بوابة الوفد:
2025-07-27@07:03:25 GMT

فتنة كان يتعوذ بها النبي محمد..تعرف عليها

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

الإنسان لا ينجو من الشيطان إلا إذا مات وانقطع عمله من الدنيا فلا رجاء للشيطان فيه ، لذلك ورد في عدة أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التعوذ من الفتن ، فعن عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو:" اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم" ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن يقول:" قولوا:"اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم ونعوذ بك من عذاب القبر ونعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ونعوذ بك من فتنة المحيا والممات" ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع:من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال".

دعاء قبل الفجر الفتنة التي كان يتعوذ بها المعصوم 

فما هى الفتنة التي كان يتعوذ بها المعصوم صلى الله عليه وسلم وأمرنا بالتعوذ منها؟

يقول أهل اللغة:أن أصل كلمة الفتنة في كلام العرب هى الإمتحان والإختبار ، وقال القاضي عياض:ثم صارت في عرف الكلام لكل أمر كشفه الإختبار عن سوء ، وعلى هذا فالفتنة إذا هى الإبتلاء والإختبار للمرء في دينه وتغير حال المرء من حسن إلي سئ ، وهى الضلال بعد الهدى والمعصية بعد الطاعة. والفتنة يعظم الأمر فيها  ويشتد البلاء في وقوعها لذلك يستعاذ بالله من شرها.

ومن أعظم الفتن وأشد المحن هى فتنة المحيا والممات فما هى؟

أما عن فتنة المحيا فكما قال ابن دقيق العيد:وفتنة المحيا ما يتعرض له الإنسان مدة حياته من الإفتتان بالدنيا والشهوات والجهالات.

أي أن فتنة المحيا هى ما يتعرض له المرء في فترة حياته وتصرفه في حياته الدنيا من إغتراره بالدنيا وإنغماسه فيها وإنشغاله وإلتهائه بها مما يصرفه عن ذكر الله وطاعته والعبادات وينسى أمر الآخرة وهذا ما أنكره سبحانه على عباده في قوله تعالى:"بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى" ،  فكل ما يشغل عن طاعة الله فهو فتنة ، فيمتحن الإنسان في الدنيا بالبدعة  أوالمعصية أوالكفر أو الشهوة أو الشبهة ، وقد تكون فتنة الرجل في أهله وماله وولده بأن ينشغل بهم عن الطاعات وأمر الآخرة أو بأن يقصر في حقهم ، يقول صلى الله عليه وسلم:"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" ، ويقول تعالى:" إنما أموالكم وأولادكم فتنة" ، وفتنة الحياة عظيمة وشديدة وقل من يتخلص منها.

وأما عن فتنة الممات ، فهى أعظم الفتن وأشدها وهى الفتنة عند الموت في حالة إحتضار الإنسان ، وسميت بذلك وأضيفت إلي الموت لقربها منه ، فإن ما قارب شيئاً يعطى حكمه ، فهى تشبه الموت ولا تعد من الدنيا ، إذا ففتنة الممات هى أمر الخاتمة عند الموت في آخر الحياة ووداع العمل وما يعرض للإنسان من إغواء الشيطان له عند الموت ، فيحضر الشيطان هذا الموطن لأنها الساعة الحاسمة فيحاول الشيطان أن يحول بين المرء وقلبه في تلك اللحظة بأن يوقع في قلب الإنسان ما يجعله يخرج عن ملة الإسلام ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب ويعمل بعمل أهل النار" ، ولنا أن نتخيل صعب هذا الموقف وهوله عندما نجد المعصوم المعافى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ منها لنقتدي به ، فأشد ما يكون الشيطان حرصاً على إغواء الإنسان يكون في تلك اللحظة فهو وقت المغنم بالنسبة للشيطان ، يقول أهل العلم : قد يظهر للإنسان بصورة أبويه ،  يقول تعالى عن ذلك الوقت:"كلا إذا بلغت التراقى وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق إلي ربك يومئذ المساق".

