ما صحة حديث الرسول صلى الله عليه وسـلم لمن قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت؟

الحديث بهذه الرواية عند أكثر العلماء صحيح، وإن كان هذا الحديث أضيفت إليه زيادات وورد بعدة ألفاظ مختلفة لكن تلك الروايات التي فيها الزيادات أو فيها ألفاظ مختلفة عن هذا الحديث كلها بين ضعيف وموضوع، أما هذه الرواية «من قرأ دبر كل صلاة آية الكرسي لم يحل بينه وبين الجنة إلا أن يموت» فإنها عند أكثر علماء الحديث مقبولة صحيحة.

وفي معناها أن فضل قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة هو كما بيّن هذا الحديث النبوي الشريف ولكن كما دلت عليه آيات من كتاب الله عز وجل ومن سنة رسول الله صـلى الله عليه وآله وسلم أن المقصود ما اجتنبت الكبائر، فقد ورد في السنة النبوية أن رمضان إلى رمضان والجمعة إلى الجمعة والصلاة إلى الصلاة كفارات لما بينهم ما اجتنبت الكبائر فمن باب أولى أن يكون ما يتعلق بفضائل الأعمال لأن تلك الأعمال هي من الفرائض فإذا كان قد قيد فضلها باجتناب الكبائر فمن باب أولى أن يكون تقييد حيازة هذا الفضل بالمداومة على قراءة آية الكرسي مشروطا باجتناب الكبائر وهذا يعني أنها قراءة تدبر وانتفاع واتعاظ وتذكر لله تبارك وتعالى فيما تشتمل عليه هذه الآية الجليلة من معاني وأسرار وحكم وأحكام وأن يتبع ذلك بالعمل الصالح والتوحيد الخالص والإخلاص لله تبارك وتعالى، وأن يجتنب ما يسخط ربه جل وعلا، فيحوز بذلك هذا الفضل والله تعالى أعلم.

يقول الله تعالى: « لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا»، كيف يمكن أن نسقط هذه الآية على أهل غزة وهم يتحملون ما لا تتحمله الجبال الراسيات من تكالب الأمم عليهم والإبادة بالأسلحة المحرمة والإصابات الخطيرة وكثرة الوفيات والتهجير والتجويع وبدون ماء، يقول هل هذا تكليف بما لا يستطيع الإنسان؟

لا. وإنما هي سنة الله تبارك وتعالى الجارية في عباده تمحيصا لهم وتطهيرا ورفعا للدرجات وإقامة للحجة على العباد جميعا، ولكن محل الآية الكريمة «لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا»، وما استنبطه أهل العلم منها ما يعرف بقاعدة الضرورات، وأن المشقة تجلب التيسير، وأن الضرورات تبيح بعض المحظورات بقدرها، تجري عليهم، فيخفف عنهم من الأحكام الشرعية قدر المشقة التي يجدونها في عباداتهم في صلاتهم في صيامهم في طهورهم في كثير من وجوه الحياة التي ابتلوا بصنوف من التنكيل والتعذيب والبطش الواقع بهم، فغير ذلك من نسق حياتهم، فحينئذ تأتي هذه الشريعة لترفع الحرج عنهم ولتزيل المشقة والعسر، ولتوجد لهم من البدائل ما فيه يسر ورفع للعنت، فيؤدون ما افترض الله عز وجل عليهم بناء على قاعدة أن المشقة تجلب التيسير، وأن الضرورة تبيح المحظور بقدرها، وأن الأمر إذا ضاق اتسع، فهذا يظهر يسر هذه الشريعة وتذكر أيضا هؤلاء الذين أصابهم البلاء كما تذكر غيرهم أن الأمور كلها بيد الله تبارك وتعالى، وأنهم حتى في ساعات الابتلاء فهم مأمورون بطاعة الله عز وجل، لأن النصر لا يكون إلا من عنده سبحانه وتعالى، «يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم» لا بد أن يتسبب العبد لاستجلاب نصر الله عز وجل له بأن يريه من نفسه صلاحا واستقامة وتمسكا وتدينا، فبذلك ينصر المسلمون على عدوهم، لا ينصرون بقوة عتادهم ولا بكثرة سلاحهم ولا بكثرة عددهم وإنما ينصرون بتقواهم لله تبارك وتعالى، لكن في مثل هذه الظروف تكون تقوى الله تبارك وتعالى بحسب ما يتاح لهم من التزام بأمر الله عز وجل وأخذ بأحكام دينهم في يسر وبعد عن العنت والمشقة والحرج والله تعالى أعلم.

