فتنة كان يتعوذ بها النبي محمد..تعرف عليها
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
الإنسان لا ينجو من الشيطان إلا إذا مات وانقطع عمله من الدنيا فلا رجاء للشيطان فيه ، لذلك ورد في عدة أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التعوذ من الفتن ، فعن عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو:" اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم" ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن يقول:" قولوا:"اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم ونعوذ بك من عذاب القبر ونعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ونعوذ بك من فتنة المحيا والممات" ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع:من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال".
فما هى الفتنة التي كان يتعوذ بها المعصوم صلى الله عليه وسلم وأمرنا بالتعوذ منها؟
يقول أهل اللغة:أن أصل كلمة الفتنة في كلام العرب هى الإمتحان والإختبار ، وقال القاضي عياض:ثم صارت في عرف الكلام لكل أمر كشفه الإختبار عن سوء ، وعلى هذا فالفتنة إذا هى الإبتلاء والإختبار للمرء في دينه وتغير حال المرء من حسن إلي سئ ، وهى الضلال بعد الهدى والمعصية بعد الطاعة. والفتنة يعظم الأمر فيها ويشتد البلاء في وقوعها لذلك يستعاذ بالله من شرها.
ومن أعظم الفتن وأشد المحن هى فتنة المحيا والممات فما هى؟
أما عن فتنة المحيا فكما قال ابن دقيق العيد:وفتنة المحيا ما يتعرض له الإنسان مدة حياته من الإفتتان بالدنيا والشهوات والجهالات.
أي أن فتنة المحيا هى ما يتعرض له المرء في فترة حياته وتصرفه في حياته الدنيا من إغتراره بالدنيا وإنغماسه فيها وإنشغاله وإلتهائه بها مما يصرفه عن ذكر الله وطاعته والعبادات وينسى أمر الآخرة وهذا ما أنكره سبحانه على عباده في قوله تعالى:"بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى" ، فكل ما يشغل عن طاعة الله فهو فتنة ، فيمتحن الإنسان في الدنيا بالبدعة أوالمعصية أوالكفر أو الشهوة أو الشبهة ، وقد تكون فتنة الرجل في أهله وماله وولده بأن ينشغل بهم عن الطاعات وأمر الآخرة أو بأن يقصر في حقهم ، يقول صلى الله عليه وسلم:"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" ، ويقول تعالى:" إنما أموالكم وأولادكم فتنة" ، وفتنة الحياة عظيمة وشديدة وقل من يتخلص منها.
وأما عن فتنة الممات ، فهى أعظم الفتن وأشدها وهى الفتنة عند الموت في حالة إحتضار الإنسان ، وسميت بذلك وأضيفت إلي الموت لقربها منه ، فإن ما قارب شيئاً يعطى حكمه ، فهى تشبه الموت ولا تعد من الدنيا ، إذا ففتنة الممات هى أمر الخاتمة عند الموت في آخر الحياة ووداع العمل وما يعرض للإنسان من إغواء الشيطان له عند الموت ، فيحضر الشيطان هذا الموطن لأنها الساعة الحاسمة فيحاول الشيطان أن يحول بين المرء وقلبه في تلك اللحظة بأن يوقع في قلب الإنسان ما يجعله يخرج عن ملة الإسلام ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب ويعمل بعمل أهل النار" ، ولنا أن نتخيل صعب هذا الموقف وهوله عندما نجد المعصوم المعافى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ منها لنقتدي به ، فأشد ما يكون الشيطان حرصاً على إغواء الإنسان يكون في تلك اللحظة فهو وقت المغنم بالنسبة للشيطان ، يقول أهل العلم : قد يظهر للإنسان بصورة أبويه ، يقول تعالى عن ذلك الوقت:"كلا إذا بلغت التراقى وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق إلي ربك يومئذ المساق".
ولكن الذين آمنوا بالله واتبعوا رسوله واستقاموا على شريعة الإسلام لن يختم الله لهم حياتهم بسوء.
وهذه الأدعية مستحبة في التشهد الأخير وقبل السلام ، ففيها الإلتزام بالإستعانة بالله سبحانه والخضوع والإستكانة له وتعظيمة والخوف منه والإفتقار إليه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشيطان الفتن رسول الله صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
نصائح رسول الله ﷺ للوصول إلى طريق الله تعالى
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن رسول الله ﷺ تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
نصائح رسول الله صلى الله عليه وسلم للوصول إلى الله تعالىوأضاف فضيلته أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تركنا وأرشدنا إلى الله تعالى، وبيَّن لنا كيف نسير في الطريق إليه سبحانه وتعالى، قال تعالى: {وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
كما بيَّن لنا رسولنا ﷺ كيف يُفعل الخير، وكان أفصح العرب، وأُتي له الكلام وجمع له - صلى الله عليه وآله وسلم -، كما أكد أن مركز فعل الخير هو المسجد، وأن من بنى لله بيتًا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتًا في الجنة، وأن المسجد إنما كان للعبادة {وَأَنَّ المَسَاجِدَ للهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا}، وأنها تُعلِّم الناس التوحيد الخالص {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}.
ونبه الدكتور علي جمعة أن هذه المساجد إنما هي للصلاة، وهي أيضًا لذكر الله، وهي لتلاوة القرآن، وهي للعلم، وهي للتكافل الاجتماعي، وهي لحل مشكلات الناس، وهي مركز إشعاع لتربية الإنسان.
الساجد قبل المساجد عند رسول الله ﷺ
وأضاف أن رسول الله ﷺ علمنا أن الساجد قبل المساجد، وأن الإنسان قبل البنيان، وأن هذه المراكز إنما نُحلي ظاهرها، ونُطهرها لله رب العالمين من أجل أن نبني الإنسان الطاهر ظاهرًا وباطنا، من أجل عبادة الله {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، ومن أجل عمارة الأرض {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}، أي طلب منكم عمارها، ومن أجل تزكية النفس {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، يعني طريق الخير، وطريق الشر.
مراحل السير في طريق الله تعالى
وأشار فضيلته إلى أن السير في طريق الله تعالى والتوبة هو أن ينخلع الإنسان من المعاصي، وأن يعاهد نفسَه على أن يتركها، وأن يُعطِّل مَلَكَ السيئات، أي يجعل مَلَكَ السيئات لا يكتب عليه شيئًا.