مصادر لــ«الشرق الأوسط»: بلينكن وافق على لقاء ثنائي مع الجيش السوداني .. البرهان اقترح عقده في جدة
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
علمت «الشرق الأوسط» من مصادر وثيقة الصلة، أن رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، طلب خلال المكالمة التي جرت مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الاثنين الماضي، لقاءً ثنائياً بين الجانبين قبل انعقاد مفاوضات سويسرا في 15 من ديسمبر (آب) الحالي.
وأكدت المصادر نفسها، أن بلينكن أبدى موافقته على الطلب السوداني، ورأى أن يجري اللقاء في سويسرا، لكن البرهان اقترح عقده في مدينة جدة السعودية التي استضافت المفاوضات السابقة بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، ونتج عنها اتفاق «إعلان المبادئ».
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو مولر، إن بلينكن، شدد خلال المحادثة على ضرورة مشاركة القوات المسلحة السودانية في مفاوضات وقف إطلاق النار في جنيف بسويسرا، و«ضرورة وقف القتال بشكل عاجل، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق لتخفيف معاناة الشعب السوداني».
بدوره، قال البرهان على منصة «إكس» إنه تحدّث مع الوزير الأميركي «عن ضرورة معالجة شواغل الحكومة قبل بدء أي مفاوضات».
ووفق المصادر، فإن المكالمة التي جرت بين البرهان وبلينكن استمع إليها عدد من أعضاء «مجلس السيادة» الحاضرين في مدينة بورتسودان، العاصمة المؤقتة في شرق البلاد.
وعلى الرغم من إعلان الحكومة السودانية استعدادها المبدئي للمشاركة في مفاوضات سويسرا، لكنها ترهن ذلك بإلزام «الدعم السريع» تنفيذ «اتفاق المبادئ» الموقع في جدة في مايو (أيار) العام الماضي.
وتوقعت المصادر السودانية نفسها، أن يتشكل الوفد السوداني من قيادات عسكرية رفيعة في الجيش وممثلين عن الخارجية، وفي المقابل يمكن أن ترسل الإدارة الأميركية، مسؤولاً رفيعاً في وزارة الخارجية، والمبعوث الخاص توم بيريللو، والقائمة بالأعمال الأميركية لدى السودان لوسي تاملين.
وحول الأجندة التي يمكن أن تطرح في اللقاء الثنائي، رجحت المصادر «أن تطلب الحكومة السودانية من الجانب الأميركي ممارسة مزيد من الضغوط على الدول التي تدور حولها مزاعم بدعم (قوات الدعم السريع)».
وربما تشمل المطالب السودانية أيضاً الضغط على «الدعم السريع» لإرغامها على وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية لمنع تمددها في أراضٍ جديدة.
ومن ضمن الأجندة الأخرى التي ستكون حاضرة بقوة خلال اللقاء السوداني - الأميركي «مستقبل (قوات الدعم السريع) في المشهد السياسي».
وذهبت المصادر إلى القول، إنه «بعد الموافقة العلنية التي أبداها بلينكن، على عقد هذا اللقاء، ربما يحدث بعض التغيير في المواقيت الزمنية لمحادثات سويسرا المقرر لها منتصف الشهر الحالي، خصوصاً إذا تزامنت مع عقد اللقاء الثنائي في جدة».
ويتوقف اتخاذ الحكومة السودانية قرار المشاركة من عدمه في محادثات سويسرا، بانعقاد اللقاء، وما يجري التوصل إليه من تفاهمات بين الجانبين.
وكان مسؤول أميركي رفيع أبلغ «الشرق الأوسط» في وقت سابق أن واشنطن مستمرة في إجراء مناقشات منفصلة مع طرفي الصراع بتنسيق مع قوى إقليمية نشطة في الملف السوداني، للعودة إلى مسار التفاوض السلمي في أقرب وقت.
وأفاد حينها بأن موقف قادة الجيش السوداني في تلك الاتصالات «بدا أكثر إيجابية في التعاطي مع التحركات الأميركية».
