???? حتى لا نكسب الحرب ونخسر الوطن‼️
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
???? حتى لا نكسب الحرب ونخسر الوطن‼️
✍???? *د. الدرديري محمد أحمد*
_*٢٤ يوليو ٢٠٢٤م*
*بدت بشارات النصر المؤزر تلوح في الافق.. نصر عزيز حققته قواتنا المسلحة بسالةً في الحرب، وحنكةً في الدبلوماسية ..*
_*فكسرت قوةً أكثر نفيرا*
_*ودرأت وساطاتٍ من ذئاب تنكروا في جلود الحملان.*
*وهو نصر حققه أيضا الشعب بوقفة نادرة خلف جيشه.
_*فلم يراهن إلا عليه رغم تخذيل المخذلين.*
_*ولم يتزلزل رغم الثمن الباهظ الذى دفعه خوفا وجوعا ونقصا في الأموال والأنفس والثمرات.*
*غير انه ايضا بدت نُذُر خسارة الوطن؛*
*نعم انكسرت “التشريقة” وعاد عربان الشتات، ممن كتبت لهم الحياة، من حيث أتوا يثكلون دنياهم ونعيمها الزايل..*
_*فقد انهار الحلم الكبير في الاستيطان بأرض النيلين* _*ورضوا من ذلك بأن ينقلوا الخرطوم لأم قرون بوكسي بوكسي في مضاربها البعيدة.*
*إلا انهم خلّفوا وراءهم ذلك الظل الطويل الذي يوشك أن يسد الأفق. فكيف نضمن بعد ان كسبنا الحرب أننا لن نخسر الوطن.. نخصص هذا المقال لهذه الغاية.*
*في الاسابيع الأخيرة للحرب انقشع تدريجيا “الصفر الرقاق” كما سَمَّتهُم مُغنّيتهم، ورجعوا لبلادهم محمّلين بما غلا وخف وما غلا وثقل.*
*ومن بعدهم تصدّر الرقصة المروِّعة macabre dance مَن هُم من بني وطننا فساروا فينا سيرة الغزاة ذاتها، بل أشد.*
*وحين رجعوا لأهليهم بما سرقوه .. أستقبلهم البعض بالترحاب والزغاريد..*
*هذا رغم ان الغالبية قد استنكرت ذلك الفعل منهم وسمعنا خطيب العيد في الفولة وهو يشدد عليهم النكير.*
*وانبرى بعض (الثوريين) “ويصح في هؤلاء ما قاله الدكتور منصور خالد من انهم ينسبون الى ثور ..وليس الى ثورة”، يقولون إن المال المسروق هو حق البسطاء، سرقته منهم النخبة وهم الآن يستعيدونه!*
*وقد أذهل البعض هذا التفاوت في القيم بين ابناء الشعب الواحد لدرجة ان ..*
_*ما يُعدُّ عارا هنا، يعتبر هناك شهامة وشرفا،*
_*وما يراه البعض عيبا يعتبره آخرون فعلا ثوريا.*
*فتساءلوا كيف يمكننا والحال هذه ان نتعايش في وطن واحد.؟!*
*بل مِن هؤلاء من طالب جهرة بفصل دارفور! ..!*
_*ولا أدري لماذا دارفور وحدها، فأنحاء واسعه من غرب كردفان وجنوبها متهمة ايضا بالمشاركة في ما جرى..
ومثلها الجزيرة و(كيكل) والنيل الازرق و(البيشي) واجزاء من النيل وعمدة (القطينة) حتى الشمال وقائد اول عملية لاحتلال مطار مروي المقدم المحكوم عليه بالإعدام بعد بتر رجله، بل يشمل ذلك بعض نواحي الخرطوم!
_*ولا أدري لماذا دارفور (كلها) وارجاء واسعة منها كانت الضحية وليست الجلاد!.بعد ان فرضت عليهم جيوش الأمر الواقع هناك التبعية او القتل والاعتقال والسلب والاغتصاب.
