زيارات أهل البيت، أصبحت تراود الكثير من محبي ذرية سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، خاصة بعد ما أعلنته أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بشأن حكم الشرع فى زيارة مقامات آل البيت ورجال الله الصالحين، وما الرد على من يدعى أن زيارتهم بدعة وشرك بالله. 

الحبيب الجفري يتحدث عن فضل زيارة أضرحه أهل البيت الشهاوي: أهل مصر يحبون آل البيت ويتبركون بهم

وخرجت علينا الإفتاء، قائلة: إن زيارة مقامات آل بيت النبوة من أقرب القربات وأرجى الطاعات قبولاً عند رب البريات، فإن زيارة القبور على جهة العموم مندوب إليها شرعًا؛ حيث حث النبى صلى الله عليه وآله وسلم على زيارة القبور فقال: «زُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ» وفى رواية أخرى للحديث: «فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الآخِرَةَ».

. وأَوْلى القبور بالزيارة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبور آل البيت النبوى الكريم، وقبورهم روضات من رياض الجنة، وفـى زيـارتهم ومودتهم برٌّ وصلة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قال الله تعالى: «قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى» . 

وزيارة قبور آل البيت والأولياء مشروعة بالكتاب والسنة وعمل الأمة سلفًا وخلفا، وكان علماء المسلمين وعوامُّهم عبر العصور يزورون قبور الأنبياء والصالحين وآل البيت المكرمين ويتبركون بها من غير نكير، فزيارة قبور آل البيت والأولياء والصالحين هى من آكد القربات. قال تعالى: «َالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا»، فجعلت الآية بناء المسجد على قبور الصالحين التماسًا لبركتهم وآثار عبادتهم أمرًا مشروعًا، من اتخذ مسجدًا بجوار صالح أو صلى فى مقبرته وقصد به الاستظهار بروحه ووصول أثر من آثار عبادته إليه - لا التعظيم له والتوجه - فلا حرج عليه. ومن السنة النبوية الشريفة أن النبيَّ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قام بزيارة قبر أمه عليها السلام؛ فقد روى الإمام أحمد ومسلم فى «صحيحه» وأبو داود وابن ماجه، وغيرهم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم زار قبرَ أمه، فبَكَى وأبكى مَن حولَه، وأخبر أن الله تعالى أذن له فى زيارتها، ثم قال: "فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ" .

 وقد وصَّى النبى صلى الله عليه وآله وسلم أمته بآل بيته، فعن زيد بن أرقم رضى الله عنه، قال: قَامَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى «خُمًّا» بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ! أَلاَ أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّى فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ الله، فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بِكِتَابِ الله وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ» فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ الله وَرَغَّبَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: «وَأَهْلُ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ الله فِى أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ الله فِى أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ الله فِى أَهْلِ بَيْتِي» رواه مسلم. 

وقال سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه: «وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي»، وقال رضى الله عنه أيضًا: «ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وآله وسلم فِى أَهْلِ بَيْتِهِ» رواهما الإمام البخارى فى صحيحه، والصلة لا تنقطع بالموت، بل إن زيارة القبور جزء من الصلة التى رغب فيها الشرع الشريف. وقبور آل البيت والصالحين مواضع مباركة يُستَجاب عندها الدعاء؛ فإن قبور أهل الجنة روضات من رياض الجنة؛ إذ يقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «الْقَبْرُ إِمَّا رَوْضَةٌ مِن رِيَاضِ الْجنَّةِ، أَو حُفْرَةٌ مِن حُفَرِ النَّارِ»، وقبور آل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم تتنزل عليها البركة والصلاة من الله تعالى فى كل آنٍ؛ فإنه لا يخلو زمان من عبدٍ يُصلى داعيًا فى صلاته بحصول الصلاة والبركة على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كما فى الصلاة الإبراهيمية، وهذا يقتضى تجدد الصلوات والبركات والرحمات على أضرحتهم وقبورهم فى كل لحظة وحين، فهم موضع نظر الله تعالى، ومَن نالهم بسوء أو أذًى فقد تعرض لحرب الله عز وجل، كما جاء فى الحديث القدسي: "مَن عادى لى وَلِيًّا فقد آذَنتُهُ بالحَربِ" .

