تصدر اسم اليمني إبراهيم البكري منصات التواصل اليمنية والعربية بعد أن عفا عن قاتل طفلته حنين في اللحظات الأخيرة من تنفيذ حكم الإعدام.

والواقع أن من أصعب اللحظات التي يعيشها الأب هو أن يقتل أحد أبنائه أمام عينيه، ويعلم من قتله، فتكون مشاعر الانتقام والغضب هي من تتملكه من قاتل طفله أو طفلته، ولكن أن يعفو عن القاتل تيمنا بقوله تعالى (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)، فهذا أعلى درجات الإيمان والصبر.

وهذا ما حدث مع إبراهيم البكري والد الطفلة "حنين"، إذ عفا -اليوم الخميس- عن قاتل ابنته "حسين هرهرة"، والمحكوم عليه بالإعدام لقتله طفلته عشية عيد الأضحى المبارك قبل الماضي، وذلك عقب شجار اندلع بينه وبين والد الطفلة بسبب حادث مروري في مديرية المنصورة بالعاصمة المؤقتة عدن جنوبي البلاد.

هذا الرجل تسامى على حزنه الدفين وقهره الكبير ووجعه الأليم على فقد طفلته #حنين_البكري أمام عينيه بسبب حادثة تافهة، تعالى #ابراهيم_البكري وعفا عن قاتل طفلته #حسين_هرهرة.
بيض الله وجهك وربط الله على قلبك بالصبر وجزيت خيرا.#شكرا_ابراهيم_البكري pic.twitter.com/AnzFN5Wn5S

— محمد الضبياني M.Aldhabyani (@maldhabyani) August 1, 2024

وتداولت حسابات يمنية لحظة وصول القاتل إلى ساحة تنفيذ حكم الإعدام، وقبل تنفيذ الحكم بلحظات أعلن إبراهيم البكري العفو عن قاتل طفلته حنين، ليضج المكان بفرحة الحاضرين الذين كانوا ينتظرون تنفيذ الحكم.

الشهم النبيل إبراهيم البكري .. جسد اليوم اخلاق الفرسان ، أخلاق العربي الأصيل الذي يعفو عند المقدرة ..
درس لكل من يتهور في لحظات غضب وانفعال، يسيطر فيها الشيطان على عقله وفعله…
جزاك الله خير الجزاء اخي إبراهيم، وجزا الله خيرا كل من ساهم في عتق رقبة بن هرهرة. pic.twitter.com/F3rzibzcrI

— أحمد عمر بن فريد (@AhmedBinFareed1) August 1, 2024

هذه الفرحة سرعان ما انتقلت إلى منصات التواصل اليمنية والعربية، والتي بدأت الإشادة بموقف الأب الذي وصفوه بالشهم والصلب، وقال أحد المغردين أحيي الموقف الصلب والشجاع للأخ إبراهيم البكري، في مثل هذه القضايا، لا مكان للعاطفة، خاصة تجاه من يستهتر بأرواح الناس ويستخدم السلاح في كل صغيرة وكبيرة، كما أحيي الجانب الإنساني فيه.

وعلق آخرون على موقف إبراهيم بالقول أي قلب جبار في صدرك، تماسكت حتى اللحظة الأخيرة، لتعفو في لحظة الموت المحقق عن قاتل حنين لتكون عبرة للناس كافة، ويختتم تدوينته بالقول أنت اليوم بطل اليمن شكرا لك.

صحيح غادرت حنين ولكن لن تغادر من قلوبنا ????

رحمكِ الله يا حنين وجعلكِ شفيعة لوالديك ???????? #حنين_البكري #ابراهيم_البكري pic.twitter.com/b421dG55Ap

— عُـمـر بـن أحـمـد (@omar781000) August 1, 2024

وقال مغرد آخر إن الشهم والنبيل إبراهيم البكري.. جسد اليوم أخلاق الفرسان، أخلاق العربي الأصيل الذي يعفو عند المقدرة.. درس لكل من يتهور في لحظات غضب وانفعال، يسيطر فيها الشيطان على عقله وفعله.

تتسابق الدموع قبل الكلمات

بيض الله وجهك
ورفع الله قدرك
اليوم انت يا #ابراهيم_البكري
أحييت الملائين pic.twitter.com/y4yP91SdRL

—  MOHAMMED ALNOUDمحمد النود (@MohammedAlnoud) August 1, 2024

وكتب أحد المتابعين عن موقف إبراهيم الذي وصفه بالعظيم، وقال أمام كل المغريات التي عرضت عليه للعفو إلا أنه لم يعفُ إلا وحسين منبطح لتلقي رصاصات الإعدام حينها بقي الأمر بين البكري وربه، فيعفو لوجه الله أو يأخذ بحقه وحينها برزت شهامته رأفة بدموع طفلة هرهرة، فجزاك الله الخير.

