مكتب للناتو في الأردن لحماية “إسرائيل”
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
في خطوة دراماتيكية؛ أعلن حلف شمال الأطلسي عن فتح مكتب اتّصال له في العاصمة الأردنية عمّان. وقال قادة الدول الأعضاء، في الحلف، إن هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز حضور “الناتو” في الشرق الأوسط وأفريقيا بحجة دعم السلام والاستقرار في المنطقة، وأن: “الجوار الجنوبي لحلف شمال الأطلسي يوفر فرصًا للتعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك”؛ وإنه من: “خلال تعزيز شراكة الحلف مع دول في الشرق الأوسط، ومن ضمنها الأردن، سيكون بإمكان الناتو الإسهام في تحقيق قدر أكبر من الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا، وتعزيز السلام والازدهار في المنطقة”.
مراقبون مؤيدون لهذه الخطوة يرون فيها أهمية جيوسياسية للأردن. فقد رأى الخبير السياسي والقانوني الأردني حمادة أبو نجمة، في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك”، أن فتح مكتب الناتو: “سيتيح قنوات تواصل رسمية منتظمة بين الأردن والحلف لتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب والتطورات الدولية، وسيسهّل التعاون في مجالات التدريب العسكري وتبادل المعلومات وإدارة الأزمات والتخطيط لحالات الطوارئ، ويسهم في تنفيذ برامج الشراكة القائمة بين الأردن والناتو، مثل عقد المؤتمرات والدورات وبرامج التدريب في مجالات متعددة”.
أما النائب السابق، في البرلمان الأردني نضال الطعاني فقد رأى أن: “هذه الخطوة تأتي وسط تطوّرات إقليمية ودولية جديدة ومحاولات التموضع وإعادة ترتيب المنطقة ككل، ورسم خارطة جديدة للتحالفات في العالم. وإن اختيار الأردن ليكون مقر مكتب الناتو هو بسبب أهميته الجيوسياسية، كونه عامل استقرار في المنطقة، على الصعيدين الدولي والإقليمي، ودوره في حماية الإرهاب والتطرّف، وخبرته في مواجهة التهديدات العابرة للدول والحدود وتوسطه العديد من البلدان في المنطقة، لا سيما دول الخليج والعراق و”إسرائيل” وسوريا”.
من الناحية الجيوسياسية، تموضع الناتو في هذا الوقت بالذات في الأردن له أبعاد كثيرة؛ فبعد فشل “إسرائيل” في حماية نفسها من محور المقاومة المدعوم من إيران، وبعد فشل الصهاينة في ردع الهجوم الإيراني عليهم عقب غارتهم على القنصلية الإيرانية في دمشق وتدخل القوات الأمريكية والفرنسية والبريطانية لصد هذا الهجوم، بات لزامًا على الولايات المتحدة وحلفائها في “الناتو” أن يعززوا وجودهم في الأردن لحماية “إسرائيل” من الشرق. كذلك، وبحكم أن الأردن يشكّل جزءًا من جنوب غرب الهلال الخصيب، فإن تموضع “الناتو” فيه، في الوقت الذي تنسحب فيه تركيا من شمال سوريا وتمهد الدولة السورية لاستعادة سيادتها على شمال شرق البلاد، يجعل من الضروري بالنسبة إلى الناتو تأكيد حضوره على الحدود الجنوبية لسوريا لمنعها من توجيه طاقاتها ضدّ الكيان الصهيوني. عدا عن ذلك؛ تموضع “الناتو” في الأردن سيجعله يطل على المنطقة الغربية من العراق تحسبًا لتمكّن الدولة العراقية من التفلت من القيود الأمريكية.
اذًا، ومن وجهة نظر أمريكية وغربية، تموضع الناتو في الأردن يحمي الأنظمة الحليفة لها في منطقة الخليج، وسيسهم تعزيز حضور الناتو في الأردن في ضمان الحضور الأمريكي في الشرق الأوسط والانطلاق منه لإدارة أعمال عسكرية وأمنية في أفريقيا وجنوب آسيا، في إطار استراتيجية التطويق التي تعتمدها الدول الغربية في مواجهة روسيا والصين وحلفائهما الأوراسيين.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: فی الشرق الأوسط فی المنطقة فی الأردن
إقرأ أيضاً:
تعزيزًا للربط الملاحي بين المملكة والعالم.. إضافة خدمة الشحن “5cx ” إلى ميناء جدة الإسلامي
أضافت الهيئة العامة للموانئ “موانئ” خدمة الشحن الجديدة ” 5CX ” التابعة لشركة “SeaLead” إلى ميناء جدة الإسلامي؛ مما يعزز الربط الملاحي بين المملكة والعالم، ودعم الصادرات الوطنية، وتأكيد الميزة التنافسية للميناء.
وتعمل خدمة الشحن الجديدة على ربط ميناء جدة الإسلامي بـ10 موانئ إقليمية وعالمية، تشمل موانئ تشينغداو، وشنغهاي، ونينغبو، ونانشا بالصين، ودمياط بمصر، وألياجا، وإزميت، وإسطنبول، ومرسين في تركيا، وكلانج بماليزيا، بطاقة استيعابية تصل إلى 1.500 حاوية قياسية.
اقرأ أيضاًالمملكةانعقاد الاجتماع الوزاري الـ 39 للدول الأعضاء في منظمة أوبك والمشاركة من خارجها
ويأتي ذلك ضمن جهود “موانئ” لتعزيز تصنيف المملكة في مؤشرات الأداء العالمية، ورفع كفاءة العمليات التشغيلية بميناء جدة الإسلامي، بما يدعم حركة الصادرات والواردات الوطنية، تماشيًا مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، بترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي، ومحور ربط القارات الثلاث.
يُذكر أن ميناء جدة الإسلامي يحتل المرتبة الأولى بين موانئ البحر الأحمر لموقعه المتميز، وعدد أرصفته التي تبلغ 62 رصيفًا مُتعددة الأغراض، كما يتمتع بمكانة محورية إقليميًا وعالميًا، ودور كبير في تعزيز ريادة المملكة بالقطاع البحري.