بزشكيان يحذر من عواقب وخيمة لأي عدوان إسرائيلي على لبنان..وماكرون يؤكد التزام فرنسا الثابت
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
عرب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن قلقه البالغ إزاء تصاعد التوتر على حدود لبنان الجنوبية مع "الكيان الصهيوني"، محذرا من تبعات ونتائج أي عدوان على لبنان.
وفي هذه المحادثة الهاتفية، رحب الرئيس الفرنسي بنهج نظيره الإيراني في خلق التفاعل والتوازن في السياسة الخارجية، وأعرب عن أمله في أن تتحسن علاقات إيران مع فرنسا والدول الأوروبية الأخرى في الفترة الجديدة أكثر مما كانت عليه في الماضي،بحسب وكالة مهر الإيرانية للأنباء.
وفي المحادثة الهاتفية التي استمرت لمدة ساعة، ناقش رئيسا إيران وفرنسا مختلف القضايا والمواضيع، بما في ذلك المفاوضات لرفع العقوبات، والحرب في أوكرانيا، وآخر الأوضاع والتطورات في غزة ولبنان.
وأعرب بزشكيان عن قلقه البالغ من تصاعد التوتر على حدود لبنان الجنوبية مع إسرائيل، وأضاف: "إن الكيان الصهيوني سيرتكب خطأ كبيرا إذا شن عدوانا على لبنان". وستكون لذلك عواقب وخيمة عليهم.
وفي إشارة إلى الجرائم الفظيعة التي ارتكبها "الكيان الصهيوني" في الإبادة الجماعية لشعب غزة، وقتل النساء والأطفال، والهجوم على المستشفيات وقوات الإغاثة، قال الرئيس: إن الصهاينة باحتلال فلسطين منذ أكثر من 75 عاما، لم يتوقفوا عن ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين، وانتهاك كافة الأطر والقوانين الدولية.
وقال بزشكيان إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تدخر أي جهد لحل الأزمة في غزة وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة، معربا عن أمله في أن تفي الدول الأخرى بمسؤوليتها تجاه شعب غزة المظلوم.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد توعد برد قاس على هجوم حزب الله على قربة مجدل شمس في مرتفعات الجولان المحتل والذي أسفر عن مقتل 12 طفلا وسط دعوات من المجتمع الدولي لإسرئيل بضبط النفس. من جانبه،نفى حزب الله أي علاقة له بالهجوم.
وفي السياق، دعا ملك الاردن عبد الله الثاني الأحد في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "تهدئة شاملة" في المنطقة، لتجنيبها "المزيد من الفوضى"، وفق ما أفاد بيان للديوان الملكي.
وقال بيان الديوان الملكي إن الملك عبدالله الثاني بحث خلال اتصال هاتفي مع ماكرون "التطورات الخطيرة بالمنطقة".
ودعا خلال الاتصال إلى "تكثيف الجهود الدولية للتوصل إلى تهدئة شاملة لتجنب توسع الصراع بالمنطقة والمزيد من الفوضى".
وأكد أهمية "وقف التصعيد الإقليمي والإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب"، محذرا من "تداعياتها التي قد تؤدي إلى تأجيج العنف والتوترات في الإقليم".
وعلى الارض، أفادت مؤسسة كهرباء لبنان اليوم الأحد بأن حريقا كبيرا اندلع في محطة تحويل الكهرباء في مشروع الطيبة، جراء استهدافها بغارة من مسيرة إسرائيلية.
وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام أن سيارات الإسعاف والإطفاء توجهت إلى المكان المستهدف، مشيرة إلى أن أطراف بلدتي راميا وبيت ليف تعرضتا لقصف مدفعي معاد عنيف.
وتشهد المناطق الحدودية في جنوب لبنان تبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر تابعة للمقاومة الإسلامية في لبنان، منذ الثامن من أكتوبر الماضي بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة، وإعلان حزب الله مساندة غزة.
ماكرون يؤكد "التزام فرنسا الثابت" تجاه لبنان
من جهته، أكد الرئيس إيمانويل ماكرون الأحد "التزام فرنسا الثابت" تجاه لبنان، في الذكرى الرابعة لانفجار مرفأ بيروت الذي راح ضحيته أكثر من 200 قتيل، والتي تأتي في ظل تصاعد التوتر الإقليمي في الشرق الأوسط.