 بقى أن نقول ان لزيارة قبور آل البيت والأولياء فضيلة عظيمة؛ وهنا، نذكر إن المتوفى يرد السلام على من يزوره ويسلم عليه، ورد السلام دعاء؛ فقد صح عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُرُّ عَلَى قَبْرِ أَخِيهِ كَانَ يَعْرِفُهُ فِى الدُّنْيَا فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِلَّا رَدَّ اللهُ عَلَيْهِ رُوحَهُ حَتَّى يَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ»، ونقل ابن تيمية فى «مجموع الفتاوى» عن ابن المبارك أنه قال: ثبت ذلك عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم، ولا ريب أن دعاء آل البيت والصالحين أرجى عند الله قبولا.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مقامات الأولياء دار الافتاء المصرية الله صلى الله علیه وآله وسلم قبور آل البیت رضى الله عنه الله تعالى

إقرأ أيضاً:

هل هناك دليل على صيام الأيام العشرة من ذي الحجة؟

متابعات: «الخليج»

تحمل أيام عشر ذي الحجة مكانة خاصة في قلوب المسلمين عن سائر أيام العام، وهي أفضل أيام السنة، لما ورد فيها من فضائل عظيمة وأعمال جليلة، مثبتة في السنة النبوية، فيحرص الكثيرون على اغتنام مناسبة العشر الأوائل من شهر ذي الحجة بالصيام والتضرع إلى الله بالعبادات.

استحباب الصيام في عشر ذي الحجة

ورد في الحديث ما يدل على استحباب الصيام في عشر ذي الحجة فعن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‌يَصُومُ ‌تِسْعَ ‌ذِي ‌الْحِجَّةِ، ...»، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأيَّامِ» يعني أيام العشر'، والصيام من أفضل الأعمال الصالحة.

اجتماع أمهات العبادة

وأكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أن أيام عشر ذي الحجة هي أفضل أيام السنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ ‌أَفْضَلُ ‌عِنْدَ ‌اللَّهِ ‌مِنْ ‌أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ»، وأفضل أيام العشر يوم عرفة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ يَوْمٍ ‌أَفْضَلُ ‌عِنْدَ ‌اللَّهِ ‌مِنْ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَة»، ولذلك كان العمل الصالح في هذه الأيام أحبَّ إلى الله تعالى منه في غيرها؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من أيامٍ العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام» يعني أيام العشر، ومن أسباب فضل أيام العشر اجتماع أمهات العبادة فيها، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج.

ينبغي استثمار وقت أيام العشر في العبادة من ذكر وصيام وغيرهما من الأعمال الصالحة.

ما هي الأعمال التي يستحب القيام بها في عشر ذي الحجة؟

قراءة القرآن

الأعمال التي يستحبّ القيام بها والإكثار منها في عشر ذي الحجة هي العبادات بمختلف أنواعها، مثل صلاة النوافل، والصيام، والذكر، وقراءة القرآن، والصدقة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الخلق، وحسن الجوار، وغير ذلك من أعمال البر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأيَّامِ» يعني أيام العشر.

مقالات مشابهة

  • هل صام النبي العشر الأوائل من ذي الحجة؟.. الإفتاء تجيب
  • السيد القائد عبدالملك: من مقامات النبي إبراهيم التي ذكرت في القرآن الدروس الكثيرة لنهتدي بها
  • هل هناك دليل على صيام الأيام العشرة من ذي الحجة؟
  • أعمال العشر الأوائل من ذي الحجة .. تعرف عليها
  • صيام العشر من ذي الحجة.. متى تبدأ وهل صامها النبي؟
  • أفضل دعاء في العشر الأوائل من ذي الحجة.. داوم عليه من مغرب اليوم
  • المفتي العام للمملكة يوصي الحجاج بإخلاص الحج لله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
  • مميزات شهر ذي الحجة.. اعرف أهم الأعمال فيه
  • «اقعد في البيت».. صلاح عبد الله يرد على سخرية متابع من حالته | فيديو
  • معانٍ سامية لزيارة تاريخية غالية