أمين البحوث الإسلامية: الأزهر درع الأمة ضد الغلو والتطرف منذ أكثر من ألف عام
تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT
شارك فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، في جلسة عِلميَّة ضِمن فعاليَّات المؤتمر العِلمي الدَّولي الذي نظَّمته الأكاديميَّة الصينيَّة للعلوم الاجتماعيَّة على مدار يومَي الاثنين والثلاثاء في معهد التاريخ الصِّيني، تحت عنوان: (التسامح الدِّيني ومناهضة التمييز في إطار مبادرة الحضارة العالميَّة)، بمشاركة نخبة مِنَ العلماء والباحثين من عدَّة دول حول العالَم، وبحضور: فضيلة أ.
وقال الدكتور الجندي خلال الجلسة العِلميَّة المعنونة بـ(تجاوز صدام الحضارات بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك من خلال التفاعل الحضاري): إنَّ المشهد الفِكري العالمي اليوم يشهد موجاتٍ مِنَ الغلو والتطرُّف، جعلتِ الإسلام ضحيَّةً لفريقين: مَن يربطون الإرهاب بالدِّين، أو بطوائفَ وتنظيماتٍ تزعم الانتماء إليه، ومَن يبرِّرون العنف والكراهية باسم الدِّين، موضِّحًا أنَّ التطرُّف أصبح ظاهرةً عالميَّةً تتجسَّد في حركات اليمين المتطرِّف، وجماعات مثل: (داعش)، و(القاعدة)، وتتقاطع معها خطابات رَفْض الاندماج الدِّيني والثقافي، مدفوعة بعواملَ نفسيَّةٍ واجتماعيَّةٍ؛ كالشعور بالظُّلم والتهميش، فضلًا عن الاستغلال المكثَّف لوسائل التواصل الاجتماعي في نَشْر الفكر المتشدِّد واستقطاب الشباب.
وأكَّد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة أنَّ الأزهر الشريف -بوصفه أعرق مؤسَّسة دِينيَّة في العالَم الإسلامي- يمدُّ يدَه للعالَم داعيًا إلى السلام، وينطلق في مواجهة التطرُّف مِنْ منهج وسطي قائم على التيسير والحوار، واحترام الاختلاف، ورَفْض التكفير، مستعرضًا جهود هيئاته في هذا المجال؛ من هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلاميَّة، إلى مرصد الأزهر لمكافحة التطرُّف، الذي يرصد الخطاب المتطرِّف بثلاث عشرة لغة، بالإضافة إلى مبادرات الحوار بين الأديان، ومنها: وثيقة (الأخوَّة الإنسانيَّة)، وإنشاء (بيت العائلة المصريَّة)، وتنظيم مؤتمرات دوليَّة، وإيفاد بعوث إسلاميَّة إلى أكثر من مِئَة دولة لنشر الفِكر المعتدل.
وسرد فضيلته عدَّة رسائل تبنَّاها الأزهر الشريف لمواجهة الغُلو؛ أبرزها: أنَّ الإسلام دِينُ رحمةٍ لا غُلوَّ فيه، وأنَّ السِّلم أصلٌ في الشريعة والحرب طارئة عليها، وأنَّ القرآن يرفض العدوان، وأنَّ التطرُّف ليس مذهبًا إسلاميًّا بل انحراف عنه، وأنَّ الأزهر كان -ولا يزال- درع الأمَّة ضد الغُلو والتكفير، داعيًا إلى تحصين الشباب بالعِلم الصحيح وفَضْح زيف دعاة العنف.
وتوقَّف عند خطورة التفسيرات المنحرفة للنُّصوص الشرعيَّة التي اعتمدها مفكِّرو التنظيمات المتطرِّفة لتبرير الإرهاب؛ ما أساء لصورة الإسلام وفتح الباب أمام التدخُّلات الغربيَّة، مؤكِّدًا الحاجة الملحَّة إلى إحياء فقه الوسطيَّة وتجريد تطبيقاته مِنَ الانتماءات الحزبيَّة والمذهبيَّة، وأنَّ الوسطيَّة تمثِّل جوهر المنهج الإسلامي القائم على الاعتدال والاستقامة.
واختتم الدكتور محمد الجندي كلمته بعدَّة توصيات، شملت: دعم الانتشار الرَّقْمي العالمي لخطاب الأزهر باللُّغات المختلفة، وتعميق التعاون مع المؤسَّسات الدوليَّة، وتعزيز دَور خريجي الأزهر حول العالَم، وتكوين رابطات فِكريَّة دوليَّة تنتمي إلى المنهج الأزهري، ورَفْع كفاءة التدريب لمواجهة الشُّبهات الحديثة التي يستغلُّها المتطرِّفون.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصين البحوث الإسلامية محمد الجندي الأزهر المنهج الإسلامي البحوث الإسلامی الأمین العام
إقرأ أيضاً:
الأزهر والجزائر يعززان التعاون العلمي والدعوي لتعزيز القيم الإسلامية المشتركة
استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، محمد سفيان براح، سفير الجزائر بالقاهرة، لبحث سبل تعزيز العلاقات العلمية والدعوية بين الأزهر والجزائر.
وأكد الإمام الأكبر اعتزاز الأزهر بالعلاقات التاريخية مع الجزائر، مشيرًا إلى احتضان الأزهر 147 طالبًا جزائريًا بينهم 26 على منح أزهرية، كما يخصص 10 منح سنويًا لأبناء الجزائر، مع استعداد لتوسيع المنح لتشمل العلوم التطبيقية كالطب والصيدلة إلى جانب العلوم الشرعية.
كما أعرب شيخ الأزهر عن جاهزية الأكاديمية العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ الجزائريين على مواجهة التطرف وتعزيز التعايش الإيجابي، لا سيما في قضايا المرأة في الإسلام. وأكد أيضًا الاستعداد لإيفاد مبتعثين أزهريين للتدريس في المدارس الجزائرية، على نهج رموز بارزين مثل الإمام الغزالي والشيخ الشعراوي.
من جانبه، أشاد السفير الجزائري بدور الأزهر المحوري في دعم قضايا العالم العربي والإسلامي، ومواقفه الشجاعة تجاه القضية الفلسطينية ومواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، مؤكدًا دعم بلاده الكامل للأزهر.
وأعرب عن تقدير بلاده للرعاية التي يقدمها الأزهر للطلاب الجزائريين، مع حرص على تعزيز التعاون من خلال زيادة أعداد الطلاب، تكثيف دورات تدريب الأئمة، وتبادل الإصدارات مع الجامعات الجزائرية، وهو ما لاقى ترحيب شيخ الأزهر ووجّه بدراسة تنفيذ هذه المبادرات بأسرع وقت.