وقال الرئيس الفرنسي عبر منصة إكس "تحية من قلبي إلى بيروت. بعد أربع سنوات من الانفجار، أفكاري لا تزال مع اللبنانيين".
وأضاف "أؤكد مجددا التزام فرنسا الثابت إلى جانب لبنان ومطالبتنا بالعدالة لجميع الضحايا".
في أغسطس 2020، دمر أحد أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ أحياء بأكملها في العاصمة اللبنانية، وأسفر عن مقتل أكثر من 220 شخصا وإصابة أكثر من 6500 آخرين.
ونجم الانفجار عن حريق في مستودع تم فيه تخزين أطنان من نترات الأمونيوم من دون الاحتياطات الضرورية.
بعد أربع سنوات على المأساة، تلقي المخاوف من نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله بثقلها على الذكرى.
من جهة اخرى، قالت وزارتا الخارجية الفرنسية والإيطالية الأحد إن فرنسا وإيطاليا حثتا رعاياهما على مغادرة لبنان بسبب خطر التصعيد العسكري في الشرق الأوسط.
وأوصت وزارة الخارجية الفرنسية الرعايا المقيمين في إيران بمغادرتها مؤقتا نظرا لخطر إغلاق المجال الجوي للجمهورية الإسلامية. وحثت الوزارة الفرنسيين على عدم السفر إلى إيران.
كما دعت الوزارة في توصية منفصلة الرعايا في لبنان، وخاصة أولئك المسافرين في رحلات ترفيهية هناك، إلى اغتنام فرصة استمرار الرحلات الجوية حتى الآن للمغادرة.
وعبر منصة إكس، دعا وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني الأحد الإيطاليين الموجودين مؤقتا في لبنان إلى عدم السفر إطلاقا إلى جنوب البلاد وإلى العودة إلى إيطاليا في أقرب وقت ممكن على متن رحلات تجارية "نظرا للوضع المتدهور".
وأضاف "ندعو أيضا الإيطاليين إلى عدم التوجه إلى لبنان في رحلات سياحية".
بايدن يعبر عن أمله في أن تتراجع إيران عن تهديداتها
من جانبه، عبر الرئيس الأمريكي جو بايدن عن أمله في أن تتراجع إيران عن موقفها رغم تهديدها بالانتقام لاغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس" في طهران في الوقت الذي تصاعدت فيه المخاوف من أن تتحول الحرب التي تشنها إسرائيل على المقاتلين الفلسطينيين في غزة إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط.
ارتفعت حدة التوترات الإقليمية في أعقاب استشهاد هنية يوم الأربعاء الماضي، بعد يوم من غارة إسرائيلية في بيروت أسفرت عن مقتل فؤاد شكر، القائد العسكري الكبير في جماعة حزب الله اللبنانية.
وألقت إيران وحماس باللوم على إسرائيل في مقتل هنية، وتعهدتا ومعهما حزب الله، بالانتقام. ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن اغتيال هنية أو تنفها.
وعندما سأله الصحفيون عما إذا كانت إيران ستتراجع، قال بايدن "آمل ذلك. لا أعرف".
الى ذلك، القلق الإسرائيلي يزداد القلق في اسرائيل عقب التهديدات الايرانية التي لم تفصح عن طبيعة ردها أو توقيته، خلافا للمرة السابقة قبل أشهر، حيث كانت الضربة واضحة وجرى الاستعداد لمواجهتها من خلال التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة، وفق مصادر إسرائيلية.في الأثناء، تسود حالة تأهب قصوى في إسرائيل، والقلق الأساسي هو من رد حزب الله، لأن التصدي له مختلف ومعقد بسبب القرب الجغرافي وقصر الوقت لاعتراض الصواريخ والمسيرات، التوقعات أن الضربات قد تتم خلال الأيام المقبلة.
وكان استشهاد هنية واحدا من سلسلة عمليات قتل لشخصيات بارزة في حركة حماس مع اقتراب حرب غزة من شهرها الحادي عشر، مما أثار المخاوف من تحول الصراع في غزة إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط.
