يحتل اليمن المرتبة الثالثة على مستوى العالم بين البلدان الأكثر عرضة لتغيّر المناخ، ومع ذلك فهي واحدة من أقل البلدان استعداداً للصدمات المناخية المتزايدة.

وتسبّبت الأحداث المناخية المتطرّفة في اليمن بالفعل في أضرار جسيمة حيث أثّرت الفيضانات على حياة مئات الآلاف من اليمنيين، ما أدّى إلى وفيات وإصابات، وإلحاق أضرار بالمساكن والبنية التحتية الرئيسية، وتعطيل الأنشطة البشرية، وانخفاض الإنتاج الزراعي والدخل.

وتفاقم هذه الآثار من الوضع الصعب في بلد أضعفته بالفعل سنوات من الصراع المدمّر. ويهدّد تغيّر المناخ اليمن والتي كانت بالفعل أحد أكثر البلدان التي تعاني من إجهاد المياه في العالم حيث انخفضت الموارد المائية في البلد بشكل سريع.

وصنّف تقرير قدّمته الحكومة اليمنية إلى الأمم المتحدة أخيراً اليمن كواحدة من أكثر البلدان عرضة لتغيّر المناخ، فضلاً عن كونها واحدة من أقل البلدان استعداداً للتعامل مع آثاره أو التكيّف معها.

وفي السنوات الأخيرة برزت آثار تغيّر المناخ كأحد التحديات الرئيسية التي تواجه اليمن، ما شكّل تهديدات خطيرة للبلاد التي تعاني بالفعل من نقاط ضعف كبيرة في بنيتها التحتية وتقديم الخدمات.

وتشمل هذه الآثار الجفاف والفيضانات والعواصف وموجات الحر وانتشار الآفات والأمراض والتغيّرات في أنماط هطول الأمطار وزيادة تواتر وشدّة العواصف وارتفاع مستوى سطح البحر وغيرها من المخاطر التي تعيق التنمية بشكل مباشر.

ومنذ بداية عام 2024، أدّى تصاعد العنف والأحداث الجوية القاسية في اليمن إلى نزوح أكثر من 75 ألف شخص، وقد اضطّر العديد منهم بالفعل إلى الانتقال عدّة مرات. 

ومع فقدانهم لسبل عيشهم إلى جانب إمكانية الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، فإن الجوع الشديد وسوء التغذية يتفاقمان بين الملايين.

وأشار "التقرير الوطني الطوعي الأول للجمهورية اليمنية 2024" إلى أن الأبحاث الأخيرة التي أجراها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تشير إلى أنه في السيناريو المحتمل، يمكن أن يؤدّي تغيّر المناخ إلى خسارة تراكمية قدرها 93 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي، ما يدفع أكثر من 8 ملايين شخص إلى الفقر المدقع و3.8 مليون آخرين إلى سوء التغذية، مقارنةً بسيناريو بدون تغيّر المناخ.

ولا يزال هناك قدر كبير من عدم الوضوح بشأن آثار تغيّر المناخ، سواء آثاره المباشرة أو كيف ستكون البلاد قادرة على التعامل مع عواقبه. 

وأشار التقرير الحكومي إلى أنه من الصعب الحصول على أرقام دقيقة عن الخسائر الناجمة عن الكوارث المتصلة بالمناخ، إذ لا يوجد توجّه منهجي واسع النطاق لجمع البيانات عن الخسائر والتقديرات من قبل المنظمات والوكالات الشريكة في اليمن.

وأوضح صندوق الأمم المتحدة للسكان في تقرير حديث أن العديد من المجتمعات في اليمن غير مجهزة بما يكفي لمواجهة التأثيرات، وخاصةً تلك التي تعيش في ملاجئ مؤقتة وتواجه أسوأ العواقب.

ونبّه الصندوق في تقريره إلى أن مساعدة الأشخاص المتضرّرين من كارثة تحوّل الأمطار الغزيرة إلى فيضانات أصبحت أكثر تعقيداً بسبب انعدام الأمن المتفاقم والنزوح الجماعي بعد تسع سنوات من الحرب في اليمن، إذ يوجد حالياً أكثر من 4.5 مليون شخص نازح داخل البلاد وأكثر من 18 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. 

وأشار التقرير إلى أنه في الـ 23 من يوليو الماضي جرفت السيول مئات المنازل في محافظة صعدة، وتضرّرت نحو ألفي أسرة، وتضرّر أكثر من ألف ملجأ أو فقد، وأصبح الوصول إلى المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي مستحيلاً تقريباً.