*ان مثل هذا الحديث لا يقوم على منطق متماسك. وهو في النهاية لن يؤدي الى فصل دارفور.. لكنه يوغِر الصدور ويولِّد “حديث الكراهية”.*
*وحديث الكراهية هو الحديث الذي يعبّر عن البغض او يدعو لاستخدام العنف ضد مجموعة عرقية او جهوية او ما يشبه.*
*وحتى نعلم خطر حديث الكراهية دعونا نتوقف قليلا عند ما حاق برواندا:*
_*لم يشعل مذابح رواندا الشهيرة الا حديث الكراهية. ففي اثناء حربهم الاهلية تفاقم حديث الكراهية ضد اقلية التوتسي. وقد تساهل الهوتو، وهم الاغلبية، مع ذلك واستساغوه غير مدركين خطره.*
_*فلما سقطت طائرة الرئيس جوفينال هابريمانا الذي هو من الهوتو في ٦ ابريل ١٩٩٤ انطلق القتل الجماعي في اليوم التالي مباشرة، بل أطلقه الجنود والشرطة من الهوتو..*
▪︎ *وبدأوا بقتل ضباطهم من الهوتو.*
▪︎ *ثم الحقوا بهم كبار السياسيين من معتدلي الهوتو.*
▪︎ *وانقلبوا بعدها على زملائهم من التوتسي.*
_*وبعد ان انهار الجيش والشرطة كوَّن الهوتو ميليشيات تسلحت بالسواطير لقتل جيرانهم وانسبائهم من التوتسي في كل حي وقرية.*
_*وخلال مائة يوم سوداء امتدت حتى ١٥ يوليو تمت ابادة 77% من قومية التوتسي وقتل الالاف من معتدلي الهوتو.*
_*بعد انهيار الدولة وجدت ميليشيا التوتسي المتمردة الرابضة بيوغندا الفرصة مواتية فدخلت العاصمة كيقالي دخول الفاتحين*
_*وتولّى قائدها بول كاقامي السلطة واصدر دستورا جديد منع التحزب على اساس العرق.*
_*وبسبب ذلك الدستور تحولت رواندا عمليا لدولة حزب واحد يسيطر عليه التوتسي ولايزال كاقامي يقوده.*
_*وانزوت الاغلبية فلا تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا.*
_*وتعذر إحداث تحول ديمقراطي في البلاد رغم ما اصابت من نهضة اقتصادية.*
_*ان بول كاقامي قائد حكيم، فقد تعرفت عليه عن قرب. غير انه لن يستمر في الحكم الى الابد. فمن المؤكد انه حين يغادر سيترك وراءه بلادا ليس فيها من التقاليد الديمقراطية الشيئ الكثير.*
_*فحديث الكراهية والابادة التي اعقبته قد اعاقا تجذر الديمقراطية.*
_*ولن نتأكد ما اذا كانت محاكم “القاجاجا” التي قادت عمليات المصالحة هناك قد نجحت فعلا في تجاوز اسباب الكراهية بين الهوتو والتوتسي الا بعد مغادرة كاقامي المشهد.*
_*حينها نرى هل ستنتقل السلطة سلما ام ستنفجر الاوضاع مجددا مثلما حدث بعد موت هابريمانا.*
*والسودان ليس غريبا على الكراهية وحديثها.. وكأني بمن يشاهدون ما يجري يسترجعون شريطا لذكريات شبيهة مرت بهذه البلاد من قبل.. فما يحدث اليوم يستدعي ما وقع إبان عهد الخليفة عبدالله التعائشي*
*وللفرنسيين كلمة تصف استدعاء حالة سالفة بسبب تشابهها مع حالة ماثلة.. فهم يقولون deja vu .. ومعناها الحَرفي؛ “لقد شاهدت هذا قبلا”.. وقد دخلت هذه الكلمة بقية اللغات اللاتينية وصارت مصطلحا..*
*فعندما توقظ أحداثا جديدة ذكرى أحداث سابقة فان ذلك يضاعف من أثر الأحداث الجديدة في ذاكرة الفرد او الجماعة.*
*تمت معالجة أثار ما حدث في عهد التعائشي بطريقة سلطوية. ذلك أن البلاد قد سقطت بأكملها بعده في قبضة المستعمر الانجليزي فأدارها بالحديد والنار..*
_*فكممت الافواه ولم تتطرق الصحافة لتلك الأحداث*
_*وأغفلتها مناهج التعليم.*
*وهكذا حوصر ما جرى. وعلى مدى جيلين لم يكن له مجال الا مرويات الجَدّات.*
*رويدا رويدا تعافى المجتمع ظاهريا من عقابيل تلك الفجيعة:*
_*فذهب الشماليون لغرب السودان وعاشوا فيه آمنين تجارا وموظفين.*
_*وجاء أهل الغرب للوسط والشمال وتعايشوا مع أهله وتصاهروا وتراحموا.*
_*وجاءت الاحزاب الكبرى فخرجت بالجميع من ضيق القبيلة .. لسعة الوطن ورحابة الفكرة.*
*الا انه بسبب ان هذه المعالجة قد تمت.. بتجاهل ما جرى، وليس بمواجهته؛ فقد خلّفت الكثير من الرواسب.*
*ومن ثم يمكن لما يحدث اليوم ان يؤدي الى ان تستدعي الذاكرة الجمعية ما تمت مشاهدته قبلا. ثم ان المعالجة القديمة أيا كان ما لها او عليها فهي غير واردة هذه المرة. فما يجري اليوم توثقه كاميرات الموبايل وتتناقله لحظيا وسائل التواصل الاجتماعي فيبلغ خبره الجميع ويؤثر في نفوس الكثيرين ممن لم يشهدوه.*