وقالت حماس إنها "باشرت بإجراء عملية تشاور واسعة في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار رئيس جديد للحركة" بعد اغتيال هنية الذي كان يمثل وجه الدبلوماسية العالمية للحركة.
وواصلت الولايات المتحدة وشركاؤها الدوليون، بما في ذلك فرنسا وبريطانيا وإيطاليا ومصر، اتصالاتهم الدبلوماسية السبت سعيا لمنع المزيد من التصعيد الإقليمي.
وحثت الولايات المتحدة رعاياها الراغبين في مغادرة لبنان على البدء في التخطيط لمغادرتهم على الفور، ونصحت الحكومة البريطانية رعاياها "بالمغادرة الآن". وحذرت كندا رعاياها من السفر إلى إسرائيل، قائلة إن الصراع المسلح الإقليمي يعرض الأمن للخطر.
من جهة اخرى، طالب جان بيير لاكروا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام بوقف فوري لإطلاق النار في لبنان وتنفيذ كامل للقرار 1701. وأشار لاكروا خلال لقائه كبار المسؤولين اللبنانيين وقوات حفظ السلام إلى أهمية دور قوات حفظ السلام في منع المزيد من التصعيد ومساعدة المجتمعات المحلية.
وقال المسؤول الأممي: "أشيد بالدور الذي تقوم به قيادة اليونيفيل وحفظ السلام في ضمان الارتباط بين الأطراف، والتخفيف من خطر سوء التقدير ومنع المزيد من التصعيد في هذه الأوقات الصعبة للغاية. يجب تكثيف الاتصالات مع السلطات على الجانبين والعمل على استدامتها، وتشجيع العودة إلى وقف الأعمال العدائية وإعادة الالتزام بالقرار 1701 كمسار نحو حل دبلوماسي طويل الأمد ". وأضاف لاكروا: "أن الأحداث الحالية تثبت أن هذا القرار أصبح أكثر أهمية الآن، وهو لا يزال الإطار المناسب لتحقيق التقدم نحو وقف إطلاق نار دائم".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی الشرق الأوسط عن أمله فی أن المزید من حزب الله فی لبنان أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
مستشار ماكرون يحذر إسرائيل.. لبنان يحدد شروطاً لزيارة وزير الخارجية الإيراني!
أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عزمه زيارة بيروت قريبًا، مشيرًا إلى أن طهران تسعى إلى “فتح فصل جديد” في العلاقات الثنائية مع لبنان، وذلك في إطار جهود تعزيز التعاون والحوار الدبلوماسي بين البلدين.
وقال عراقجي، عبر منصة “إكس”، إنه استغرب من موقف وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجي، الذي لم يرحب بتجاوب إيران مع الدعوة الموجهة إليه، مضيفًا أن الدول التي تجمعها علاقات أخوية ودبلوماسية كاملة لا تحتاج إلى دولة “محايدة” لعقد اللقاءات بين وزرائها.
وأوضح أنه يتفهم أسباب امتناع رجي عن زيارة طهران في الوقت الحالي، نظرًا للظروف الأمنية المرتبطة بـ”الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات المستمرة لوقف إطلاق النار”، لكنه رحب بقبول الدعوة لزيارة بيروت مؤكدًا حرص بلاده على تعزيز العلاقات انطلاقًا من “المبادئ الدقيقة” التي طرحها الوزير اللبناني.
من جهته، اعتذر وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجي، عن تلبية الدعوة الإيرانية في الوقت الراهن، مؤكّدًا أن الحوار مع إيران يبقى ممكنًا، لكنه فضل عقد لقاء في دولة ثالثة محايدة يتم الاتفاق عليها مسبقًا.
وأضاف رجي أن لبنان يحرص على “فتح صفحة جديدة” من العلاقات البناءة مع إيران، على أن تقوم على الاحترام المتبادل لسيادة كل دولة واستقلالها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي طرف.
