تؤكد تقارير نشرتها صحف أميركية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، يتجاهل الدعوات بالتهدئة في الشرق الأوسط، حيث تتوسع إسرائيل في هجمات في غزة، وفي دول في المنطقة.

ويكشف ما يجري في الشرق الأوسط عن "شهية مفتوحة للمخاطرة" لإسرائيل، إذ أنها تحاول استعادة "قوة الردع" لجيشها، فيما تقترب المنطقة من "حرب إقليمية" على ما أكد تحليل نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.

خلال الأيام القليلة الماضية، نفذت إسرائيل سلسلة من "العمليات الجريئة" والتي كانت في بعض دول المنطقة، أو بغارات في داخل غزة، بينما تتنامى المخاوف من "دوامة تصعيد" جديدة.

ويشير التحليل إلى أن إسرائيل، تريد التعويض عن "الفشل الأمني" الذي وقع في السابع من أكتوبر، ولهذا يسعى إلى "ردود" قابلة للتحكم.

إسرائيل أعلنت، الثلاثاء، مقتل، قائد عسكري كبير في حزب الله، فؤاد شكر في العاصمة اللبنانية، بيروت.

 وبعدها بساعات قتل الزعيم السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، خلال زيارته العاصمة الإيرانية، طهران، فيما لم تؤكد إسرائيل مسؤوليتها، رغم اتهامات إيران وحماس لها.

وزاد مقتل هنية، فجر الأربعاء، من مخاوف اتساع الصراع في المنطقة.

وشهدت قطر مراسم تشييع هنية ودفنه، وتستضيف الدولة الخليجية المكتب السياسي لحماس منذ عام 2012، بعدما أغلقت الحركة مكتبها في العاصمة السورية، دمشق.

وشاركت حشود ضخمة في مراسم شعبية لتشييع هنية في العاصمة الإيرانية، الخميس. وأمّ المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي المصلين في جامعة طهران، متوعدا إسرائيل بـ "الثأر".

"السيناريو الأكثر ترجيحا" للرد الإيراني على ضربة هنية في منتصف أبريل الماضي وردا على القصف الذي استهدف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق نفذت إيران هجوما مباشرا بالمسيرات الانتحارية والصواريخ اتجاه إسرائيل، وأطلقت عليه اسم "الوعد الصادق".

وكان هنية في طهران للمشاركة في مراسم أداء الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، اليمين الدستورية، الثلاثاء.

وسبق هذه الضربات، هجوم تسبب في خسائر فادحة في صفوف المدنيين في غزة، حيث تزعم إسرائيل أنها نفذت ضربات أسفرت عن مقتل القائد العسكري لحماس، محمد ضيف، في يوليو، فيما قالت السلطات الصحية في القطاع إن هذه الهجمات تسببت في مقتل 90 فلسطينيا.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الضربة الوحيدة في الشرق الأوسط هي تلك التي استهدفت فؤاد شكر.

وتوعد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الخميس، إسرائيل بأن عليها انتظار "الرد الآتي حتما".

الضربات ضد قادة كبار في حماس وحزب الله، وكلاهما جماعتان إرهابيتان بحسب تصنيف واشطن، أدت إلى خطاب ناري وتحذيرات من "أعمال انتقامية قاسية" وسط مخاوف وتوتر كان أصلا قائما من اتساع الأزمة التي تشهدها الحرب بين إسرائيل وحماس ليشمل المنطقة بأسرها. 

وأكدت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها أن نتانياهو يعمل "على تسريع وتيرة الحرب، وتغذية ثورة اليمين المتطرف".

وبينما تحاول الإدارة الأميركية، وحلفاء تأمين التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، يبدو أن إسرائيل "انحرفت عن المسار"، ليصبح الاتفاق هدفا بعيد المنال.

وأعلن مكتب نتانياهو الجمعة، إرسال وفد إسرائيلي إلى القاهرة في اليومين المقبلين لإجراء مفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين.

اغتيال هنية.. رسائل شعبية "مخيفة" لنظام إيران "هل يمكن أن يكون الإيرانيون متورطين بمقتل هنية؟" سؤال طرحه تحليل نشرته مجلة "فورين بوليسي"، في إشارة إلى انخراط أفراد من الشعب بالمساعدة في عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بالعاصمة طهران.