ويسود «تفاؤل حذر» الأوساط السودانية بشأن مشاركة الجيش في محادثات وقف الحرب المشتعلة في البلاد منذ 15 شهراً، بعد تعثر الجولات السابقة التي عقدت في جدة والمنامة في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع فی جدة
إقرأ أيضاً:
البرهان يلتقي ممثل الاتحاد الأفريقي ومجلس السلم يدين الحكومة الموازية
أكد ممثل الاتحاد الأفريقي في الخرطوم محمد بلعيش دعم الاتحاد لوحدة السودان واستقراره، خلال لقائه -أمس الثلاثاء- رئيس مجلس السيادة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان.
وقال بلعيش إنه نقل للبرهان دعم مفوضية الاتحاد الأفريقي لوحدة السودان واستقراره، مبينا أن اللقاء تناول مجمل تطورات الأوضاع في البلاد وكان مثمراً واتسم بالشفافية.
وأشاد ممثل الاتحاد الأفريقي بـ"دحر القوات المسلحة التمرد وإعادة الاستقرار إلى ربوع السودان" داعياً في الوقت نفسه إلى انتهاج الحوار لوقف الحرب وتسوية الخلافات على أرضية اتفاق جدة في مايو/أيار 2023.
واعتبر بلعيش أن تشكيل حكومة مدنية مستقلة ذات كفاءات وطنية خطوة مهمة لتخفيف معاناة أهل السودان، والشروع في إعادة الإعمار لتمكين النازحين واللاجئين من العودة إلى ديارهم.
وأمس، أصدر رئيس مجلس الوزراء السوداني كامل إدريس قرارا بتعيين 5 وزراء ضمن تشكيلته الجديدة "حكومة الأمل" ليرتفع عدد المعينين فيها إلى 20 من أصل 22 وزيرا.
إدانة الحكومة الموازيةمن جانب آخر، أدان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي إعلان قوات الدعم السريع تشكيل حكومة موازية، وشدد على التزام الاتحاد بسيادة ووحدة وسلامة أراضي جمهورية السودان.
وطالب المجلس الأفريقي -في بيان- دول الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي بـ"رفض تقسيم السودان وعدم الاعتراف بما يسمى الحكومة الموازية" التي تشكل تهديداً بالغاً لجهود السلام ولمستقبل البلاد.
وشدد على أن الاتحاد الأفريقي لا يعترف إلا بالمجلس السيادي الانتقالي والحكومة المدنية الانتقالية المشكلة أخيرا، وذلك إلى حين التوصل لترتيبات توافقية تُلبي تطلعات الشعب السوداني.
ودعا المجلس إلى إعلان وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات، يليها حوار وطني شامل وانتقال سياسي، مشددا على عدم قابلية الحل العسكري للصراع في السودان.
إعلانكما رفض جميع أشكال التدخل الخارجي بالسودان، مطالبا بوقف الدعم العسكري والمالي للجهات المتحاربة في البلاد.
والسبت، أعلن "التحالف السوداني التأسيسي" تشكيل "مجلس رئاسي لحكومة السلام الانتقالية" برئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي".
ومن جانبها أدانت الحكومة والجيش السودانيان هذا الإعلان، ووصفا ما صدر عنه بـ"الحكومة الوهمية".
ويمثل الإعلان أحدث خطوة يقوم بها "الدعم السريع" لإقامة حكم مواز، في تحد للإدارة التي يقودها الجيش ويدفع نحو مزيد من الانقسام في البلاد التي تشهد حربا دامية.
وتخوض قوات الدعم السريع بقيادة "حميدتي" -منذ 15 أبريل/نيسان 2023- حربا ضد الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان.
وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص وأكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، وأغرقت البلاد البالغ عدد سكانها 50 مليون نسمة في أزمة إنسانية حادة، بحسب الأمم المتحدة التي تشير إلى انتشار المجاعة تدريجيًا.