صديقي “طالب السليماني العولقي” في رحاب الخالدين
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
ودّعت محافظة شبوة، واليمن عموماً صديقنا العزيز / طالب بن محـمد مهدي السليماني في موكبٍ جنائزيٍ مهيبٍ وحزينٍ لوداعه الأخير في يوم الخميس بتاريخ 27/ يونيو /2024 م، هذا الوداع المر هو أمرٌ رباني خصّه الله سبحانه وتعالى لشخص الفقيد / طالب السليماني رحمة الله عليه، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه ومُحبيه وطلابه الصبر والسلوان، إنّا لله وإنا إليه راجعون.
تعود معرفتنا وزمالتنا وصداقتنا بالفقيد العزيز / طالب بن محـمد بن مهدي إلى منتصف السبعينات من القرن العشرين، حينما كنا تلاميذ وطلاباً في مطلع شبابنا، وكنّا ندرس حينها في مدارس نصاب وعتق الإعدادية والثانوية، وكان الفقيد يسبقنا بعامين دراسيين هو وعدد من الأصدقاء ونتذكر منهم الصديق المهندس /عيدروس القفلة السليماني والفقيد / ناصر عمران السليماني والصديق / سالم أحمد سالم الحامد السليماني ولا حقاً المهندس الفقيد / محـمد عيدروس السليماني، لكن علاقتنا معهم جميعاً كانت علاقة زمالة نوعية في زمن الشباب والمراحل الدراسية الجامعية اللاحقة وما بعدها بطبيعة الحال.
منذ أن كان الفقيد شاباً يافعاً متقداً بحيوية الشباب في مرحلة من مراحل انضمامه إلى طلائع مقاتلي وفدائيي الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل من قِبل المحتل البريطاني، وكان قد نّفذ مع العديد من شباب الجبهة القومية العديد من العمليات الفدائية والتحريضية ضد الوجود الاحتلالي البريطاني، وكان من بين الشباب الذين لعبوا دوراً نشطاً في مقاومة الاستعمار البريطاني تعبوياً ثقافياً، وكوفئ مع عدد من الشباب من قيادة الحزب والدولة في الثمانينات من القرن الماضي بوسام حرب التحرير الشعبية وهو وسام شرف يمني رفيع المستوى، مُنح له لقاء دوره الفدائي الفريد .
في نهاية السبعينات من القرن العشرين كُلِّف الفقيد بقيادة فريقٍ علميٍ / إداري لتأسيس أُسس ومبادئ الإدارة العامة للخدمة المدنية على مستوى أجهزة الإدارة العامية للسُلطة التنفيذية في المؤسسات الحكومية على مستوى عاصمة المحافظة شبوة وصولاً إلى المديريات، كشكلٍ من أشكال تفويض السُلطات بين عاصمة المحافظة وعواصم المديريات.
من خلال التجربة المباشرة وغير المباشرة لمعرفة سلوك وطبيعة وخصوصية شخصية فقيدنا / طالب السليماني :-
أولاً :-
يمتاز فقيدنا بسلوكٍ انضباطي حاد في تعامله مع زملائه وأصدقائه وصولاً لأفراد أسرته الكريمة.
ثانياً :-
يمتاز الفقيد بسلوك التعامل الصادق والوفاء الجميل مع من يتعامل معه من زملائه في محيط عمله وفي أثناء دراسته حينما كان طالباً في المراحل المختلفة من دراساته.
ثالثاً :-
يمتاز الفقيد بالجدية الحادة في تنفيذ التزاماته المهنية والوظيفية، وتجده مثابراً صبوراً من أجل تنفيذ ما كُلِّف به من مهام ومن تكليفات في عمله أو أثناء دراسته.
رابعاً :-
يمتاز الفقيد بميزة الصبر الجميل، والثبات على تلك الخاصية النادرة في زمننا المضطرب من جميع النواحي.