وتشير الصحيفة إلى أن هذه الهجمات جاءت بعد زيارته إلى واشنطن، والتي تعهد فيها الاستمرار بالحرب ضد حماس، حيث تقتل إسرائيل وتسجن الآلاف من الفلسطينيين، من دون "أي فكرة واضحة لنهاية" الحرب.

وقالت الأمم المتحدة، الجمعة، إن حوالي ثلثي المباني في قطاع غزة تضررت أو دمرت منذ بدء الحرب.

وذكرت وكالة تحليل الأقمار الاصطناعية التابعة للأمم المتحدة "يونوسات" في بيان أن "آخر تقييم للأضرار... يكشف تضرر 151 ألفا و265 مبنى في قطاع غزة".

ويعتمد التقدير على صور جمعت، في 6 يوليو الماضي، جرت مقارنتها بصور سابقة ملتقطة، في مايو من عام 2023.

ونقلت نيويورك تايمز عن محللين أن "اغتيال شخصيات بارزة في حزب الله وحماس، أدى إلى زيادة حادة في أخطار نشوب حرب إقليمية، حيث تستعد إيران وحماس وحزب الله للانتقام".

ودعا وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الخميس، "جميع الأطراف" في الشرق الأوسط إلى وقف "الأعمال التصعيدية" والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد مقتل هنية.

وفد إسرائيلي يتوجه للقاهرة للتفاوض على اتفاق غزة أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الجمعة، إرسال وفد إسرائيلي إلى القاهرة في اليومين المقبلين لإجراء مفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين.

وفي تحليل لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، قالت إن عملية قتل مسؤول المكتب السياسي لحماس، هنية تؤكد أن مشكلة احتجاز الرهائن الإسرائيليين ليست على رأس أجندة نتانياهو.

وأدى هنية دورا رئيسيا في المفاوضات للتوصل إلى هدنة في غزة عبر الوسطاء في قطر التي قادت شهورا من الاتصالات خلف الكواليس إلى جانب مصر والولايات المتحدة.

وترى الصحيفة أن رئيس الوزراء مهتم بمواصلة الحرب في غزة دون أي تغيير في تخصيص القوات العاملة هناك ضد حماس ودون سحب القوات من نتساريم وفيلادلفيا، الممران في الجيب الذي تحتله الآن القوات الإسرائيلية.

وأوضحت أنه رغم خطر التصعيد، فإن مقتل هنية قد أدى إلى تحسين موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقد يستخدم ذلك لإقالة وزير الدفاع، يوآف غالانت، الذي يدعم صفقة تتضمن وقف إطلاق النار وإعادة الرهائن.

وأكد المتحدثون باسم الجماعات المختلفة التي تنتمي إلى ما يعرف باسم "محور المقاومة" في الأيام الأخيرة أنهم لا يرغبون في حرب شاملة.

وتشهد حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان تبادلا للقصف بصورة شبه يومية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر.

تحليل: اغتيال هنية كشف أن قضية الرهائن ليست أولوية لنتانياهو في تحليل لصحيفة هآارتس لنتائج مقتل مسؤول المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، الأسبوع الجاري، ترى أنه يؤكد أن مشكلة احتجاز الرهائن الإسرائيليين ليست على رأس أجندة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو.

وبحث مسؤولون إيرانيون مع ممثلين لمجموعات موالية لطهران، بينها حزب الله وحماس، خلال اجتماع عقد في طهران، الأربعاء، في سيناريوهات الرد المحتملة على إسرائيل، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الحزب اللبناني مطلع على مضمون المباحثات لوكالة فرانس برس.

وناقش المجتمعون، وفق المصدر، "إمكانية أن يحصل الرد بالتوازي، بمعنى أن تقصف إيران وحزب الله والحوثيون أهدافا إسرائيلية في الوقت ذاته، أو أن يرد كل طرف بمفرده، إنما بشكل منسق".

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، إن إسرائيل سترد "بقوة شديدة" على أي هجوم، بحسب بيان للجيش.