في قوله تعالى: «قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا» ما حكم المرة الأولى في السجود ثم بعد ذلك السجود والبكاء؟ وهل البكاء يزيد الخشوع؟

السياق القرآني هذا يصف حالة هؤلاء الذين أوتوا العلم من القرآن الكريم، وأكثر المفسرين على أن المقصود هم علماء أهل الكتاب، ويقاس عليهم العلماء الذين أخذوا واسترشدوا بوحي الله تبارك وتعالى فإذا يتلى عليهم القرآن الكريم فإنهم يخرون سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا، فالآيات تصف هذا المشهد فليس هناك تكرار للسجود وإنما هو حالة السجود، تصف أولا هيئة سجودهم أنهم يخرون للأذقان سُجَّدًا، قيل بأن المقصود هو ذكر للبعض لدلالة على الكل،

فالمقصود بالأذقان الوجوه، وقيل بل حقيقة السجود عندهم أنهم كانوا يسجدون على أذقانهم لا على جباههم، والمراد أنهم يسجدون تعظيما لله تبارك وتعالى وإجلالا لما تبين وانكشف لهم من وعد الله الصادق، ثم ذكر صفة سجودهم، إذن ذكر الهيئة ثم ذكر ما يكون منهم أنهم في سجودهم ذلك يكونون خاشعين وعلامة خشوعهم أنهم يبكون فيزيدهم ذلك خشوعا، إذن البكاء كان ناشئا عما انكشف لهم من إعظام الله عز وجل وإجلاله ومن ما سمعوه مما يتلى عليهم من آيات الكتاب العزيز لم يكن البكاء متكلفا مصطنعا وهو الذي زادهم خشوعا، المقصود أن ذلك البكاء كان عفويا وصادرا عنهم لهيبة هذا المقام الذي هم فيه، ولما عاينوه من معاني الآيات ومن وعد الله تبارك وتعالى الصادق، أيًا كان المقصود بالوعد فهذا محل خلاف عند المفسرين، ولتعظيمهم لما سمعوه من آيات كتاب الله تعالى، فإنهم لم يملكوا إلا أن يخروا ساجدين وأن يعظموا ذلك المقام هيبة وإجلالًا لله تبارك وتعالى فتحدرت الدموع من عيونهم خشية وخشوعا له جل وعلا، فليس المقصود أنهم افتعلوا تكلفوا البكاء حتى يزدادوا خشوعا، كان البكاء ناشئا عن خشوعهم وتعظيمهم لله تبارك وتعالى فزاد ذلك من خشوعهم ومن تعظيمهم.

فلما قالوا في قولهم «سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا» أشرت إلى أن المسألة فيها خلاف هل المقصود ما ذكر في أول السورة من وعد الآخرة، أو المقصود هو بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو المقصود هو كل ما جاء في هذا الوحي الذي أكرم به نبينا محمد صـلى الله عليه وآله وسلم خلاف ولكل قول وجه.

بعض المفسرين يقولون في قوله تعالى «إن الذين أوتوا الكتاب من قبله» يقصد به العلماء الذين يعرفون وحي الله تبارك وتعالى فلا يقتصر ذلك على اليهود دون غيرهم، ولما ذكروا أمثلة على ذلك فإنهم ذكروا بعض الأسماء ممن كان على الحنيفية وذكروا بعض الأسماء ممن كان من اليهود وممن كان من النصارى على سبيل التمثيل لا على سبيل الحصر فذلك يشملهم جميعا والله تعالى أعلم.

