البروفيسور محمود موسي محمود عبير الامكنة
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
محمد صالح عبد الله يس
رحيل البروف محمود هو ايذانا بنهاية عصر وبداية عصر فهو كان احد اعلام زمانه وسيد اقرانه رحمة الله تغشاه فهو حفيد الامير قمر الدين عبد الجبار احد كبار قادة المهدية شارك في كرري وعاد الي دارفور وعمل وزيرا لسلاح الاسلحة مع السلطان علي دينار استشهد في كبكابية 1911
فتاريخ الرجل مستمد من ارث قديم لم يتحدث عن اجداده وارثهم تواضعا منه وحتي لا يتهم بالعظامية وينحي منحي بعض الجهلاء الذين ملؤوا الدنيا ضجيجا ويرددون بجاهلية وعنجهية اؤلئك ابائي فجئني بمثلهم اذا جمعتنا يا جرير المجامع
لهما الرحمة فقد رحلوا وتركوا ارثا تفاخر به شرق دارفور في السودان
تهاوت الانجم من حولنا ونحن ننظر اليها في اسي وتجلد البروف كان احد رواد الاستنارة في دارفور واحد اعلامها التي حملت لنا عبق النضال
منذ ان تفتحت عيناه علي الحياة كان مهموما بخدمة الاهل جميعا كان هو صاحب القدح المعلي في النضال ضد الاستعمار كان من المنادين بتحقيق العدالة الاجتماعية وتقسيم الثروة والسلطة في السودان عمل امينا عاما لجبهة نهضة دارفور التي تاسست علي ايديهم هو ونفر كرام من ابناء دارفور دفعوا ثمن نضالهم سجونا ومطاردة وعزل من الحكومات المتعاقبة لكنه واجهه هذه المظالم بصبر وجلد
حكي لي الكثير في الاذاعة عندما استضفته في برنامجي المعروف ( سياحة في اعماق المشاهير ) نقل معاناتهم وتجربة نضالهم خلال الحقب المتعاقبة البروف عندما تجلس معه فحديثه بلسم يشفي الصدور ومزيل للتوتر سالته ذات مرة في حديث جانبي خاص لماذا انهارت جبهة نهضة دارفور وهي في اوج مجدها وعظمتها بعد ان التف الناس حولها ووجدت حظها من الاعلام الخارجي وتناولتها كبريات الدوريات الاوربية وقدمتها للعالم كمؤسسة جديدة ظهرت في الفضاء السياسي الافريقي تدعو لتاسيس دولة سودانية يتساوي فيها الجميع في الحقوق والواجبات
اعتدل في جلسته ثم قال لي طبعا انحنا كنا ننادي بمآسسة الدولة وازالة التشوهات التي لحقت بها كنا نريد هندسة المستقبل باطروحات وافكار جديدة تلبي طموحات اهل دارفور كمجتمع اعطي السودان كل شيئ وبالمقابل لم يقدم له المركز آي شيئ كنا في ذلك الوقت كجبهة نعبر عن تطلعات الكثيرين في المجتمعات الافريقية التي عانت من البؤس والتهميش وبلغة اليوم كنا اكبر و أول منظمة للمجتمع المدني في افريقيا والعالم العربي واستطعنا ان نسحب البساط من تحت اقدام الاحزاب السودانية التي جعلت من دارفور ارضا خصبة تاتي اليها في موسم الانتخابات فتحصد الدوائر ثم تختفي واخيرا وبعض ظهور الجبهة شعرت الاحزاب بخطورة الجبهة وتاثيرها علي المشهد السياسي وعملت علي اختراقها من الداخل فقد انضم الاباء المؤسسين لها الي صفوف الاحزاب وتم تخريب مابنته الجبهة بايدي بعض ضعاف النفوس من أبنائها الذين هزمتهم شهوة المناصب والنجومية وانفض سامر القوم وغابت وتلاشت الجبهة وانطوت في القلب حسرة
في عصر التطور التقني اختفت الجغرافيا كعزلة مانعة للتواصل والوجود كنت قد اجريت حوارا سياسيا مع البروف في راديو دبنقا عبر الاتصال وكان موضوع الحلقة كان عن الحوار بين ابناء دارفور وكيفية تحشيد ارادتهم تنفس قليلا وتنهد ثم قال ان من اسباب قيام كل الحركات الاحتجاجية في دارفور من لدن ثورة السحيني وحريق العلم البريطاني كلها كانت تطالب بحقوق انسانية مشروعة وتتطلع لاشواق اهل دارفور للتنمية العادلة ومناهضة خطاب الكراهية وايدلوجيا الاستعلاء الذي انتجتها الانقاذ التي تحولت بلادنا في عهدها الي مستنقع اسن تراكمت في داخله جراثيم الكراهية والبغضاء ويجب علي ابناء دارفور ان يعيروا اهتماما لهذه الاصوات التي تنبعث من اعلام كذوب لا يعبر عن قضايا الهامش وتطلعاتهم وعليهم ان يمضوا في مسيرة النضال وحتما سيصلون الي مبتغاهم ويومئذ ستنقلب وتترجح كفة العدالة لصالح الفقراء والمهمشين الذين ينادون بتعريف جديد للوطن والمواطنة