*ومن ثم فانه لا سبيل هذه المرة للصمت والتجاهل.*
*ولابد من ان يُقبِل أبناء السودان على بعضهم البعض يتصدون لمعالجة ما جرى بشجاعة ورباطة جأش.*
*فإن الأمواج المتلاطمة من حديث الكراهية التي تحتوشنا الآن تنذر بشرٍّ مستطير . .وقد تغرِق الوطن كله.*
*وهكذا نكون كسبنا الحرب وخسرنا الوطن. فماذا نحن فاعلون لتفادي ذلك ؟!*
*هناك واجبات ثلاثة تترتب على فئات ثلاث يتعين عليها المواثبة الى النهوض بها:*
1️⃣ *اول هذه الواجبات هو ما يترتب على القبائل الكبرى التي شارك ابناءها في ما جرى.*
*نعم هذه القبائل لم تستشر، ولم تكن طرفا في حلف مع عربان الشتات، او مع الدعم السريع..*
*وحين التحق بعض ابنائها بالدعم السريع فانما فعلوا ذلك لأن الدعم السريع كان قوة نظامية وفق القانون الساري في البلاد.*
*فالمسئولية لا تأتيهم من هذه الأبواب.. وانما تأتيهم من باب آخر..*
*اذ ان بعض المارقين من أبناء هذه القبائل سرقوا ونهبوا وعاثوا فسادا؛ هؤلاء لصوص وقطاع طرق ومعتدون آثمون.*
*ووفقا لعرف هذه القبائل ذاتها فإن “الحرامي” لا قبيلة له ومن ثم لا ينبغي ان يُحمى او توفر له أي درجة من درجات الحصانة المجتمعية.*
*وما دام هؤلاء اللصوص قد رجعوا لديار هذه القبائل محملين بمسروقاتهم، فقد دخل هذه القبائل “درب”.*
*ففي العرف المحلي حين يدخل أثر “الحرامي” قرية يتوجب على أهلها..*
_* إما أن “يمرقوا الدرب” عنها، أي يشيروا الى أثر اللص الخارج عن القرية،*
_*او ان يسلموا اللص ومسروقاته.*
*هذا هو الذي يتوجب على هذه القبائل الكبرى فعله. وهذا هو ما تنتظره منها قبائل السودان الاخرى. فعليهم تسمية:*
_*كل من عاد اليهم وهو يحمل مسروقا.*
_*وكل من قتل مدنيا بعيدا عن العمليات الحربية.*
_*ثم تسليمه فور استتباب الأمن للقضاء والنيابة والشرطة.*
*فان هم فعلوا برئت بذلك ذمتهم ..*
_*أمام الله وأمام رسوله أولا*
_*وأمام إخوانهم في الوطن ثانيا.*
*وعندما يتعلق الامر بالقبيلة تكون المسئولية الأولى مسئولية الناظر وادارته الاهلية؛*
*فهي مسئولية تتعين على الناظر محمود موسى مادبو ناظر عموم الرزيقات. وتتعين على الناظر مختار بابو نمر، والناظر عبدالمنعم موسى الشوين، والناظر الصادق الحريكة عزالدين، وهم نظار المسيرية. و لئن افتقدت البلاد في هذا الوقت العصيب الناظر بقادي حماد أسوسا ناظر الحوازمة المحنك، حيث توفي قبيل الحرب بقليل، فإن الأمل معقود على خليفته وزملائه.*
*وكل من ذكرنا من النظار أهل خبرة ودراية بالاعراف وبسياسة القبائل. ومن ثم فهم أعرف بواجبهم في هذه المرحلة. فهذه هي حوبتهم وهم فرسانها.*
*وبالطبع يقف الى جانب النظار كبراء هذه القبائل وزعماؤها وقياديوها.*
*وتساندهم الدولة بسلطتها وصولجانها ويدها الطويلة.*
*فإذا سلّمت هذه القبائل القاتل والسارق وما حمل من مسروقات؛ برئت ذمّتها وانتفت عنها تهمة التواطؤ مع المتمردين والقتلة واللصوص.*
*اما اذا لاذت بالصمت واستعصمت بالتجاهل؛ فقد برئت منهم ذمة الله ورسوله ودقّوا بينهم وبين مواطنيهم عطر منشم.*
2️⃣ *ثم يأتي بعد هذا الواجب الثاني الذي يترتب على قبائل السودان الاخرى ممن تضرر بنيها. وهي ايضا بواجبها اخبر وادرى؛*
*فعلى زعماء هذه القبائل ان يحملوا هذه الظلامات (وفقا للتقاليد المرعية في أدب الخصومة والتقاضي العرفي) ويذهبوا بها للقبائل المعنية في بواديها “ويشيلوها لومها” ويسمعون ما تقول.*
*ومثلما هو العرف الساري، فإنه اذا جاءك من يشيلك لومك، فإنما جاء يبحث عن “المَحنّة” والمودة والتصافي. وانما يعني تكبّده وعثاء السفر ومشقته للقدوم اليك انه يبحث عن حقه بالتي هي أحسن.*
*ومن ثم يتوجَّب عليك ألا ترجعه الى دياره الا معززا مكرما وهو مزود بأضعاف ما كان ينشد. فلا يعود منك الا وقد وهبته من كرائم ما لديك من بهيمة الأنعام، الإبل والبقر والضأن والماعز. ومن الثمار والزروع.*
*فمن افقرته “الرزايا” يُغنى من “العطايا”.*
*هذا فوق ما أخذه منه اللصوص .. وبالطبع لا يعودون الا واللصوص والقتلة قد:*
_*سُلِّموا لولي الأمر..*
_*او نُفوا عن القبيلة*
_*ورفِعت عنهم حصانتها اذا كانت لا تزال لهم شوكة.*