وشدد رجي على أن بناء دولة قوية يتطلب أن يكون السلاح محصورًا حصريًا بيد الدولة وجيشها الوطني، وأن تكون لديها الكلمة الفصل في قرارات الحرب والسلم، مضيفًا أن الامتناع عن زيارة طهران لا يعني رفض النقاش، بل يعكس غياب الأجواء المناسبة في ظل الظروف الحالية.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة حساسيات متزايدة بشأن ملف السلاح غير الرسمي في لبنان، وخصوصًا ما يتعلق بـ”حزب الله”، حيث أكّد الرئيس اللبناني جوزاف عون أن القضايا الخلافية، بما فيها موضوع السلاح، يجب التعامل معها بالحوار الهادئ وليس عبر الإعلام.
بري يشترط وقف النار وانسحاب إسرائيل من موقع واحد على الأقل للمضي في المفاوضات
أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أن المضي في اجتماعات لجنة “الميكانيزم”، المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، يتعذر ما لم تظهر إسرائيل استعدادها للانسحاب من موقع واحد على الأقل من المناطق التي تحتلها جنوب لبنان ووقف النار.
وقال بري في تصريحات اليوم الجمعة إن أول ما ينبغي حصوله هو وقف إطلاق النار، وإظهار استعداد إسرائيل للانسحاب، مشددًا على أن “إما تفاوض أو لا تفاوض”، موضحًا أن المفاوضات تتطلب إجراءات ملموسة وليس نياتًا حسنة فقط، وأن لبنان نفذ ما عليه في اتفاق وقف النار، حيث انتشر الجيش اللبناني وقام بواجبه كاملًا ونظف جنوب نهر الليطاني، في حين تستمر إسرائيل في الاعتداءات اليومية على الجنوب بلا توقف.
وأضاف بري أن لبنان لا يراهن على القوة العسكرية الإسرائيلية، بل يتتبع المواقف السياسية، آخرها تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي حثت إسرائيل على اعتماد الحلول الدبلوماسية، مضيفًا أن التركيز ينصب على معرفة ما إذا كانت إسرائيل مستعدة للتنازل عن شيء ملموس.
وأشار بري إلى أنه حاضر للعودة فورًا إلى اتفاق الهدنة، مؤكدًا أنه والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وكثيرون آخرون مستعدون للعودة إلى الاتفاق على الأقل، واعتبر أن هذه الخطوة تمثل الحد الأدنى لضمان استقرار الوضع على الحدود.
مستشار ماكرون يحذر إسرائيل من قصف لبنان ويطالب بمنح الجيش اللبناني مزيدًا من الوقت لنزع سلاح حزب الله
قال عوفر برونشتاين، المستشار غير الرسمي للرئيس الفرنسي لشؤون العلاقات الإسرائيلية- الفلسطينية، إن فرنسا تدعم سيادة لبنان ويجب على إسرائيل الامتناع عن قصف أراضيه، وترك الجيش اللبناني يفرض سيطرته على حدوده وجميع أنحاء البلاد.
وأوضح برونشتاين، في حديث لوكالة نوفوستي، أنه في العام الماضي عُقد مؤتمر لدعم لبنان في فرنسا جمع أكثر من مليار دولار، ذهب معظمها للجيش اللبناني، مؤكدا أن وجود جيشين أو دولة داخل الدولة مستحيل، وعلينا منح الجيش اللبناني مزيدًا من الوقت لنزع سلاح حزب الله.
وأضاف أنه لا يتوقع أن يتم نزع سلاح الجناح العسكري للحزب قبل نهاية العام، مشيرا إلى ضرورة منح الجيش اللبناني بضعة أشهر إضافية قبل أن تتعامل إسرائيل مع الحكومة اللبنانية، ولفت إلى أن إسرائيل لا تملك أي سبب لدخول مواجهة مع لبنان، على عكس الصراعات القائمة مع الفلسطينيين وسوريا.
وأشار برونشتاين إلى أن مزارع شبعا تحتلها إسرائيل وهي متنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، وأيضًا بين لبنان وسوريا، مشددا على ضرورة الجلوس للتوصل إلى اتفاق حولها بمشاركة الولايات المتحدة وفرنسا، واعتبر أن المفاوضات المباشرة بين المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين أكثر فعالية من الوساطة غير المباشرة التي غالبا ما تؤدي إلى سوء فهم.
