مُزنة المسافر
ركض غييرمو حين اكتشف أصحابه هيامه بالجارة الجديدة، ولاحقوا حروفه غير المألوفة بين حنايا لسانه، الذي بات يتهجأ كلماتٍ عنيدة وأحياناً فريدة لم تكن في أي قاموس قديم.
إنه يكتب بعد المدرسة، ويكتب في المنزل.، وقرب إسطبلات الأحصنة، وفي الحقل الكبير الذي يعرف السنابل الذهبية وبذور دوار الشمس المنثورة في كل حفرة.
يكتب غييرمو حروفاً غير مألوفة، يكتب غراماً شديداً وعذاباً عظيماً، يوده أن يلتهم قلبه بأكمله، كوحش سكن مخيلة الأجداد في الماضي.
تعال نلعب الغميضة، ونختبأ خلف البراميل، ولن نجد الأزاميل التي ستكسر جعبتك من جديد لتكتب شيئاً ما.
اترك الكلمات وشأنها تذهب مع كل مغيب، ولا تفكر في سيلفانا.. هل ستتعقب رسائلك إن سقطت من ثقب في حقيبة ساعي البريد، وهل ستبحث عنك، أو عن حروفك المبعثرة.
ماذا عن ترتيبك للكلام؟ هل ستحرك مشاعرها، وتدرك خطوات كعب رجلها. وهل ستلحقها في كل ذهاب وإياب.
إنها ربما بين الأحباب.. فهل ستعوم أنت لوحدك في قلبها عوماً جميلاً يشبه عوم البط والإوز.
إنها تسبح في بركة الطيور تلك ولا تأبه أن يراها أحد وهي تطفو وتغفو غفواً مطولاً، إنها تطيل الوقت وهو قصير لأن الشمس وأبناء الشمس ممن يجمعون الأزهار في الحقول يرجعون للبيوت والمنازل والأكواخ والمساكن.
وستحلق الطيور للأعشاش والأحراش وإلى الغابة العتيقة، وستكون بين الجذوع التي تبكي المطاط، وقد تعود، لكن في موسم آخر؟
لتسأل عن سيلفانا التي نامت مواسم كثيرة.. ماذا تفعل في تلك البركة؟ هل ستستفيق؟
مع كل حركة يقوم بها غييرمو حين يود رؤيتها بعد غيابات متكررة وطفو صعب؟ هل جسدها الصلب يقدر أن يتحرك من البركة إلى النهر؟ وهل ستحملها الأيام إلى هناك، ولا يراها غييرمو.
إن قلبه الذي يميل يحيل لشوقه الكبير لها وأنه يود رؤيتها وقلبها ينبض نبضاً قوياً، فهل ستراها يا غييرمو اليوم أم الليلة؟
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مثير للاشمئزاز.. جيمس إلدر يحذر من كارثة في غزة وموت جماعي
حذر المتحدث باسم اليونيسف (التابعة للأمم المتحدة) جيمس إلدر من أن المجاعة الكاملة قريبة جدًا من غزة، مشددًا على إنها ستأتي وتضرب القطاع وسيكون عندها الوقت قد فات للحاق بالجائعين ووصول وتدفق المساعدات ما يضع العالم أمام نتيجة واحدة وهي بأنه سيكون هناك موت جماعي، وفق ما ذكرت صحف دولية.
وصف جيمس إلدر ما يحدث في الأراضي الفلسطينية بأنه "مثير للاشمئزاز"، وقال إن قتل هذا العدد الكبير من الأطفال يثير صدمة كبيرة "نحن متواطئون فيها".
حذرت الأمم المتحدة من أن معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة معرضون لخطر المجاعة بعد الحصار الإسرائيلي للقطاع المستمر منذ 11 أسبوعا، مع ارتفاع معدل الأطفال الصغار الذين يعانون من سوء التغذية الحاد إلى ثلاثة أمثاله تقريبًا.
وقال إيلدر إنه في حين ينصب التركيز العالمي على سوء التغذية، هناك كثير من الأطفال الذين قتلوا وأصيبوا لدرجة أن الوضع أصبح "طبيعيًا".
ذكر إن المساعدات الإنسانية هي أكثر من مجرد الغذاء"إنها مجموعات النظافة ومجموعات التوليد والحاضنات وكراسي متحركة وبطانيات ولقاحات".
منطقة قتلوقال إلدر "إن الناس لا يعرفون إلى أين يذهبون الآن"، ووصف قطاع غزة بأكمله بأنه منطقة قتل وإن الأمر سينتهي به إلى ما وصفه بالموت الجماعي.
وأضاف "أنه لم يسبق له أن رأى المعاناة التي شاهدها في غزة".
قال: "لا مبالغة، كل طفل في هذا المكان يحتاج إلى دعم نفسي. إنها ليلة تلو الأخرى من القصف. لا يوجد طفل هنا لا يعرف شخصًا قُتل، ولم يرَ أفظع الجروح المروعة".
وفيما يتعلق بحصار المساعدات الذي تفرضه إسرائيل، قال إيلدر إنه في كل مرة تقول فيها الهيئة الأكثر شهرة في العالم في مجال التغذية (اليونيسف) إن السكان قريبون من المجاعة "فإن (الإحتلال) يخفف الخناق قليلًا ويسمح بدخول القليل من المساعدات وعندما يتبدد الاهتمام الدولي، يشتد مرة أخرى. وعندما تضرب المجاعة، سيكون الأوان قد فات. المجاعة تعريف إحصائي يعني الموت الجماعي".
المجاعة أمر مختلفوأردف "المجاعة أمر مختلف. المجاعة تبدأ عندما يبدأ الجسم بأكل نفسه، عندما يحدث تدهور إدراكي. المجاعة تحدث هنا الآن، وأجساد الأطفال لا تنتظر إعلانًا عالميًا".