انتهي الحوار وموجود الان علي صفحة راديو دبنقا في برنامج ملفات سودانية
البروف محمود لدية مكتبة ضخمة حوت مئات المؤلفات والمراجع النادرة باللغتين الانجليزية والعربية وهو اول من ادخل ادوات التقنية والمعرفة الحديثة الي السودان فهو من ادخل نظام البروجكتر كوسيلة تعليمة في جامعة الخرطوم ومكتبة الإلكترونية تحوي عشرات الاقراص والافلام والتسجيلات النادرة من انتاج سينمائي ودراما ومسرحيات نادرة من منتجات سينما هليوت
كان يمتلك ادوات التسجيل والتصوير الحديثة وثق بها محطات هامة في حياته ويمتلك مكتبة ضخمة من الصور والالبومات النادرة
ان الجهد الكبير الذي ببذله في حياته الاكاديمية والسياسية والثقافية تستخد ان تخلد في متحف دائم ليشاهد الجميع منجزاته ومسيرة حياته الحافلة وكنت قد تحدثت مع الصديق النابهه متوكل محمد موسي الذي يحتفظ بوثائق ضخمة عن حياة هذا العملاق ان يجتهد مع الاسرة والاصدقاء لتقديم حياة البروف في سفر ضخم للتطلع عليه الاجيال وتتعرف علي مناقبه فمثله ثروة قومية وارث حضاري ملك للجميع
بموته فقد السودان احد رموزه وعلمائه وانطوت صفحة باذخة شغلت الناس وملات الدنيا هذه بعض ملامح حياة هذا الفارس لم اتناوله حياته في المنابر الاكاديمة فقد كان مدير لجامعة جوبا ومديرا لجامعة الفاشر ولهذه الاخيرة قصة طويلة سارويها في مكان ووقت اخر
وحقا بروف محمود
دينار من الصك القديم
يس
ms.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
WP: الفاشر تعيش كارثة إنسانية وصمت العالم يفتح الباب لأسوأ مأساة في السودان
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالاً قالت فيه إن العالم يتعرّف على أهوال مدينة الفاشر من خلال الصمت والغياب، لا من خلال أدلة ملموسة، إذ لم تتمكن أي وسيلة إعلامية مستقلة من الوصول إلى المدينة السودانية الواقعة في ولاية شمال دارفور، والتي سقطت في أواخر تشرين الأول/أكتوبر بعد أكثر من 500 يوم من الحصار.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية أحياء مدمرة، وأراضي ملطخة بالدماء، وآثار مقابر جماعية.
واختفى المرضى الذين كانوا يعالجون في المستشفيات والعيادات التي استهدفها المقاتلون، فيما وصل الأطفال الفارون من الفاشر إلى مخيمات النازحين من دون آبائهم أو ذويهم.
وروى عمال الإغاثة ومسؤولو الأمم المتحدة شهادات عن مجازر وعمليات اغتصاب واسعة النطاق ارتكبتها ميليشيات قوات الدعم السريع، إحدى الفصيلين الرئيسيين في الحرب الأهلية المدمرة في السودان.
ومنذ اندلاع الصراع في نيسان/أبريل 2023، عززت قوات الدعم السريع سيطرتها على إقليم دارفور الشاسع غرب البلاد، وجسد استيلاؤها على الفاشر عملية تقسيم فعلي بين الشرق والغرب، في حين استعادت القوات المسلحة السودانية العاصمة الخرطوم في وسط البلاد.
وأدت الحرب الأهلية إلى أسوأ كارثة إنسانية في العالم، بعدما نزح نحو 14 مليون شخص، نصفهم من الأطفال، وتفشت المجاعة والأمراض، ومنها الكوليرا، في مناطق واسعة، خصوصا الفاشر ومحيطها، حيث وصف شهود عيان كيف عاش السكان المحاصرون على علف الحيوانات والأعشاب الضارة.
كما ترافقت الأزمة مع العنف الممنهج الذي تمارسه قوات الدعم السريع ضد جماعات عرقية وقبلية غير عربية في دارفور، ويقدر عدد المفقودين من الفاشر بنحو 150,000 شخص، فيما يشير باحثون إلى أنّ نحو 60,000 منهم قتلوا على يد قوات الدعم السريع وحلفائها خلال الشهر الماضي فقط.
وفي أعقاب سقوط الفاشر، قال ناثانيال ريموند، المدير التنفيذي لمختبر ييل للأبحاث الإنسانية، لشبكة "سي إن إن" الشهر الماضي: "نشهد وتيرة قتل لا يضاهيها إلا الإبادة الجماعية في رواندا".
ويتابع المختبر تداعيات ما يجري، مضيفا: "نحن بصدد كارثة بشرية قد تتجاوز في غضون أسبوع عدد ضحايا غزة خلال عامين. هذه هي سرعة القتل التي نشهدها بناء على ما نراه من أكوام الجثث على الأرض".