ما تقولون في من يملأ وقته بحفظ القرآن الكريم وطلب العلم الشرعي ويرفض مجالسة اللهو والكلام الفارغ علما بأنه يأخذ من دنياه ما يفيد، والناس يطالبونه بالاعتدال والتوسط ومشاركة الناس في ساعات الحديث، الذي لا يفيد أحيانا؟

إن كان كما وصف فأقول بارك الله فيه، وزاده همة، وثبته على الحق وزاده حبا للعلم النافع، ولكتاب الله عز وجل ولذكر الله جل وعلا، ووصيتي له ألا يلتفت إلى المثبطين الذين يسيمونه بما ورد في السؤال، فإن شأن العاطلين عن مدارك العلياء الذين تقعد بهم همتهم ويقضون سحابة النهار في الأحاديث التي لا نفع لهم فيها وفي أحاديث اللغو، وفي اشتغال بأمور لا تعود عليهم بخير لا في دينهم ولا في دنياهم، فإن أمثال هؤلاء لا ينبغي لهم أن يعطلوا من جمع همته، وأدرك أن وجودهم في هذه الحياة كما قال الله تبارك وتعالى «أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ» فقد أدرك أنه خلق لغاية عظيمة، وأن عليه أن يتحلى بما يحبه الله تبارك وتعالى من عباده، من إقبال على العلم ومن حرص على كتاب الله عز وجل وحسن انتفاع بوقته، مع قدر من الترويح عن القلوب وإتيان ما لا بد له منه من شأن الدنيا ومباسطة الإخوان وصلة الرحم وتفقد إخوانه وأصحابه وأصدقائه بالقدر الذي لا يؤثر عليه، وبالقدر الذي لا يجعله قاطعا لما أمر الله عز وجل به أن يوصل، فلإن كان هذا حاله فليتوكل على الله عز وجل ولا يلتفت، فإن الناس في الغالب لا يعينون على طلب العلم ولا على الإقبال على حفظ كتاب الله عز وجل وما يشتغل به الأتقياء المخلصون من الإقبال على الذكر والتدبر في كتاب الله عز وجل والاشتغال بسنة رسول الله صـلى الله عليه وآله وسلم على أن لا يكون مقصرا كما تقدم فيما عليه من حقوق لوالديه ولأسرته ولأهل بيته ولقرابته وذوي رحمه ولمجتمعه، فإن كان كذلك فلا يشتغل بمثل هذه الأقاويل وليتوكل على الله وأسأل الله عز وجل له التوفيق والخير والرشد والصلاح.

ما الفرق في الهداية في الآيتين الكريمتين، في قوله تعالى: « يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ». وقوله تعالى: « وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ» هل الهداية بسبب اجتهاد الإنسان أم هو توفيق إلهي؟

إذا نظرنا في كتاب الله عز وجل سنجد ما يرفع هذا اللبس، فالله تبارك وتعالى يقول: « إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ» فالهداية مصدرها وإيجادها إنما هو من عند الله تبارك وتعالى، وهي نوعان هناك ما يعرف بهداية البيان أي أن يبين سبيل الرشد، ويبين سبيل الغي لهذا الإنسان المكلف، إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا هذه هداية بيان وهناك هداية التوفيق أي أن يوفق الله عز وجل العبد إلى ما فيه مرضاته « وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ» من هذه الآيات الكريمة نجد أن الإشكال يزول بإدراك أن مصدر الهداية مصدر كل هداية إنما هو الله تبارك وتعالى إيجادا لها وبيانا للخلق إليها ثم من فضله جل وعلا على عباده فإن التوفيق إليها لا يكون إلا منه سبحانه، كما هو الشأن في التوفيق في كل أمر من الأمور، فالعمل الصالح إنما هو من فضل الله تبارك وتعالى، والعمر الذي أعطي إياه هذا الإنسان ليملأه بالصالحات إنما هو من عند الله تبارك وتعالى والصحة كذلك، وتلقي الوحي والهداية إلى الدين إنما هو من نعمة الله عز وجل ومن أعظم نعمه على هذا الإنسان فكل ذلك إنما هو من عنده سبحانه. بقي أن هذه النفوس لا بد أن تتهيأ لتلقي هذه الهداية لكي تأخذ بما يؤدي بها إلى هداية التوفيق وإلى الصراط المستقيم وإلى مرضاة رب العالمين، هذا لا بد له من أن يبذل فيه العبد ما يتطلب به هذه الهداية ولذلك قال: «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا» أي لنزيدنهم هداية لماذا لأنهم يجاهدون فينا.

