حمص-سانا

يستمر المهرجان الشعري الثالث والثلاثون الذي تنظمه رابطة الخريجين الجامعيين بحمص بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب في يومه الثالث بمشاركة ثلة من الشعراء وحضور عدد من المهتمين بالشأن الثقافي ضمن حديقة الرابطة.

واستهل أمسية اليوم الشاعر “أحمد الحمد” بقصيدة ” تأخر الحلم “كما ألقى نصاً بعنوان ” أنا رؤيا من صحوة ومنام “، وألقى الشاعر الدكتور”راتب سكر” مقاطع من قصيدتين الأولى ” عديّة الدنيا ” متغنياً بحمص، والثانية ” انتظار أعرابي يواري زين الشباب أبو فراس الحمداني الثرى”.

وألقى الشاعر ” طالب هماش ” قصائد حملت عنوان ” إيقاع الضياع ” و” شبّاك الشتاء” و ” البحر “، وشبهت الشاعرة ” لينا حمدان” بقصيدتها ” محبرة من نور ” حمص بحضن أم لمت الفقراء والأمراء والغد والصبا ومسحت بحنانها غبار أيام ثقال، كما ألقت قصيدتين وجدانيتين ” هذيان ” و ” عيون الضياع”.

وناجى الشاعر علي العقباني بكلمات قصيدتيه ” حنين ” و ” إلى أمي ” الوطن واشتياقه ولهفته إليه كلهفة الكمنجات إلى عود قصب، وتغنى الشاعر ” محمد علي الخضور ” بقصيدتين غزليتين ” شمعة ” و ” رقصة التانغو ” بمشاعر الحب والهيام لمحبوبته.

واختتم الأمسية الشاعر أيمن معروف بقصيدة ” زهرة النارنج” وقصائد قصيرة جداً حملت عناوين ” لمّا أتمّ اللما عنّابه الملك ” و ” في زحمة الأسماء والأضواء “و ” تعبت من السلام وأنت قربي ” و ” أتيت لأنسى “.

رشا محرز

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

د.نزار قبيلات يكتب: العربية والموسيقى والشعر

التناغم الحاصل بين الموسيقى واللغة العربية لا ينبع من البنية الصوتية للكلمات وحسب، وذلك وفق رؤية المتذوقين والنقاد الموسيقيين، فهو يكمن في جوهر الكلمة قبل إيقاعها، والشّاهد على ذلك هو قصيدة النثر والشعر الحر والقصيدة السردية...، إذ الإيقاع لم يعد معقوداً في السُّلم الموسيقي القادم من بحور الشعر ومقاماته بل من جوهرهِ الكامن في البنية العميقة للكلمة العربية وقدرتها الإحالية التي تنقل معها المعنى المصاحب نحو مدارات مختلفة من المعاني، محققة بذلك شعريّة تخرج حين القراءة من حدود البنية الصرفية والصوتية الصغرى إلى أقصى حدود الدلالة والمعنى، فالوزن الشعري يفترض الإيقاع المنسجم والمتماسك، وقد يحدث نظمُه على سبيل المثال دون المعنى، فهناك نظم وهناك شعر مقفى، حيث الكلمة العربية بنية مجردة لكنها حين تتواشج في النسق الجمالي تحتاج إلى شاعر يجيد ترويضها وصقلها وغرس المعاني المختلفة فيها رغم وجود الصّوت ورنينه، إذ للكلمة العربية عاطفتها حتى في الحوار اليومي التواصلي، فهي لغة جاهزة للتلحين في أي وقت شاء العازف أو الشاعر أو المغني حملها على الوتر أو النسق الشعري أو حتى على أحجار البيانو...، فالأدوات الموسيقية تسهم في تثوير التعبير العاطفي سواء بالإلقاء الصوتي أم بالعزف على آلة موسيقية ما، أما اللغة العربية وبسبب ميزانها الصرفي والتركيبي فهي جاهزة كذلك الأمر على أن تحمل على الأوتار والأوتار الموسيقية، إذ الآلة الموسيقية وبفضل مهارة العازف قادرة على أن تَحمل اللغة بكافة مستوياتها الصوتية والصرفية والدلالية وتخوض بها في تموج إيقاعي متعدد ومختلف، والسرّ ربما يكمن في التشابه القائم بين الصوت الموسيقي المولود من رحم الطبيعة بحفيف أشجارها وهدير أمواجها وهمسات الطبيعة... ومن الحرف العربي المتشكل بدوره نتيجة محاكاته لبيئة الإنسان وواقعه الحيوي.
فالنقاد لا يصلون للمعنى إلا من خلال الشرط التركيبي للنص، لكن الموسيقيين يصلون للمعنى من خلال انسجام الصوت وبنية الحرف والكلمة والجملة، أما الشعراء فيتدفق المعنى لديهم من الإحساس المرهف بالمعنى في محيطه المجازي ومناسبته الزمانية والمكانية وحاجتهم له، ثمة تكامل إذاً بين الشاعر والموسيقي وشكل النص العربي الذي سمح بتلك العلاقة ببعد فلسفي قبل أن يكون بعداً جمالياً، وهو تكامل يخضع لقانون الجاذبية الذي يتأثر به المستمع كما الشاعر والملحّن.
*أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

أخبار ذات صلة د. نزار قبيلات يكتب: جابر جاسم.. أيقونة الزمن الجميل د. نزار قبيلات يكتب: مِن آداب المجلِس إلى ثَقافة السّرعة

مقالات مشابهة

  • «أيام العربية».. يعكس ثراء لغة الضاد
  • غدا... بدء الجلسات النقدية والقراءات الشعرية في مهرجان الشعر العُماني الـ13
  • أيام قرطاج السينمائية تنطلق بعرض فيلم فلسطين 36
  • افتتاح أيام قرطاج السينمائية بتحية إلى زياد رحباني
  • فيلم فلسطين 36 يفتتح أيام قرطاج السينمائية في تونس
  • فيلم "فلسطين 36" يفتتح أيام قرطاج السينمائية في تونس
  • د.نزار قبيلات يكتب: العربية والموسيقى والشعر
  • إعدام عم قتل ابن شقيقه خنقًا وألقى جثته في مصرف بالعياط
  • سوريا: إصابة جنود أمريكيين في هجوم بحمص
  • حملت سفاحًا.. ضبط نقاش متهم بالتعدي على نجلة شقيقته بالشرقية