محلل: تصاعد التوتر في النيجر يؤثر على العملية السياسية الليبية
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
قال المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي عادل الخطاب: إنه مع تصاعد التوتر في القارة الإفريقية على خلفية أزمات السودان والأحداث في النيجر، تتفاقم الأوضاع السياسية في ليبيا بدورها بين البرلمان الليبي وحكومة الوحدة المنتهية الصلاحية في طرابلس، وتدفع بالأطراف السياسية المختلفة لإعادة ترتيب صفوفها وحشد قواها.
وأضاف في تصريحات لقناة الغد، أن قبيلة أولاد سليمان ستقوم بإرسال وفد يمثل سيف الإسلام القذافي، بالتفاوض مع أعيان القبيلة، لحثّهم على الانضمام لصفوفه، بدلًا من التوجه نحو قائد الجيش الوطني الليبي، في حال احتدمت الأوضاع السياسية في البلاد.
وتابع الخطاب، أن هذه المفاوضات من شأنها أن تعيق المسار السياسي في البلاد وتزيد من حدة الخلافات والتوتر بما يتعلق بملف الإنتخابات، ومن شأنها حدوث أزمة تحالفات جديدة في ليبيا التي بدورها قد تعيد البلاد إلى مربع الصفر.
وأكد أن قبيلة أولاد سليمان تعد من كبرى قبائل الجنوب الليبي، حيث تتألف من 5 عشائر هي الشريدات واللهيوات والمياسة والزكارى والجباير، ويمتد وجود القبيلة من منطقة هراوة في الشمال حتى بحيرة تشاد مرورًا بسبها، ولها فروع في كل من مصر وتونس، للقبيلة كلمة مسموعة في السلطة منذ عهد الملك إدريس السنونسي، وصولًا إلى عهد القذافي، حيث انقسموا في عهد الأخير بين مؤيد ومعارض له، وحتى بعد الثورة، لهم كلمتهم الخاصة في الجنوب، ويلتزم معظمهم بالحياد على الساحة السياسية ويتكيفون مع التطورات السياسية المختلفة التي ضربت البلاد منذ اندلاع الأزمة.
واستطرد المحلل، أن ليبيا تمر بأزمة سياسية كبيرة منذ احتجاجات 2011 التي أطاحت بنظام معمر القذافي بعد حكم دام 42 عامًا، وإلى الآن لم تنجح النخب السياسية في ليبيا بإيجاد حل للأزمة المتفاقمة، ويعجز البرلمان عن إيجاد حل جذري لإعادة الإستقرار إلى البلاد وإجراء انتخابات رئاسية فيها وإعطاء الشعب الليبي الحق بتقرير مصيره بنفسه.
وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي قد أعلن في فبراير الماضي عن مبادرة جديدة لكسر الجمود، وأعرب أخيراً عن الأمل في التوصل إلى اتفاق بحلول منتصف يونيو لتنظيم الانتخابات قبل نهاية عام 2023، ولكن إلى الآن تستمر الخلافات بين مجلسي النواب والدولة حول العديد من الملفات المهمة بالإضافة إلى تمسك رئيس الحكومة المنتهية الصلاحية في طرابلس بالسلطة ورفضه تسليمها والانصياع لقوانين وأحكام مجلس النواب.
أخبار متعلقة
باحث بالشأن الأمريكي: 30% من الديمقراطيين يرون أن ترامب يُعامل بمعايير مزدوجة
ليبياالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين ليبيا زي النهاردة
إقرأ أيضاً:
مناورات نارية في قلب الساحل.. تحالف إفريقي يتأهب لصدّ زحف الإرهاب من النيجر
أطلقت دول تحالف الساحل مناورات عسكرية كبرى في بلدة تيل بمحافظة النيجر، في إطار جهودها لتنسيق التعاون العسكري وتعزيز قدرات القوات المسلحة على مواجهة التهديدات الإرهابية المتصاعدة في المنطقة، وتستمر التدريبات لمدة أسبوعين بمشاركة قوات من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، إضافة إلى تشاد وتوغو، وفقاً للإذاعة الوطنية الرسمية في النيجر.
وأكد نائب رئيس أركان الجيش النيجري، عبد القادر أميرو، أن هذه المناورات “تعكس التزام الدول الأعضاء بتعزيز التنسيق العسكري المشترك لمواجهة التحديات الأمنية المتعددة، خاصة الإرهاب والتهديدات العابرة للحدود”.
وتأتي المناورات في وقت تشهد فيه منطقة الساحل موجة تصاعدية من الهجمات المسلحة، مما يزيد من الحاجة الملحة لبناء جبهة إقليمية موحدة لتعزيز الاستقرار.
يذكر أن تحالف دول الساحل تأسس عام 2023 كإطار للدفاع الجماعي بين الدول الأعضاء، وسبق أن عقد في أبريل الماضي أول اجتماع لرؤساء أركان القوات الجوية في باماكو، حيث بحث المشاركون تعزيز التكامل والتنسيق الجوي لدعم العمليات المشتركة، ويضم التحالف ثلاث دول أساسية: النيجر، مالي، وبوركينا فاسو، ويهدف لتعزيز التعاون الأمني والعسكري ضد الإرهاب.
من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي عمر مختار الأنصاري أن إطلاق هذه المناورات في النيجر يأتي في ظل تصاعد حدة النزاعات الأمنية في دول الساحل، خصوصاً في بوركينا فاسو، مشدداً على ضرورة العمل المشترك لحماية السكان المحليين الذين يعانون من تداعيات النزاعات، حيث أدى توسع نشاط الجماعات المسلحة إلى نزوح الآلاف وتهديد الاستقرار في المنطقة.
وأضاف الأنصاري أن الدعم الخارجي لبعض الجماعات المتطرفة يفاقم الأزمة ويزيد من تعقيد جهود مكافحة الإرهاب.
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال احتفالات يوم أفريقيا في موسكو، استمرار دعم بلاده للدول الأفريقية في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الغذائي والطاقوي، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا وأفريقيا تجاوز 27.7 مليار دولار العام الماضي، مع وجود إمكانات أكبر للتوسع.
كما اختتم التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب برنامج تدريب مكثف في مالي لتأهيل الكوادر الأمنية والقضائية في مجال مكافحة تمويل الإرهاب، بمشاركة أكثر من 200 عنصر أمني وقضائي، وجاء هذا التدريب في ظل تفاقم التهديدات الإرهابية في مالي والمنطقة، التي تشكل تحدياً إقليمياً يؤثر على دول الساحل كافة.
وفي ظل هذه التطورات، تبقى دول الساحل تعمل بوتيرة متسارعة لتعزيز قدراتها العسكرية والتنسيقية، سعياً للحفاظ على الأمن والاستقرار في مواجهة التهديدات المتزايدة التي تتطلب تعاوناً إقليمياً ودولياً موسعاً.
آخر تحديث: 29 مايو 2025 - 18:45