والتقى وزير الدفاع الإسرائيلي، غالانت،  نظيره البريطاني، جون هيلي، الجمعة، حيث دعا إلى تشكيل تحالف دولي لدعم "دفاع إسرائيل ضد إيران ووكلائها"، وفق مكتب غالانت.

وقالت نائبة المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية، سابرينا سينغ، إن الولايات المتحدة تخطط لتعزيز الدفاعات في المنطقة و"توفير مزيد من الدعم للدفاع عن إسرائيل".

وفي بيان لاحق أكدت سينغ أن الولايات المتحدة ستنشر أنظمة صواريخ ومقاتلات وسفنا تابعة للبحرية الأميركية في الشرق الأوسط من أجل حماية القوات الأميركية المتواجدة في المنطة ولضمان أمن إسرائيل.

"مقاتلات وسفن حربية".. "البنتاغون" يكشف تفاصيل تعزيزاته في الشرق الأوسط أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، الجمعة، أنها سترسل "المزيد من القدرات العسكرية الدفاعية إلى الشرق الأوسط"، والتي تتضمن مقاتلات وسفنا حربية إضافية، ورفع الجيش الأميركي استعداداته لنشر المزيد من أنظمة الدفاع الصاروخي الأرضية في المنطقة. 

وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، بعد اتصال هاتفي أجراه الخميس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتانياهو، للصحفيين: "لدينا الأسس لوقف إطلاق النار.. عليهم التحرك نحوه الآن".

كما أعرب بايدن للصحفيين عن "قلقه الشديد" إزاء التصعيد في المنطقة، مضيفا أن عمليتي الاغتيال "لم تساعدا" في خفض التوتر.

ودعت فرنسا، الجمعة، رعاياها "الذين لا يزالون في إيران" إلى مغادرة البلد "في أقرب وقت" بسبب "تزايد" خطر حدوث تصعيد عسكري. كما عززت الأمن في المناطق التي يقطنها يهود فرنسيون.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: رئیس الوزراء الإسرائیلی فی الشرق الأوسط وقف إطلاق النار المکتب السیاسی فی قطاع غزة فی المنطقة فی العاصمة وحزب الله مقتل هنیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

وسط دعوات حصر السلاح.. ما هي القدرات العسكرية للجيش اللبناني وهل يمكنه مواجهة التهديدات الخارجية؟

تزايدت في الأشهر الأخيرة في لبنان دعوات تطالب بتسليم سلاح حزب الله للدولة اللبنانية إثر الحرب التي خاضها الحزب طيلة 66 يوماً العام الماضي مع إسرائيل، وانتهت بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار تضمّن تسليم حزب الله لسلاحه جنوب نهر الليطاني مقابل انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب. اعلان

لكنّ النتائج على الأرض لم تكن كما يرغب الحزب وحلفاؤه، إذ ازدادت الدعوات من خصومه السياسيين لتسليم السلاح في كل الأراضي اللبنانية، وهو ما يرفضه الحزب، في مقابل استمرار الضغط العسكري الإسرائيلي عبر شنّ غارات بشكل شبه يومي على الجنوب إضافة إلى البقاع وبيروت. كما حافظت إسرائيل على وجودها في 5 نقاط حدودية داخل الأراضي اللبنانية.

آخر الدعوات عالية اللهجة ضد حزب الله كانت من الرئيس جوزاف عون الذي دعا، الخميس، جميع القوى السياسية إلى "اغتنام اللحظة التاريخية لتكريس حصرية السلاح بيد الجيش اللبناني"، داعياً حزب الله لتسليم سلاحه ومحذرًا من استمرار "الموت والدمار والانتحار والحروب العبثية" على أرض الوطن لمصالح الآخرين.

بحسب اتفاق وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، فإن الجيش اللبناني سينشر 5 آلاف جندي في جنوب لبنان.

ومهدّ مجلس الوزراء اللبناني، لهذه المرحلة بإقرار تأمين الاعتمادات اللازمة في السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني، لإنفاذ قرار اتخذه المجلس في منتصف أغسطس/ آب من العام الماضي، يقضي بتجنيد 1500 عنصر للجيش، من أجل تطبيق القرار الدولي 1701 الذي يقضي بنشر 15 ألف جندي جنوب نهر الليطاني.