*و يا حر قلباه في فقد المك عجيب الهادي في هذا الزمان الصعيب! .. فقد كان فينا مُدّخرا ومرجوا لمثل هذه المواقف. وكأني به في”توبه” الأبيض الفضفاض وهندامه الأنيق يصول ويجول في عرصات غرب السودان وبواديه، لا يقوم مقاما الا ويُكرَم ولا يقول كلاما الا ويُمضى.. فهو الخطيب المفوّه، والمك سليل المكوك، وهو زعيم الادارة الأهلية بالخرطوم كلها.*
*غير أن هناك أخوة له يسيرون سيرته والأمل كله فيهم معقود. فهناك الناظر سيد الأمين ترك والناظر سرور محمد رملي والسلطان سعد عبدالرحمن بحرالدين.*
*وهناك نظار الجعليين والشايقية والشكرية.*
*وهناك نظار ومكوك وسلاطين كبار في قبائل كبرى.*
3️⃣ *ومن بعد هذا كله يأتي دور الفئة الثالثة؛*
*الفئة التي تزن الأمور بموازين العلم التجريبي وبمعايير المعارف الانسانية وتقرأ خصوصيات واقعنا السوداني على خلفيات وخلاصات افضل ما بلغته التجربة البشرية المعاصرة من شأو في التعافي والتصافي والتصالح.*
*هؤلاء هم السياسيون والمثقفون والوطنيون وعلماء الدين ومشائخ الطرق والإعلاميون والأدباء والشعراء والنساء والشباب والأكاديميون والمهنيون والقانونيون والاداريون ورجال الأعمال. “فالحصة وطن” بحق وحقيق.*
*فعلى هؤلاء جميعا ان يسكبوا في هذا المسعى عصارة فكرهم وجهدهم ويبذلوا فيه من عَرَقهِم ومالهم وطاقاتهم ما هو به جدير.*
*وعليهم ان يطوروا انجع السبل لرد الحقوق لأهلها ولرتق النسيج الاجتماعي وتحقيق التعافي الوطني الشامل.*
*ليس ذلك فحسب، بل عليهم أن يبصّرونا بالسبل المفضية الى الحيلولة دون وقوع “التشريقة” الجديدة لعربان الشتات ولصدّها بفاعلية أكبر ان هي جاءت.. ليس عسكريا، فذلك شُغل جيشنا، وانما اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا.*
*ولا غرو، فهؤلاء هم النخبة من مختلف ابناء السودان شرقا وغربا وشمالا ووسطا.*
*وهؤلاء هم الذين يرسمون المبادئ الحاكمة للمرحلة القادمة ويحدّدون الأُطُر الكلية لسياستها.*
*وهؤلاء هم من يشيّدون المؤسسات والصروح التي تجعل كل ما تقدّم ذكره ممكنا وناجعا.*
# *ختاما ..*
*مما هو معلوم من طبائع البشر ان الحروب والأوبئة تخرج أسوأ ما في النفوس.. _فتذهب بالانتماء الجمعي للوطن وتجعل محله الانتماء للقبيلة، ثم العشيرة،*
_*ثم يندفع المرء في النهاية للبحث عن الخلاص الفردي.*
*قال ذلك ابن خلدون في القرن الرابع عشر في عبارة مستقصية مستبصرة. وقد انتشر ما قال بعد الربيع العربي بسبب ان الظواهر التي تحدث عنها كانت تتكرر بحذافيرها كل ما تفشل احدى الدول. ومن ذلك قوله انه عندما تنهار الدول “يصبح الانتماء إلى القبيلة أشد التصاقاً، والى الأوطان ضرباً من ضروب الهذيان”*
*وقال بذلك ايضا الفيلسوف البريطاني توماس هوبز في القرن السابع عشر. فنبه الى ان الحروب والاوبئة تنشئ حالة سماها “حرب الكل ضِد الكل”.. وقال انه في مثل هذه الظروف لايتردد الانسان في ان يبادر بالاعتداء على الاخرين للحصول على مافي ايديهم.*
*وشهدنا ذلك بأعيننا عند اندلاع جائحة كورونا.. فرأينا كيف ان الناس قد تهافتوا على تخزين السلع وأفرغوا رفوف المتاجر.*
*وتطور الأمر في بعض البلدان ليصل إلى الاشتباك بالأيدي.. فنقلت لنا فيديوهات الانترنت مشاجرة حدثت في سيدني باستراليا بين نسوة ثلاث على لفافة من ورق المرحاض!*
*وفي بريطانيا حدثت اعتداءات على الممتلكات وتحطيم للمركبات وواجهات المحلات لسرقة ما فيها.*
*وحدث مثل ذلك في الغرب عام ١٩٦٢ حين خشي الناس من ان تؤدي ازمة خليج الخنازير في كوبا الى اندلاع حرب نووية. وقد رأينا هنا في السودان اثناء هذه الحرب مظاهر كثيرة من شح النفس مما استبشعناه.*
*فاذا تعاملنا مع ما حدث من بعض ابنائنا باعتباره مظهرا من مظاهر الضعف البشري، لصيقٌ بالانسان من حيث هو انسان وليس بعِرق ما او عنصر معين، أحسَنا تشخيص ما جرى ووفِّقنا في الاهتداء للسبيل المُفضية للتعافي منه.*
*اما اذا أخذنا بالتفسيرات ضيقة الافق فانها ستلهب “حديث الكراهية” وتبعدنا عن الحقيقة ولن تزيد وطننا إلا ضعفا وهشاشة وستضاعف من فرص العدو المتربص بنا.
