الجزيرة:
2025-08-01@00:57:56 GMT

نتنياهو ينتظر ترامب.. وطهران تترقب بديل بايدن

تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT

نتنياهو ينتظر ترامب.. وطهران تترقب بديل بايدن

هذه المرّة الرابعة التي يخطب فيها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمام مجلسَي الشيوخ والنواب الأميركيين، وهي فرصة لم يحظَ بها أي مسؤول غير أميركي من قبل. تأتي هذه الزيارة والخطاب بعد انسحاب الرئيس بايدن، وتقديم خيار ترشيح نائبته كامالا هاريس.

على الصعيد الإسرائيلي، يروّج نتنياهو لسردية جديدة حول تزايد شعبيته، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تحسن ملحوظ لحزب الليكود بزيادة مقاعده إلى 21، بينما تراجع حزب غانتس إلى أقل من 22 مقعدًا، ويعزو الليكود ذلك إلى الإعلان الإسرائيلي عن استهداف القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف.

بعد نجاة المرشح الجمهوري دونالد ترامب من محاولة اغتياله، ومواصلة محاولاته جذب الشارع الأميركي، باتت معظم العواصم العالمية تتعامل معه كأنه رئيس منتخب. تعاطي بايدن قبيل انسحابه مع دعوات الديمقراطيين لإعلان انسحابه من السباق الرئاسي، كان أسوأ من نتائج مناظرته الكارثية مع ترامب. والعديد من عواصم العالم كانت تستعد للمرحلة المقبلة في ظلّ رئاسة ترامب الذي كشف عن تصورات مستقبلية لبرنامجه، وذلك قبل أن تختلط الأوراق شيئًا ما مع انسحاب بايدن من السباق.

الولايات المتحدة تعيش أكبر أزماتها السياسية والأخلاقية والاقتصادية منذ تأسيس التحالفات بعد الحرب العالمية الثانية. لندن وبرلين أكثر ميلًا للاعتبار أن ولاية ترامب الثانية ستكون أفضل لعلاقاتها مع أوروبا والشرق الأوسط، بعد أن أدرك الجمهوريون أهمية العلاقات المتوازنة مع الأوروبيين. بينما باريس ودول غرب أوروبا تعيش قلقًا مستفحلًا، مما يجعلها تناقش خطوات جادّة لحماية مصالحها عبر تعزيز الأمن والصناعات الدفاعية والعلاقات الإقليمية.

الدول التي أوصلت اليمين المتطرف لسدّة السلطة في أوروبا، مثل إيطاليا والمجر، تنتظر وصول ترامب وتتطلع لوقف الحرب الأوكرانية بأي ثمن سياسي وأمني. وصول ترامب قد يؤدي إلى تهشّم أوروبا رغم تشريعات إدارة بايدن الراسخة التي تجعل من الصعب على ترامب الانسحاب من التزامات الناتو.

ملف الشرق الأوسط يتربع على سلم أولويات الجمهوريين والديمقراطيين. حملة ترامب الانتخابية بدأت في إشاعة أجواء عن وضع خطة جديدة لتغيير مستقبل المنطقة. في خطاب ترشيحه، أعلن ترامب نيته إنهاء الأزمات التي خلقتها الإدارة الحالية، بما في ذلك الحرب؛ بسبب الهجوم على إسرائيل، مؤكدًا أن الحرب لم تكن لتحدث لو كان الرئيس.

إيران تتعاطى مع انسحاب بايدن كإشارة لصعوبة وضع الحزب الديمقراطي، مما يجعل المفاوضات غير المباشرة عبر مسقط غير مفيدة. رفعت طهران سقف الخطاب والمواجهة بعد إرسال رسائل دبلوماسية مع وصول مسعود بزشكيان للرئاسة. تزامن ذلك مع عودة الهجمات على قاعدة "عين الأسد" في سوريا عبر مسيرات، رغم غياب التبنّي الواضح.

أمين عام حزب الله حسن نصر الله نفى وجود أي تفاهمات مع مستشار الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين حول مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، رغم تأكيد الرئيس نبيه بري أن الاتفاق أنجز بنسبة 95%.

إيران تمارس التصعيد بهدف خفض التصعيد، وهي مدركة حجم الواقع الصعب، خاصة أن زيارة نتنياهو لواشنطن قد لا تحمل حلولًا. في المقابل، لجأت طهران إلى تصعيد العمليات والمواجهات ضد المصالح الإسرائيلية، وصولًا إلى استهداف تل أبيب.

