بوابة الفجر:
2025-06-04@14:29:13 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: حتمية عودة ثقافة التنوع

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

 

المجتمع المصرى منذ بدء الخليقة قرأنا عنه حتى ما قبل الأسرات، كان مجتمعًا متنوعًا، ومن الحضارة الفرعونية إلى البيزنطية إلى مجىء سيدنا " موسى" وخروجه من مصر، على يد "رمسيس الثانى" (أحد الرمامسة) وهجرة العائلة المقدسة إلى "مصر" ورحلتها الشهيرة التى نحتفى بها هذه الأيام، والفتح الإسلامى بقيادة "عمرو بن العاص" بأوامر مشددة من الخليفة "عمر بن الخطاب" بأهل مصر( خير جند الله) كما جاء فى حديث الرسول الكريم (عليه أفضل الصلاة والسلام).


المجتمع المصرى المركب من كل هذه الحضارات والعناصر الإنسانية، كل تلك الإشارات التى وردت فى مقالى هى مدخل للإصلاح الثقافى الذى يجب أن تهتم به الدولة وربما نجد من يعلق، هل إنتهينا من الإصلاحات الإقتصادية والسياسية، "وكله بقى تمام"، عشان نرفع عنوان جديد وهو الإصلاح الثقافى !!
وفى واقع الأمر أن البديهى والمنطقى لأى نهضة فى أى مجتمع أو فى أى قبيلة حينما نشرع فى إجراء إصلاحات "لأعطاب" الزمن عليها.. يوجب أن تستنهض نفسها أولًا بعزيمة رؤيتها وقوة إيمانها وتوثق قدرتها على أنها قادرة على نفض غبار الزمن وتعديل مسارها سواء سياسيًا أو إقتصاديًا كل هذا من منطلق أن هناك لدى هذه القبيلة أو الجماعة ثقافة مترجمة عن طريق دينها وعلمها، وفنها، وغنائها وشعرها، وموسيقاها، حتى فى مواويلها الشعبية التى تروى على الربابة أو على السمسمية سواء !!
وثقافة هذه القبيلة أو الأمة، تنقل وتدرس وتغرس فى المدرسة والبيت وفى تجمعات الأولاد سواء فى نادى أو فى حى أو فى مسجد أو كنيسة !!
وكل هذه الأدوات، أعتقد بأن مسئوليها متعددين وليست وزارة الثقافة وحدها بل الإعلام وأعتقد أنه الأساس.
فلقد شاهدنا طه حسين والعقاد وزكى نجيب محمود ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم والسحار وإدريس وغيرهم سواء فى ندوات نقلها التليفزيون الأبيض والأسود أو "ماسبيرو زمان" فى نوادى السينما التى كانت منتشرة فى الأحياء وأواسط المدن !!
وكانت الصالونات لهؤلاء وغيرهم تعقد ولها مواعيد ولها رواد سوا كان مكان الإنعقاد قهوة أو بيت مفتوح للعامة !!
فالثقافة فى هذا العصر جعلت الأمة تتمسك بالتحول الإقتصادى من رأسمالى إلى إشتراكى والثقافة فى هذا العصر جعلت الأمة تؤمن بنظرية الإنتماء الوطنى شديد العنصرية كما ولدت الثقافة رؤية ثابتة وموحدة نحو القومية العربية.
بل وصلت الثقافة فى صورها المختلفة إلى أنها أصبحت غذاء وعشاء الشعب..
وفى هذه الحقبات الزمنية قيل بأن شعب مصر يتغذى كرة قدم مع "محمد لطيف" ويتعشى "غناء أم كلثوم" ويستنهض بخطاب جمال عبد الناصر !!
كانت الثقافة الموجهة.. قادرة على أن تجعل الأمة  تقف وراء أية فكرة وتحارب من أجل هذه الفكرة حاربت سنة 1956 وحاربت فى الوحدة سنة 1958 وحاربت فى بناء السد العالى وحاربت فى التأميم سنة 1961 وإنتشرت من خلال تصدير إغنية إلى تصدير قوات مسلحة وأسلحة أرسلت إلى الجزائر والكونغو واليمن وغيرهم !!
حتى إنكسارنا فى 1967 كانت الثقافة تغذى المصريون بفكرة النكسة "وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" "ويد تبنى ويد تحمل السلاح "وغيرها من كلمات حملتها الثقافة الموجهة إلى وجدان الأمة فإقتنعت بها وحملتها شعارًا.
وحتى بعد حرب 73وبعد عقد إتفاقيات السلام وإنتقالنا إلى "سوق حرة" بدلًا من "سوق موجهة" كانت الثقافة هى العنصر الحامل للفكرة  السياسية والإقتصادية وكان الإعلام هو المنبر وهو الباعث ولكن الثقافة هى المادة وليس بغريب أن كان الإعلام نافذة الثقافة وكانت الوزارة المسئولة هى وزارة الإرشاد القومى أو "الثقافة والإعلام" وكان الفصل بينهما ربما لأغراض أخرى ربما أهمها زيادة الحقائب الوزارية ومجاملة بعض الطامحين للمناصب !!
لكن نعود مرة أخرى إلى الإصلاح الثقافى هل الثقافة فى المحروسة اليوم قد أدت دورها فى ظل مسئولية طالت لعشرات السنوات.
ولكن المجتمع المصرى بتنوعه الذى كان مركبًا من عناصر ثقافية مختلفة حتى أنه سمى بالمجتمع (الكوزموبوليتان) فى أوائل القرن التاسع عشر، كانت مصر هى مركز الإبداع فى المنطقة بل فى العالم، وكانت "مصر" هى قبلة المهاجرين للبحث عن حياة افضل، جائها اليونانيون والإيطاليون ومن كل بقاع الأرض باحثين عن الحياة فيها.
هذا التنوع هو كما نحتاج إلى إعادته بصورة حضارية، مطلوب إصلاح ثقافى بعد أن داهمتنا "الدشداشة" والأفكار الوهابية حتى إستطاعت أن تخطف البلد وإستطعنا أيضًا بالثقافة الكامنة فى شعب مصر أن نستردها فى 2013، ولكن ما زلنا فى إحتياج لبرنامج "إصلاح ثقافى"!!
[email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

