سرايا - أدت الضربة الإسرائيلية على ميناء الحُديدة في غرب اليمن والتي تسببت في نشوب حريق، إلى إطلاق انبعاثات خطيرة وتسرب في الوقود، ما ضاعف التلوث المتفاقم أصلاً جراء تسربات أعقبت هجمات المتمردين الحوثيين على سفن في البحر الأحمر، وفقاً لخبراء ومنظمات تعنى بالبيئة.

وشنت إسرائيل السبت غارات هي الأولى تتبناها في اليمن، وأصابت منشآت تخزين الوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى نشوب حريق هائل استمر لأيام.



وذكرت السلطات المحلية أن أجزاء من الميناء كانت قيد الاشتعال في وقت مبكر من الأربعاء بعد انفجار خزان نفط خلال الليل. وأظهرت صور من المكان تصاعد دخان أسود كثيف بعد أربعة أيام من الهجوم.

وقال مرصد النزاعات والبيئة، وهو مؤسسة خيرية بريطانية تراقب التأثير البيئي للصراعات، إن "الحريق والتسربات المرتبطة به ستؤدي إلى انبعاثات خطيرة في الهواء وتلوث أرضي كبير"، مضيفاً أنه "من المحتمل أن يحدث تلوث للبيئة البحرية".

بعد نحو عقد من الحرب بين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة المعترف بها دولياً ، يعاني اليمن، وهو أحد أكثر دول المنطقة عرضة لتغير المناخ، من تلوث خطير للهواء والماء، وفقاً لتقرير صادر عن منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة مفي آذار/مارس.

وقالت منظمة "مواطنة" لحقوق الإنسان، وهي منظمة حقوقية يمنية أرسلت فريق تقييم إلى الميناء، إن هجوم السبت الذي قالت إسرائيل إنه جاء رداً على أول هجوم دام للحوثيين على تل أبيب، أدى إلى "تسرب نفطي كبير من خزانات الوقود المشتعلة إلى البحر".

وقالت المنظمة في بيان لوكالة فرانس برس إن ذلك "قد يسبب تلوثاً بيئياً كبيراً في البيئة البحرية لأن التسرب لا يزال مستمراً"، محذرة من أن تأثيره قد يكون "واسع النطاق بسبب كميات الوقود الكبيرة التي تم تخزينها".

- "تسربات محلية" -

وقال فيم زفيننبرغ من منظمة "باكس" الهولندية للسلام إن ما لا يقل عن عشرات الآلاف من اللترات من النفط احترقت في أعقاب الهجوم، محذراً من أن "الأبخرة الضارة" تشكل مخاطر صحية كبيرة.

وبتحليل صور الأقمار الاصطناعية الأخيرة التي التقطتها مركبة الفضاء "سنتينل-2" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، قال زفيننبرغ إن الضربات الإسرائيلية أدت الى "تسربات محلية في البيئة البحرية للميناء وفي المباني" ودمرت معظم سعة تخزين النفط بالميناء.

وأضاف لفرانس برس أنه "في مواجهة آثار النزاع وأزمة المناخ، يتحمل المدنيون والبيئة في اليمن وطأة الأعمال العدائية المستمرة".

وتُعد مياه اليمن موطناً لنظام بيئي بحري غني، بما في ذلك الشعاب المرجانية. وتعتمد مجتمعات الصيد في أفقر دول شبه الجزيرة العربية إلى حد كبير على الحياة البحرية لبقائها.

وقالت فرح الحطاب من منظمة "غرين بيس" في الشرق الأوسط إن التلوث الساحلي الناجم عن الغارات على ميناء الحديدة "من المحتمل أن يؤثر على ملايين الأشخاص الذين تعتمد معيشتهم على صيد الأسماك".

وأوضحت لفرانس برس "الأسماك تشكّل ثاني أكبر صادرات اليمن وما زال (صيدها) يوفر مصدراً للدخل والأمن الغذائي".

وأدت الهجمات التي يشنها الحوثيون بطائرات مسيّرة وصواريخ على سفن في البحر الأحمر وخليج عدن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها منذ تشرين الثاني/نوفمبر تضامناً مع قطاع غزة، لتحويل المياه اليمنية إلى بقعة ملوثة.

والأسبوع الماضي، بدا أن ناقلة نفط ترفع علم ليبيريا كانت تسرّب الوقود في البحر الأحمر بعدما تعرّضت لهجوم من الحوثيين على بعد 97 ميلاً بحرياً إلى شمال غرب الحديدة، وفقًا لمنظمات غير حكومية ووكالات أمن بحري.

وقد تم رصد بقعة نفطية في البحر الأحمر تمتد على 220 كلم قبالة السواحل اليمنية، بالقرب من موقع الضربة، ما يهدد محمية جزر فرسان البحرية قبالة سواحل اليمن والسعودية، وفقاً للمرصد البريطاني.

وقال الاثنين إن البقعة لا تزال مرئية بعد ستة أيام من الهجوم، مشيراً إلى أن "استمرارها يشير إلى مخاطر بيئية على الشعاب المرجانية والنظم البيئية البحرية".