*والأسوأ ان نسترخي وننتظر من الأمور ان تعالج نفسها بنفسها..فنهملها ونتجاهلها ونصمت عنها ونظن اننا أحسنا صنعا. *
*ربما يكون ما جرى في رواندا بعيدا عنا فلم نطلع عليه الا من بطون الكتب. لكن هناك الكثير من العبر التي يمكن ان نتعظ بها اذا نظرنا حولنا.*
*فنزاع الدينكا والنوير لم يتفاقم ليقضي تماما على حلم دولة الجنوب وهي في مهدها، الا بسبب اهماله وتجاهله.. ومثل ذلك يقال عن صراع الامهرا والتيجراي.*
*فالبدار البدار !*
*”فإذا ادّخـرتَ إلى الصباح بسالـةً*
*فاعلمْ بأن اليومَ أنسبُ من غـد”!*
*هذه هي الخطة التي يتعين علينا أن نهرع اليها سراعا إن أردنا أن نكسب الوطن بعد أن كسبنا الحرب❕*إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: هذه القبائل ن الهوتو هؤلاء هم بعد ان ومن ثم ما جرى
إقرأ أيضاً:
عاجل. ماذا يعني إعلان استقلال منطقة القبائل عن الجزائر؟ هل يؤثر مشروع الماك على أمازيغ شمال إفريقيا؟
يرى الباحث في الاستراتيجية والأمن الإقليمي هشام معتضد، في حديثه إلى يورونيوز، أن إعلان "استقلال" منطقة القبائل عن الجزائر يضع السلطة في موقع مربك، ويجعل أي رد فعل غير مدروس عرضةً للتأويل على نحو قد يقود إلى التصعيد
أعلنت حركة تقرير مصير منطقة القبائل (ماك/MAK) خلال مؤتمر عُقد في باريس يوم 19 أكتوبر 2025، عن اعتماد إعلان استقلال منطقة القبائل بالإجماع، بحضور قيادة الحركة والحكومة القبائلية في المنفى (أنفاذ) وأعضاء ما يُسمّى بالبرلمان القبائلي. وحدد المؤتمر يوم 14 ديسمبر 2025 موعداً للإعلان الرسمي عن الاستقلال، وهو تاريخ اختارته الحركة الانفصالية وتقول إنه مرتبط بمبادرات دولية سابقة لاعتبار هذا اليوم "يومًا عالميًا لمناهضة الاستعمار".
مؤسس حركة "ماك" الحظورة في الجزائر فرحات مهني قال إن إعلان استقلال منطقة القبائل ليس موجّهاً ضد أي دولة، ويأتي ضمن ممارسة الأمازيغ أو القبائل لمّا سماه "حقهم المشروع في تقرير المصير" وفقاً لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. ويرى قادة الحركة الانفصالية أن يوم 14 ديسمبر سيكون وفق تعبيرهم "نقطة تحوّل تاريخية في مسار مطلب استقلال القبائل"، وبداية مرحلة جديدة في "نضالهم السياسي".