وزير الثقافة يكشف كواليس التنقيب عن الآثار في الأقصر

كشف الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة، عن كواليس واقعة ضبط أعمال حفر بقصر ثقافة الطفل بالأقصر، موضحا أن الواقعة شهدت تنسيقا كاملا مع مختلف الجهات المعنية.

جاء ذلك خلال اجتماع لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس الشيوخ برئاسة الدكتور محمود مسلم رئيس اللجنة وبحضور المستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي.

كواليس التنقيب عن الآثار 

وقال الوزير: نما إلي علمنا، أن هناك أمر ما يتم داخل قصر ثقافة الطفل بالأقصر، يوم السبت الماضي، وعلي الفور، تم التواصل مع الجهات المعنية ومحافظ الأقصر المهندس عبد المطلب عمارة، الذى أكد اكتشاف أعمال حفر داخل إحدى شقق قصور الثقافة، وأن هناك أنفاق تحتها تصل للخارج مما تسبب في هبوط أرضي بالمنطقة وحفرة بجوار العمارة، كما أن وزارة الداخلية جاءت لمعاينة الواقعة، وكذلك النيابة تتولي التحقيق.

وأضاف وزير الثقافة، أنه تم التنسيق مع المحافظ، للذهاب إلي الأقصر وتفقد المكان، في اليوم التالي، وهو ماتم بالفعل يوم الأحد، حيث كان المحافظ فى انتظارنا بالمكان.

وتابع أن المكان عبارة عن شقتين مفتوحتين علي بعض، ومساحة كل منهما ٦٠ متر، في منطقة متوسطة الحال، وبجوار العمارة شارع وهو ما حدث به انهيار أرضي، وحفرة عرضها نحو ٢ متر.

وزير الثقافة يكشف تفاصيل مهمة عن واقعة الأقصر 

وأضاف انه بالنظر بالعين المجردة في تلك الحفرة، يمكن أن تشاهد الإنفاق تحت الأرض، مدعومة بقطع خشبية ووحدات إنارة.

فوزي: أجهزة الدولة تضافرت في واقعة الأقصر.. ولن يضار أي موظف من إغلاق الشققمحافظ الأقصر يتفقد أعمال تطوير كورنيش البر الغربي تمهيدًا لافتتاحه في نهاية سبتمبر المقبل

وتابع الوزير، أنه بمراجعة أوراق ذلك القصر، وجدنا أن رئيس إقليم الثقافة السابق بجنوب الصعيد هو من تعاقد مع إحدى شركات المقاولات، لصيانة ذلك المكان، بعدما تقدمت الشركة بعرض إليه لتقديم خدمات صيانة مجانية للهيئة، في حدود امكانياتها، حيث وقع الاختيار علي ذلك المكان.

