محللون: ترامب سيتخلى عن الحلفاء باستثناء إسرائيل
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
يقول خبراء إن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سيتبنى سياسة خارجية أكثر انعزالا عن الحلفاء -باستثناء إسرائيل– في حال عاد إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل، مؤكدين أنه سيعيد تطبيق مبدأ "الدفع مقابل الحماية".
ويستند هؤلاء في حديثهم إلى اختيار ترامب السيناتور جي دي فانس لشغل منصب نائب الرئيس حال فوزه في الانتخابات المقررة نهاية العام الجاري، لأنه من أشد معارضي سياسية الإنفاق الدفاعي على الحلفاء الأوروبيين لكنه في الوقت نفسه داعم قوي لإسرائيل.
وقد ألقى فانس كلمة أمس الأربعاء في ثالث أيام مؤتمر الحزب الجمهوري أشاد فيها بأفكار ترامب وقال إن وسائل الإعلام الأميركية لم تكن نزيهة بالكامل في التعامل مع ما حققه الرجل من إنجازات خلال فترته الرئاسية السابقة.
وألقى دي فانس باللائمة ضمنا على الرئيس جو بايدن في محاولة الاغتيال التي تعرض لها ترامب السبت الماضي، مشيرا إلى وصفه للمرشح الجمهوري بأنه "خطر على الديمقراطية".
إعادة النظر في دعم أوروبا عسكرياووفقا لمراسل الجزيرة فادي منصور، فإن دي فانس ليس معروفا لدى كثير من الأميركيين لأنه دخل السياسة متأخرا عندما انتخب عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو قبل عامين فقط.
وقال منصور إن دي فانس سيستخدم غالبا خلفيته كرجل عصامي عاش بلا والد في بيئة فقيرة وربته أم مدمنة على المخدرات ثم تخرج في أرفع الجامعات الأميركية وخدم عسكريا في العراق.
وأضاف منصور أن دي فانس سيحاول من خلال هذا الخطاب القول إنه يجسد الحلم الأميركي من أجل جذب أصوات الطبقة العاملة البيضاء خصوصا في الولايات "ذات الصدأ" (ويسكنسون وميشيغان وبنسلفانيا) التي يراها ترامب مهمة جدا لأنه خسرها أمام بايدن في الانتخابات السابقة.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، قال مراسل الجزيرة مراد هاشم إن الحزب الجمهوري في ظل ثنائية "ترامب- فانس" يمثل النسخة الأكثر انعزالية في تاريخه، مشيرا إلى أنه يتبنى فكرة تولي أوروبا أمنها والإنفاق عليه.
الأمر نفسه مع أوكرانيا، التي يقول هاشم إن ترامب لن يواصل تزويدها بالمال أو السلاح وإنه سيدفع باتجاه وقف الحرب لأن روسيا لا تمثل تهديدا وجوديا لأوروبا ويمكن إقرار سلام بينهما.
مقابل ذلك، يتبنى ترامب وفانس دعم إسرائيل غير المشروط أو المقيد في حربها على قطاع غزة والسماح لها بمواصلة العمل حتى تحقيق كل أهدافها.
ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" فإن ترامب لم يقدم إستراتيجية واضحة بشأن القضية الفلسطينية، وقد شكك خلال لقاء مع بعض المانحين في جدوى قيام دولة فلسطينية مستقلة.
كما وعد ترامب بتعامل أكثر صرامة مع الاحتجاجات الطلابية المناهضة للحرب في الجامعات الأميركية، وقال إنه سيطرد أي طالب يمارس الاحتجاج من البلاد.
وتعليقا على هذه المواقف، قال منسق العلاقات العربية في حملة ترامب الانتخابية مسعد بولس إن ترامب أعلن بوضوح أنه سيركز بالأساس على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وأنه سينهي الحرب على غزة وسيحسم القضايا الأمنية بين إيران ودول الخليج وأيضا بين الصين وتايوان وصولا إلى أزمة صواريخ كوريا الشمالية.
