صدى البلد:
2025-07-07@04:16:11 GMT

عبد المعطى أحمد يكتب: الغلاء وجشع التجار

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

لايمكن تصديق مايحدث فى الأسواق، فأسعار السلع والمنتجات تتغير بسرعة البرق، فما تشتريه اليوم يرتفع سعره غدا، بل هناك بضائع تتبدل كل ساعة وكأننا فى البورصة!
تشعر أن أيادى بعض التجار الجشعين تتحكم فى أسواق كل السلع بلا استثناء ابتداء من المواد الغذائية والأدوات الكهربائية وصولا إلى السيارات والذهب، مرورا بالحديد والأسمنت والدهانات والأدوات الصحية والملابس، ولايوجد سعر ثابت لمدة شهر أو أسبوع!.

 


ووصل الغلاء إلى قطاع الخدمات وحدث ولاحرج عن استغلال أصحاب وسائقى سيارات الأجرة والميكروباصات وعربات نقل البضائع والأثاث بخلاف فواتير الموبايلات والغاز والكهرباء والمياه، وأتحدى أى مواطن يمكنه أن يضع تصورا لميزانية أسرته لمدة يوم أو شهر لشراء الاحتياجات الأساسية وسداد الالتزامات الدورية!.


صحيح أن الحكومة تقوم بإقامة شوادر ومنافذ لبيع السلع المخفضة وتوفير وسائل نقل جماعية بأسعار معقولة، إلا أن جشع بعض التجار ومقدمى الخدمات يحاولون إفساد تلك الجهود بكل الوسائل لتحقيق أرباح خيالية على حساب المواطنين!.


ونحن لاننكر وجود أزمة عالمية تعانى منها معظم الدول بما فيها الغنية ومصر ليست استثناء، والحكومات تتدخل لحماية المواطنين من جشع التجار، ولاتتركهم  يفترسون البسطاء بما فى ذلك الدول الرأسمالية التى تتبع سياسات السوق الحر وتعمل وفقا لقانون العرض والطلب، ولديها من الآليات مايمكنها من منع الاستغلال واحتكار حتى لوأدى ذلك إلى فرض أسعار استرشادية أو تحديد أسعار السلع الضرورية، ولايمكن اتهامها بأنها تخالف قوانين التجارة الدولية، إضافة إلى قوة جمعيات حماية المستهلك فى تلك الدول والتى تستطيع ان تقوم بفضح أى تاجر مستغل وتنشرفى الصحف قوائم سوداء وتدعو لمقاطعة من يستغلون الظروف الاقتصادية ويرفعون الأسعار بصورة كبيرة أو يحتكرون السلع لجنى الأرباح.


لقد بات من الضرورى أن تتحرك الحكومة بصورة أكبر وتفرض قبضتها على الأسواق والسيطرة على جشع التجار ووقف الغلاء غير المبرر!
1. قبل أن تنتهى امتحانات الثانوية العامة ظهرت إعلانات حيتان الدروس الخصوصية لتزعج الطلبة وأولياء أمورهم بان الحجز بدأ لدى امبراطور الرياضيات، وملك اللغات، وسلطان الكيمياء والفيزياء، وغير ذلك من المسميات الرنانة وهددة إياهم بأن من لايلحق بالحجز الآن لن يكون له مكان! أليس هناك مكان للرحمة ولاصبر على تركهم لالتقاط الأنفاس؟!
2. للأسف الشديد أن كثيرا من كبار الشعراء والفنانين والمفكرين فى عالمنا العربى لاتعرف أضرحتهم، وقد تكون تجربة مصر فى إنشاء مقبرة الخالدين أول مبادرة لتكريم الرموز فى الفنون والإبداع فى ثقافتنا العربية.
3. لاتحلو الحياة من دون تجربة، ولانستشعر لذة السعادة إلا بعد أن نتجرع الألم، ولاتأتى الشدائد مهما عظمت إلا بالرخاء والأمل.
 