من هو فرحات مهنّي؟وقبل الخوض في تفاصيل إعلان استقلال منطقة القبائل، من الضروري أن نتعرف على شخصية فرحات مهني وحركته "ماك": فمن هو هذا القيادي المثير للجدل؟ وما أهداف حركته، وما مواقفه من أبرز القضايا في الجزائر والمنطقة؟ وما الأثر المحتمل لمشروعه على القبائل والمنطقة المغاربية إذا ما رأى النور؟
فرحات مهني، مغنّ سابق يقيم في فرنسا، وهو يعدّ أبرز القيادات الأمازيغية ومؤسس حركة "ماك" المطالِبة بانفصال منطقة القبائل عن الجزائر. يشغل مهنّي رئاسة ما يسمّى"الحكومة القبائلية في المنفى"، مقدّمًا نفسه ممثلاً لـ"شعب يمتلك هوية خاصة وتاريخًا مغايرًا للهوية الرسمية للدولة الجزائرية" رغم أن شريحة واسعة من أمازيغ الجزائر ترفض أن يتحدث باسمها. ويعتبر فرحات مهنّي أن "الهوية الأمازيغية امتداد لحضارة شمال إفريقيا القديمة، على غرار الهويات اللاتينية أو السامية، فيما تشكل الهوية القبائلية خصوصيةً داخل الإطار الأمازيغي الأوسع، بملامح لغوية وثقافية وتاريخية متميزة". ويرى الفنان الذي تحوّل لسياسيّ انفصالي مثير للجدل أن منطقة القبائل تحولت، بعد الاستقلال، إلى "مستعمرة داخل الدولة الجزائرية" وفق زعمه.
وبخصوص موقفه من النظام في الجزائر، يصف مهني السلطة في هذا البلد بأنها "ديكتاتورية"، ويتهمها باستخدام مبدأ تقرير المصير في سياقات خارجية فقط، مع رفض تطبيقه داخلياً. كما يتهم الدولة بـ"قمع أي مطالبة سلمية تعبّر عنها منطقة القبائل". ويؤكد أن المجتمع القبائلي بطبيعته علماني ومتسامح ثقافيًا، وأن الدين يجب أن يبقى خيارًا شخصيًا، في مقابل ما يعتبره "توظيفًا سياسيًا للدين" من قبل السلطة.
فرحات مهنّي وإسرائيلوأثار موقف مهني من الدولة العبرية جدلاً واسعًا في الجزائر والعالم العربي، خاصة بعد زيارته تل أبيب عام 2012 ولقائه مسؤولين في الكنيست ووزارة الخارجية الإسرائيليين. ويقول مهنّي إن الزيارة تهدف إلى كسر "الخطوط الحمراء" التي ترسمها الدولة الجزائرية. ويرى دعمه لإسرائيل "موقفًا أخلاقيًا ضد الإرهاب". فقد سبق وأكد إدانته هجمات 7 أكتوبر 2023 التي شنتها حركة حماس، مشيرًا إلى وجود ما يعتبره رابطًا بين "العداء لشعب القبائل" داخل الجزائر كما يسمّيه و"معاداة السامية" وفق زعمه. وقد وصف مهنّي إسرائيل بأنها "حليف رمزي وأخلاقي" لمنطقة القبائل وللديمقراطيات الغربية.
ويؤكد مؤسس الحركة أن معارضته للنظام الجزائري "لا تستهدف السكان العرب" في هذا البلد، منتقدًا ما يصفه بسياسة فرض اللغة العربية وطمس الثقافة القبائلية. كما يعبّر عن أمله في الحصول على دعم من الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل والمغرب ودول عربية أخرى وفق تعبيره.
ما هي حركة "ماك"؟تعود جذور حركة "ماك" إلى أحداث ما يسمّى "الربيع الأسود" عام 2001، حين شهدت منطقة القبائل احتجاجات واسعة تخللتها مواجهات دامية أسفرت عن مقتل أكثر من 120 شخصًا وإصابة آلاف آخرين. وانتقلت الحركة عام 2013 من المطالبة بـ"الحكم الذاتي" إلى رفع شعار "تقرير المصير".
Related محكمة استئناف الجزائر تبقي 38 حكمًا بالإعدام في قضية مقتل شاب أثناء حرائق 2021ذهب ليمدّ يد المساعدة في إخماد النيران المشتعلة في الجزائر فتم حرقه..من قتل الشاب جمال ولماذا؟وتتهم السلطات الجزائرية الحركة الانفصالية بالتورّط في حرائق عام 2021 وبالتحريض على قتل الشاب جمال بن إسماعيل الذي هبّ لمساعدة مواطنيه الأمازيغ في إخماد النيران التي شبت في غابات منطقة القبائل. وصُنفت "الماك" كـ"منظمة إرهابية"، كما تواجه اتهامات بتلقي تمويل خارجي والتخطيط لأعمال مسلّحة، وهو ما تنفيه قيادة الحركة.
Related الجزائر: حركة استقلال منطقة القبائل تنفي تخطيطها لتنفيذ هجمات في البلادوفي 2024، أعلنت السلطات إحباط محاولة لإدخال أسلحة نُسبت إلى "ماك"، بينما رفضت فرنسا عام 2025 تسليم أحد قيادييها، أكسل بلعباسي، المطلوب للجزائر بتهم ارتكاب أعمال إرهابية.
