الأسبوع:
2025-05-30@22:37:08 GMT

نحو إعلام هادف

تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT

نحو إعلام هادف

ومازلنا بعد سنوات طويلة من ثورة الشعب في يناير ويونيه نحلم بمزيد من الانضباط الإعلامي، في زمنٍ تعاظمت فيه قوة الميديا ووسائل التواصل وأصبح الضمان الوحيد لضبط إيقاع كل هذا هو الإعلام الرسمي المنضبط بشتى أنواعه. في زمن التريندات اليومية التي تُطلَق على وسائل التواصل كل ساعة، لن ينقذَ الناسَ من السقوط في براثن الشائعات وفوضى إعادة النشر دون تثبُّت، سوى وسائل إعلام منضبطة يثق فيها العامة وتكون مصدرًا للتأكد من الحقائق دون أي اهتزاز.

نريد إعلامًا صادقًا يبادر بعرض تفاصيل كل قضية مثارة في المجتمع بكل شفافية وحياد، حتى لا ينساق الناس خلف تلك الفوضى العارمة التي تعمُّ جنبات مواقع التواصل وبعض المواقع الإخبارية التي لا تخضع للرقابة ولا نعلم من أين تُبث. نريد أن تعود العلاقة بين المواطن العادي ومصادره الإعلامية مثلما كانت من قبل، حين لم يكن لدينا سوى نشرات الأخبار وبرامج التليفزيون المصري التي تقدم للناس الخبر وتحلله وتكشف جوانبه الخفية. لم يكن لدينا هذا الزخم من المصادر حينها، فكان الأمر سهلًا. أما الآن فما أصعبَ الوصولُ من جديد إلى تلك العلاقة، خاصة بعد أن دخل البعض إلى مجال الإعلام الخاص دون سند أو مصداقية فاختلط الحابل بالنابل، ولم يعُد لها سوى الإعلام الرسمي الموثوق به، بعد أن يتم تنشيطه وتطويره وإمداده بالكفاءات القادرة على تنشيط الوعي وبث الحقائق وحيازة القبول والثقة من المشاهد بشكل عصري ينافس تلك الفضائيات ومواقع التواصل. لا نطلب المستحيل (رغم أنه صعب)، ولكن سيظل رهان استقرار وجدان هذا الوطن وزيادة الوعي لدى الناس مرتبطًا بإرادة صادقة ويقين تام بأن الأمور لن تستقيم هكذا، مع كل تلك الفوضى التي تعمُّ مواقع التواصل، وبعض القنوات وتلك البرامج التي تبث الكراهية والتعصب والانقسام بين أبناء الوطن وتتاجر بأي تريند أو قضية لصالح زيادة المشاهدات وجني المكاسب ولو على حساب مصلحة الوطن وأهله.. أعيدوا الثقه للناس في إعلامهم الرسمي، وادعموا هؤلاء المخلصين بكل قوة، فرُبَّما هم رهانُنا الأخير نحو الوعي والاستقرار. حفظ الله مصر وأهلها. حفظ الله الوطن الغالي.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر لوفد الإعلاميين العرب: الكلمة أمانة ودوركم مهمٌّ في رفع الوعي بقضايا الأمَّة

عقد فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، جلسة نقاشيَّة مفتوحة مع عددٍ من أبرز الإعلاميين في العالم العربي، وذلك على هامش مشاركة فضيلته في قمة الإعلام العربي بدبي، التي انعقدت خلال الفترة من 25 : 27 مايو الجاري.

في بداية اللقاء، أكَّد شيخ الأزهر دور الإعلام المهم في رفع الوعي بالتَّحديات، وتعبئة الرأي العام تجاه قضايا الأمة، وتعزيز الانتماء للأوطان، والحفاظ على المنظومة القيميَّة والأخلاقية، وترسيخ الاعتزاز بالأصول لدى الشباب، خاصَّة في ظل ما يواجهه عالمنا اليوم من تحدِّيات وتصاعد خطابات الكراهية والتعصب والإسلاموفوبيا، مشيرًا إلى أهمية العمل وفق إستراتيجية إعلامية عربية تدافع عن قضايا الأمة وتحمي الشباب من مخاطر الاستقطاب والتِّيه؛ حيث تسعى بعض المنصات الرقمية لتغييبِهم عن واقع أمتهم ومجتمعاتهم.

دعاء لزوجي في العشر من ذي الحجةدعاء الامتحانات.. كلمات تبعث الطمأنينة وتفتح أبواب التوفيق لكل طالبالدين دعوة للسلام لا للصراعات

وأوضح فضيلته أنَّ الأزهر الشريف يعمل على تعزيز ثقافة السلام، وهي مهمة أساسية يتم تدريسها في مناهج الأزهر منذ المرحلة الابتدائية وحتى الجامعية، مضيفًا فضيلته: “الأديان كلها إنما نزلت لإسعاد الإنسان، وحقن الدماء، ونشر السلام بين الجميع، لا لإشعال الحروب أو تغذية الكراهية”، مشيرًا فضيلتة إلى مبادرات الأزهر في هذا السياق، التي من بينها تأسيس “بيت العائلة المصرية”، بالتعاون مع الكنائس المصرية، الذي أسهم في تقوية النسيج الوطني والقضاء على كثيرٍ من مظاهر الطائفية، مصرحًا "عندما رأى المواطن المصري القسيس بجوار الشيخ، اختفت كثير من الفتن والمشكلات”.