دعم إسرائيلوفيما يتعلق بالموقف من فلسطين، قال بولس خلال نافذة تقدمها الجزيرة من الولايات المتحدة إن ترامب منح السلام أولوية خلال فترته الرئاسية الأولى وتوصل لـ4 اتفاقات تطبيع بين إسرائيل ودول عربية وكان يحاول التوصل لحل الدولتين.
إلى جانب ذلك، فقد تعهد ترامب صراحة -والحديث لبولس- "بالعمل على وقف الحرب في غزة حتى قبل توليه مهامه الرئاسية رسميا لأنه يرفض سقوط المدنيين في أي حرب".
لكن بولس قال في الوقت نفسه إن ترامب أو أي رئيس أميركي بغض النظر عن انتمائه سيدعم إسرائيل قولا واحدا لأن هذا الأمر يمثل المصالح الإستراتيجية الأميركية.
لكن الدكتور خليل العناني -أستاذ العلوم السياسية في جامعة جوب هوبكينز- يرد على حديث بولس، بقوله إن ترامب لم يكن يسعى إلى السلام في المنطقة وإنما إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن التي ستقضي على فكرة الدولة المستقلة تماما.
ليس هذا وحسب، فقد أشار العناني أيضا إلى أن ترامب كان الرئيس الأميركي الوحيد "الذي تجرأ على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبالجولان السوري المحتل كأرض إسرائيلية، وبمستوطنات الضفة الغربية كأرض إسرائيلية".
أما في ما يتعلق بالسياسة الخارجية الأميركية في حال فوز ترامب ودي فانس بالانتخابات، فإنها ستعود إلى عقيدة "أميركا أولا"، وهذا يعني ضمنا التخلي عن الحلفاء الأوربيين أو العرب والعودة إلى مبدأ "الدفع مقابل الدفاع"، كما يقول العناني.
وقال العناني إن دي فانس يتبنى موقفا متشددا من الدعم الأميركي لأوكرانيا والذي تشير بعض التقارير إلى أنه بلغ 175 مليار دولار، مشيرا إلى وجود مخاوف جدية لدى بعض القادة الأوروبيين من اختيار ترامب لـ"دي فانس" بسبب موقفه من دعم أوكرانيا تحديدا.
وفي هذا السياق، أشار العناني إلى أن ترامب تحدث بوضوح قبل أيام عن أن تايوان دفعت المال مقابل حمايتها، وهو حديث سبق أن قاله لدول عربية حليفة خلال فترته الأولى، حسب العناني.
وخلص العناني إلى أن ترامب ودي فانس سيعملان على تقليل الانخراط في الحروب الخارجية بسبب تكلفتها العالية، والتركيز على مواجهة الصين التي تمثل خطرا اقتصاديا على الولايات المتحدة.
ومع ذلك، يقول العناني إن إسرائيل "هي الاستثناء من سياسة الانعزال الأميركية التي يريد ترامب تبنيها"، مضيفا أن "هذا الأمر يعود لأسباب تاريخية وإستراتيجية وعقائدية".
وقال أستاذ العلوم السياسية "إن اليمين المسيحي الصهيوني مهم جدا، ويتعامل مع إسرائيل بوصفها مشروعا عقائديا، ومن ثم فإن ترامب يحاول كسب تأييد هذا التيار في الانتخابات بكل الطرق".
وعلى العكس من ذلك تقريبا، يقول الدبلوماسي الأميركي السابق جيم غاتراس (وهو جمهوري)، إن سياسة الولايات المتحدة بشأن الشرق الأوسط "لن تتغير أبدا بتغير الرئيس"، مؤكدا أن "القرار في قضايا مثل غزة وإيران يعود إلى ما يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو".