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

إسحق أحمد فضل الله يكتب: (أن تعرف… ليس كافيًا)

عبقرية الفيلم الذي يُصفِّق له العالم الآن، ليست أنه عرف (ماذا) يقول،
عبقريته أنه عرف (كيف) يقول.
والفيلم قصير جدًّا… ثمان دقائق فقط،
والدقائق هذه ليس فيها أي شيء:
طفل مشلول راقد على ظهره ينظر إلى السقف،
والمشاهدون ينظرون إلى هذا الطفل… وينتظرون.
دقيقة… دقيقتان… خمس دقائق… سبع…
والمتفرجون الذين أُصيبوا بالضجر يتساءلون: ما هذا؟
وبعد الدقيقة السابعة، يقول المعلِّق في الفيلم للمشاهدين:
“تتضجرون أيها السادة من مشهدٍ ثابت أمام عيونكم لسبع دقائق…
بينما هذا الطفل المشلول، الذي يرقد على ظهره، لا يرى غير هذا السقف منذ سبع سنوات!”
النهاية…
عبقرية الفيلم أنه لم يتحدث… ما فعله هو أنه جعل (نفس) كل أحد هي التي تتحدث.
……
وفي البحوث… في الغرب… يتخلّون الآن عن كل شيء، ويقولون للنفوس:
تكلمي أنتِ.
وفي جامعة ميريلاند تُجرى تجربة:
يقسمون الطلاب قسمين…
قسم هم السجّانون، والآخر هم السجناء (متطوّعون).
ويُعلَّم السجّانون أنه لا حساب عليهم في أي شيء يفعلونه بالسجناء هؤلاء.
فينطلق السجّانون، ويرتكبون من الفظائع ما يجعل الجامعة تُسارع بإيقاف التجربة…
…….
وفي عرض آخر، الممثلة البلغارية مارينا أبراموفيتش تقف في الطريق،
وتعلن أن كل أحد يستطيع أن يفعل بها ما يشاء، دون عقوبة.
والناس الذين يتجمّعون حولها ينطلقون…
أولًا، كانوا حذرين، وهم يجذبون ثيابها… وقرصة… وما قُذر فوقها… و… و…
ثم يتطور الأمر، وكل أحد يبتكر أذًى مخيفًا يصبّه عليها.
ولم يخطر لأحد أن (الحماية) هي نوع من التصرّف…
النفوس هي هذه.
……..
وعبقرية الرسم بالكلمات تكتب حكاية سودانية مدهشة،
وفيها: السماك يجد زجاجة في النهر… والزجاجة قديمة، مغطاة بالطحالب.
ويجد الرجل في داخلها رسالة.
والرسالة تقول: “تعال وتزوّجني”، ثم العنوان، وصورة لفتاة مليحة.
ويقرّر الرجل أن يذهب إلى هناك.
ويذهب… وكان البيت واضحًا،
ويطرق الباب، ويدخل، وتستقبله امرأة تبدو في الخمسين… لا بد أنها أم صاحبة الرسالة.
وصورة معلقة على الحائط تجعل قلب الرجل يقفز… كانت هي الصورة ذاتها التي وجدها في الزجاجة.
ونظرات المرأة المتسائلة – تسأل عن سبب الزيارة – تجعل الرجل يشير إلى الصورة المعلّقة على الحائط ويقول ضاحكًا:
إنه وجد الزجاجة.
وعيون المرأة تقول إنها لم تفهم…
وفي اندفاع، يخرج الرجل الزجاجة من تحت ثيابه، ويُخرج الصورة، ويقول في مرح، ويلوح بالرسالة:
“أنا العريس…”
ولحظات تمر… والمرأة تحاول أن تفهم…
ثم تفهم.
ثم تشهق… ثم تنفجر بالضحك،
ثم تنفجر بالبكاء… ثم تقول من تحت ضحكة حزينة:
“لقد جئت متأخرًا يا أستاذ… متأخرًا ثلاثين سنة.”
كانت المرأة هي صاحبة الصورة…
القصة كتبناها عن عرس السودان…
كتبناها أيام كنا نكتب القصة.

إسحق أحمد فضل الله

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • البحيرة.. إحباط تهريب 691 أسطوانة غاز منزلي للسوق السوداء بدمنهور
  • اليمن على شفا أزمة جديدة: حظر السلع يشعل أسعار الأسواق ويهدد الأمن الغذائي
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (أن تعرف… ليس كافيًا)
  • تحرير 1401 محضرًا تموينيًا متنوعًا بالفيوم
  • أوبك+ تفاجئ الأسواق بزيادة إنتاج النفط في أغسطس
  • إحباط تهريب 15طن سكر مدعم وأسمدة مجهولة المصدر في البحيرة
  • د. أحمد المطارنة يكتب بحق العيسوي
  • كيف يؤثر تراجع الدولار على اقتصادات ومواطني الدول العربية؟
  • د. ثروت إمبابي يكتب: الهجرة المنظمة وتطوير الخريجين.. نحو زراعة مصرية تواكب العصر
  • أحمد ياسر يكتب: غزة بين أنقاض الجوع والكرامة