دعاء يوم تاسوعاء وعاشوراء.. ردد تلك الكلمات لفك الكرب

ولكن الذين آمنوا بالله واتبعوا رسوله واستقاموا على شريعة الإسلام لن يختم الله لهم حياتهم بسوء.

وهذه الأدعية مستحبة في التشهد الأخير وقبل السلام ، ففيها الإلتزام بالإستعانة بالله سبحانه والخضوع والإستكانة له وتعظيمة والخوف منه والإفتقار إليه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشيطان الفتن رسول الله صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

الإنسان بين نعمة الهداية وشهوة الطغيان .. قراءة دلالية في وعي الشهيد القائد رضوان الله عليه

حين يقرأ الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) القرآن الكريم، فإنه يغوص في أعماق المعاني، ويتعامل مع النص القرآني بوصفه حيًّا ناطقًا، يخاطب الإنسان في وجدانه وسلوكه وواقعه اليومي، ومن بين الآيات التي توقف عندها بتأمل واسع وقراءة ذات طابع روحي وفكري، هي الآيات الأولى من سورة النحل، التي تبدأ بقوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} (النحل:2)

يمانيون / خاص

 

في هذا التناول القرآني، يعرض الشهيد القائد الآيات كنافذة يدخل منها القارئ إلى فضاءٍ واسع من النعم الإلهية، والهداية الربانية، وقوانين الطغيان الإنساني، وتفاصيل الرحمة المتجلّية في الخلق والتسخير والجمال، إنه يُمهّد لقراءة تربط بين الهداية كأعظم نعمة، والكون كمنظومة تسخيرٍ رحيمٍ للإنسان، والإنسان ذاته ككائن متمرّد حين يرى نفسه مستغنيًا.

هذا التمهيد الذي يبدأ بذكر “أمر الله” لا يُفهم عند الشهيد القائد على أنه مجرد تهديد بالعقوبة، بل كمفتاح لفهم الجدّية في مشروع الهداية الإلهي، وكمال الرعاية الربانية التي تشمل أدق تفاصيل حياة الإنسان، من إرساله الأنبياء وإنزال الكتب، إلى تسخيره الأنعام وتهيئة الأرض بجمالها ومنافعها.

من هنا تبدأ رحلته مع الآيات، رحلة لا تكشف عن معناها الظاهري فقط، بل تكشف عن علاقتها بالواقع، وعن مسؤولية الإنسان في التفاعل مع نعم الله، خشيةً وشكرًا وعبادة.

 

الهداية .. قمة النعم الإلهية

يبدأ الشهيد القائد بتسليط الضوء على النعمة الأساسية، والمركزية في حياة الإنسان، نعمة الهداية، عبر إرسال الأنبياء وإنزال الكتب، حيث يؤكد أن هذه النعمة هي الأولى والأعظم، وتُقدَّم على ما سواها من النعم، حتى نعمة الخلق والرزق،  قوله: ’’هذا أول شيء، وأهم النعم نعمة الهداية بالنبوة…’’ ،، يبرز هذا الترتيب الدلالي لمفهوم النعمة أن الشهيد القائد لا ينظر إلى الدين كمجرد ثقافة، بل كضرورة وجودية مرتبطة ببقاء الإنسان في مساره الصحيح.

 

الخلق بالحق .. لا عبث في خلق الله

في معرض المعنى الدلالي في قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} ، يؤكد الشهيد القائد رضوان الله عليه ، أن هذا الخلق لم يكن عبثًا، بل لحكمة وغاية، وهذا يلفت النظر إلى مركزية الغاية في العقيدة الإيمانية، حيث كل ما حول الإنسان له وظيفة، وكل نظام كوني يحمل رسالة.

