شابة تؤسس مشروعها الصغير وعماده الرسم على الزجاج ووجوه الأطفال
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
دمشق-سانا
ساعات طويلة تقضيها الشابة جوليا شاهين بغرفتها الصغيرة تمارس هوايتها بالرسم على الزجاج لتنتج أشكالاً وتحفاً فنية مختلفة.
وفي حديثها لنشرة سانا الشبابية بينت شاهين أنها منذ نعومة أظفارها تهوى الرسم، لكنها طورت موهبتها مؤخراً بعد أن بات لديها الوقت الكافي للبدء بمشروعها الخاص بالرسم على الزجاج وتشكيل لوحات فنية فسيفسائية من قطع الزجاج المعاد تدويره المطلي بألوان جذابة.
وأشارت شاهين إلى أنها طورت موهبتها من خلال التحاقها بدورات كثيرة لتتمكن من مزاولة هذه الحرفة بتقنية عالية، حيث بدأت برسم الخطوط الدقيقة ليسهل عليها تحديد الشكل النهائي لعملها، ثم تستخدم الطلاء المناسب المتميز بالثبات على الزجاج مثل “الأكريليك أو الدهانات المذيبة”، مبينة أن العمل في الزجاج يتطلب الصبر والدقة والانتباه مع الحرص الشديد على اختيار قطع الزجاج المناسبة ذات اللون الواحد لزيادة بريق مشغولاتها.
ولفتت شاهين إلى أنها تستخدم في عملها أدوات بسيطة كفرشاة الطلاء الصغيرة ذات الرأس المدبب، ليكون العمل الفني أكثر دقة، منوهة بضرورة تنظيف الزجاج قبل البدء بالعمل لتجنب وجود أي مواد تسبب تشوه الرسم.
وقالت شاهين: “إنها تسعى لتطوير عملها باستمرار حيث بدأت بتزيين لوحاتها باستخدام التوليب النافر”، لافتة إلى أنها تقوم بخلط البودرة ومزجها بالألوان لإضفاء الجاذبية على تحفها، كما تستفيد من الزجاج المكسور وتعيد تدويره لتزيين بعض اللوحات والتحف.
وأضافت شاهين: إنها تسوق لمنتجاتها من خلال المعارض والبازارات، لافتة إلى أن آخر مشاركة لها كانت في معرض الزهور الذي أقيم مؤخراً، كما تقوم بتسويق منتجاتها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
واختتمت شاهين حديثها بالقول: إن هذه الهواية فتحت لها مجالاً للعمل حيث وجدت في عملها فرصة جيدة للحصول على مردود مادي يساعدها في تأمين متطلبات الحياة، ولحبها وشغفها بالرسم انتقلت شاهين لتقوم حالياً برسم مختلف الرسومات المحببة للأطفال على وجوههم من شخصيات كرتونية وزهور وكتابات بمختلف الألوان الجذابة.
أمجد الصباغ وسكينة محمد
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: على الزجاج
إقرأ أيضاً:
الحديدة.. مشاريع خدمية تؤسس لتحوّل تنموي شامل في المديريات الشمالية
تقرير/ جميل القشم
تشهد المديريات الشمالية في محافظة الحديدة حراكاً تنموياً يشمل قطاعات حيوية، في إطار جهود السلطة المحلية لتنفيذ مشاريع وتدخلات مباشرة تستهدف تحسين واقع الطرق والصحة والتعليم، وتوسيع نطاق الخدمات في الأحياء والمناطق الساحلية.
أكثر من مليار و713 مليون ريال خُصصت لتمويل حزمة من المشاريع التي تم افتتاحها ووضع حجر أساسها أمس، تنوّعت بين استكمال مراحل طرق إستراتيجية، وأعمال حماية من السيول، وتدشين مبانٍ صحية، وترميم مرافق تعليمية، إلى جانب مشاريع التخطيط الحضري وشق الشوارع.
