فرنسا.. «التشاؤم» يتحول إلى «أفراح» في «الأولمبياد»!
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
باريس (أ ف ب)
بعد كل الشكوك، التذمّر والتشاؤم، رحّبت باريس بالألعاب الأولمبية أخيراً، مع عودة بعض سكّانها باكراً من إجازاتهم للمشاركة في الأجواء المرحة.
قال مراد صحباني «42 عاماً» أثناء دفعه لعربة أطفال في منطقة المشجّعين المكتظة في شمال غرب باريس، حيث كان الآلاف من السكّان المحليين يهتفون دعماً لفرنسا في الفوز بالميداليات «أخي سيعود مبكراً لأنني أخبرته بأنها (الألعاب) رائعة».
وأضاف: «كنت أعرف أنها ستكون جيدة، نحن الفرنسيون نحب انتقاد أنفسنا كثيراً، ولكن في النهاية نقوم بالعمل بشكلٍ جيّد، هذه الألعاب الأولمبية كانت ناجحة، الكثير من الناس يندمون على عدم وجودهم هنا».
تبدّل المزاج في العاصمة بشكل ملحوظ منذ حفل الافتتاح الذي غمره المطر في 26 يوليو، مع تحسّن الطقس، والمواقع الرائعة، وظهور أبطال رياضيين جدد على المستوى الفرنسي مثل السباح ليون مارشان، ما ساعد في تعزيز شعور الانتماء الوطني.
العديد من الأثرياء الباريسيين هربوا من المدينة لقضاء إجازات صيفية طويلة في يوليو، متجنّبين عمداً ما كانوا يتوقعونه من ازدحام مروري خلال الأولمبياد، وازدحام السياح، وتشديد أمني.
لكن الذين بقوا يقولون إنهم يستمتعون بالأجواء الصيفية المريحة، والاختلاط مع المشجعين الأجانب، وكذلك الترفيه المجاني لأي شخص غير قادر على تحمّل أسعار التذاكر الباهظة في كثير من الأحيان.
تمتلئ مناطق المشجعين بشاشات ضخمة ونحو 160 ألف شخص يحجزون أماكن كل مساء لرؤية شعلة الأولمبياد ترتفع بالقرب من متحف اللوفر مجاناً.
وتحتضن «حديقة الأبطال»، وهي ابتكار أولمبي، حيث يلتقي المتوّجون بالميداليات مع الجمهور بعد المنافسات، نحو 27 ألف شخص يومياً.
تقول سيليا داماس، وهي أم لطفلين، وتبلغ من العمر 41 عاماً، في منطقة المشجعين في الدائرة السابعة عشرة الشمالية الغربية «نحن نستمتع بها حقاً».
استغلّ أطفالها الأنشطة الرياضية المجانية التي نظّمتها العاصمة و«المدينة تُعطيك شعوراً بأنها أكثر وداً من المعتاد»، كما قالت.
وكانت الفكرة في أولمبياد باريس، هي استخدام المدينة لتكون منصّة وخلفية للألعاب، عوضاً من بناء منشآت جديدة في مواقع خارج العاصمة، وهو النموذج الذي اتبعته العديد من المدن المستضيفة في الماضي.
أقيمت معظم الرياضات في مواقع مركزية موقتة، مع التزلج على الألواح (سكايت بورد) في ساحة الكونكورد، والمبارزة في قصر جران باليه، والكرة الطائرة الشاطئية أمام برج إيفل.
قالت أجاث شينيو، باريسية تبلغ 50 عاماً، أثناء عبورها جسر ألكسندر الثالث المزخرف، نقطة الانطلاق للترياثلون والسباحة الماراثونية «لا نحتاج إلى ملاعب جديدة، ولقد حوّلوا المدينة إلى ملعبٍ ضخم».
في داخل الملاعب وخارجها، يُذهَل الرياضيون والصحفيون بحماس الجماهير.
قال بنوا أرّو (43 عاماً)، فني تكييف الهواء الذي حضر منافسات الرجبي السباعي، حيث فازت فرنسا بأول ميدالية ذهبية بقيادة الكاريزمي أنطوان دوبون في «ستاد دو فرانس» الذي حشد 80 ألف شخص «لم أعرف أجواء مثلها في مباراة رجبي».