وقالت الصحيفة إن المنطقة لا تزال تعاني أيضا من صدمات سابقة، ففي لاهاي، أصدر قضاة المحكمة الجنائية الدولية الثلاثاء حكماً بالسجن 20 عاما على علي محمد علي عبد الرحمن، قائد ميليشيا الجنجويد السودانية سيئة السمعة، بعد إدانته بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتُكبت تحت إشرافه قبل أكثر من عقدين خلال حملة مكافحة التمرد في دارفور.
وتعد الجنجويد النواة الأولى لقوات الدعم السريع، لكنها كانت آنذاك تنفذ أوامر الحكومة المركزية في الخرطوم بقيادة الرئيس عمر البشير.
وذكر الكاتب إشارات متكررة إلى العنف الإبادي الحالي، قائلاً إن مواقع التواصل الاجتماعي امتلأت بمقاطع مصورة لمقاتلين وقادة في قوات الدعم السريع وهم يتباهون بجرائمهم ويتفاخرون بقتل واغتصاب المدنيين من مختلف القبائل.
وسابقةً لسقوط الفاشر، شهدت مدينة الجنينة في غرب دارفور أيضا مجزرة واسعة، حيث قتلت قوات الدعم السريع وحلفاؤها نحو 15,000 شخص، وارتكبت عملية تطهير عرقي بحق شعب المساليت من أصول أفريقية سوداء.
وأشار المقال إلى أنّ الفاشر تحتل مكانة محورية في سجل الإبادة الجماعية في دارفور قبل عقدين، إذ سبق أن شنّت قوات المتمردين في نيسان/أبريل 2003 غارة على منشأة عسكرية رئيسية في المدينة، ما مهّد لحملة القمع الوحشية التي دعمتها الحكومة وما تلاها من فظائع.
وأكد الكاتب أن أوجه التشابه واضحة، فنقل عن توم فليتشر، كبير مسؤولي الإغاثة في الأمم المتحدة، قوله في إحاطة لسفراء الأمم المتحدة نهاية تشرين الأول/أكتوبر: "إن ما يحدث في الفاشر يُذكّرنا بالأهوال التي عانت منها دارفور قبل عشرين عاماً. لكننا نشهد اليوم رد فعل عالمي مختلفا تماما، رد فعل استسلام. إنها أيضاً أزمة لامبالاة".
وأضاف أن محللين شددوا مراراً على أنّ المأساة الحالية كانت متوقعة، ففي بيان صدر عام 2023 عند اندلاع الحرب الأهلية، قال تيغيري شاغوتا، المدير الإقليمي لمنظمة العفو الدولية لشرق وجنوب أفريقيا: "لا يزال المدنيون في دارفور اليوم تحت رحمة قوات الأمن نفسها التي ارتكبت جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في دارفور ومناطق أخرى من السودان، من المخزي أن يعيش الناس في السودان في خوف كل يوم".
ولفت إلى أن الجيش السوداني أيضاً متهم بارتكاب فظائع، لا سيما بالقصف العشوائي للمناطق المدنية التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، كما يُزعم أنّ قوات الدعم السريع قتلت عشرات المدنيين بطائرات مسيرة في منطقة كردفان جنوب وسط البلاد، التي أصبحت أحدث بؤرة توتر في حرب فشلت القوى الخارجية في كبحها.
وأضافت مجموعة الأزمات الدولية في موجزها السياسي أن السودان يقف اليوم أمام مأزق سياسي لا يستطيع أي من الطرفين كسره عسكريا، في ظل تزايد جرأة قوات الدعم السريع وترسخ وجود الجيش، وبعد أن اشترط الجيش وحلفاؤه انسحاب قوات الدعم السريع من الفاشر كشرط مسبق للمفاوضات، بات أقل استعداداً للدخول في محادثات بعد الهزيمة.
وشددت المجموعة على أنّ تجنب تقسيم دائم بين الشرق والغرب يتطلب دبلوماسية عاجلة ومبتكرة من جانب "الرباعية" بقيادة الولايات المتحدة، والتي تضم مصر والسعودية والإمارات.
وختم المقال بالإشارة إلى أن المسار الدبلوماسي لا يزال ضعيفاً رغم تدخل الرئيس دونالد ترامب مؤخرا، في ظل اعتقاد العديد من الدول بأن لها نفوذا ومصالح مهمة في الصراع، وأشار إلى أنّ الإمارات، على سبيل المثال، يُعتقد أنها دعمت ومكّنت قوات الدعم السريع عبر قنوات مختلفة، رغم نفي المسؤولين الإماراتيين بشدة.
واختتم بما كتبه جاويد عبد المنعم، الرئيس الدولي لمنظمة أطباء بلا حدود: "يتم تمكين الموت والدمار بسبب امتناع العديد من الحكومات عن استخدام نفوذها للضغط على الأطراف المتحاربة لوقف قتل الناس أو منع وصول المساعدات الإنسانية، إذ تكتفي بإصدار بيانات قلق سلبية، بينما تقدم هي وحلفاؤها الدعم المالي والسياسي، والأسلحة التي تدمر وتشوه وتقتل".