اجتماع إماراتي إسرائيلي في بروكسل يستهدف المقاومة الفلسطينية
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
وقالت المصادر لصحيفة "الإمارات ليكس" إن اللقاء ضم ستة إعلاميين ومن قدموا أنفسهم كمحللين وباحثين سياسيين موالين للإمارات ومنخرطين بشكل مباشر وغير مباشر في برامج وأنشطة وسائل الإعلام التي تمولها أبو ظبي.
الفلسطيني إبراهيم أبرش، والصحفي رمضان أبو جزر – المعروف بأنه أحد المرتزقة الإماراتيين البارزين في التحريض والدعاية – ودعاة التطبيع باسم عيد، إلى جانب عميل المخابرات السعودي عبد العزيز الخميس، وهو شخصية رئيسية في جهود التطبيع بتوجيه إماراتي.
من ناحية أخرى، شارك في اللقاء مسؤولون وصحفيون إسرائيليون، يتقدمهم أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء للإعلام العربي.
وأشارت المصادر إلى أن اللقاء ركز على تنسيق الجهود الإماراتية الإسرائيلية لتكثيف حملات التحريض والتضليل ضد فصائل المقاومة الفلسطينية، خاصة في الرد على تطورات الحرب الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة منذ عشرة أشهر.
وذكرت المصادر أن إسرائيل تتعاون حاليًا مع الإمارات العربية المتحدة في استراتيجيات الدعاية لمرحلة ما بعد حماس في قطاع غزة، مما يؤدي إلى تضخيم الضغط الإعلامي على الحركة وعرض شخصيات من داخل غزة وخارجها للمساعدة في تحقيق الأهداف الإسرائيلية.
وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع يأتي بعد زيارة علنية تمت يوم الخميس وزيارة سرية لمسؤولين إماراتيين إلى إسرائيل الشهر الماضي لمناقشة رؤيتهم واستراتيجياتهم الإعلامية.
ويتزامن ذلك مع النشاط الإلكتروني المتزايد لدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأسابيع القليلة الماضية، مما أدى إلى إنشاء العديد من الحسابات المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي للتعليق على تطورات الصراع الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة.
وتكشف تغريدات الذباب الإلكتروني الإماراتي إجماعهم على ثلاثة أهداف رئيسية: شيطنة المقاومة الفلسطينية ودعم إسرائيل، إضافة إلى الترويج لدور أبوظبي الإنساني المزعوم في غزة.
ويهدف الذباب الإلكتروني الإماراتي إلى تصعيد حملاته التحريضية ضد الفصائل الفلسطينية باستخدام هويات فلسطينية مزيفة لخلق الفرقة وإثارة المشاعر الشعبية المحلية في غزة ضد المقاومة.
وينبع النشاط الإماراتي المشبوه من التحريض على المقاومة من خلال تحميلها مسؤولية تدمير غزة وأنها في خدمة كبار المسؤولين فقط، إضافة إلى اتهامها بسرقة المساعدات الإنسانية.
في المقابل، تستهين تغريدات الذباب الإلكتروني الإماراتي بعمليات المقاومة الفلسطينية وصمودها في وجه المجازر وآلة القصف والتدمير الإسرائيلية.
وإلى جانب دعم إسرائيل وجيشها في مجازرها اليومية بحق سكان قطاع غزة، فإن أنشطة الذباب الإلكتروني الإماراتي ترتكز بقوة على الترويج للمساعدات الإماراتية وتبييض صورتها الملطخة بعار التطبيع.
وعلى مدار أشهر، استخدمت الإمارات أدواتها الإعلامية والسياسية المشكوك فيها لتصوير المقاومة الفلسطينية بشكل سلبي، خاصة مع استمرار تزايد الغضب الشعبي بشأن تطبيع أبوظبي مع إسرائيل.
ووجه علي راشد النعيمي، أحد الشخصيات البارزة في جهود التطبيع الإماراتية ورئيس لجنة الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي، انتقادات لاذعة للمقاومة الفلسطينية، لا سيما استهداف حركة حماس، وأكد أن “إسرائيل هنا لتبقى."
وشارك النعيمي في مؤتمر صحفي خاص عبر الإنترنت نظمته الجمعية اليهودية الأوروبية (EJA) ولجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC)، وأدلى بتصريحات مثيرة للجدل ضد المقاومة الفلسطينية.
وقال النعيمي إن اتفاقيات التطبيع ليست في خطر في ظل حرب إسرائيل الدموية على قطاع غزة، مدعيا أن “اتفاقيات (التطبيع) هي مستقبلنا”. وأضاف: "إنه ليس اتفاقًا بين حكومتين، لكنه منصة نعتقد أنها يجب أن تغير المنطقة".
