بعد التّراجع الذي شهده الإقبال على السياحة البحرية خلال جائحة كوفيد19، عادت شعبية الرحلات البحرية إلى الواجهة، لكنّ الدراسات الأخيرة تُؤكّد أنّها من أكثر أشكال السّفر تلويثاً للبيئة.

اعلان

في العام الماضي، سجّل عدد ركاب الرحلات البحرية في الدنمارك رقماً قياسياً. ومع ذلك، تُظهر دراسة جديدة حتى أنها تتفوق على السفر الجوّي في تلويث البيئة.

كشفت الدراسة التي أجراها خبير لصالح قناة DR News الدنماركية أن متوسط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل راكب على متن سفينة سياحية يبلغ ضعف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تصدرها الطائرة على نفس المسافة وأربعة أضعاف انبعاثات السيارة التي تعمل بالبنزين.

وقد أوضح نيلز بوس كريستنسن، وهو باحث بارز في معهد اقتصاديات النقل في أوسلو، أنّ "انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل راكب على متن السفن السياحية أعلى بكثير من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل راكب مقارنةً بالسيارة أو الطائرة".

لكن يبدو أنّ العديد من الركاب الذين وصلوا على متن سفينة سياحية في كوبنهاغن كانوا يجهلون أنّ وسيلة النقل المفضّلة لديهم تنبعث منها غازات ملوّثة للبيئة أكثر من المتوسط.

هيتي دويل، وهي سائحة أسترالية على متن سفينة سياحية في كوبنهاغن، أعربت عن صدمتها حين عرفت بالأمر. نفس الموقف كان لروبرت إيومازو من أمريكا حيث قال: "بصراحة لم أفكر في ذلك". وأضافت دويل: "كنت اعتقدت أنني اخترت سفينة أكثر احتراما للبيئة".

شخصان يطلاّن من سفينة الرحلات البحرية "الجوهرة النرويجية" في هونولولو (23 مارس 2020) Caleb Jones/APوسائل راحة فاخرة تُرهق البيئة

للبواخر السياحيّة بصمة كربونية أكبر من المتوقع، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى وسائل الراحة التي توفّرها هذه البواخر، حيث تعمل بشكل أساسي كفنادق عائمة.

ويوضّح كريستنسن قائلاً: "عليك أن تتوقع ذلك عندما تسافر على متنها مع احتوائها على متاجر ومطاعم وفنادق. وهذا في حد ذاته يجعل الأمر مختلفاً تماماً عمّا إذا كنّا نقود سيّارتنا أو إذا ركبنا في طائرة".

وتعمل معظم السفن السياحيّة بزيت الوقود الثقيل الملوّث بعدد من المواد الكيميائية مثل الكبريت والنيتروجين.  كما أنّ زيت الوقود له قوام سميك، ما يجعله خطراً على الحيوانات والبيئة بشكل عام.

طقس حار مع بداية فصل الربيع يفتح الباب أمام موسم السياحة على ضفاف البحيرات والشواطئ الأوروبيةالسياحة في إسبانيا: نعمة أم نقمة؟ احتجاجات في مالقة تطالب بحق السكان المحليين بالسكن اللائقشاهد: مدينة البندقية الإيطالية تضع رسمًا جديدًا على زوارها للسياحةالسياحة المفرطة في أثينا.. دعوات للسيطرة على هذا القطاع في اليونان

وأشار المهندس البحري هانز أوتو كريستنسن إلى كميّة الانبعاثات من السفن السياحية، قائلاً: "أنت ترسل ثاني أكسيد الكربون إلى الهواء، وهو ما يساهم في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري". وللتخفيف من أثر ذلك، يدعو كريستنسن إلى الانتقال إلى الوقود الأخضر في قطاع النقل، بما في ذلك حركة السفن السياحيّة.

وأقر كلاوس بوندام، رئيس شركة كروز الدنمارك، بمساهمة قطاع السياحة في التلوث، قائلاً: "إنّ جميع أشكال السياحة تقريباً، مثلها مثل العديد من الأشياء الأخرى التي نقوم بها في حياتنا، تترك بصمة كربونية. ولا تختلف سفن الرحلات البحرية عن ذلك".

وخلص كريستنسن إلى أنّ الجهود الكبيرة المبذولة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في حركة الملاحة الساحلية تعتمد على شركات بناء السفن والمشغّلين، وأنّ ما يمكن أن يُحدث فرقاً هو المبادرات السياسية التي من شأنها أن تُحفّز الشركات على تبنّي ممارسات أكثر مراعاة للبيئة والمحيط.