المعادلة التي تضعها طهران للمواجهة والتسوية باتت واضحة، وهي ممارسة التصعيد لإجبار إسرائيل على وقف الحرب، مع انتظار ما يمكن أن تحققه زيارة نتنياهو إلى واشنطن. في حال استمرت الحرب، تتعامل طهران مع التصعيد الإقليمي كخيار نهائي، خاصة مع ارتباط تطورات الوضع في جنوب لبنان بتطورات الوضع الميداني في غزة.

إذا استمرّت حالة المراوحة المفتوحة، سيكون من مصلحة نتنياهو إبقاء ساحات الحرب مفتوحة في غزة ولبنان، مع رفع منسوب التّصعيد وانتظار دخول الرئيس الجديد للبيت الأبيض. أي رئيس مقبل سيجد الشرق الأوسط كرة نار بين يديه، ومن هنا وحتى تلك اللحظة يبقى الخوف من لحظة جنون التطرف اليميني التي لا تبدو جاهزة للتعقّل.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

توماس فريدمان يشرح.. هكذا خدع نتنياهو ترامب في غزة

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للصحفي توماس فريدمان شرح فيه النهج المضلل الذي سلكته حكومة بنيامين نتنياهو بشأن أزمة الجوع في قطاع غزة.

ويقول الصحفي الأمريكي، إن تساؤلا ينتابه من القدرة الإسرائيلية الفائقة على الخداع، فبينما كان يتابع الأرقام بشأن ضحايا الجوع في غزة، خطرت له فكرة أنه قبل شهر تقريبا، نجحت "إسرائيل" في اغتيال 10 مسؤولين عسكريين إيرانيين كبار و16 عالما نوويا في منازلهم ومكاتبهم.

ويتساءل فريدمان: "كيف إذا تمتلك إسرائيل القدرة على تدمير أهداف دقيقة في إيران، على بعد حوالي 1,200 ميلا من تل أبيب، ولا تستطيع إيصال صناديق الطعام بأمان إلى سكان غزة الجائعين على بعد 40 ميلا من تل أبيب؟".

ويقول إن ذلك لم يبد محض صدفة. بدا الأمر وكأنه نتاج أمر أعمق، أمر مخز للغاية، يتكشف داخل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتطرفة. شخصيات رئيسية في الائتلاف الحاكم اليميني المتطرف، مثل وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، دافعت علنا عن سياسة من شأنها أن تُؤدي إلى تجويع العديد من سكان غزة، لدرجة أنهم سيغادرون القطاع بالكامل. 


ويضيف: "كان نتنياهو يعلم أن الولايات المتحدة لن تسمح له بالذهاب إلى هذا الحد، لذا فقد قدم الحد الأدنى من المساعدة ليمنعه من الإطاحة به من قِبل بلطجية التفوق اليهودي الذين جلبهم إلى حكومته".

ثم يقول: "للأسف، تبيّن أن ذلك كان عار عن الصحة، وبدأت صور مرعبة لأطفال يعانون من سوء التغذية بالظهور من غزة، مما دفع الرئيس ترامب نفسه إلى التصريح يوم الاثنين بأن هناك تجويعا حقيقيا يحدث في غزة، لا يُمكنكم تزييف ذلك. علينا إطعام الأطفال".

ويتساءل: "كيف وصلنا إلى هنا، حيث دولة يهودية ديمقراطية، منحدرة جزئيا من الهولوكوست، منخرطة في سياسة تجويع في حرب مع حماس أصبحت أطول وأشد الحروب فتكا بين الإسرائيليين والفلسطينيين في تاريخ إسرائيل، ولا يبدو أنها ستنتهي قريبا؟".

ثم يجيب قائلا إن ما يميز هذه الحرب هو أنها تضع ما أعتقد أنه أسوأ حكومة وأكثرها تعصبا وانعداما للأخلاق في تاريخ "إسرائيل" في مواجهة أسوأ منظمة وأكثرها تعصبا ودموية في تاريخ فلسطين.
ويشير إلى أن هذه الحرب ليس لها اسم متعارف عليه - مثل حرب الأيام الستة، أو حرب سيناء، أو حرب أكتوبر. ثم يقول إنه شخصيا لطالما كان لديه اسم لها. "إنها حرب الأسوأ".

ويؤكد فريدمان أن ما لم يدركه الكثير من الناس حتى الآن هو مدى مرض هذه الحكومة الإسرائيلية الحالية. يواصل الكثير من المسؤولين الأمريكيين والمشرعين واليهود محاولة إقناع أنفسهم بأن هذه مجرد حكومة إسرائيلية يمينية أخرى، ولكنها أكثر يمينية بقليل وهذا خطأ.

ويشير إلى أنه جادل منذ مقاله في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، صباح اليوم التالي لانتخاب هذه الحكومة الإسرائيلية، والذي كان بعنوان "إسرائيل التي عرفناها قد ولت"، بأن هذه الحكومة الإسرائيلية فظيعة بشكل فريد.