مع تزايد الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار وتحديداً بعد استهداف العاصمة بيروت، هدد الجيش اللبناني بوقف التعاون مع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بسبب التصعيد.

ومع حلول عيد الجيش اللبناني في 1 أغسطس/ آب، تتزايد المطالب لتسليم السلاح، ما يطرح تساؤلات حول القوة العسكرية للجيش اللبناني وقدرته على ضبط الأمن في الحدود.

الهيكلية الهرمية لقيادة الجيش اللبناني

تبدأ هرمية الجيش بقائده، ويشغل هذا المنصب حالياً، العماد رودولف هيكل بعد أن شغله الرئيس الحالي للبلاد جوزيف عون، ويتبع مباشرة لوزير الدفاع، بينما يتولى قيادة الأركان، اللواء حسّان عودة، ويخضع مع نوابه لسلطة قائد الجيش.

وينقسم الجيش إلى 3 أجنحة هي القوات البرية، والجوية والبحرية، وهي مكلفة بمهام الدفاع والأمن والتنمية.

ويتشكّل هذا الجيش من 15 لواءً، 12 منها مُشاة، أحدها (ويُسمى الأول) مؤلّل، وواحد لوجيستي، ولواء الحرس الجمهوري (أي الرئاسي، ومهمته بالإضافة إلى حماية الرئيس، تأمين الشخصيات الأجنبية والتشريفات)، بالإضافة إلى لواء الدعم، ومهمته دعم الجيش في جوانب الهندسة والاتصالات، ويقاتل كلواء مُشاة عند تكليفه بذلك.

ويضم الجيش أيضاً 6 أفواج تدَخُّل، وأفواج مُدرعات، مدفعية، أشغال، إشارة، فوج مُضاد للدروع، وواحد هندسة، وآخر للحدود البريّة.

كما تضم الوحدات الخاصة، والتي تشبه وحدات النّخبة، 4 أفواج، وهي: المجوقل (أي المحمولة جواً)، والمغاوير، ومغاوير البحرية (وهي وحدات بحرية خاصة)، والرابعة لمدرسة الوحدات الخاصة.

عديد الجيش اللبناني

وبحسب موقع "غلوبال فاير باور" المتخصص بالشؤون العسكرية، فإن الجيش اللبناني يحتل المرتبة 118 بين أقوى 145 جيش في العالم.

ووفق المصدر نفسه، فإن عديد القوات العسكرية اللبنانية يصل إلى 160 ألفاً، 60 ألفاً منها قيد الخدمة الفعلية في الجيش، و35 ألفاً من قوات الاحتياط، و65 ألفاً قوات شبه عسكرية، والتي يمكن أن تكون من قوات الدرَك أو الشرطة، أو أجهزة الأمن الأخرى التابعة للدولة، وذلك وفق تصنيف مركز جنيف لحكومة الأمن.

ومن أصل عدد سكان لبنان البالغ نحو 5.3 مليون نسمة، فإن 1.76 مليون نسمة، مؤهلون للانخراط في الخدمة العسكرية، إلى جانب قوات الجيش النظامية.

القوات البريّة اللبنانية

يمتلك الجيش اللبناني 204 دبابات، 133 منها فقط صالحة للخدمة. ومن الأنواع التي في حوزته، الدبابة الأمريكية M48 A5، M60 A3، بالإضافة إلى نحو 4 آلاف و522 آلية ومركبة عسكرية، الصالح منها للاستخدام 2900 تقريبًا.

وفي سلاح المدفعية، هناك 84 مدفعاً ذاتي الدفع، 55 منها قيد الخدمة، و374 مدفعاً بآلية السحب، 243 منها صالح للخدمة، إلى جانب 20 راجمة صواريخ صالحة، من أصل 30.

القوات الجوية اللبنانية

يبلغ عديد القوات الجوية 2500 عسكري وضابط، وتمتلك 81 طائرة، 45 منها صالحة للاستعمال، و9 طائرات قتالية، 5 منها فقط صالحة للطيران، بالإضافة على 9 طائرات تدريب، 5 منها فقط صالحة، إلى جانب 69 مروحية، 38 منها قادرة على الطيران.