- أسمدة غارقة -

وجاء الهجوم على السفينة بعد أشهر من غرق سفينة أخرى استهدفها الحوثيون وعلى متنها 21 ألف طن من سماد كبريتات الأمونيوم، في أعقاب تسريبها لبقعة من الوقود بينما كانت طافية.

وأثار غرق السفينة "روبيمار" التي تديرها شركة لبنانية ترفع علم بيليز في آذار/مارس، مخاوف من أن تسرب الوقود والملوثات الكيميائية يمكن أن يتسرب إلى البحر الأحمر.

وتقوض تلك الأحداث المتكررة الجهود الدولية لتجنب كارثة بيئية قبالة سواحل اليمن بعد سنوات من الحرب.

والعام الماضي، قالت الأمم المتحدة إنها أكملت بنجاح نقل النفط من الناقلة العملاقة "صافر" قبالة ساحل اليمن في البحر الأحمر، ما منع التهديد المباشر بحدوث تسرب هائل، بعدما وُصفت السفينة بـ"القنبلة الموقوتة".


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

مندوب باكستان لدى الأمم المتحدة: الغارات الإسرائيلية على سوريا انتهاك واضح للقانون الدولي

نيويورك-سانا

أعرب مندوب باكستان الدائم لدى الأمم المتحدة عاصم افتخار أحمد عن قلق بلاده العميق حيال الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، مؤكداً أنها انتهاك للقانون الدولي.

وبحسب الموقع الرسمي لبعثة باكستان الدائمة لدى الأمم المتحدة على منصة إكس، أوضح أحمد في بيان ألقاه خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي أمس أن الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على كل من درعا والسويداء ودمشق تشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأكد أحمد أن هذه الأعمال تقوض الاستقرار الإقليمي وتعيق تعافي سوريا، مشدداً على ضرورة احترام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاقية فض الاشتباك في الجولان السوري لعام 1974 بشكل كامل.

الغارات الإسرائيلية على سوريا مندوب باكستان الدائم لدى الأمم المتحدة 2025-07-29Belalسابق عودة دفعة جديدة من اللاجئين السوريين من لبنان إلى حمص وسط دعم إنسانيالتالي مساعدات طبية نوعية تعزز القطاع الصحي بدير الزور بدعم من مؤسسة إغاثية انظر ايضاً السعودية تدين بشدة الغارات الإسرائيلية على سوريا وتدعو للوقوف بشكل جاد وحازم أمام هذه الانتهاكات

الرياض-سانا أدانت المملكة العربية السعودية بشدة الغارات الإسرائيلية على سوريا، مجددةً رفضها للمحاولات الإسرائيلية تهديد …

آخر الأخبار 2025-07-29مساعدات طبية نوعية تعزز القطاع الصحي بدير الزور بدعم من مؤسسة إغاثية 2025-07-29مندوب باكستان لدى الأمم المتحدة: الغارات الإسرائيلية على سوريا انتهاك واضح للقانون الدولي 2025-07-29عودة دفعة جديدة من اللاجئين السوريين من لبنان إلى حمص وسط دعم إنساني 2025-07-29محافظ حمص يتفقد مستشفى القصير الميداني ويعلن افتتاحه خلال أسبوعين 2025-07-29مدير عام مصرف التوفير: مستمرون بتقديم عدد من الخدمات المالية والمصرفية 2025-07-29باراك: نقدر بشدّة مساعي الحوار البناء لتعزيز التكامل والوحدة في سوريا 2025-07-29التعليم العالي والعدل في سوريا توقعان اتفاقية لتعزيز وتطوير التعاون العلمي والأكاديمي 2025-07-29انطلاق فعاليات بازار “أياد منتجة” في دمشق بمشاركة 35 سيدة من مختلف المحافظات 2025-07-29الصحة السورية تدرس آلية توحيد تسعيرة الأدوية 2025-07-29سوريا تشارك لأول مرة في أولمبياد العلوم النووية INSO بماليزيا

صور من سورية منوعات اكتشاف بصمة يد عمرها 4 آلاف عام على أثر طيني مصري 2025-07-28 رجل صيني يثير جدلاً بتحويل سيارته إلى حوض أسماك متنقل 2025-07-28
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • نائب محافظ البحر الأحمر تبحث مع وفد جامعة بكين سبل التعاون في السياحة البيئية
  • تقرير بريطاني: اليمن غيّر قواعد الاشتباك في البحر الأحمر
  • واشنطن تضغط على بيروت لنزع سلاح حزب الله مقابل وقف الغارات الإسرائيلية
  • مندوب باكستان لدى الأمم المتحدة: الغارات الإسرائيلية على سوريا انتهاك واضح للقانون الدولي
  • مجلة بريطانية: اليمن يفتتح مرحلة رعب جديدة في البحر الأحمر
  • دموع لا تجفّ في غزة..وداع مؤلم لضحايا الغارات الإسرائيلية الأخيرة
  • مأساة متكررة.. وداع مؤلم لضحايا الغارات الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة
  • «مشدّ دبي» يدعم ازدهار الحياة البحرية والمنظومة البيئية في مياه الإمارة
  • لويدز ليست: اليمن يفتح مرحلة جديدة من التصعيد في البحر الأحمر
  • دموع لا تجفّ في غزة: وداع مؤلم لضحايا الغارات الإسرائيلية الأخيرة