وأضاف غاتراس أن بايدن لديه من يعارضه داخل الحزب الديمقراطي دعما لفلسطين، أما ترامب فحزبه يدعم إسرائيل بشكل كامل، مؤكدا أن هذا الأمر قد يؤدي لحرب مع إيران".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات دعم إسرائیل إن ترامب دی فانس إلى أن
إقرأ أيضاً:
إليكم 23 صورة من ملف إبستين وترامب وبيل كلينتون وبيل غيتس التي كُشف عنها الجمعة
(CNN)-- نشر الديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب الأمريكي، الجمعة، صورا من مقتنيات تركة جيفري إبستين، تُظهر عديدا من الشخصيات النافذة في دائرة تاجر الجنس، بمن فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الأسبق بيل كلينتون، وستيف بانون، وبيل غيتس، وريتشارد برانسون، وغيرهم.
والعديد من هؤلاء الرجال لهم صلات سابقة بإبستين، لكن الصور قد تلقي ضوءا جديدا على مدى عمق تلك العلاقات.
وبشكل إجمالي، فإن الصور الـ19 - التي قالت اللجنة إنها جاءت من تركة إبستين - تؤكد أنه كان مرتبطا في الماضي بمجموعة متنوعة من الأشخاص النافذين والبارزين الذين تخضع علاقاتهم به الآن لتدقيق واسع.
وتظهر إحدى الصور التي نُشرت، الجمعة، ما يبدو أنه "وعاء يحتوي على واقيات ذكرية مُبتكرة عليها رسم كاريكاتوري لوجه ترامب"؛ ويحمل الوعاء لافتة كُتب عليها "واقيات ترامب 4.50 دولار".
ويحمل كل واق ذكري صورة لوجه ترامب مع عبارة "أنا ضخم!". وأظهرت صورة أخرى ترامب مع 6 نساء يرتدين أكاليل الزهور، وقد حجبت اللجنة وجوههن. ونُشرت صور أخرى لستيف بانون وإبستين وهما يلتقطان صورة أمام المرآة؛ وصورة لبيل كلينتون مع إبستين وماكسويل وزوجين آخرين؛ وصورة لملياردير التكنولوجيا بيل غيتس مع الأمير السابق أندرو. كما ظهر رئيس جامعة هارفارد السابق لاري سامرز والمحامي آلان ديرشوفيتز في صور من مقتنيات تركة إبستين.
ولا تُظهر أي من الصور التي تم نشرها أي سلوك جنسي غير لائق، ولا يعتقد أنها تصور فتيات قاصرات. ولم يتضح على الفور متى أو أين تم التقاط هذه الصور، أو من التقطها.
وحصلت اللجنة التي يقودها الجمهوريون على هذه الصور من تركة إبستين كجزء من تحقيقها الجاري. وقد نشرت اللجنة حتى الآن عشرات الآلاف من الوثائق ورسائل البريد الإلكتروني والمراسلات التي تلقتها من تركة إبستين، والتي لا تزال تفتح آفاقا جديدة في التحقيقات.
ووجه محامو تركة جيفري إبستين رسالة إلى اللجنة، الخميس، أشاروا فيها إلى "إمكانية مراجعة مقاطع الفيديو والصور التي طلبتها، والتي تم التقاطها في أي عقار يملكه أو يستأجره أو يديره أو يستخدمه إبستين، وذلك خلال الفترة من 1 يناير 1990 حتى 10 أغسطس 2019".
وذكر المحامون في رسالتهم: "كما هو الحال بالنسبة لما تم الكشف عنه بالأمس، تتضمن هذه الوثائق أيضا موادا قد لا تكون ذات صلة بالموضوع، ولكن لم تتمكن إدارة التركة من تأكيد ما إذا كانت قد التُقطت في عقار يملكه أو يستأجره أو يديره أو يستخدمه إبستين. وقد أجرت التركة تعديلات طفيفة على هذه الصور، واقتصرت هذه التعديلات على صور العُري".