خامساً :-
حينما انتُخب في المجلس المحلي في محافظة شبوة أظهر قدراُ عالياً من الانضباط والالتزام بنشاطه وعمله والتقارير التي يطلبها منه المجلس ضمن خطط وبرامج المجلس.
سادساً :
حينما يكلف الفقيد بالزيارات الرسمية إلى خارج الوطن، أظهر انضباطاً عالياً بسلوكيات الوفود الرسمية المحترمة التي تنقل صورة جيدة عن الانضباط والسلوك الجيد لأبناء المحافظة واليمن بشكلٍ عام، وكان ملتزماً بتقديم الوثائق والتقارير المطلوبة رسمياً من أي عضو في أي وفد يغادر الوطن بشكل رسمي.
سابعاً :-
أنجز أعظم الأعمال في حياة أي إنسان عامل، حيث أنه وفَّر فرص عملٍ بلغت أكثر من عشرين ألف فرصة لأبناء محافظة شبوة، وهذا الإنجاز الإنساني الكبير في ضمان لقمة العيش لجميع تلك الأسر لحمايتهم من جور الزمان وضنك العيش والتأمين كي لا ينزلق هؤلاء الموظفون إلى مربعات الفقر والجوع والحرمان، أليس هذا العمل يُعدُّ من الأعمال النبيلة لأي موظفٍ في هذه الدولة من أقصاها إلى أقصاها.
الخلاصة :-
نشكر القائمين من الشباب الذين وثَّقوا وجمعوا الوثائق والمقالات والتقارير عن فقيدنا العزيز/ طالب السليماني فجميع تلك الذكريات الموثقة الجميلة تُعدُّ من تاريخه الثري الناصع وحياته المتعددة الجوانب، ونضاله المتشعب في مختلف المجالات ، كل تلك الذكريات التي تم توثيقها ورصدها وطباعتها ستكون وثيقةً تاريخية هامةً في تاريخ الشخصيات اليمنية المؤثرة في محافظة شبوة وفي تاريخ اليمن عموماً، ولن تبقى حيّة مؤثرة في حياتنا القادمة سوى هذه الوثائق والكتب والمخطوطات لأنها الشاهد الحي المتواصل عن تاريخ الأفراد والجماعات وحتى الأمم.
رحم الله الفقيد الصديق / طالب السليماني وأسكنه فسيح جناته وإنّا لله وإنا إليه راجعون .
ونسأل الله العلي القدير أن يجعل فقيدنا وصديقنا / طالب السليماني ممن قال فيهم: ((أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)) صدق الله العظيم .
وفوق كل ذي علم عليم
رئيس مجلس وزراء تصريف الأعمال في الجمهورية اليمنية / صنعاء
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أبناء حجة يحتشدون في 265 ساحة تحت شعار “لن نتهاون أمام إبادة غزة واستباحة الأمة ومقدساتها”
الثورة نت /..
احتشد أبناء محافظة حجة اليوم، في 265 ساحة نصرة للشعب الفلسطيني ورفضا لما يتعرض له من إبادة وتجويع، تحت شعار “لن نتهاون أمام إبادة غزة واستباحة الأمة ومقدساتها”.
وأكد المشاركون في المسيرات بمديريات مربعات المدينة والشرفين وتهامة وعاهم استمرار الصمود والثبات في مواجهة العدوان الصهيوني دعما وإسنادا للشعب الفلسطيني المظلوم في غزة.
ورفعوا العلمين اليمني والفلسطيني وشعارات البراءة من أعداء الله وكل من تواطأ وشارك معهم ودعمهم ماليا وسياسيا في ارتكاب الجرائم بحق الأشقاء في غزة.. مؤكدين أن عاقبة الصمت على ما يجري في غزة ستخزي كافة الصامتين.
وهتفت الحشود بالعبارات المؤكدة على أن أمريكا والصهيونية هم أعداء الإنسانية، وأن غزة اليوم تنادي كل العرب والمسلمين لإغاثتها وإطعام أطفالها.