وأكد المستشار الفرنسي سعادته بإجراء أول اتصال مباشر بين المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين منذ ثلاثين عاما، واعتبر أن المفاوضات المباشرة ضرورة للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار، فيما أصدرت الحكومة اللبنانية في أغسطس الماضي تعليمات للجيش لإعداد خطة لتجعل الأسلحة حكرا بيد الدولة على أن تُنجز بحلول نهاية العام، وبدأ الجيش بنشر وحدات موسعة في جنوب البلاد لتفكيك مستودعات أسلحة وأنفاق حزب الله، رغم استمرار القصف الإسرائيلي وتهديده بعملية عسكرية واسعة إذا لم تفِ السلطات اللبنانية بالتزاماتها.
وليد جنبلاط: أؤيد إجراء استفتاء شعبي بشأن انضمام لبنان إلى الاتفاقات الإبراهيمية
أعلن الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، وليد جنبلاط، أنه يؤيد إجراء استفتاء شعبي بشأن انضمام لبنان إلى الاتفاقات الإبراهيمية.
وأضاف جنبلاط في تصريح لقناة MTV اللبنانية، الخميس، أن لبنان دخل “في العصر الإسرائيلي”، لكنه تساءل عما إذا كان ذلك يعني الاستسلام لكل شروط إسرائيل، والتخلي عن المطلب الأساس وهو حل الدولتين.
وأشار إلى أن مصير الضفة الغربية كمصير قطاع غزة وكل ما يُعد به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير قابل للتحقيق، موضحًا أن لبنان لم يربط مصيره بحل الدولتين، ولكنه واقع بين “المطرقة الإسرائيلية وسندان الجمهورية الإيرانية”، التي تظن أنها تستطيع من خلال لبنان الحوار مع أمريكا.
وتابع جنبلاط أن “اتفاقية الهدنة التي وضعت عام 1949 هي الأساس في العلاقات اللبنانية-الإسرائيلية، فهل يمكن القفز فوقها فجأة؟ وهل هناك معنى للسلم لدى إسرائيل؟”.
ودعا جنبلاط الشيخ نعيم قاسم إلى إدراك أن الجمهورية الإسلامية لا يمكن أن تستخدم لبنان أو جزءًا من الشيعة اللبنانيين لتحسين موقفها في المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني أو غيره.
ولفت إلى أنه سمع كلامًا يفيد بأن 90 في المئة من السلاح الكبير الاستراتيجي لحزب الله دُمر، متسائلًا عن سبب استمرار إسرائيل في استهداف لبنان، وهل المطلوب تهجير الطائفة الشيعية بأكملها.
وأضاف أن “شهداء حزب الله الذين سقطوا دفاعًا عن لبنان لن يُنسوا، لكن من الضروري أن يكون هناك نقاش داخل أوساط الحزب لتجنب أن يصبحوا أداة بيد إيران مرة أخرى”.
وشدد على أنه لا يستسلم أمام “الزمن الإسرائيلي”، معتبرًا أن إسرائيل دولة من دون حدود تريد كل شيء، وسأل: “ما هي الأوراق التي يملكها لبنان غير الهدنة والعمل الدؤوب للجيش اللبناني في الجنوب لمصادرة السلاح الاستراتيجي؟”، مؤكدًا ضرورة تعزيز الجيش وإضافة عشرة آلاف عنصر جديد.
كما أشار إلى أن الوفد الأمريكي الذي التقاه كان متعدد الآراء، موضحًا أنه يرغب بمعرفة من يمثل الولايات المتحدة بوضوح، معربًا عن اعتقاده أن السفير عيسى قادر على حسم الموضوع، نظرًا لقربه من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضاف أن تصريحات مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، بشأن “منطقة اقتصادية وغيرها على أنقاض غزة أو لبنان” غير مقبولة.
وأكد جنبلاط أن سقوط الرئيس السوري بشار الأسد بعد 54 عامًا من الحكم شكّل “انتصارًا كبيرًا” للشعب السوري وللأغلبية من اللبنانيين، ووصف ما جرى بأنه “العدالة الإلهية”، مشيرًا إلى أنه يمثل “استعادة للحق” له شخصيًا وللرئيس سعد الحريري وجميع شهداء انتفاضة 14 آذار، مع إعادة التأكيد على حجم المأساة بعد كشف مصير الآلاف من السوريين الذين دفنوا في الصحارى.