الطريق الرابط بين القناوص والمغلاف والكدن تحوّل إلى عنوان بارز لهذا الحراك، حيث اكتملت المرحلة الأولى من الزفلتة، ودُشّن العمل في المرحلة الثانية، ضمن مشروع يعيد وصل المناطق ببعضها ويختصر المسافات نحو الخدمات، ويقلل من كلفة النقل ويعزز حركة السوق المحلي، خصوصاً في المناطق الزراعية.
وإلى جانب هذا المشروع، تظهر عبارة الجيلانية التي وُسعت في القناوص، والجسر السطحي الجاري تنفيذه في الضحي، كاستجابة فعلية لتحدِّيات السيول المتكررة في موسم الأمطار، وهي مشاريع توفّر حماية مستدامة وتؤمّن خطوط السير الحيوية، وتمنع تقطع الطرق بين المديريات.
وفي الزيدية، تستعيد الخدمات الصحية حضورها مع وضع حجر الأساس لمبنى الأشعة المقطعية داخل مستشفى المديرية، بينما يخضع مجمّع حفصة التعليمي لأعمال تأهيل تُعيد له وظيفته التربوية في بيئة أكثر ملاءمة، وبمعايير تستجيب لحاجات الطالبات، وتدعم التحصيل العلمي وتحفّز انتظام الدراسة.
المشاريع لم تقتصر على النطاق المركزي للمديريات، بل امتدت نحو وحدات الجوار عبر عمليات شق شوارع وتوسعة الأحياء، بما يُسهم في تنظيم الامتداد العمراني وتسهيل تقديم الخدمات، إلى جانب رفع كفاءة البنية التحتية لمناطق سكنية متنامية تشهد زيادة في عدد السكان.
محافظ الحديدة، عبدالله عطيفي، اعتبر ما تشهده المديريات الشمالية من تدخلات خدمية تتويجاً لجهود متواصلة تبذلها السلطة المحلية في سبيل كسر الفجوة الخدمية التي ظلت تؤثر على واقع هذه المناطق لسنوات.. مؤكداً أن هذه المشاريع بدأت تُحدِث فرقاً ملموساً في حياة المواطنين وتُعيد الثقة بالمسار التنموي.
وأوضح عطيفي أن ما تحقق على الأرض لم يأتِ بمحض الصدفة، بل جاء نتيجة تخطيط مسبق، واستناداً إلى قاعدة بيانات حقيقية لاحتياجات المديريات الأكثر عجزاً.. مثمناً دور صندوق صيانة الطرق في تمويل عدد من المشاريع، والجهود المجتمعية التي أسهمت في تسريع وتيرة الإنجاز.
وأكد أن المشاريع الجاري تنفيذها تمثل تحولاً حقيقياً من الاستجابة الظرفية إلى الإنفاق المؤسسي المستقر، ومن الحلول المؤقتة إلى المعالجات الجذرية، وهي تؤسس لمنظومة خدمية أكثر تماسكاً واستدامة، تُسهم في رفع كفاءة الأداء العام للمرافق الحيوية وتحُدّ من التكاليف طويلة الأمد.
ولفت إلى أن هذه المرحلة تُمثل مدخلاً لإعادة بناء العلاقة بين المواطن والدولة على قاعدة الخدمة، والمشاركة المجتمعية، والتخطيط المستند إلى الواقع.. مؤكداً أن السلطة المحلية لن تتوقف عند هذا الحد، بل ستستكمل ما بدأته لتشمل بقية المديريات والمناطق التي تنتظر نصيبها من الإنماء.
وأشار عطيفي إلى أن الرؤية التنموية التي تتبناها المحافظة تقوم على استيعاب التحدِّيات، ومراكمة المنجز، وتوسيع رقعة المشاريع باتجاه المناطق ذات الأولوية القصوى.. موضحاً أن فِرق العمل الميدانية، والجهات المنفذة، تعمل ضمن منظومة رقابة وتقييم تضمن جودة التنفيذ، وتحقيق الأثر المباشر على حياة الناس، وتلافي أية اختلالات قد تعيق الاستدامة أو العدالة في توزيع المشاريع.