وأضاف أنه تم اتخاذ قرارات بإحالة رئيس الاقليم السابق والحالي ورئيس فرع الأقصر وعدد من الموظفين للتحقيق بسبب  عدم المتابعة علي مدار أربع شهور.

وأكد المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، إن كافة أجهزة الدولة تضافرت جهودها في واقعة قصر ثقافة الطفل بمحافظة الأقصر، بدءا من الأجهزة الأمنية ومرورا بـمحافظ الإقليم، وصولا إلى وزير الثقافة الذي انتقل بنفسه لموقع الحدث للمعاينة.

وشدد "فوزي" ، على أن الدولة لن تتهاون في أي وقائع مشابهة ، وأن التعامل مع مثل هذه القضايا يتم بمنتهى الجدية والتنسيق الكامل بين جميع المؤسسات.

وفيما يتعلق بموضوع إغلاق قصور الثقافة، نفي الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة إغلاق عدد من قصور الثقافة ولكن ما تم اغلاقة هي شقق مستأجرة حيث أن هناك عدد ١٢٠ شقة علي مستوي الجمهورية بمساحات تتراوح من ٢٠ الي ٨٠ متر ليست ملك الوزارة بها نحو ١٢٠٠ موظف يحصلون علي من ١٢٠ الي ١٤٠ مليون جنيه سنويا ، وبعضهم لا يذهبون الي أعمالهم منذ ٧ سنوات ، فضلا عن أن هناك شقق مغلقة منذ ٣٠ عاما وتحولت الي مخازن ، مشيرا إلي أنه لن يضار اي موظف ولكن سيتم توزيعهم في أماكن اخري قريبة من محل إقامتهم. 

وتابع هنو أن هذه ليست قصور ثقافة ولا تقدم شيئا وليس لها تأثير أو فاعلية .. متابعا أن الثقافة تكاملية يجب أن يكون قصر الثقافة به مكتبة وعرض مسرحي وفيلم تسجيلي وندوة وموسيقى وفن تشكيلي ، ولابد أن يكون لدينا كود للهيئة العامة لقصور الثقافة مثل أي مهنة.

وكشف وزير الثقافة عن افتتاح ١١ قصر ثقافة جديد بعد العيد والعام القادم سنفتتح ١١ قصر أخر ، كما أن الوزارة تعمل علي تطوير ٥٠٠ قصر ثقافة.

كان الدكتور محمود مسلم رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشيوخ قال في بداية اجتماع اللجنة أن هناك بعض المشكلات والقرارات تمت بدون حوار مجتمعي بإغلاق عدد من قصور الثقافة في عدد من المحافظات قائلا أن قصور الثقافة هي منبع الوعي ووجودها هام جدا .

وفي تعقيبه علي كلمة الوزير قال د مسلم، موضوع ان العاملين لا يذهبون اي عملهم فهذا الأمر تتحمله الحكومات المتعاقبة.

طباعة شارك الأقصر وزير الثقافة قصر الثقافة قصر ثقافة الاقصر البرلمان

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: فى إطار قانون المحليات المزمع وجوده (2) !!
  • صلاح عبدالله: سميحة أيوب كانت حنينة ومتسامحة مع الجميع وواحدة من جيل العظماء
  • مصطفى شردي عن سميحة أيوب : كانت من العظماء التى قدرت سنها وأدوارها
  • د.حماد عبدالله يكتب: بشأن قانون المحليات المزمع (1) !!
  • وزير الثقافة يكشف كواليس التنقيب عن الآثار في الأقصر
  • بعد اكتشاف التنقيب أسفل قصر ثقافة الطفل بالأقصر.. الموقع يبعد عن الكباش 300 متر
  • د.حماد عبدالله يكتب: مصر "قميص " ناقص "كم" !!
  • نفق للتنقيب عن الآثار.. مصر تحقق في مخالفات جسيمة بقصر ثقافة الأَقصر
  • شواهد أثرية يمكن أن تقود لكشف أثري سفل قصر ثقافة الطفل بالأقصر
  • وزير الثقافة ومحافظ سوهاج يفتتحان بيت ثقافة أخميم بعد التطوير | صور