كتب- عمرو صالح:

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن ملف سد النهضة يتطلب عنصرًا بشريًّا يمتلك فكرة تعدد الخيارات وفتح المجال.

وأوضح شراقي، خلال حواره مع "مصراوي"، أن لجنة المفاوضات المشكلة شملت خبراء وأساتذة وطنيين ومخلصين، وبذلوا كلَّ ما في وسعهم؛ ولكن النتيجة لم تأتِ بأي حلول توافقية، فكان لا بد من تجديد الدماء بإضافة أشخاص جدد.

إشكالية رفع الدعوى والشكوى إلى مجلس الأمن

ولفت أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة إلى أن طريقة رفع الدعوى والتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن، اقتصرت على أن سد النهضة مشروع تنموي يعرقل حركة المياه ولم يذكر أنه في حالة انهياره ينذر بكارثة إنسانية وبشرية وخيمة؛ مما دفع مجلس الأمن لإعلانه بأنه ليس جهة اختصاص لتشغيل المشروعات.

التعنت الإثيوبي في تشغيل السد

وأجاب شراقي عن سؤال "ما رأيك في التحركات الدبلوماسية المصرية في سد النهضة منذ 2011 وحتى الآن؟"، قائلاً: "منذ أكثر من 12 سنة، ونحن نتابع جلسات التفاوض بشأن الوصول إلى حلول توافقية تحفظ مصالح كل الدول الأطراف في أزمة سد النهضة؛ ولكن حتى الآن لم يتم التوصل إلى حل توافقي، وذلك يرجع إلى عدة أمور؛ أولها التعنت الإثيوبي وإصرارهم على أحقيتهم الكاملة في تشغيل السد دون مشاورة دول المصب، إضافةً إلى عدم اللجوء إلى فكرة تجديد الدماء بالعنصر البشري القائم بعملية التفاوض؛ خصوصًا أن أعضاء لجنة مفاوضات سد النهضة الإثيوبي بذلوا قصارى جهدهم وهم زملاء وطنيون؛ لكنهم لم يتوصلوا إلى نتائج على أرض الواقع، فتغيير الدماء وضخ دماء جديدة من الممكن أن يحقق نتائج توافقية ملموسة تحفظ حقوق جميع أطراف الأزمة.

هل تسبب سد النهضة في أضرار لمصر؟

وأضاف أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، ردًّا على "هل تسبب سد النهضة في أضرار لمصر؟": "سد النهضة تسبب في أضرار كثيرة؛ لكن الحكومة نجحت في التعامل معها، ومنعت وصولها إلى المواطن؛ حيث إنه تم إنشاء محطات معالجة مياه الصرف الزراعي، كما تم تخفيض نسبة زراعة المحاصيل ذات الاستهلاك الكبير للمياه، مثل الأرز، واستُبدل بقصب السكر محصول بنجر السكر، فضلًا عن تبطين الترع.

ولعب السد العالي دورًا كبيرًا في التعامل مع تلك الأضرار، من خلال تخزين المياه داخل خزاناته من حين لآخر، ومنع فكرة وجود نقص للمياه خلال فترات الملء لسد النهضة".

انهيار سد النهضة مصيبة وكارثة بشرية

وتابع أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة: "لو انهار سد النهضة من المؤكد أنها مصيبة وكارثة بشرية.. حيث إنه سيتعرض السودان لطوفان يجتاح الأخضر واليابس، ولن تستطيع أية محاولات أن توقفه وربما يلحق أضرارًا بمصر".

أهم نقطة لم تستغلها لجنة المفاوضات

وقال شراقي: "دعني أثني على هذه، وأقول إن لجنة المفاوضات المشكلة لإدارة أزمة سد النهضة عندما تقدمت بشكوى إلى مجلس الأمن لم تستغل فكرة أنه يمثل خطورة على البشرية وينبئ بوقوع كارثة إنسانية؛ خصوصًا مع وجود دراسات هندسية تثبت خلل فكرة بنائه من الأساس، وأن المنطقة المقام عليها السد منطقة زلازل، وكثيرًا ما تتعرض إلى اضطرابات أرضية.. تلك الأمور التي تعد من اختصاصه باعتباره منظمة دولية لحفظ الأمن العالمي".

وأضاف أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة: فعندما تقدمت اللجنة بشكواها ذكرت أن المشروع يحجب المياه ويعرقل حياة التنمية ومواطني دول المصب.. الأمر الذي ترتب عليه إعلان المجلس عدم الاختصاص في مثل هذه الدعاوى؛ كونه مختصًّا بحفظ الأمن والسلامة وليس بالتوافق على تشغيل المشروعات".