Related شاهد: عودة تدريس اللغة الأمازيغية في ليبيا بعد عقود من المنع في عهد القذافيأسكاس إيغودان.. المغاربة يحتفلون برأس السنة الأمازيغيةشاهد: الأمازيغ والبربر في الجزائر يحتفلون برأس السنة الأمازيغية "يناير"المتحدثون بالأمازيغية في المغرب يخشون من اندثار لغتهمأما المواقف الدولية فهي متباينة: فالولايات المتحدة وكندا لا تصنّفان الحركة كمنظمة إرهابية، وتتعاملان مع ملفّها باعتباره ذا طابع سياسي أكثر منه أمني. أما في فرنسا، فيحظى خطاب الحركة بدعم محدود في بعض أوساط الجالية القبائلية (الأمازيغية الجزائرية) وبعض نواب تكتل LIOT المدافعين عن الحقوق الأمازيغية.
في المقابل، تتحدث تقارير إعلامية جزائرية عن دعم مغربي مالي مزعوم للحركة، وهو ما تنفيه "ماك"، رغم أن سفير الرباط لدى الأمم المتحدة كان وزع عام 2021 مذكرة تدعو لحق شعب القبائل في تقرير المصير" وقبله عام 2015، اتخذ نفسَ الخطوة قبله سلفه عبد الرزاق لعسل الممثل الدائم للمغرب لدى المنظمة الأممية وذلك في إشارة لموقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية وتأييدها لاستقلال الإقليم.
وفي هذا الشأن، يُظهر فرحات مهني تقاربًا وتماهيا مع موقف الرباط الذي ينادي بسيادة المملكة على الصحراء المغربية كما يسميها. وهذه مفارقة، لأن السياسي الانفصالي وبدل تأييده لجبهة البوليساريو، يريد استقلال منطقة القبائل ويتفق في ذات الوقت مع بقاء الإقليم المتنازع عليه تحت لواء الملك محمد السادس.
هل يؤثر مشروع فرحات مهنّي الانفصالي على أمازيغ المغرب العربي؟قبل الحديث عن أثر مشروع فرحات مهني إذا ما كُتب له النجاح، من المهم التعريف بالسكان الأمازيغ. في هذا السياق، يشير الباحث في التاريخ مهدي حسحوس لـ"يورونيوز" إلى أن البربر أو الأمازيغ هم من الشعوب القديمة في منطقة شمال إفريقيا. ويتركز وجود المتحدثين باللغات واللهجات الأمازيغية اليوم بشكل رئيسي في منطقة القبائل شمال الجزائر ومنطقة الأوراس شرقها، كما ينتشرون أيضا في المغرب، وتحديداً في منطقتي الريف شمالاً وبلاد سوس جنوباً. ويضاف إلى هؤلاء قبائل الطوارق التي تعيش في أرجاء الصحراء الكبرى، بينما يقتصر الوجود الأمازيغي في تونس وليبيا على بعض القرى والتجمعات التي ما زالت تحافظ على اللغة الأمازيغية.
وهنا يبرز سؤال مهم حول تداعيات مشروع فرحات مهني: إذا ما تحقق استقلال منطقة القبائل، كيف سيؤثر ذلك على الهوية الأمازيغية في شمال إفريقيا، وعلى الوضع السياسي والاجتماعي في الجزائر والمنطقة المغاربية ككلّ؟
يرى المحلل صهيب المزريقي، في تصريح لـ"يورونيوز"، أن الحراك الذي تقوده حركة "ماك" واحتمال إعلان استقلال منطقة القبائل يُنظر إليهما في الأساس بوصفهما خطوة رمزية أكثر من كونهما مشروعًا قابلًا للتجسيد. فالوضع الداخلي في الجزائر، سياسيًا واجتماعيًا، لا يوفّر الشروط الموضوعية لولادة كيان منفصل، سواء من حيث غياب قاعدة شعبية واسعة مؤيدة، أو من حيث التوازنات الإقليمية التي لا تمنح هذا المسار أي هامش للمناورة. ويؤكد المزريقي أن الغالبية من الأمازيغ في الجزائر، بما في ذلك سكان منطقة القبائل، ترى نفسها جزءًا من الدولة الجزائرية وتطالب بحقوق ثقافية ولغوية بدلًا من الانفصال، ما يجعل تأثير "ماك" محدودًا داخل الطيف الأمازيغي.
ويشير المتحدث ذاته إلى أن أي إعلان أحادي للاستقلال سيواجه ردًا صارمًا من الدولة الجزائرية، باعتبار أن وحدة التراب الوطني هي أحد أهم ثوابتها. كما أن تجارب الانفصال في العالم تُظهر أن نجاح أي مشروع مماثل يتطلب ثلاثة عناصر أساسية هي كالتالي:
قاعدة شعبية عريضة ضعف في مركزية الدولة الأم نافذة اعتراف دوليوهذه الشروط غير متوفرة في الحالة الجزائرية. وبالتالي، فإن أي "استقلال معلَن" سيكون، وفق المزريقي، خطوة معزولة محكومة بالفشل الفوري، على غرار تجربتي كتالونيا وكردستان اللتين اصطدمتا برفض دولي وبقوة الدولة المركزية.