لما وصف الله تبارك وتعالى فتية أهل الكهف قال: «نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى» إذن ذكر الوصف الذي استأهلوا به هذا الإنعام من الله تبارك وتعالى بهداية والربط على القلوب فقال إنهم فتية آمنوا بربهم هذا هو السبب، ثم قال وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم.

ووصف أيضا ربنا تبارك وتعالى في كتابه الكريم المؤمنين قال في سورة محمد: «وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ» إذن هؤلاء اهتدوا تسببوا في تطلب الهداية، هم يطلبون الهداية، يبحثون عنها، يضرعون إلى الله تبارك وتعالى بالهداية، يتلمسون وجوه الهداية يرغبون فيها، لم يغلفوا قلوبهم لم يعرضوا عن أنوار هذه الهدايات لم ينصرفوا عن الله تبارك وتعالى وإنما فتحوا قلوبهم تلمسوا وجوه الهداية تطلبوا أن يصلوا إلى هذه الهداية، ولذلك قال والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواه فبهذا يتبين المعنى ويزول الإشكال والله تعالى أعلم.

السائل يقول هل يجوز التصفيق بهدف التشجيع؟

التصفيق له أحكام بحسب الأحوال، لكن أقل ما يقال فيه أنه مكروه كراهة شديدة، وهناك تصفيق محرم وهو ما كان متصلًا بعبادة كأن تكون عبادة من العبادات فيها تصفيق أي عبادة مما يحدثه الناس أو يدخلونه في شيء من أمور العبادات ابتداعا فهذا محرم لأنه من صنيع أهل الجاهلية لقول الله تبارك وتعالى في وصف المشركين«وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً» والمكاء هو الصفير والتصدية التصفيق، صارت من الشعائر من الطقوس التي تؤدى في عبادات بقصد القربة فهذا محرم.

أما ما سواه فإنه أقل ما يقال فيه إن لم يقل بالمنع منه فإنه يقال بأنه مكروه لأن فيه تشبها، وإن لم يكن الحال المقصود هو حال عبادة كحالة التشجيع الواردة في السؤال الآن لكن الفعل نفسه فيه تشبه فهو كان أصلا من صنيع أهل الجاهلية.

ثم إن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الفتح على الإمام قال: «إنما التصفيق للنساء» وجعل التصفيق للنساء حتى لا ترفع صوتها حتى وهي في عبادة فإنه أُذن لها بالتصفيق وتصفيقها أن تضرب على فخذها وقيل بأن تصفق بباطن اليد على ظاهر اليد وقيل بالباطن على الباطن، والأكثر عند الفقهاء أنه أن تصفع بيدها على فخذها فهذا عد تصفيقا لتنبيه الإمام، لكن لما قال إنما التصفيق للنساء دل على أنه ليس من شأن الرجال فهو إن سلم من أن فيه تشبها بالكفار فلا يسلم من أن يكون فيه تشبه بالنساء وهو عادة دخيلة. وإن أقل ما قيل في التصفيق أنه مكروه كراهة شديدة، وكثير منهم يقولون بأنه ممنوع، وهناك من المعاصرين من رأى بأنه إن لم يكن في شيء من أمور العبادات وكان منبتا تماما عن أمور العبادات وما أشبهها ولم يكن المقصود به أي وجه من وجوه التشبه لا بالكفار ولا بالنساء أو الفساق من الناس وإنما كان بقصد التشجيع فإنه يمكن أن يتساهل فيه، قلت بأن هذا قول عند بعض المعاصرين لكن لا أعرف دليله، لأن الأدلة المتقدمة تنفر من هذا الفعل وتشنع منه وينبغي للمسلم أن لا يفتح على نفسه مثل هذه الأبواب والله تعالى أعلم.