وفي غضون 72 ساعة من الفيضانات، قدّم صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه الدعم لأكثر من ألف أسرة بمجموعة من الإمدادات الطارئة تتمثّل في "مجموعات الكرامة التي تحتوي على المنتجات الصحية الأساسية، بالإضافة إلى حصص غذائية جاهزة للأكل من برنامج الأغذية العالمي ومجموعات النظافة الاساسية التي تقدّمها اليونيسف".

وضمن آلية الاستجابة السريعة للأمم المتحدة تقديم المساعدة المنقذة للحياة للنازحين حديثاً في الملاجئ المؤقتة والمناطق التي يصعب الوصول إليها ومناطق الأزمات، ويتم تمويل هذه المبادرة من قبل صندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. 

وتظهر أبحاث صندوق الأمم المتحدة للسكان وجود صلة واضحة بين الكوارث المناخية والتأثير غير المتناسب على النساء والفتيات والمواليد الجدد، بما في ذلك اضطّرابات ارتفاع ضغط الدم، والولادة المبكّرة وانخفاض الوزن.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: صندوق الأمم المتحدة تغی ر المناخ فی الیمن أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

وكالات الأمم المتحدة تحذر من أن غزة على شفا المجاعة

الثورة نت/..

حذرت وكالات الأمم المتحدة العاملة في المجال الإنساني من أن قطاع غزة على شفا المجاعة، استنادا إلى أحدث معلومات التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي.

وأشارت إلى أن 96% من الأسر التي تم استطلاعها خلال الأسبوعين الأولين من يوليو عانت من مستويات متوسطة إلى عالية من انعدام الأمن المائي – بزيادة 3% مقارنة بشهر يونيو.

جاء ذلك في آخر تحديث بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة، اليوم الخميس.

وأكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” أن “المجاعة” في غزة من صنع الإنسان بالكامل.

وشددت، على ضرورة السماح للأمم المتحدة، بما فيها الأونروا، بأداء عملها حتى تصل المساعدات بأمان إلى من هم بأمسّ الحاجة إليها، بما في ذلك مليون طفل جائع.

وأكدت مديرة الإعلام والتواصل في وكالة الأونروا جولييت توما، أن إيصال المساعدات عبر الطرق البرية، هي الطريقة الأكثر أمانا وسرعة، وتحفظ كرامة الإنسان.

وقالت إن الأمم المتحدة – بما فيها الأونروا – تمكنت من إدخال ما بين 500 إلى 600 شاحنة بشكل يومي خلال وقف إطلاق النار في وقت سابق من هذا العام.

بدوره، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن قوات العدو الإسرائيلي واصلت قصفها الجوي والبري والبحري المكثف على قطاع غزة، خلال الأسبوع الماضي، بالتزامن مع عمليات برية متواصلة.

ووفقا للمصادر الطبية، فقد استشهد 640 مواطنا وجُرح 3224 آخرون في الفترة من 23 إلى 30 يوليو. وبلغ إجمالي عدد الشهداء منذ السابع من أكتوبر ما لا يقل عن 60,138 مواطنا، بالإضافة إلى إصابة 146,269 آخرين.

ومنذ بداية العدوان على قطاع غزة، أفادت منظمة الصحة العالمية بإجلاء 7,460 مريضا وجريحا من القطاع من بينهم 5,160 طفلا لتلقي العلاج في الخارج.

مقالات مشابهة

  • ما هي الدول التي تغيرت رسومها الجمركية منذ إعلان ترامب في يوم التحرير؟
  • وكالات الأمم المتحدة تحذر من أن غزة على شفا المجاعة
  • "كان المحليين": المنتخب المغربي يواصل تحضيراته بنيروبي استعدادا لمواجهة أنغولا
  • تغير المناخ يخلط أوراق الفصول..استعدادات استثنائية لمواجهة طقس غير معتاد
  • هل يمكن لفلسطين أن تنال العضوية الكاملة في الأمم المتحدة؟
  • اليمن يشارك في الجلسات الحوارية بمؤتمر الأمم المتحدة للنظم الغذائية
  • رئيس صرف الإسكندرية يُناقش خطة الطوارئ لمواجهة تغيرات المناخ
  • خص منهم النساء.. الأمم المتحدة تتعهد بدعم الفقراء في العراق
  • تراجع طفيف للجوع عالمياً في 2024.. وأفريقيا تواصل مواجهة الأزمة الأشد
  • "مسام": نزع أكثر من ألف لغم وعبوة متفجرة خلال أسبوع واحد في اليمن