من جانبه، يرى الباحث في الاستراتيجية والأمن الإقليمي هشام معتضد أثناء حديثه مع "يورونيوز" أن القيمة السياسية لمثل هذا الإعلان لا ترتبط بنتائجه المباشرة، التي يصفها بأنها "ضعيفة" بحكم ميزان القوى على الأرض، بل بكونه مؤشرًا على اختلالات داخلية لم تعد أدوات الضبط التقليدية قادرة على احتوائها بالفاعلية نفسها.
ويأتي هذا التحرك، وفق المتحدث، في سياق وطني يتّسم بانكماش اقتصادي، وضغوط اجتماعية متزايدة. لذلك، يُنظر إلى الإعلان، مهما كانت رمزيته، اختبارًا لقدرة الدولة على إدارة التحديات الصادرة من أطرافها الاجتماعية والثقافية، وليس فقط من حدودها الجغرافية.
ويضيف معتضد أن الجزائر، التي جعلت من مبدأ "تقرير المصير" أحد أعمدة خطابها الخارجي، تواجه اليوم مطالبة داخلية تستند إلى المفهوم ذاته، مضيفا:" هذا التناقض لا يعكس بالضرورة ضعفًا استراتيجيًا، لكنه يضع الرواية الرسمية في موقف مربك، ويجعل أي رد فعل غير محسوب قابلًا للتأويل وربما التصعيد".
أي تأثير للمشروع على المستوى الإقليمي؟يرى المحلل صهيب المزريقي أثناء حواره مع "يورونيوز"، أن أي خطاب انفصالي في منطقة القبائل سيكون محدود الأثر على المستوى الإقليمي. فهو قد يخلق صدى ثقافيا لكنه بالكاد يُترجم إلى تأثير سياسي ملموس. ففي المغرب، يتمتع الأمازيغ اليوم باعتراف دستوري وحضور مؤسساتي، ما يجعل الانفصال خارج الأجندة، بينما تُركّز الجهود في ليبيا على بناء الدولة في ظل وضع هش، وتُعد جماعات الأمازيغ في تونس صغيرة وغير معنيّة بمشاريع سياسية تأسيسية خارج الدولة الوطنية.
ويضيف المزريقي أن إعلانًا أحاديًا في منطقة القبائل سيُقرأ عربيًا كخطوة تستهدف الدفاع عن الوحدة الترابية للدول ورفض موجات التفتيت، ما يعزز خطاب السلطة الرسمي وغير الرسمي حول مركزية الدولة الجزائرية، خصوصًا في بلد له وزن إقليمي وعمق استراتيجي. ومن منظور الأمازيغ أنفسهم، لن يتحول الإعلان إلى "لحظة قومية"، بل قد يضعهم بين التعاطف مع الهوية الثقافية ووعيهم بأن المساس بوحدة الدول قد يزيد التوتر والشكوك. لذلك، سيكون التأثير الأكبر على المستوى الثقافي والنقاش الاجتماعي، مع شبه انعدام للأثر السياسي المباشر.
من جانبه، يقول هشام معتضد أن التفاعلات الإقليمية ستكون حذرة، إذ تشترك الدول المغاربية في خشيتها من انعكاسات أي مطالب انفصالية. ومن ثم، فمن المستبعد أن تحظى هذه الخطوة بدعم مباشر، لكنها ستجعل الفاعلين الاقليميين يراقبون الوضع الجزائري من زاوية الاستقرار الداخلي.
أما بالنسبة للدول الأوروبية، خاصة فرنسا والاتحاد الأوروبي، فستتخذ مقاربة براغماتية تركز على الاستقرار الجيوسياسي، إدارة الهجرة، وضمان تدفقات الطاقة، أكثر من الانخراط في قضايا الهوية المحلية بالدول المغاربية. لذلك، يُنظر إلى هذا التحرك كحدث رمزي يستحق المتابعة، وليس كعامل يغير السياسة الإقليمية جذريًا.
ومع ذلك،وفق معتضد، قد يشكل الإعلان فرصة لإعادة النظر في سياسة الدولة تجاه التنوع الثقافي، إذ تكمن المشكلة في شعور الأمازيغ بأن هويتهم تُدار بعقلية أمنية أكثر من كونها رصيدًا ثقافيًا ووطنيًا، وهي إشكالية مشتركة في عدة دول لم تحدّث مفهوم الانتماء الوطني ليصبح شاملاً وديناميكيًا.
ويختتم المحلّل تصريحه بالقول إن الحدث، مهما كانت طبيعته يمثل مرآة لمعضلات أعمق حول قدرة الدولة على إدارة التعدّد ضمن مشروع وطني جامع. و"إذا أحسنت الجزائر إدارة هذا الظرف، فقد يتحول الإعلان من مصدر إحراج إلى فرصة لإعادة صياغة توازنات داخلية أكثر استدامة".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة