مناورات نارية في قلب الساحل.. تحالف إفريقي يتأهب لصدّ زحف الإرهاب من النيجر
تاريخ النشر: 29th, May 2025 GMT
أطلقت دول تحالف الساحل مناورات عسكرية كبرى في بلدة تيل بمحافظة النيجر، في إطار جهودها لتنسيق التعاون العسكري وتعزيز قدرات القوات المسلحة على مواجهة التهديدات الإرهابية المتصاعدة في المنطقة، وتستمر التدريبات لمدة أسبوعين بمشاركة قوات من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، إضافة إلى تشاد وتوغو، وفقاً للإذاعة الوطنية الرسمية في النيجر.
وأكد نائب رئيس أركان الجيش النيجري، عبد القادر أميرو، أن هذه المناورات “تعكس التزام الدول الأعضاء بتعزيز التنسيق العسكري المشترك لمواجهة التحديات الأمنية المتعددة، خاصة الإرهاب والتهديدات العابرة للحدود”.
وتأتي المناورات في وقت تشهد فيه منطقة الساحل موجة تصاعدية من الهجمات المسلحة، مما يزيد من الحاجة الملحة لبناء جبهة إقليمية موحدة لتعزيز الاستقرار.
يذكر أن تحالف دول الساحل تأسس عام 2023 كإطار للدفاع الجماعي بين الدول الأعضاء، وسبق أن عقد في أبريل الماضي أول اجتماع لرؤساء أركان القوات الجوية في باماكو، حيث بحث المشاركون تعزيز التكامل والتنسيق الجوي لدعم العمليات المشتركة، ويضم التحالف ثلاث دول أساسية: النيجر، مالي، وبوركينا فاسو، ويهدف لتعزيز التعاون الأمني والعسكري ضد الإرهاب.
من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي عمر مختار الأنصاري أن إطلاق هذه المناورات في النيجر يأتي في ظل تصاعد حدة النزاعات الأمنية في دول الساحل، خصوصاً في بوركينا فاسو، مشدداً على ضرورة العمل المشترك لحماية السكان المحليين الذين يعانون من تداعيات النزاعات، حيث أدى توسع نشاط الجماعات المسلحة إلى نزوح الآلاف وتهديد الاستقرار في المنطقة.
وأضاف الأنصاري أن الدعم الخارجي لبعض الجماعات المتطرفة يفاقم الأزمة ويزيد من تعقيد جهود مكافحة الإرهاب.
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال احتفالات يوم أفريقيا في موسكو، استمرار دعم بلاده للدول الأفريقية في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الغذائي والطاقوي، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا وأفريقيا تجاوز 27.7 مليار دولار العام الماضي، مع وجود إمكانات أكبر للتوسع.
كما اختتم التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب برنامج تدريب مكثف في مالي لتأهيل الكوادر الأمنية والقضائية في مجال مكافحة تمويل الإرهاب، بمشاركة أكثر من 200 عنصر أمني وقضائي، وجاء هذا التدريب في ظل تفاقم التهديدات الإرهابية في مالي والمنطقة، التي تشكل تحدياً إقليمياً يؤثر على دول الساحل كافة.
وفي ظل هذه التطورات، تبقى دول الساحل تعمل بوتيرة متسارعة لتعزيز قدراتها العسكرية والتنسيقية، سعياً للحفاظ على الأمن والاستقرار في مواجهة التهديدات المتزايدة التي تتطلب تعاوناً إقليمياً ودولياً موسعاً.
آخر تحديث: 29 مايو 2025 - 18:45المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إفريقيا النيجر بوركينا فاسو تحالف دول الساحل مالي دول الساحل
إقرأ أيضاً:
تحالف جديد قيد التشكّل
متابعات- تاق برس-
محطة سياسية فارقة تُعلن من بورتسودان: تحالف قيد التشكل بين كيان الشمال ودرع السودان
كتب- Sami Alnimer
– تتجه أنظار الساحة السياسية السودانية نحو مدينة بورتسودان، التي ستشهد يوم الخميس 31 يوليو 2025، مؤتمراً صحفياً مشتركاً بين قيادات كيان الشمال والهيئة القومية لإسناد قوات درع السودان، وذلك في حي المطار، جوار محطة تحلية القوات الجوية ووكالة حدوقة العقارية، عند الساعة الثانية والنصف ظهراً.
– المؤتمر يأتي في سياق مشحون بالأزمات والتعقيدات السياسية التي تعصف بالبلاد منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، والتي أفرزت واقعاً سياسياً وأمنياً هشاً يتطلب من القوى الوطنية الفاعلة اتخاذ خطوات مسؤولة تتجاوز حالة التجزئة والشلل. ووسط هذا المشهد المضطرب، يُنتظر أن يمثل هذا اللقاء إعلانًا سياسيًا له ما بعده، من حيث الشكل والمضمون، باعتباره نقطة انطلاق لتحالف وطني جديد يستند إلى التوازن الجهوي والتكافؤ السياسي، بعيداً عن منطق الغلبة والانفراد بالقرار.
– ورغم أن تفاصيل الوثيقة التي سيتم توقيعها لم تُعرض للرأي العام بعد، إلا أن المعطيات المتاحة تشير إلى أن الطرفين تمكنا من تجاوز خلافات الرؤى والمقاربات، وتوصّلا إلى صيغة شراكة مرنة، تعترف بالتعدد، وتُؤسس لهيكل عمل مشترك يتسق مع مقتضيات السيادة الوطنية وظروف المرحلة الانتقالية. ومن المتوقع أن يتناول المؤتمر الصحفي ملامح هذه الرؤية العامة، دون الدخول في تفاصيل بنود التفاهم أو الترتيبات التنفيذية.
– اللقاء المنتظر يعكس تحوّلًا نوعيًا في أداء المكونات الجهوية التي قررت مغادرة مربع التهميش إلى موقع الفعل المباشر، والمساهمة في صياغة المشهد السياسي وفق منطق المشاركة لا التبعية. كما يُتوقع أن يمثل المؤتمر رسالة مزدوجة؛ الأولى للقوى السياسية التقليدية التي أخفقت في إنتاج مشروع وطني جامع، والثانية للجهات الإقليمية والدولية التي تراقب الوضع السوداني عن كثب.
– حضور ممثلي الإعلام الوطني والإقليمي، إلى جانب كوادر مدنية ومجتمعية وقيادات سياسية، سيضفي على المؤتمر طابعًا مميزًا، ويمنحه غطاءً جماهيريًا يعزز مصداقية الخطاب الصادر عنه. وهو ما يعكس حرص الطرفين على الشفافية والانفتاح، وتثبيت مبدأ أن بناء الوطن ليس حكرًا على جهة، بل مسؤولية مشتركة تستوجب الشراكة والتكامل.
– بورتسودان إذ تستضيف هذا الحدث، تتحول مجددًا إلى مركز ديناميكي يعكس نبض القوى الوطنية الباحثة عن مخرج آمن من نفق الاحتراب والانهيار. وبقدر ما يُنتظر من هذا المؤتمر أن يؤسس لتحالف جديد، فإن الأنظار ستبقى مترقبة لما بعده، حيث المحك الحقيقي هو في تنفيذ ما يُعلن، وتحويل الأقوال إلى أفعال تعيد للمواطن ثقته في الفعل السياسي المنضبط، الوطني، والمسؤول.
درع السودانقوة حماية السودانكيان الشمال