اصطف نحو نصف مليون شخص في الشوارع لمشاهدة سباق الدراجات على الطريق في نهاية الأسبوع الماضي، في حين من المتوقع حضور حشود كبيرة مرّة أخرى لسباقي الماراثون السبت والأحد.
قال ليو بيرجير، المتوّج بالبرونزية في الترياثلون، إنه فوجئ بشدة أصوات (الجماهير) أثناء جريه في المدينة الأسبوع الماضي.
وتابع للصحفيين مبتسماً «أذاننا تألمت طوال الطريق».
ومع تراكم الثناء، يستمتع المنظّمون بفرصة تذكير منتقديهم بأنهم (المنظّمون) كانوا على ثقةٍ طوال الوقت.
طوال فترة التحضير، أصرّوا على أن المخاوف والشكاوى كانت جزءاً طبيعياً من تجربة المدينة المستضيفة للألعاب الأولمبية، بينما ألقى رئيس اللجنة المنظمة توني إستانجيه باللوم على المواطنين الذين لديهم ميلٌ للتشاؤم.
وذكّر نائب رئيس بلدية باريس بيار رابادان للصحفيين هذا الأسبوع أنه قضى الكثير من الوقت في الدفاع عن الألعاب الأولمبية من «التشكيك الواسع النطاق».
قال «لكننا كنا مقتنعين بأننا يمكننا تحقيق هذه النتيجة»، مضيفاً أن الحماس الجماهيري الذي كانت السلطات في المدينة تؤمن به دائماً أصبح «حقيقة الآن».
لم تسِر كل الأمور وفق المخطط: فشل نهر السين بانتظام في اختبارات جودة المياه، مما عرقل منافسات الترياثلون.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: فرنسا باريس أولمبياد باريس 2024 الألعاب الأولمبیة
إقرأ أيضاً:
بطلة الأولمبياد تتألق في «رولان جاروس» وسط «أجواء باردة»!
باريس (رويترز)
تغلبت الصينية تشنج تشين ون على الكولومبية إميليانا أرانجو لتبلغ الدور الثالث في بطولة فرنسا المفتوحة للتنس، لتظهر البطلة الأولمبية مرة أخرى ولعها بملاعب باريس الرملية.
وفازت تشنج (22 عاماً) باللقب الأولمبي في رولان جاروس في أغسطس الماضي، وأكد فوزها 6-2 و6-3 على أرانجو سبب ترشيحها للفوز بأول ألقابها في البطولات الأربع الكبرى.
وعلى ملعب سوزان لينجلن، وفي يوم بارد شهد هطول أمطار، كانت تشنج المصنفة الثامنة أقوى كثيراً من منافستها المصنفة 85، إذ كسرت إرسالها بسهولة خلال أداء مثير للإعجاب.
ومع ذلك لم يكن كل شيء مثالياً إذ خسرت تشنج إرسالها في الشوط الافتتاحي للمباراة، ثم مرتين متتاليتين في بداية المجموعة الثانية، حين بدأت أرانجو في جرها لتبادل ماراثوني للضربات واختبار صبر منافستها.
لكن تشنج، التي كانت اللاعبة الصينية الوحيدة في الدور الثاني، حافظت على تركيزها لتصل إلى الدور الثالث في فرنسا المفتوحة للمرة الثالثة في أربع مشاركات.
وقالت تشنج وصيفة بطلة أستراليا المفتوحة 2024: «ليس من السهل اللعب أمامها فهي تقاتل على كل كرة، لم يكن من السهل إنهاء النقاط».
وأضافت «أنا سعيدة جداً بأدائي اليوم».
وستلعب تشنج في الدور المقبل مع الكندية فيكتوريا مبوكو (18 عاماً) الصاعدة من التصفيات، بعد أن واصلت المصنفة 120 عالمياً ظهورها الأول المثير للإعجاب بفوز مريح 6-4 و6-4 على الألمانية إيفا ليس.
ولم تخسر مبوكو أي مجموعة حتى الآن خلال ثلاث جولات من التصفيات ودورين في القرعة الرئيسية.