ومن المقاتلات التي يمتلكها الجيش اللبناني 6 مقاتلات، من نوع "سوبر توكانو" (Tucano A 29)، وهي من صنع شركة "إمبراير" البرازيلية، وتعتبر من الطائرات الهجومية الخفيفة وتُستعمل لأغراض التدريب، وحصل عليها كَهِبة، على مرحلتين، من الجيش الأمريكي، بهدف مساعدة الجيش على "مواجهة الأخطار والإرهاب والدفاع عن لبنان"، وفق السفيرة الأمريكية إليزابيث ريتشارد.

كما يمتلك الجيش اللبناني طائرات من طراز "سيسنا 208 كارڤان"، مزودة بنظام صواريخ "هيل فاير"، وعدد من الطائرات من دون طيار من طراز AeroVironment RQ-11 Raven، المطورّة في الولايات المتحدة وتستخدمها عدد من الجيوش الحليفة بحسب موقع "ميليتاري فاكتوري".

مؤخراً، وافقت الولايات المتحدة على صفقة محتملة لبيع معدات صيانة متقدمة لطائرات A-29 سوبر توكانو التابعة للقوات الجوية اللبنانية، بقيمة تصل إلى 100 مليون دولار. وتهدف الصفقة إلى تعزيز قدرة هذه الطائرات الهجومية الخفيفة على تنفيذ مهام الدعم الجوي والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، في إطار برنامج الدعم اللوجستي الأمريكي المخصص للبنان.

القوات البحرية اللبنانية

تم تأسيس القوات البحرية اللبنانية في عام 1950، وتضم في وحداتها 1700 فرد، وتمتلك 69 سفينة وقارب في أسطولها، بينها 44 سفينة دورية واعتراض.

ميزانية الجيش اللبناني

تأثر الجيش اللبناني بالأزمة الاقتصادية التي أضرّت بالاقتصاد اللبناني منذ عام 2019، فتلقّي هبات عدّة منها القطرية التي قدّمت مبالغ شهرية لعناصر الجيش الذين انخفضت رواتبهم بشكل كبير.

وبحسب التقارير، تعبر ميزانية الجيش استهلاكية أكثر منها تسليحية، رغم عدم توفرّ مصادر رسمية واضحة لموازنات الجيش.

ويتلقّى الجيش اللبناني دعماً سنوياً من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في إطار برامج دعم لتعزيز قدراته في ضبط الأمن وتطبيق القرار الأممي 1701 الذي ينصّ على انتشاره في جنوب لبنان.

وبحسب مركز "الدولية للمعلومات" وهو مركز مستقل للأبحاث في بيروت، فإن معظم ميزانية الجيش السنوية تذهب للنفقات التي تشمل بالدرجة الأولى الرواتب والأجور والتعويضات الاجتماعية.

المقارنة مع إسرائيل

لا تبدو المقارنة صعبة إذا ما تمت رؤية الفوارق العسكرية بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي، إذ يعدّ الأخير ضمن أقوى 20 جيشاً في العالم.

فالجيش اللبناني لا يملك موازنات للتسليح ومعظم أسلحته التي في الخدمة قديمة إضافة إلى أن معظم العتاد الذي يحصل عليه من المساعدات لا يسمح بخوض الحروب بل هو لوجستي بمعظمه من آليات نقل جنود وغيرها.

ولا يملك الجيش اللبناني سوى المضادات الأرضية للتصدّي للطائرات الإسرائيلية، إذ لا توجد لدى الدولة في لبنان أنظمة دفاع جوي تسمح بالتصدي للطائرات الحربية والمسيرات والصواريخ الإسرائيلية.

ورغم خوضه عدّة مواجهات في الداخل ضدّ مجموعات متطرّفة سواء في طرابلس أو صيدا أو الحدود مع سوريا، إلا أنها كلّفت الجيش اللبناني عدداً كبيراً من القتلى في صفوفه رغم نجاحه في القضاء على هذه المجموعات.

ففي عام 2007، خاض الجيش لنحو خمسة أشهر معارك مع مجموعة "فتح الإسلام" المتطرفة التي سيطرت على مخيم نهر البارد شمال البلاد قبل أن يستعيده الجيش، لكنّ المعركة كلفته نحو 400 قتيل في صفوفه.