ويعزو ذلك إلى أنها مكّنت أمثال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي اقترح العام الماضي أن منع المساعدات الإنسانية عن قطاع غزة "مبرر وأخلاقي" حتى لو تسبب في موت مليوني مدني جوعا، لكن المجتمع الدولي لن يسمح له بذلك.


قال سموتريتش في مؤتمر استضافته صحيفة "إسرائيل اليوم" اليمينية: "نحن نجلب المساعدات لأنه لا يوجد خيار آخر. لا يمكننا، في ظل الواقع العالمي الراهن، إدارة حرب. لن يسمح لنا أحد بالتسبب في موت مليوني مدني جوعا، حتى لو كان ذلك مبررا وأخلاقيا، حتى عودة رهائننا".

ويقول فريدمان "إن هذه اللغة جديرة بالتحليل، لأنها تُلامس جوهر ما فعله نتنياهو بـ"إسرائيل". لقد جلب إلى أروقة السلطة أشخاصا مثل سموتريتش، ممثلين لفئة أقلية مظلمة ومقموعة منذ زمن طويل في التاريخ اليهودي". 

ويؤكد أن ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يعتقدان أن نتنياهو في أعماقه يريد "السلام" أولا وقبل كل شيء، وليس "قطعة" من من الضفة الغربية أو غزة. هكذا نجح بيبي، في خداع ترامب وويتكوف لفترة طويلة.

ويضرب مثالا على ذلك، أنه في كانون الثاني/ يناير، اتفقت "إسرائيل" وحماس على وقف إطلاق نار من ثلاث مراحل، تضمن تبادلا للمحتجزين والسجناء. لكن ترامب وويتكوف سمحا لنتنياهو بخرق وقف إطلاق النار من جانب واحد في آذار/ مارس، قبل أن يتسنى التفاوض على المرحلتين الأخيرتين. 

استشهد نتنياهو برفض حماس تلبية مطلب "إسرائيل" بالإفراج عن المزيد من المحتجزين قبل استئناف المفاوضات - على الرغم من أن حماس لم تكن ملزمة بذلك في المرحلة الأولى من الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.

ويشير فريدمان إلى تحليل لأمير تيبون في صحيفة هآرتس هذا الأسبوع، بعنوان "كيف سهّل ترامب سياسة نتنياهو لتجويع غزة وفشل في إعادة الرهائن إلى ديارهم"، حيث جادل بأنه لا يوجد مبرر عسكري يدفع نتنياهو لاستئناف الحرب لأن حماس كقوة عسكرية قد هُزمت.

ويؤكد أن كل ذلك كان لخدمة مصالح "بيبي" السياسية، حيث أخبر سموتريتش والمتطرفون الآخرون نتنياهو فعليا أنه يجب عليه استئناف الحرب وإلا سيُطاح به، وخدع "بيبي" ترامب وويتكوف ليعتقدا أنه يستطيع تحرير "الرهائن" بتوجيه ضربات عسكرية أشد على حماس ومزيد من المعاناة للمدنيين في غزة، وحصر السكان في زاوية صغيرة من القطاع.

ويقول إنه تبين أن كل ذلك كان خطأ. لم تُهزم حماس، وعندما اضطرت "إسرائيل" في النهاية إلى استئناف إمداد الغذاء من خلال منظمة التوزيع التابعة لها، مؤسسة غزة الإنسانية، كان الأمر مُربكا للغاية لدرجة أن أعدادا لا تُحصى من سكان غزة كانوا يموتون يوميا وهم يتدفقون على مواقع التوزيع الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • ذي أتلانتيك: ترامب أصبح يعتقد أن نتنياهو يطيل أمد الحرب بغزة
  • ويتكوف يصل إسرائيل للقاء نتنياهو وزيارة غزة
  • توماس فريدمان يشرح.. هكذا خدع نتنياهو ترامب في غزة
  • الجماز: الرئيس الجديد للهلال لن يكون له الصلاحيات التي كان يتمتع بها من سبقه
  • فريدمان: نتنياهو خدع ترامب في غزة ولن يحقق النصر الكامل
  • وفاء عامر كلمة السر.. من هي بنت الرئيس مبارك التي أشعلت السوشيال ميديا؟
  • ثبات أسعار النفط.. الأسواق تترقب قرار سعر الفائدة من البنك الفيدرالي اليوم
  • هدنة مؤقتة خدعة دائمة: لا بديل عن إنهاء الحرب
  • قيادي بمستقبل وطن: كلمة الرئيس تعكس التضحيات التي تقدمها مصر من أجل القضية الفلسطينية
  • ترامب ينتظر دعوة من نظيره الصيني لزيارة بكين: وإلا فلن أهتم