 

الطغيان الإنساني عند الغنى .. جحود النعمة

من أهم المحاور الدلالية في الخطاب تحذير الشهيد القائد من انقلاب الإنسان على خالقه حين يرى نفسه مستغنيًا، يستشهد بآيات كثيرة منها:  {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} ، وهنا يستنبط القائد درسًا عميقًا،  أن الطغيان لا ينبع فقط من الجهل أو الحاجة، بل غالبًا ما ينبثق من حالة الاستغناء والغفلة، وبالتالي يدعو إلى الحياء من الله في لحظات الرخاء، لا فقط في لحظات الشدة.

 

نعمة الجمال في الخلق الإلهي

يتناول الشهيد القائد جانبًا مميزًا في النعمة،  البعد الجمالي، ويعتبره نعمة مستقلة، ومن الأمثلة التي أوردها ، جمال الأنعام عند السرح والرواح ، ومناظر الزرع والثمار، وألوان الفواكه وروائحها،  ’’حتى جانب الجمال، هو أيضاً مما هو ملحوظ داخل هذه النعم الإلهية…’’ ، الرسالة هنا أن الله لا يُعطي فقط ما تحتاجه أجسادنا، بل ما تطرب له أرواحنا وأبصارنا، وفي هذا تكامل للنعمة يجعلها شاملة لحياة الإنسان الحسية والوجدانية.

 

الرحمة الإلهية في التسخير والتنوع

من خلال استعراضه لخلق الأنعام والخيل والبغال والحمير، يبيّن الشهيد القائد أن هذا التسخير نابع من رأفة ورحمة إلهية،  يقول : وأنتم لا تملكون أن تسخروها لأنفسكم فسخرها لكم؛ لأنه رؤوف بكم، رحيم بكم ، يشير إلى أن الإنسان ليس هو المتحكم الحقيقي في سنن الكون، بل هو مُكرَّم بتسخيرٍ من الله، وأن من واجبه الاعتراف بهذا الفضل والتواضع أمامه.

 

الهداية .. مسؤولية الله وحقه المطلق

يعود القائد ليؤكد مركزية الهداية كخط رسالي، فيقول: ’’وكأنه يقول لنا، أنا الذي أهدي، وأنا الذي يهمني أمركم…’’ ، في هذا الموضع يؤكد على حق الله في أن يهدي، وأن ذلك ليس خاضعًا لميول البشر أو رؤاهم، بل هو نابع من إرادته ورحمته، فكما تكفّل الله بالرزق والخلق، تكفل أيضًا بالهداية.

 

أخيراً

المعاني الدلالية في قراءة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي للآيات، ليس تفسيرًا تقليديًا قائمًا على البيان اللغوي فقط، بل هو تأملٌ روحي واجتماعي وتحليل نفسي لطبيعة الإنسان في تعامله مع النعم. يبرز فيه عمق البصيرة الإيمانية، والربط بين الآيات والواقع الاجتماعي والاقتصادي، والتنبيه على خطر الغفلة في الرخاء، والدعوة إلى التأمل في الجمال كدليل على رحمة الله، وإثبات أن الهداية من الله وحده، وهي أعظم نعمة على الإطلاق.

مقالات مشابهة

  • الإنسان بين نعمة الهداية وشهوة الطغيان .. قراءة دلالية في وعي الشهيد القائد رضوان الله عليه
  • دعاء النبي عند رؤية هلال شهر صفر.. تعرف عليه وردده
  • من هم الممنوعون من شفاعة النبي يوم القيامة؟.. 5 فئات لا تنالها
  • سبيل السعادة في الدنيا والآخرة .. خطيب المسجد النبوي: أعظم نعم الله
  • قربات يوم الجمعة.. وصايا نبوية تسهل طريقك إلى الجنة
  • سنن الجمعة.. مفتاح البركة ومضاعفة الحسنات ونيل السعادة في الدنيا والآخرة
  • من صور التمكين في السيرة النبوية
  • «التريند».. ولو دخلوا حجر ضب لدخلتموه معهم
  • لماذا أوصى النبي بصلاة الظهر في وقتها؟.. اعرف السبب
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يستعرض تأثير رحمة النبي في فتح مكة