عام 2013، خاض الجيش اللبناني معارك مع مجموعة مسلحة تتبع الشيخ أحمد الأسير في صيدا، وهو رجل دين ذو توجه سلفي ومعارض لحزب الله. قتل من الجيش نحو 19 عسكرياً في معركة استمرت أياماً عدّة قبل أن يسيطر على منطقة عبرا في صيدا جنوبي لبنان.

Related "اليوم قبل الغد".. الرئيس اللبناني يدعو حزب الله لتسليم سلاحه للجيش ويحذر من حروب الآخرين "العبثية"ضغط أمريكي على لبنان لإصدار قرار وزاري بنزع سلاح حزب الله قبل استئناف المحادثات بين خطاب رئيس الجمهورية وتمسّك حزب الله بالسلاح.. هل دخل لبنان مسار المواجهة الداخلية؟

وفي معارك الجرود عند الحدود اللبنانية السورية عام 2017، سيطر الجيش على مواقع جبهة النصرة وداعش في القاع ورأس بعلبك، لكن حزب الله حسم جزءا من المعركة قبل دخول الجيش واستطاع استعادة معظم الأراضي من المسلحين.

قبلها في عام 2014، خاض الجيش معارك في بلدة عرسال التي سيطر عليها مسلحو جبهة النصرة فاختطفوا 27 جندياً، قتل بعضهم وأفرج عن آخرين لاحقاً بوساطة قطرية، كما قتل العشرات بالمواجهات في عرسال التي استعادها الجيش لاحقاً بينما سيطر المسلحون على جرودها لسنوات حتى عام 2017.

على عكس عدد كبير من الدول العربية، لا يوجد قرار سياسي للجيش اللبناني، إذ إنه خاضع لقرارت السلطة السياسية الممثلة بالحكومة التي ينفذ قراراتها.

وقد ضعف دور الجيش اللبناني منذ الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و 1991. ورغم نصّ اتفاق الطائف الذي أوقف الحرب على حلّ سلاح الميليشيات وانتشار الجيش اللبناني في كل لبنان، ظلّ سلاح حزب الله خارج المعادلة باعتباره "سلاح مقاومة ضد الاحتلال"، وبقي الجيش خارج الجنوب حتى انسحاب الجيش الإسرائيلي في مايو/ أيار عام 2000، وهو حدث أعاد الجدل لمسألة سبب بقاء سلاح الحزب.

وهنا يبقى التساؤل حول دور الجيش وقدرته على مسك زمام الأمور في حال تم الاتفاق على تسليم كامل أو جزئي لسلاح حزب الله، وما إذا كان سيكون قادراً على استخدام هذا السلاح، أم أن الضغط الأمريكي سيكون لصالح إسرائيل أيضاً بعدم السماح بوجود أي سلاح يشكّل خطراً على الحدود الشمالية لإسرائيل، حتى لو كان سلاحاً بيد قوة شرعية لا مجموعة مسلحة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • التصعيد اليمني … مواجهة مع خطوط الإمداد الإقليمية لـ إسرائيل
  • شاهد.. ذكرى اغتيال هنية حاضرة بالمغرب وفعاليات تندد بجرائم إسرائيل
  • ضربة تقضي على النووي .. مخاوف من عودة الحرب بين إيران و إسرائيل
  • 6 دعوات رددهم لمن أراد التوبة والستر
  • رئيس الأركان الإسرائيلي يتحدث عن نقاط ضعف في الجيش وتآكل في قواته
  • إيران في الذكرى الأولى لاستشهاد “هنية”: جريمةٌ كبرى وانتهاكٌ صارخٌ للمبادئ الدولية
  • في ذكرى استشهاده.. نص رسالة الشهيد إسماعيل هنية لقائد الثورة
  • من التصعيد إلى التهدئة: كيف ساهم اتصال ترامب في وقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا؟
  • وسط دعوات حصر السلاح.. ما هي القدرات العسكرية للجيش اللبناني وهل يمكنه مواجهة التهديدات الخارجية؟
  • دول الخليج تستعد لثلاثة سيناريوهات لمواجهة الصفحة الثانية من حرب إيران- إسرائيل