والتشجيع بالمناسبة يحصل بما هو خير من التصفيق، يحصل بالدعاء ويحصل بأن يأتي بشيء من الأذكار النافعة المفيدة التي يحصن فيها الذي يشجعه من أي سوء أو مكروه، ويأتي بشيء من عبارات الإعظام لله عز وجل كالتسبيح أو التكبير أو غير ذلك، هذا أدعى وأطيب للنفوس وأكثر تحقيقا للغرض، والله تعالى أعلم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الله علیه وآله وسلم الله تبارک وتعالى المقصود هو آیة الکرسی لله عز وجل لا على إن کان لم یکن من عند لهم من

إقرأ أيضاً:

تفسير قوله تعالى: «ولا يؤوده حفظهما» في آية الكرسي

آية الكرسي، تعد أعظم آية في القرآن الكريم إضافة إلى عدد من الفضائل الكثيرة الأخرى، والتي وردت بها السنة النبوية، و آية الكرسي هي الآية 255 من سورة البقرة، وعُرفت بكونها سيدة القرآن الكريم، وقراءة آية الكرسي عبادة لله وراحة للقلب، وفيها توجد القاعدة الأساسية للدين الإسلامي التي هي معنى التوحيد الخالص لله -تعالى- وفيها أيضًا علاج للعديد من الأمراض الجسدية والنفسية، وكما أنها مكونةٌ من خمسين كلمةً فيها خمسون بركةً من الله، وهي من الآيات التي جمعت الكثير من أسماء الله ففيها 17 اسمًا لله -تعالى- منها الاسم الأعظم الذي لا يُرد دعاء المسلم عند الدعاء به.

فوائد آية الكرسي

1- من يقرأها في بيته تكون حارسة له وتُخرج منه الشيطان.‏

2- ‏من يقرأها في الليل يخرج الشيطان من بيته ولا يدخله حتى يصبح.‏

3- ‏من يقرأها فى الفراش قبل النوم عن نفسة أو عن أولاده يحفظهم الله -تعالى- ولا يقربهم الشيطان حتى يصبحوا، كما يبعد ‏عنهم الكوابيس المزعجة.‏

4- من يقرأها فى الصباح قبل أن يخرج من بيته ومن ثم يقول بعدها يا حفيظ ثلاث مرات فسوف يكون فى حفظ الله تعالى إلى أن ‏يعود

5-‏ لمن يقرأها في الليل أو النهار بأي عدد (أقلها ثلاث مرات) تشرح الصدور وتكشف الهموم والغم والكربات وتحفظ النفس والأولاد والمال.‏

6-‏‎ ‎ لقراءتها بعد كل صلاة مكتوبة أجر عظيم.

ودلت السنة النبوية على فضل قراءة آية الكرسي دبر الصلاة، فروى أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: عن رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ، إِلا الْمَوْتُ». أخرجه النسائي في السنن الكبرى، والطبراني في المعجم الكبير، وابن السني.

دعاء الرسول لقضاء الديون.. ردده الآن يفرجها الله عليكدعاء تيسير الأمور المُعطلة .. ردّده يفرج الله همك ويريح بالكسبب تسمية آية الكرسي

يقصد بالكرسي أساس الحكم، وهو من الرموز التي تخص الملك، كما أنه دليل واضح على الألوهية المطلقة لله - تعالى-، وقد قال عن هذه الآية النبي -صلى الله عليه وسلم- إنها سبب لحفظ من يحفظها، كما أنها ترفع مكانته وقدره عند الله لتصل به لأعلى المنازل وأسماها، كما أن الرسول- صلى الله عليه وسلم - قد قال عنها (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ، لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامٌ وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَفِيهَا آيَةٌ هِيَ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ هِيَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ).
 

آية الكرسي كاملة

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم/ بسم الله الرحمن الرحيم: « اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ».

تفسير آية الكرسي

1- قوله تعالى: «اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ»؛ فقد سمى الله -تعالى- نفسه بالحي؛ أي الباقي الذي لا يموت، وقيل حيٌّ؛ لأنه يُصرف الأمور مصاريفها، ويُقدر الأشياء مقاديرها، والقيوم هو الذي لا يحول ولا يزول كما قال ابن عباسٍ - رضي الله عنه-.

وعرف الحسن القيوم: بأنه القائم على كلّ نفس بما كسبت؛ ليجازيها بعملها، فهو عالمٌ بها لا يخفى عليه شيءٌ منها، وقيل الحي: هو اسم الله الأعظم، وقيل: بل القيوم هو اسم الله الأعظم، وكان دعاء عيسى -عليه السّلام- عند إحياء الموتى بإذن الله: «يا حي يا قيوم»، ولمّا أراد سليمان -عليه السّلام- عرش بلقيس، دعا قائلًا: «يا حي يا قيوم»، وكان دعاء أهل البحر إذ خافوا الغرق: «يا حي يا قيوم».