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية كامالا هاريس: هل ستكون المرشّحة الديمقراطية لرئاسة أمريكا صديقة للبيئة؟ عروض شعبية تجوب شوارع البلقان في مهرجان سراييفو الفلكلوري أسعار الإيجار في أوروبا ترهق كاهل المواطن.. المتر في سويسرا ب 18 ألف يورو وصربيا تسجل النسبة الأعلى بواخر سياحة تلوث تغير المناخ كروز - صاروخ موجه اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next جوزيبي أنتوسي.. عضو البرلمان الأوروبي تحت حماية أمنية مشددة بسبب تهديدات المافيا يعرض الآن Next بوريل يتهم أوربان بعدم الولاء وينضم إلى الأصوات الرافضة لرئاسة المجر لمجلس الاتحاد الأوروبي يعرض الآن Next

المصدر: euronews

كلمات دلالية: غزة فساد دونالد ترامب إسبانيا سياحة باريس غزة فساد دونالد ترامب إسبانيا سياحة باريس بواخر سياحة تلوث تغير المناخ غزة فساد دونالد ترامب إسبانيا سياحة باريس الاتحاد الأوروبي إسرائيل المجر حركة حماس اغتيال مظاهرات السياسة الأوروبية انبعاثات ثانی أکسید الکربون الرحلات البحریة على متن

إقرأ أيضاً:

أميركا تحقق في وفيات يشتبه بارتباطها بلقاحات كورونا

أعلنت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية أن إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) تجري تحقيقا شاملا في وفيات يحتمل أن تكون مرتبطة بلقاحات كورونا (كوفيد-19)، تشمل فئات عمرية متعددة.

وقال المتحدث باسم الوزارة أندرو نيكسون -أمس الثلاثاء- إن نطاق الفئات العمرية محل التحقيق لم يحدَّد بعد.

وكان مفوض إدارة الأغذية والعقاقير مارتي ماكاري قال في وقت سابق إن الإدارة تتحرى أمر هذه الوفيات بين الشبان.

وكشف كبير المسؤولين الطبيين والعلميين في الإدارة، فيناي براساد، في مذكرة داخلية الشهر الماضي، عن احتمال إسهام اللقاحات في وفاة ما لا يقل عن 10 أطفال نتيجة التهاب عضلة القلب، استنادا إلى تحليل أولي لـ96 حالة وفاة بين عامي 2021 و2024.

ولم تنشر هذه النتائج في دورية علمية محكّمة، كما لم تتضمن تفاصيل عن الحالة الصحية للضحايا أو الشركات المصنعة للقاحات.

وتزامن الإعلان مع تقارير نشرتها بلومبيرغ وواشنطن بوست عن التحقيق.

وأواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن إدارة الغذاء والدواء الأميركية ذكرت في مذكرة داخلية أن 10 أطفال على الأقل لقوا حتفهم على الأرجح "بسبب" لقاحات كوفيد-19، وأشارت إلى التهاب عضلة القلب كسبب محتمل.

الرئيس الأمريكي دونالد #ترمب يطلب دواء كوفيد بعدما عطس بجانبه وزير الصحة روبرت كينيدي جونيور، المعروف بمواقفه المعارضة للقاحات pic.twitter.com/UimTCBR5dt

— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 1, 2025

"عدو اللقاحات"

ومنذ تعيين روبرت كينيدي وزيرا للصحة، بدأت الحكومة إجراء تغيير شامل لسياسة اللقاحات، مما حدّ من إمكان الحصول عليها لمن يبلغون 65 عاما أو أكبر، وكذلك الذين يعانون من حالات مرضية كامنة.

ويعد كينيدي من المشككين بجدوى اللقاحات منذ فترة طويلة، فقد قال أثناء جائحة كورونا (كوفيد-19) إن اللقاحات تسبب إصابات ووفيات، واتهم مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية ومؤسسة بيل وميليندا غيتس بمحاولة التربح ماديا من الوباء، وعارض القيود التي فرضتها الولايات والحكومة الاتحادية أثناء الجائحة، واتهم بنشر معلومات مضللة.

إعلان

ورفض المتحدث باسم وزارة الصحة أندرو نيكسون الكشف عن منهجية التحقيق أو الجدول الزمني لإنهائه، بينما عبّر خبراء صحيون عن مخاوف من تأثير التوجهات السياسية الجديدة على عمل FDA، محذرين من أن الجدل القائم قد يقوّض الثقة العامة ببرامج التطعيم التي أثبتت فاعليتها عالميا رغم تسجيل آثار جانبية نادرة.

وتعقيبا على تحقيق إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية، أكدت شركتا موديرنا وفايزر التزامهما بسلامة لقاحاتهما المعتمدة على تقنية الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) وجددتا تأكيد عدم وجود مؤشرات جديدة تدعو للقلق بشأن سلامة اللقاح لدى الأطفال أو الحوامل.

مقالات مشابهة

  • مادة تأكل ثاني أكسيد الكربون.. هل نبني بها بيوتنا قريبا؟
  • دراسة: الأنظمة الغذائية النباتية قد تكون صحية للأطفال.. ولكن بشروط
  • جنبلاط: أؤيد إجراء استفتاء شعبي بشأن انضمام لبنان للاتفاقات الإبراهيمية
  • بلغاريا تغلي: احتجاجات واسعة ضد الفساد وغضب شعبي ينصبّ على النائب بيفسكي
  • حنان يوسف تنضم إلى مسلسل أب ولكن .. رمضان 2026
  • مدبولي: من حق المواطن أن ينتقد ولكن ليس حقه الترويج لأكاذيب
  • جيرارد: صلاح أخطأ ولكن ليفربول مازال بحاجة له
  • الولايات المتحدة تفتح تحقيقا واسعا في وفيات لقاحات كورونا
  • أميركا تحقق في وفيات يشتبه بارتباطها بلقاحات كورونا
  • تحقيق أميركي في وفيات يحتمل ارتباطها بلقاحات كورونا