وتطرَّق فضيلته إلى أنَّ الأزهر تنبَّه إلى ضرورة تحقيق تقارب وتفاهم إسلامي حقيقي، من خلال عقد حوار إسلامي-إسلامي، يرتكز على المصارحة والحوار وطي صفحة الماضي، والانطلاق من المشتركات التي تجمع المدارس الفكريَّة للأمة، للانطلاق منها لما يخدم وحدة هذه الأمة وتقدمها؛ ولذا عقد الأزهر ومجلس حكماء المسلمين مؤتمر «الحوار الإسلامي» في مملكة البحرين، وانتهى إلى توقيع وثيقة "نداء أهل القبلة" التي تُعدُّ وثيقة مبادئ جامعة لتعزيز الحوار والتفاهم بين المذاهب ومدارس الفكر الإسلامي المختلفة.

وأشار فضيلته إلى جهود الأزهر ومجلس حكماء المسلمين في تعزيز السلام العالمي، قائلًا: “فتحنا آفاق التعاون مع الفاتيكان، ووقَّعت مع صديقي الراحل البابا فرنسيس «وثيقة الأخوة الإنسانية»، كما فتحنا قنوات تواصل مع مختلف الكنائس بما فيها الكنائس الشرقية ومجلس الكنائس العالمي وكنيسة كانتربري في بريطانيا".

وتعليقًا على سؤال حول حقوق الأقليات، قال فضيلته، إن الأزهر يرفض استخدام مصطلح «الأقليات» لما يترتب عليه من ضياع الحقوق وتقسيم المواطنين بين درجات عليا ودرجات دنيا، وأكَّد ضرورة إقرار «المواطنة الكاملة»، وما يترتب عليها من تساوي الجميع في الحقوق والواجبات، ونظم العديد من المؤتمرات، وأصدر الوثائق التي تؤكد هذا المفهوم، داعيًا الإعلاميين إلى المساهمة في تعزيز هذه القيم، مؤكدًا أن الدول يجب أن تقوم على المواطنة الكاملة والحقوق المتساوية لجميع المواطنين، دون تمييز أو تصنيف".

وفيما يتعلق بالزج بالدين باعتباره سببًا لما نشهده من صراعات وحروب، قال فضيلته: "يحب أن نفرق بين تعاليم الأديان التي تدعو إلى السلام والتعايش، وبين التفسيرات الخاطئة التي يقدِّمها البعض للقتل باسم الدين وهو منها براء، فالأنبياء جميعهم أخوة، ودين الله واحد منذ آدم وحتى محمد عليهم جميعًا الصلاة والسلام"، مضيفًا فضيلته "لا يمكن بأي حال من الأحوال تبرير العنف باسم الدين”، وما حدث هو محاولة البعض اختطاف الدين وتوظيفه في السياسة، وهو أمر مرفوض”، كما أكَّد فضيلته أن محاولات الكيان الصهيوني الخلط بين «الصهيونية» كشر مطلق، وبين «اليهودية» كدين سماوي، أصبح واضحًا، ولا يخفى على أحد.

وردًّا على سؤال حول ما تشهده بعض المجتمعات من دعوات لقبول «الشذوذ الجنسي» وغيره من الأمراض المجتمعيَّة، علَّق فضيلته: “هذه الدعوات دليل على جنون هذه الحضارة واضطرابها، وتخطيها لكل حدود الأخلاق وتعاليم الدين، ومحاولتها المستمرة لإقصائه وتهميش دوره في حياة الناس، بل وتأليه حرية الإنسان والسعي المطلق لإشباع رغباته المادية"، موضحًا أنَّ المرجعية هنا لتعاليم الأديان وليس للعقل البشري المتقلب، قائلًا: “الدين هو الذي يثبت الأخلاق، ولا ينبغي إسناد المرجعية الأخلاقية إلى العقل وحده”.

وحول الرسالة التي يَوَدُّ  فضيلته توجيهها للشباب، دعا شيخ الأزهر الشباب العربي والمسلم إلى التسلُّح بالعلم والمعرفة، قائلًا: “اقرأ أولًا قبل أن تتحدث، خاصة عندما يتعلق الأمر بالإسلام والعروبة والحضارة الشرقية”.

طباعة شارك شيخ الأزهر الإعلاميين العرب الإمام الأكبر مجلس حكماء المسلمين رفع الوعي بقضايا الأمَّة

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة: إلى العاملين في الجيش والقوات المسلحة، إن التزامكم بلوائح السلوك والانضباط -التي ستصدر بعد قليل- يعكس الصورة المشرقة التي نسعى لرسمها في جيش سوريا، بعدما شوّهه النظام البائد وجعله أداةً لقتل الشعب السوري، فيما نعم
  • شيخ الأزهر لـ وفد الإعلاميين العرب: الكلمة أمانة ودوركم مهمٌّ في رفع الوعي بالتحديات
  • شيخ الأزهر لوفد الإعلاميين العرب: الكلمة أمانة ودوركم مهمٌّ في رفع الوعي بقضايا الأمَّة
  • شاهد بالصورة.. نجمة السوشيال ميديا الأولى في السودان “لوشي” تعود لإكتساح “الترند” بإطلالة ملفتة واللوايشة: (نورتي الدنيا يا ست الناس)
  • مصر: اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمة الدولية للهجرة تتعاونان لدعم العائلات التي تواجه الانفصال
  • «البحوث الإسلامية» يوجّه قافلة للواحات البحرية بالجيزة لتعزيز الوعي الديني والأخلاقي
  • مشجع اتحادي يلقن حفيده نشيد النادي لحظة ولادته .. فيديو
  • السيد القائد عبدالملك: الله قدَّم لعباده الهداية الكاملة.. التي إن اتَّبعوها كانت النتيجة فلاحهم
  • جمعية حقوقية تتحرك بعد الحكم المثير للجدل في قضية خديجة التي خاطوا وجهها بـ”88 غرزة”
  • الوعي المزيف .. الوعي المخترق