2. قوله -تعالى-: «لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ»؛ فقد نفى الله - تعالى - عن نفسه السنة؛ وهي النعاس في العين، والنوم؛ هو الذي يزول معه الذهن في حق البشر، ومعنى ذلك؛ أنّ الله - تعالى- لا يدركه خلل، ولا يلحقه مللٌ بحالٍ من الأحوال.

3. قوله - تعالى-: «لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ»؛ ويكون ذلك بالملك، فهو ربُ كلّ شيءٍ ومليكه.

4- قوله - تعالى-: «مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ»؛ أذن الله تعالى للأنبياء والملائكة والمجاهدين والعلماء بالشفاعة لمن ارتضى لهم الشفاعة، فيشفعون لمّن أدخلوا النار.

5- قوله -تعالى-: «يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ»؛ فبين أيديهم؛ أي الدنيا، وما خلفهم أي؛ الآخرة، كما قال مجاهدٌ؛ فمنعى الآية أنّ الله تعالى يعلم ما في الدنيا والآخرة.

6- قوله - تعالى-: «وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ»، أي لا يعلم أحدٌ شيئًا إلا ما يريد الله له أن يعلمه، كما قال الخضر لموسى -عليه السلام- عندما نقر عصفورٌ في البحر: «ما علمي ولا علمك من علم الله إلا كما نقص هذا العصفور من البحر».

7- قوله -تعالى-: «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ»، فقد اختلف المفسرون في معنى الكرسي، فمنهم من قال: كرسيه علمه، ومنه الكرّاسة التي تضم العلم، وابن عباس والطبري من أصحاب هذا القول، وقال ابن مسعود - رضي الله عنه-: بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والعرش خمسمائة عام، وقال آخرون: كرسيه؛ أي قدرته التي يمسك بها السماوات والأرض، وقال مجاهد: ما السموات والأرض في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرضٍ فلاةٍ، ويدلّ ذلك على عظم الله تعالى وعظم مخلوقاته.

8- قوله - تعالى-: «وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ»؛ فلا يئوده؛ أي لا يُثقله، ويقال آدني بمعنى أثقلني وتحمّلت منه المشقة، والعلي هو القاهر الغالب للأشياء، وكانت العرب تقول: علا فلانٌ فلانًا؛ أي غلبه وقهره، وقيل: العلي من علو المنزلة والقدر لا علو المكان؛ فالله تعالى منزه عن التحيّز، والعظيم؛ أي عظيم القدر، والخطر، والشرف.

طباعة شارك آية الكرسي تفسير آية الكرسي فوائد آية الكرسي

مقالات مشابهة

  • مصطلحات إسلامية: الولاء والبراء
  • إحالة أوراق المتهم بالتعدي على طفلة في المنوفية إلي فضيلة المفتي
  • المفتي العام للمملكة يستقبل أمين محافظة الطائف
  • لماذا صلاة الفجر ركعتان؟.. لسبب واحد لا يعرفه كثيرون
  • فتاوى وأحكام.. من هم الملائكة السيّاحين .. وماذا يفعلون؟.. هل قراءة القرآن بصورة جماعية بدعة؟.. هل الموت في الحج حُسن خاتمة؟.. هل يلزم ترديد أذكار الصباح قبل الظهر أم تجوز بعده؟
  • تفسير قوله تعالى: «ولا يؤوده حفظهما» في آية الكرسي
  • ماذا بعد الحج؟.. روشتة شرعية للعائدين من المشاعر المقدسة
  • نهاية عام 1446
  • هل الذِّكر الجماعي بدعة؟ أمين الفتوى يجيب
  • فتاوى تشغل الأذهان| هل يؤثر نسيان تسبيح الركوع على صحة الصلاة؟.. هل صيام أول يوم من السنة الهجرية بدعة؟.. هل تزكى المرأة عن ذهب الزينة المستعمل؟.. حكم صلاة المنفرد خلف الصف في المسجد