ورددت الحشود (في غزة لله رجال.. معجزة في الاستبسال) (يا غزة يا جند الله.. معكم حتى نلقى الله) (الجهاد الجهاد.. حيا حيا على الجهاد) (يا غزة واحنا معاكم.. أنتم لستم وحدكم).
وأشادت الجماهير المحتشدة بعمليات القوات المسلحة اليمنية المساندة لغزة، وفرض الحصار البحري على العدو.. منددة بالتجويع الممنهج الذي يمارسه العدو الصهيوني بحق سكان قطاع غزة.
وأكدوا في المسيرات التي تقدمها أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة إسماعيل المهيم، ووكلاء المحافظة وشخصيات محلية وتعبوية واجتماعية الجاهزية الكاملة لمواجهة أعداء الأمة ونصرة المظلومين والمستضعفين في غزة.
وأوضح بيان صادر عن المسيرات أنه واستجابة لله سبحانه وجهادا في سبيل وابتغاء لمرضاته، خرج أبناء محافظة حجة إلى الساحات والميادين نصرة للحق والوقوف في وجه الظالمين أمريكا وإسرائيل الذين يرتكبون أبشع جرائم القتل والتجويع بحق الشعب الفلسطيني أمام مرأى ومسمع العالم.
وأضاف” خرجنا هذا الأسبوع وقلوبنا تعتصر ألمًا على أهلنا الأعزاء في غزة، الذين يتعرضون لأسوأ جرائم القتل، ويفتك بهم التجويع الممنهج وتحاصرهم الكيانات من الخارج، ويحزننا بعد المسافة بيننا وبينهم الذي ينهك شعبنا بالقهر والألم، لأن الأنظمة الخانعة التي تفصل جغرافياً بيننا وبين غزة تحول دون وصولنا لنصرتهم”.
وأشار البيان إلى أن ما يزيد شعبنا ألماً هو صمت وتخاذل، وتكبيل الأمة، وهي ترى شعبًا مسلماً هو جزء منها وفي وسطها يُقتل بأفتك أسلحة الإبادة، ويمنع عنه الماء والغذاء ليقتل جوعًا وعطشا أمام أعين العالم بأكمله، ومئات الملايين من العرب والمسلمين تحيط به من كل جانب دون أن تحرك ساكناً بل تنتظر من يكون الضحية التالية.
وحمّل أمريكا والكيان الصهيوني مسؤولية جرائم الإبادة، واستخدام التجويع سلاح إبادة ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، في جريمة نكراء تُسقط كل أكاذيب المزايدين بشعارات وعناوين الحقوق والحريات، وتُسجل باسمهم أبشع جريمة في التاريخ يشاهدها العالم بالصوت والصورة.
واستنكر البيان صمت المتخاذلين من حكام الأنظمة العربية وحملهم مسؤولية تشجيع العدو على الاستمرار والتمادي في هذه الجرائم.
ورحب بإعلان السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي دراسة مزيد من الخيارات لاتخاذها ضد العدو الصهيوني.. مؤكداً الجهوزية والاستعداد لأي تبعات تترتب على أي قرارات لمواجهة العدو والتخفيف عن غزة وأهلها.
وجدد البيان التأكيد على تمسك الشعب اليمني وثباته على الموقف الرسمي والشعبي الداعم لغزة وفلسطين كجزء من انتمائه الإيماني وارتباطه بكتابه العظيم، وبرسوله الكريم، وتنفيذاً لتوجيهاته بالجهاد في سبيله والصبر في هذا الطريق.. مؤكدا الثقة بالنتائج العظيمة والثمار الإيجابية الواعدة لهذا الخيار والنابعة من الثقة بوعود الله للمتقين بالنصر والفلاح، وللمجرمين بالبوار والخسارة.