وقال النائب روبرت غارسيا، كبير الديمقراطيين في لجنة الرقابة بمجلس النواب، في بيان، إن آخر ما قدمته التركة من وثائق يحتوي على "أكثر من 95 ألف صورة، من بينها صور لرجال أثرياء ونافذون قضوا وقتا مع جيفري إبستين"، و"آلاف الصور لنساء ومقتنيات تابعة لإبستين".
وأضاف غارسيا في بيان: "حان الوقت لإنهاء هذا التستر من قبل البيت الأبيض، وتحقيق العدالة لضحايا جيفري إبستين وأصدقائه النافذين. هذه الصور المقلقة تثير المزيد من التساؤلات حول إبستين وعلاقاته ببعض أقوى الرجال في العالم. لن نهدأ حتى يعرف الشعب الأمريكي الحقيقة. يجب على وزارة العدل أن تفرج عن جميع الملفات، الآن".
ولم يتم اتهام بيل كلينتون مطلقا من قبل سلطات إنفاذ القانون بأي مخالفة تتعلق بإبستين، وقد أعلن متحدث باسمه مرارا أنه قطع علاقاته بإبستين قبل اعتقاله بتهم فيدرالية في عام 2019، وأنه لم يكن على علم بجرائمه.
ونفى متحدث باسم غيتس مرارا أن يكون إبستين قد عمل لديه. وكان غيتس قد أعرب من قبل عن ندمه على لقائه بإبستين، حيث قال لأندرسون كوبر من شبكة CNN عام 2021: "كان خطأً فادحا قضاء الوقت معه، ومنحه مصداقية التواجد هناك".
في حين أن علاقات ترامب بإبستين معروفة جيدا. فقد كانا ينتميان إلى نفس الأوساط الاجتماعية في مانهاتن وبالم بيتش. لكن لم يتم توجيه الاتهام لترامب بأي مخالفة جنائية، وقد وصف هو وفريقه سابقا إبستين بأنه شخص "بغيض" طرده ترامب من ناديه.
وفي مجموعة من الرسائل الإلكترونية التي نشرتها اللجنة مؤخرًا، ادعى إبستين أن ترامب "قضى ساعات" مع إحدى أبرز من اتهموا إبستين، الراحلة فيرجينيا جيوفري. كما كتب إبستين في رسالة بريد إلكترونية أن ترامب "كان على علم بالفتيات" - في إشارة واضحة إلى ادعاء ترامب أنه طرد إبستين من ناديه مار-أ-لاغو لقيامه باستدراج الشابات اللواتي يعملن هناك.
في أعقاب تلك الرسائل الإلكترونية، وصف ترامب والبيت الأبيض القضية بأنها "خدعة"، حيث قالت السكرتيرة الصحفية كارولين ليفيت إن الرسائل الإلكترونية "لا تثبت شيئا على الإطلاق، سوى حقيقة أن الرئيس ترامب لم يرتكب أي خطأ".
وكشفت مراجعة شبكة CNN لآلاف الصفحات من رسائل إبستين الإلكترونية أنه على مر السنين، استشهد إبستين مرارا وتكرارا بترامب، أحيانًا لتحليل سلوكه، وأحيانا أخرى لغرض النميمة، وأحيانا أخرى لمجرد تصوير نفسه كشخص لديه فهم نادر للرجل الذي أصبح رئيسًا.
وواجه آخرون ممن ارتبطوا بإبستين عواقب مهنية أو غيرها بسبب تلك العلاقة، على الرغم من أنهم لم يُتهموا أيضا بارتكاب أي مخالفات جنائية.
وأخذ سامرز إجازة من التدريس في جامعة هارفارد واستقال من منصبه في مجلس إدارة OpenAI، وقال إنه "يشعر بخجل شديد" من استمراره في التواصل مع إبستين، وإنه سيعمل، مع تنحيه عن أداء الأدوار العامة، على "إعادة بناء الثقة وإصلاح العلاقات مع الأشخاص الأكثر قربا منه". وتخلى أندرو ماونتباتن-ويندسور عن استخدام ألقابه الملكية، ونفى أي مزاعم بسوء السلوك.