وأضاف أنه يريد من الجميع “الاعتراف والقبول بأن إسرائيل موجودة لتبقى وأن جذور اليهود والمسيحيين ليست في نيويورك أو باريس، بل هنا في منطقتنا”. بدعوى "أنهم جزء من تاريخنا ويجب أن يكونوا جزءا من مستقبلنا".
وزعم النعيمي، المقرب من دوائر صنع القرار في أبو ظبي، أن الإمارات تريد تغيير النظام التعليمي والخطاب الديني.
وهذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها النعيمي إلى إدخال تعديلات على النظام التعليمي ليتوافق مع تطبيع الاحتلال الإسرائيلي. وفي كانون الثاني/يناير 2021 - بعد أربعة أشهر فقط من توقيع اتفاق التطبيع - اقترح تغيير النهج للقضاء على ما أسماه "التطرف الإسلامي".
وقال حينها: “إن التعليم يمثل خط الدفاع الأول ضد أي تهديد، في منطقة لا تزال تعاني من الفكر المتطرف”.
وتعليقا على الاحتجاجات الرافضة للحرب الإسرائيلية على غزة، قال النعيمي: “نحن بحاجة إلى أولئك الذين يؤمنون بالسلام في أوروبا والولايات المتحدة وفي كل مكان لمواجهة خطاب الكراهية الذي نراه في مظاهرات باريس ولندن”.
وعن عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر الماضي، قال النعيمي: “من المهم جدًا أن نفهم أن هناك أعداء لما نقوم به. هذه المنظمات الإرهابية لا تحترم حياة الإنسان. ولا يسمح لهم بتحقيق أهدافهم”.
وأضاف: “لا يمكن لأي شخص لديه شعور إنساني وحس سليم أن يوافق على الهجوم الإرهابي الهمجي الذي ارتكبته حماس في 7 أكتوبر: لا أحد”. الادعاء بأن “الأعداء” استغلوا الحرب وأن هناك فرقا بين حماس والشعب الفلسطيني.
ويعد النعيمي أحد الشخصيات الرئيسية في أبو ظبي في مهاجمة الإسلام والتحريض على المشاعر المعادية للمسلمين في أوروبا. وهو يقود مركز "الهداية" لمكافحة التطرف، الذي يدعمه العديد من المتطرفين الأوروبيين الذين يدعون إلى طرد المسلمين من القارة.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
من غزة إلى طهران.. كيف مهّدت إسرائيل لهجومها على إيران؟
أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية، بأن الهجوم الذي تشنه إسرائيل على إيران منذ الجمعة الماضية، هو حصيلة إضعاف حلفاء طهران في المنطقة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأشارت الصحيفة، في تقرير مطول، إلى أن إسرائيل شنت هجوما على قطاع غزة أسفر عن مقتل آلاف الفلسطينيين وإضعاف قدرات حركة حماس.
وأضافت أنه مع تراجع قوة حماس وجهت إسرائيل تركيزها نحو حزب الله في لبنان، والذي يشكل مع حماس وجماعة الحوثي في اليمن، والفصائل المسلحة في العراق ما يعرف بـ"محور المقاومة".
وأضافت أن إسرائيل نجحت في تصفية القيادة العليا لحزب الله، ودمرت ترسانته الصاروخية، ودخلت إلى معقله في جنوب لبنان.
وبينت أن إسرائيل دمرت جزءا كبيرا من منظومة إيران الدفاعية الجوية خلال غاراتها في شهر أكتوبر الماضي، الأمر الذي مهد الطريق للهجوم الأوسع الذي وقع بداية من الجمعة الماضية.
كما شكل سقوط نظام الأسد في سوريا ضربة أخرى للمحور الإيراني لتنتهي بذلك عقود من العلاقات الوثيقة بين طهران ودمشق.
وأشار التقرير إلى أن الحوثيين في اليمن هم الجبهة الوحيدة من "محور المقاومة" التي ما زالت منخرطة في أعمال عدائية ضد إسرائيل، لكن لم يلحقوا بتل أبيب أي ضرر استراتيجي يُذكر.
في المقابل، استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضعف إيران وبدأ التحضير للهجوم الكبير، مستغلا ما اعتبره فرصة سانحة، حسب "الغارديان".
وأضافت: "بعد تقليم أظافر إيران في المنطقة، شنت إسرائيل عملية "الأسد الصاعد" والتي تسببت موجتها الأولى في قتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين فضلا عن عدد من العلماء النوويين".