سواليف:
2025-10-25@17:42:50 GMT

شذرات عجلونية (56)

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

#شذرات_عجلونية (56)

ألا حيّها #عجلون من بُرْدَةِ الهوى           أسامرها بدرًا؛ فترسمني شمســا

الدكتور: علي منعم محمد القضاة

القراء الأعزاء؛ أسعد الله أوقاتكم بكل خير، أينما كُنتُم، وحيثما بِنتُم، نتذاكر سويًّا في شذراتي العجلونية، ففي كل شذرة منها فكرة في شأنٍ ذي شأن، ننطلق من عجلون العنب والذَّهب، عجلون الحُبِّ والعتب؛ لنطوف العالم بشذراتنا، راجيًا أن تستمتعوا بها.

مقالات ذات صلة صَفقوا للقاتل 2024/07/30

وتدور عجلة الزمن

دارت بنا السنون أربع دورات (سنوات) ونحن نقرع باب مجلس النواب بمرشح جديد نرجو الله له التوفيق، وسوف تواصل شذراتي موضوع الانتخابات والخوض فيها، -عافانا الله مما ابتلى به كثيرا من خلقه-، ولكن شذرتي هذه ستأخذ بُعداً آخر، يكثر اللغط حوله وتتناثر الأحاديث في الخلوات عنه، ولكنني سوف أكون صريحاً ومباشراً في كلامي فهي عادتي التي تعرفون، لا أحب التورية ولا التقية، ولا حتى أحب الفرس ومعتقدهم الباطل بالتقية، ولا أقصد عشيرة القضاة فقط بل في كل أنحاء العالم، وفي كل المناسبات وليس فقط الانتخابات.

لا للمال الأسود

          منذ العودة إلى الحياة البرلمانية، في عام 1989، ومعظم المرشحين يسعون لاجتذاب أكبر عدد من الناخبين، وقد سلك الكثير منهم طرقاً متعددة وكثيرة، ومن إحدى هذه الطرق إلحاق النسب بمن لا ينتسبون لعشيرة المترشح ولا لأهله، ولكن طمعا في أصواتهم، ومنها المال الأسود الذي فاحت رائحته النتنة في كل العالم وليس فقط في الأردن.

          وفي حالة المال الأسود (الرشوة) يخبرنا عليه السلام في الحديث الذي رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، َعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.

ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ

          يقول الله سبحانه وتعالى: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ [الأحزاب:5]. وفي هذا تنبيه من رب العالمين لكل المترشحين والناخبين، لمن كان قد انتسب إلى غير أبيه لغايات انتخابية، وجب عليه أن يصحح نسبه بالانتساب إلى أبيه في كل المعاملات والمناسبات والوثائق، ولن يثبت له نسبه تزوير الوثائق.

          روى البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي ذرٍ رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس من رجلٍ ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلاَّ كفر.

          كما روى مسلم من حديث علي ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ادعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً.

          وَعَنْ أَبي ذَرٍّ أنَّهُ سَمِعَ رسولَ اللَّه ﷺ يَقُولُ: لَيْسَ منْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْر أبيهِ وَهُوَ يَعْلَمُهُ إلاَّ كَفَرَ، وَمَنِ ادَّعَى مَا لَيْسَ لهُ، فَلَيْسَ مِنَّا، وَليَتَبوَّأُ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار …، وَهَذَا لفْظُ روايةِ مُسْلِمِ. ((4/1805

          الإسلام يدعو إلى صلة الأرحام

          نظَّمَ الإسلامُ العَلاقاتِ بيْن الأرحامِ، واهتَمَّ اهتمامًا بالغًا بِصِلَةِ الأرحامِ، وأسَّسَ قواعدَ الرَّحمةِ والمودَّةِ في هذه العَلاقاتِ؛ حتى لا يُفسِدَها شَيءٌ. فقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة أن نعرف من أنسابنا ما نصل به أرحامنا، وهذا أمْرٌ بمَعرفةِ الأنسابِ، ” أعرفوا أنسابكم تَصِلوا أرحامَكم ” وهي القَراباتُ، أي: تعرَّفوها وابْحَثوا عنها، وإنَّما يقَعُ العِلْمُ بأصلِها بتَظاهُرِ الأخبارِ وتَواتُرِها، ولا يُمكِنُ في أكثرِها مَعرفةُ العِيانِ، “تَصِلوا أرحامَكم” أي: مِن أجْلِ أنْ تَصِلوها بالإحسانِ، أو أنَّكم إنْ فعَلْتم ذلك وصَلْتُموها؛ “فإنَّه لا قُرْبَ بالرَّحِمِ إذا قُطِعَتْ وإنْ كانتْ قَريبةً، ولا بُعْدَ بها إذا وُصِلتْ وإنْ كانتْ بَعيدةً”، والمعنى: أنَّ قَطْعَ الأرحامِ يُوجِبُ النُّكرانَ والتنافُرَ بيْن الأقاربِ، وأنَّ الدرجةَ النَّسَبيةَ أقرَبُ مِن غيرِها، وعلى العكسِ؛ فإنَّ الإحسانَ وصِلَةَ الرَّحمِ يُوجِبانِ العِرْفانَ والقُرْبَ بيْن الأقاربِ وإنْ كانوا في الدَّرجةِ النَّسَبيةِ أبعدَ مِن غيرِهم. وفي أحاديثه صلى الله عليه وسلم: الحثُّ على تَتَبُّعِ القَراباتِ ومَعرفتِهم.

          أحاديث نبوية في صلة الأرحام

          روى البخاري في الأدب المفرد بسند صحيح بلفظ: حدثنا أحمد بن يعقوب، قال: أخبرنا إسحاق بن سعيد بن عمرو؛ أنه سمع أباه يحدثُ عن ابن عباس؛ أنه قال: “احفظوا أنسابكم، تصلوا أرحامكم؛ فإنه لا بُعدَ بالرحمَ إذا قرُبَتْ، وإن كانت بعيدة، ولا قُربَ بها إذا بَعُدَتْ وإن كانت قريبة، وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها تشهد له بصلة إن كان وصلها، وعليه بقطيعة إن كان قطعها”

          وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “تعلَّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مَثْرَاة في المال، مَنْسَأة في الأثر”. رواه الترمذي، وأحمد، والحاكم.

ألا هلْ بلّغتُ؟ اللهمِّ فاشهدْ

وبناءً على ما تقدمَ من نصوصٍ شرعيةٍ واضحةِ الدلالة؛ فإن ما يقومُ به بعضُ الناخبين وبعضُ المرشحين للانتخابات من تزويرٍ، أو تلفيقٍ في موضوع الأنساب مخالفةٌ صريحةٌ للحكم الشرعي، وتحدٍّ واضحٌ لتلك النصوص التي تُشكِّل المقياسِ الأولَ والمرجعَ الثابت والأساسيَّ الذي يَحكمُ تصرفاتِ الإنسانِ المسلمِ الذي يتقي اللهَ ويعملُ بقاعدةٍ فقهيةٍ راسخةٍ تقولُ: (لا يُتوصَّلُ إلى الحلالِ بالحرامِ). فهل يستحقُّ ذلك الفتاتُ وتلك المكاسبُ البائسةُ الزائلةُ التي يحصلُ عليها المرشحُ، أو الناخبُ أن يجازفَ بمخالفة الأحكام الشرعية؟ ألا هل بلغتُ؟ اللهم فاشهدْ.    

الدكتور علي منعم القضاة

أستاذ مشارك في الصحافة والإعلام الرقمي

E-mail:dralialqudah2@gmail.com

Mob: +962 77 77 29 878

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: عجلون صلى الله علیه وسلم ر أبیه

إقرأ أيضاً:

هل تصح الاستخارة بالدعاء فقط دون صلاة؟

الاستخارة.. قالت دار الإفتاء المصرية إن الأصل في الاستخارة أن تكون بأداء ركعتين ودعاء في السجود، ويمكن أن تكون بالدعاء فقط عند تعذُّر الصلاة، وبذلك تجوز للحائض، والنفساء، وفاقد الطهور، ومن تعذرت عليه الصلاة لأي سبب.


حكم الاستخارة:

وندب الشرع الشريف المسلمين إلى اللجوء إلى أداء صلاة الاستخارة، حيث جعل في تحريها سعادة للإنسان وفي تركها من شقاوته؛ روى عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ اسْتِخَارَتُهُ اللهَ، وَمِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ رِضَاهُ بِمَا قَضَى اللهُ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ تَرْكُهُ اسْتِخَارَةَ اللهِ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ سَخَطُهُ بِمَا قَضَى الله عَزَّ وَجَلَّ».

كيفية أداء صلاة الاستخارة:

وأوضحت الإفتاء أنه لم يثبت في السنة قراءة سورة معينة في كل ركعة من ركعات صلاة الاستخارة، ولكن أفاد الإمام النووي: أنه يقرأ في الأولى "الكافرون"، وفي الثانية "الإخلاص". انظر: "الأذكار النووية" (ص: 213، ط. دار ابن كثير).

وقال الحافظ زين الدين العراقي: "لم أجد في شيء من طرق الحديث تعيين ما يقرأ في ركعتي الاستخارة، لكن ما ذكره النووي مناسب؛ لأنهما سورتا الإخلاص، فناسب الإتيان بهما في صلاة المراد منها إخلاص الرغبة وصدق التفويض وإظهار العجز، وسبق إليه الغزالي، ولو قرأ ما وقع فيه ذكر الخيرة كآية القصص وآية الأحزاب لكان حسنًا" اهـ. بواسطة "الفتوحات الربانية" لابن علان الصديقي (3/ 354-355، ط. جمعية النشر والتأليف الأزهرية).

والمقصود بآية القصص: قوله تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ﴾ [القصص: 68]، وآية الأحزاب: قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ [الأحزاب: 36].

الاستخارة
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (11/ 185، ط. دار المعرفة): [والأكمل أن يقرأ في كل منهما السورة والآية؛ الأوليين في الأولى، والأخريين في الثانية] اهـ.

ويستحبّ افتتاحه وختمه بالحمد لله والصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. انظر: "الأذكار النووية" (ص: 213).


دعاء صلاة الاستخارة:

تؤدي الاستخارة بصلاة مخصوصة، وتكون بصلاة ركعتين من غير الفريضة، ثم الدعاء بالدعاء الوارد الذي جاء فيما أخرجه البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن؛ يقول: «إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الأَمْرَ -ثُمَّ تُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ- خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ -قَالَ: أَوْ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي- فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ».

 

 

مقالات مشابهة

  • هل أكل الربا إعلان حرب على الله ورسوله
  • حكم عمل الولائم وبيان بعض أنواعها
  • هل تصح الاستخارة بالدعاء فقط دون صلاة؟
  • هل يجوز الاستخارة بالدعاء فقط لمن تعذر عليه أداء الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
  • إمام الحرم: كنوز القرآن لا تُمنح إلا لمن أقبل عليه بقلبه
  • صيغ الصلاة على رسول الله ﷺ
  • ما حكم استعمال السبحة في ذكر الله ؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم مسح الرقبة في الوضوء .. الإفتاء توضح
  • «المروءة.. عبادة خفية ومجدٌ باقٍ»
  • "أذكار النوم".. 11 دعاء منقول عن النبي صلى الله عليه وسلم د