"ومن عفى واصلح فأجره على الله"
جزى الله المكلوم ابو حنين ابراهيم البكري خير الجزاء على عفوه عن قاتل ابنته حنين
العفو تم قبل تنفيذ الحد في ساحة الاعدام#حسين_هرهرة pic.twitter.com/uy1IyYm2q0

— DR.Mohamad ALHdla (@drmohamadalhdla) August 1, 2024

ووجه آخرون الشكر لإبراهيم على ما وصفوه بموقفه النبيل، ولكنهم تمنوا لو أنه جعل العفو مشروطا بمنع حمل السلاح داخل المدن والمحافظات على أن تكون البداية من عدن وبالتزام حكومي وقانون نافذ.

وقال والد الطفلة إنه عفا عن حسين هرهرة احتسابا للأجر والثواب عند الله -سبحانه وتعالى- أولا، وثانيا إكراما للشعب الذي حضر وتضامن معه.

ويذكر أن الطفلة "حنين البكري" قد قتلت وأصيبت شقيقتها برصاص المدعو حسين هرهرة، عقب إطلاقه النار على سيارة والد الطفلتين إبراهيم البكري في 27 يونيو/حزيران 2023، بسبب خلاف مروري.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إبراهیم البکری ابراهیم البکری حسین هرهرة pic twitter com یعفو عن

إقرأ أيضاً:

بالخيط والقماش والذاكرة يستمر حنين العودة إلى غزة

 

في الوقت الذي يرتكب فيه الكيان الصهيوني مجازر الإبادة الجماعية وسياسة التجويع لأكثر من مليوني ونص المليون انسان داخل قطاع غزة المحاصر منذ ما يقارب العامين عن طريق الأسلحة الثقيلة وقصف الطائرات ومنع المساعدات.. نجد السكوت المطبق من العالم الا من القليل في عدد من الدول العربية والإسلامية، لكن القليل مع الحق سيصبح أعظم وأكثر تأثيرا..
وعلى الرغم من تشتت الكثير من الفلسطينيين في معظم دول العالم إلا أن حنين العودة إلى الوطن باق ما بقت أرواحهم تدب على هذه الأرض، ومن وقت إلى آخر نسمع ونشاهد الكثير منهم يمارسون هواياتهم في مختلف الفنون لأثبات حقهم في وطنهم وتطلعاتهم للعودة إلى منازل الآباء والأجداد، ولا شك أن الحق لا يضيع إذا ظل وراءه مطالب ومناضل، فما بالك بالملايين من المناضلين في كافة المجالات.
مها الداية، فنانة فلسطينية من غزة توثق ماسي الحرب بالتطريز من باريس حيث لجأت مع أسرتها بعد معاناة تحت القصف، تنسج من خلال فنها ذاكرة الدمار والحنين، وتحويل الألم إلى فعل مقاومة فني وإنساني.
في إحدى الزوايا الهادئة لمشغلها الباريسي، تلمع خيوط داكنة تحت ضوء خافت بينما تنهمك فنانة فلسطينية مها الداية في غرزة جديدة، تمسك إبرة وخيطا، لكن عملها الحرفي لم يعد كما كان، تعبر بألم وحسرة ووضوح بالقول: “قبل الحرب، كنت أطرز للمناسبات السعيدة، أما اليوم فاطرز الألم”.
الداية، البالغ من العمر 41 عامًا، واحد من مئات الآلاف الذين فروا من قطاع غزة بحثاً عن ملاذ آمن. رفقة زوجها وأطفالها الثلاثة يحاولون في فرنسا أن يعيدوا بناء حياتهم، وأن تبقى فنها شاهدا فنها على ما يحدث في وطنها المحاصر.
في أعمالها التي عُرضت مؤخرًا في معهد العالم العربي بباريس، تبدو مها وقد دمجت الحرفة الفلسطينية التقليدية بمضمون سياسي وإنساني ثقيل، على قطع قماشية داكنة، نسجت بخيوط سميكة رسائل مثل “أوقفوا الإبادة الجماعية”، ورسمت خريطة لقطاع غزة تضيء بالأحمر مناطق الدمار، حتى الألوان التي تستخدمها لاسيما الرمادي والأسود تعكس واقعاً مليئاً بالحزن والانكسار.
حين أهدت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قطعة مطرزة كتب عليها “وين بدنا نروح”، لم تكن فقط تسلمه عملاً فنياً، بل كانت تنقل صوت الفلسطينيين الذين يتكرر نزوحهم داخل قطاع محاصر ومشتعل، تقول: “هذه العبارة يرددها الجميع في غزة، لأننا نُهجر باستمرار”.
رحلة مها إلى باريس بدأت في غزة، في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر. تقول: “تركت شرفتي المزينة بالأزهار في مدينة غزة وغادرت إلى خان يونس. ظننت أنني سأغيب لبضعة أيام فقط، لكن الغباب طال الأشهر”.
في ديسمبر، وقع قصف عنيف على المنزل الذي كانت تحتمي فيه، فأصيب اثنان من أبناء أخيها بجروح بالغة أحدهما بترت ساقه. لم تجد الأسرة ملاذا سوى خيمة، قضوا فيها أربعة أشهر في برد قارس ومطر غزير “كنا نعيش في ظروف لا تليق بالبشر” تقول مها بأسي.
في القاهرة، بعد رحلة خروج باهظة الثمن من غزة بلغت أربعة آلاف دولار لكل فرد بدأت مها وزوجها، وهو فنان أيضا باستعادة ما تبقى من حياتهما. تقول: “في القاهرة شعرت كأنني طائر خرج من قفص، كانت عودتي إلى الرسم والتطريز بمثابة تنفس بعد الاختناق.
ساهمت مبادرة “معا”، التي أطلقت لدعم فناني غزة خلال الحرب، في إيصال ملف مها إلى معهد كولومبيا في باريس ومعهد العلوم السياسية، حيث حصلت على إقامة فنية ضمن برنامج “بوز” وهو برنامج أسسته الحكومة الفرنسية عام 2018 لدعم الباحثين والفنانين في حالات الطوارئ.
وصلت العائلة إلى باريس في مطلع عام 2025. التحقت مها ببرنامج الإقامة وبدأت تعلم الفرنسية صباحاً، بينما تطرز بعد الظهر. وفي المساء، تجلس مع زوجها وأطفالها الثلاثة، يافا وريما وآدم حول مائدة واحدة في مسكن طلابي مؤقت.
رغم الراحة النسبية، لا تشعر مها بسلام داخلي تقول: “أحب باريس، لكن هناك شيء ينكسر بداخلي كل يوم. كيف أهنا وأنا أعلم أن أهلي لا يزالون وسط الحرب؟”
عام 2023، قدمت مها معرضاً بعنوان ليس مجرد ركام”، أرادت فيه أن تعيد للأنقاض صوتا، لم تنظر إلى المباني المهدمة كأطلال فقط بل كمواقع شهدت حياة وعائلات وذكريات. قالت آنذاك: ” البنايات التي أصبحت ركاما كانت مأهولة، وبعضها رغم الصواريخ بقي واقفا، إذا البنايات رفضت السقوط فما بالك بالبشر”.
وفي إحدى لوحاتها، أظهرت حبلاً للغسيل يتدلى من شرفة متصدعة، في إشارة رمزية إلى وجود حياة كانت هنا، حبل الغسيل يعني أن أحدا كان يقطن هنا، أن هناك حياة لم تمح بالكامل، لا ترى مها في التطريز مجرد تقليد فني، بل وسيلة للبقاء، تقول “أنا لا أطرز فقط لأوثق ما حدث، بل لأحافظ على صوتنا حيا لأقول إننا باقون رغم كل شيء”.
تأمل مها الداية أن تعود يوماً إلى وطنها، رغم إدراكها أن العودة لا تعني بالضرورة الأمان. “الكل يحلم بالعودة لكننا في النهاية نبحث عن حياة أفضل لأولادنا الأمان هو ما نحتاج إليه.”، وبين الغرز، تواصل مها كتابة تاريخ غزة، لا بالحبر أو الورق، بل بالخيط والقماش والذاكرة.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الفنان لطفي لبيب ورد فعل أسرته
  • رؤية قرآنية تصنع أمة مجاهدة لا تخاف الموت .. الشهادة والشهداء في فكر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)
  • إسرائيل تكشف عن تنفيذ 500 هجوم في لبنان منذ التهدئة وتعلن مقتل الآلاف!
  • بعد زلزال روسيا والتسونامي الذي ضرب عدداً من البلدان... هذا ما كشفه خبير جيولوجي عن لبنان
  • زمن جميل في العراق! ..حنين لأيام مضت أم واقع مختلف حقا؟
  • الاستكبار الصامت والمصير الأبدي .. قراءة قرآنية دلالية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
  • الحمد لله الذي جعلنا يمنيين
  • ما معنى قهر الرجال الذي استعاذ منه النبي؟.. الإفتاء تجيب
  • بالخيط والقماش والذاكرة يستمر حنين العودة إلى غزة
  • رئيس حركة حماس يكشف تفاصيل ما حدث في جولة التفاوض الأخيرة