انتهاك إثيوبي صريح لاتفاقية إعلان المبادئ

وأجاب شراقي عن سؤال "ما دلالة عدم تنسيق إثيوبيا مع مصر في ملء السد؟"، قائلاً: "انتهاك صريح لاتفاقية إعلان المبادئ؛ حيث نص البند الخامس من الاتفاقية على التعاون في الملء الأول وإدارة السد.. الأمر الذي لم يحدث خلال كل مراحل التخزين السابقة".

وأضاف أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، ردًّا على سؤال "ماذا عن المرحلة المقبلة للسد؟": "المرحلة المقبلة هي مرحلة الملء المتكرر، والتي تعتمد فكرتها على تفريغ كميات كبيرة من السد والعودة لملئه من الأمطار".

اتفاقية عنتيبي غير شرعية

ونوه أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة بأن اتفاقية عنتيبي غير شرعية وغير قانونية؛ لأنها لا تمثل دول حوض النيل بالكامل، واقتصرت على دول المنبع فقط، وفي ما يتعلق بالتزام مصر ببنودها، فذلك لن يحدث على الإطلاق، نظرًا لأنها لم توقع على الاتفاقية، قائلاً "يبلّوها ويشربوا ميّتها".

واستطرد شراقي: ودولة جنوب السودان التي وقعت على الاتفاقية مؤخرًا، ليست لها أي علاقة من قريب أو بعيد بما يدور حول سد النهضة، موضحًا أنها تمتلك فائضًا في المياه عن احتياجاتها بكميات كبيرة، ومشروعات التنمية التي تنفذها الحكومة الإثيوبية لن تستفيد منها على الإطلاق.

ولكن انضمامها جاء لأسباب سياسية، ولا تمس بأية صلة أزمات وخلافات مياه نهر النيل بشيء؛ معقبًا: "ممكن يكون الإثيوبيون قدموا لهم إغراءات اقتصادية خلتهم يوافقوا على الانضمام إلى الاتفاقية؛ عشان النصاب القانوني بتاعها يكتمل".

اقرأ أيضًا:

وزير الدفاع يشهد فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الرابع للاتصالات ومسابقة الابتكارات العلمية

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: انحسار مياه الشواطئ انسحاب بايدن نتيجة الثانوية العامة الطقس أسعار الذهب إسرائيل واليمن أحمد شوبير أحمد رفعت سعر الدولار هدير عبدالرازق حكومة مدبولي التصالح في مخالفات البناء معبر رفح سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان الدكتور عباس شراقي سد النهضة مجلس الأمن لجنة المفاوضات مجلس الأمن سد النهضة

إقرأ أيضاً:

علماء الآثار يوصون بتضمين المجتمع المحلى فى مشروعات إعادة توظيف التراث

عقدت الحلقة النقاشية ورشة العمل الأولى بعنوان : آثار مصر( الوضع الراهن -التحديات و الرؤى المستقبلية ) أون لاين فى سلسلة حلقات نقاشية بين علماء وخبراء الآثار لوضع الحلول التى تواجه العمل الأثرى فى مصر والتى نظمها كل من مركز الدكتور فكرى حسن للتراث الثقافى ومركز التراث الثقافى والعالمى بمؤسسة مصر المستقبل وملتقى د. رمضان البدرى للآثار  وحملة الدفاع عن الحضارة المصرية 
أدار الندوة كلًا من الدكتور محمود الشنديدى مدير عام مركز التراث الثقافى والعالمى بمؤسسة مصر المستقبل والمدير العام السابق لهيئة آثار النوبة والدكتور إبراهيم عبد الستار أستاذ الآثار المصرية بكلية الآثار بجامعة الفيوم
شارك بها كل من الدكتور فكرى حسن أستاذ كرسى فلندرز بترى للآثار بجامعة لندن  والدكتور محمد حمزة عميد كلية الآثار الأسبق وأستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة  والدكتور محمد عبد المقصود الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار  والدكتور عكاشة الدالى أستاذ الآثار المصرية بجامعة لندن والدكتورمنصور بريك مدير عام آثار الأقصر الأسبق والدكتورة مونيكا حنا عميدة كلية الآثار والتراث الحضاري بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بأسوان والدكتور محمود الشنديدى المدير العام السابق لآثار النوبة والدكتور إبراهيم عبد الستار أستاذ الآثار المصرية بجامعة الفيوم والدكتور ماهر عيسى أستاذ اللغة المصرية القديمة بجامعة الفيوم والدكتور أحمد منصور مدير مركز الخطوط بمكتبة الاسكندرية
وصرح الدكتور عبد الرحيم ريحان المستشارى الإعلامى للحلقات النقاشية  بأن الحلقة الأولى انتهت إلى عدة توصيات هامة صاغها فى صورتها النهائية الدكتور محمود الشنديدى مدير عام مركز التراث الثقافى والعالمى بمؤسسة مصر المستقبل لوضعها أمام المسئولين عن العمل الأثرى فى مصر تضمنت ضرورة استمرار عقد هذه الحلقات والندوات العلمية بين علماء و خبراء الآثار فى شتى فروع الآثار والتراث الثقافى لوضع تصور متكامل حول منهجية التعامل الأمثل مع الآثار فى مصر باعتبارها رأسمال مصر الحضارى غير المتجدد على أن يتم انشاء اتحاد مصرى كجهة علمية استشارية تعتمد على منظمات العمل المدنى فى مجال التراث لتقديم الرؤية والمشورة و تقديم الرؤى والأفكار التى تدعم تحسين رؤية المجتمع للتراث الثقافى المصرى والمساهمة فى تحسين التجربة السياحية فى مصر بما يضمن استمرار تدفق السياح
كما أوصى خبراء الآثار بضرورة الاهتمام بالجهود المجتمعية التى تعتمد على مشاركة كل أصحاب المصلحة من المواطنين والهيئات المختلفة وشركات السياحة والقطاع الخاص لضمان مشاركة أكبر فى صنع القرارات والتى تضمن استفادة أبناء المجتمع المحلى من المشروعات الاقتصادية فى مجال التراث وهو ما يسهم فى مشاركة المجتمع فى إدارة التراث والاستفادة الاقتصادية من هذه المشروعات ومساعدة أصحاب القرار فى اتخاذ القرارات المناسبة التى تسهم فى حماية المواقع الأثرية والتراثية ومنع التضارب الحادث بين مشروعات حماية الآثار ومشروعات التطوير والتنمية  والتى تؤثر سلبًا على الآثار 
كما أوصت لجنة العلماء و الخبراء بضرورة تطوير مناهج تعليم التراث وزيادة التأليف باللغة العربية وإعداد برامج متعددة لمخاطبة الجمهور ولتحسين معرفة الناس والسائحين بتراث مصر الحضارى وهو ما يسهم فى إعداد الشخصية المصرية القادرة على مواجهة التحديات وعمل قاعدة بيانات متكاملة وإنشاء موقع إلكترونى لمساعدة الباحثين والدارسين فى مجال أبحاثهم ودراساتهم  والعمل على إعداد كوادر مجتمعية تسهم فى مشروعات حماية التراث وترويجه على أن يتم رفع هذه التوصيات للجهات العلمية والأكاديمية لبدء العمل على طرح برنامج تعليمى للتراث لطلاب المدارس والجامعات لتحسين معرفتهم بحضارة بلادهم و دورها فى نشأة الحضارة و تحقيق تواصل بين الأجيال المختلفة 
كما أوصى المشاركون على ضرورة إعادة النظر فى كل ما يقدم حول التراث والآثار المصرية فى وسائل الاعلام و الصحافة و مواقع التواصل الاجتماعى لضمان الوعى السليم و ضرورة استضافة والاعتماد على المتخصصين فى الآثار والتراث الثقافى من علماء وخبراء فى وسائل الإعلام المقروئة والمسموعة والمرئية لوجود شخصيات تتردد على الفضائيات تقدم معلومات مغلوطة تسئ إلى الحضارة المصرية
كما أكد المشاركون على أهمية أعادة النظر فى القوانين المنظمة للعمل فى مجال الآثار  بما يضمن حماية أكبر للآثار والتراث الثقافى  ومنع الاتجار غير المشروع فى تراث مصر  وضرورة الاستفادة من التجارب الناجحة لإدارة التراث و تسويقه فى الدول الأخرى.

مقالات مشابهة

  • الحسان أمام مجلس الأمن: تشكيل الحكومة العراقية الجديدة لن يتأخر
  • الحسان أمام مجلس الأمن: تشكيل الحكومة العراقية الجديدة لن يتأخر
  • الأقمار الصناعية تكشف عجز السد الإثيوبي عن توليد الكهرباء.. وسر فتح مفيض توشكى
  • علماء الآثار يوصون بتضمين المجتمع المحلى فى مشروعات إعادة توظيف التراث
  • وزير الري المصري السابق يفجر مفاجأة بشأن سد النهضة.. ما علاقة فلسطين؟
  • خبير طرق: المطبات على المحاور الرئيسية مخالفة خطيرة للمعايير الدولية
  • هل فشلت إثيوبيا في سد النهضة
  • هل يتم إلغاء انتخابات مجلس النواب؟.. الوفد يكشف سيناريوهات تدخل الرئيس
  • إعدام بهذه الحالة.. خبير قانوني يكشف لـ"الوفد" العقوبات القانونية لـ"الأكيلانس" أصحاب فيديو تلوث المياه المعدنية
  • هل بركان هايلي غوبي بإثيوبيا مفتعل؟.. خبير جيولوجي يُجيب