير 2021، اتسمت المرحلة الأولى من رئاسته بحادثة واحدة أيضا: إطلاق النار في يونيو 2017 الذي كاد أن يقتل النائب ستيف سكاليس ويصيب عدة أشخاص آخرين.
ومضت الصحيفة الأمريكية تقول إن الهجوم على ترامب يعد بالفعل لحظة حاسمة بالنسبة للبلاد وانتخابات عام 2024. وجاء ذلك على خلفية حكومة غارقة بالفعل في التهديدات التي أصبحت من الحقائق المميزة لوظيفة أعضاء الكونجرس والقضاة وغيرهم من المسؤولين البارزين. وتتخلل هذه التهديدات اندلاع أعمال عنف فعلية من حين لآخر، ولكن بشكل متكرر. أضافت أن القاضيين الذين يترأسان قضايا ترامب الجنائية في واشنطن العاصمة وفلوريدا - تانيا تشوتكان وأيلين كانون - تلقيا تهديدات بالعنف أدت إلى محاكمة جنائية ووضع القضاة تحت إجراءات أمنية على مدار 24 ساعة.
وأبلغت شرطة الكونجرس عن ارتفاع أعداد التهديدات الموثوقة ضد المشرعين والتي ابتلعت حصة متزايدة من موارد الإدارة. وفي أعقاب السباق الرئاسي لعام 2020، ظهرت تهديدات ضد مسؤولين محليين وحكوميين أقل شهرة مكلفين بالإشراف على الانتخابات.
كما تلقى كل من بايدن وترامب تهديدات بالقتل أدت إلى ملاحقات قضائية فيدرالية، واستمرت التهديدات ضد ترامب حتى بعد تركه منصبه.
واختتمت الصحيفة مقالها قائلة إن مثل هذه التهديدات أصبحت بمثابة ضجيج مروع في الخلفية للحكومة الأمريكية والسياسة الأمريكية، ويقبل بها العديد من المسؤولين كثمن للاحتفاظ بالسلطة في عام 2024. واستشهدت بتصريحات المدعي العام الأمريكي ميريك جارلاند في وقت سابق من هذا العام قال فيها: "إننا نشهد ارتفاعا مثيرا للقلق للغاية في التهديدات ضد أولئك الذين يخدمون الجمهور. إنهم يهددون نسيج ديمقراطيتنا".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الكونجرس الولايات المتحدة ترامب بنسلفانيا إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
خبراء: ترامب سينتزع موافقة نتنياهو على وقف إطلاق النار في غزة
تشير التسريبات والتصريحات من كواليس المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى أن تقدما ملحوظا سيحدث في وقت قريب رغم استمرار عقبات جوهرية تتعلق بالترتيبات الأمنية والانسحاب الإسرائيلي من القطاع.
ويذهب الكثير من الخبراء، كالمحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري أدولفو فرانكو، للاعتقاد بأن احتمالية التوصل لاتفاق باتت أكبر من أي وقت مضى، لكن التوقيت يبقى المسألة الأساسية مع وجود قضايا عالقة تتطلب التزاما حاسما من جميع الأطراف.
وتكشف التطورات الأخيرة عن ضغوط أميركية متزايدة على إسرائيل، رغم محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية تصوير العلاقة مع إدارة الرئيس دونالد ترامب على أنها قائمة على التنسيق الكامل وليس الضغوط.
وبعودة الحديث عن مرونة إسرائيلية وتقليص للخلافات في المحادثات بما يتيح إمكانية التوصل إلى اتفاق قريب، أكد ترامب، في تصريحات جديدة، وجود فرصة جيدة للغاية للتوصل إلى تسوية بشأن غزة هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل.
كما نقل موقع أكسيوس عن مصدرين مطلعين أن مسؤولين كبارا من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر عقدوا محادثات سرية في البيت الأبيض ركزت على الخلافات الأساسية المتبقية للتوصل إلى اتفاق طال انتظاره لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وبحسب الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى، فإن نفي نتنياهو للضغوط يؤكد وجودها فعلا، مشيرا إلى أن إسرائيل أذعنت في ثلاث من النقاط الخلافية الأربع بضغط أميركي، ولم تبق سوى نقطة واحدة تتعلق بالانسحاب الإسرائيلي.
موقف حماس
ومن جانبها، تظهر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مرونة واضحة في التفاوض، وهو ما أشاد به الرئيس ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
ومن المرجح أن هذه المرونة تنطلق من تقدير الحركة لحساسية اللحظة ووجود فرصة جدية للوصول للاتفاق، كما يقول الكاتب أحمد الطناني، لكنها تحافظ على صلابة واضحة في العناوين الأساسية المرتبطة بإزالة الوقائع التي فرضها الاحتلال على الأرض.
إعلانوقالت حماس إن قيادة الحركة تواصل جهودها المكثفة والمسؤولة لإنجاح المفاوضات الجارية سعيا للتوصل إلى اتفاق شامل ينهي العدوان ويؤمّن دخول المساعدات الإنسانية بشكل حر وآمن ويخفف المعاناة المتفاقمة في القطاع.
وأضافت أنها في إطار حرصها على إنجاح المساعي الجارية فإنها أبدت المرونة اللازمة، مؤكدة أنها تواصل العمل بجدية بروح إيجابية مع الوسطاء لتجاوز العقبات وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وضمان تطلعاته في الحرية والأمن والحياة الكريمة.
وتتركز العقبات الرئيسية حاليا حول إصرار إسرائيل على ترتيبات أمنية معينة وعدم الانسحاب الكامل من غزة، وهو ما يتعارض مع موقف حماس التي تشترط انسحابا إسرائيليا فعليا وإجراءات لعودة أهالي القطاع إلى مناطق سكنهم.
ويحذر الطناني من أن إصرار نتنياهو على عدم إخلاء ما يسمى بمحور فيلادلفيا يؤكد رغبته في الحصول على 60 يوما من الهدوء فقط للحصول على الأسرى ثم العودة لعدوانه.
وتثير فكرة إقامة "مدينة إنسانية" في منطقة رفح جدلا واسعا بين الخبراء، حيث تصفها صحف إسرائيلية بأنها ستحوّل الجيش الإسرائيلي إلى حارس لأكبر معسكر اعتقال في العالم.
ولا يخفي أهالي غزة مخاوفهم من هذا المشروع، خاصة أنهم خاضوا تجارب مريرة للغاية في مناطق النزوح السابقة حيث لم يتوقف القصف يوما واحدا رغم الوعود بالأمان.
تخبط إسرائيلي
في خضم الحراك السياسي الضخم، يبرز التخبط الواضح في التصريحات الإسرائيلية المتعلقة بالتخطيط العسكري، حيث يطرح المسؤولون كل يوم فكرة جديدة دون وضوح في شكل الانسحاب وإعادة الانتشار.
والجدير بالملاحظة أن الجيش الإسرائيلي نفسه لا يوافق على خطة المدينة الإنسانية لأسباب عملياتية وتنفيذية، مما يعكس حالة الارتباك في صنع القرار الإسرائيلي.
وتواجه مصداقية الإدارة الأميركية اختبارا حقيقيا مع تكرار الوعود بقرب التوصل للاتفاق دون تحقيق نتائج ملموسة، ويدافع فرانكو عن الرئيس ترامب بالقول إنه ليس رئيسا تقليديا ويرغب في حدوث الأمور بسرعة، لكنه يعترف بأن موقف إسرائيل المختلف في الولايات المتحدة يحد من قدرة الرئيس على ممارسة ضغوط أكبر.