ودعا المحافظ إلى تعزيز الشراكة بين مختلف الجهات الداعمة والمجالس المحلية والمؤسسات المجتمعية، بما يُحقق تكامل الجهود ويحمي المنجزات.. مؤكداً أن المرحلة القادمة ستشهد توسعاً في التدخلات، وفق خطة تأخذ بعين الاعتبار النمو السكاني، والضغط على المرافق، والتغيّرات المناخية التي باتت تؤثِّر على البنية التحتية بشكل مباشر، خاصة في المناطق الساحلية المعرّضة للمخاطر البيئية.
مسؤول قطاع الأشغال في محافظة الحديدة، المهندس محمد مثنى، أوضح أن المشاريع الجاري تنفيذها في المديريات الشمالية تمثل خلاصة خطة عمل مدروسة استندت إلى مسح ميداني دقيق، ورؤية متكاملة لتحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية في المناطق الطرفية بما يواكب احتياجات السكان ويعالج التحديات المتراكمة.
وأشار إلى أن قطاع الأشغال يتولَّى الإشراف الهندسي المباشر على تنفيذ المشاريع لضمان جودة الأعمال ومطابقتها للمواصفات، بالتنسيق مع الجهات المنفذة وصندوق صيانة الطرق.. موضحاً أن هناك آليات متابعة ميدانية للمشاريع بما يُعزز من كفاءة الأداء، ويُحقق الأثر المطلوب في تنفيذها.
مدير مديرية الزيدية، حسن الأهدل، أوضح أن التدخلات الجارية تمثل استجابة حقيقية لاحتياجات ملموسة ظل أبناء المديرية يرفعونها لسنوات.. مؤكداً أن مشروع مبنى الأشعة المقطعية في مستشفى الزيدية سيشكل فَارقاً كبيراً في تحسين الخدمة الصحية، وتوفير تشخيص دقيق للحالات المرضية، دون حاجة إلى الانتقال إلى مراكز بعيدة، ما يخفف العبء عن المرضى ويقلل من كلفة العلاج والنقل.
واعتبر أن أعمال ترميم مجمع حفصة للبنات تُعيد الاعتبار للمؤسسة التعليمية، وتوفّر بيئة أكثر تحفيزاً لطالبات المنطقة.. مشيراً إلى أن إعادة تأهيل هذا الصرح التربوي تمثل خطوة في مسار تحسين مستوى التعليم، وتوسيع فرص التحصيل الأكاديمي للفتيات، في إطار الاهتمام بالتعليم كركيزة للتنمية.
أما مدير مديرية القناوص، محمد القوزي، فأشار إلى أن مشروع الطريق الرابط بين القناوص والمغلاف والكَدَن يُعد من أبرز المشاريع الإستراتيجية التي تطالب بها المديرية منذ وقت طويل.. لافتاً إلى أن تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية سيُسهم في فك العزلة عن مناطق واسعة، ويعزز من حركة النقل والخدمات بين المديرية ومحيطها، ما يفتح آفاقاً اقتصادية جديدة، ويُحسّن من فرص الوصول للخدمات التعليمية والصحية.
وأكد أن توسعة عبَّارة الجيلانية تمثل حلاً عملياً لمشكلة السيول التي كانت تُعيق التنقل، وتتسبب بأضرار موسمية متكررة.. موضحاً أن المشروع يحد من المخاطر البيئية، ويُؤمّن عبور المواطنين والطلاب والمنتجات الزراعية، حتى في مواسم الأمطار الغزيرة.
في سياق هذا التحوّل، تبدو المشاريع، التي يجري تنفيذها في المديريات الشمالية، أكثر من مجرد تدخلات خدمية، فهي تمثل نقطة انطلاق لمسار تنموي أوسع يعيد رسم العلاقة بين التنمية والمكان، ويؤسس لفهم جديد لمفهوم الخدمة العامة باعتبارها أداة لتعزيز الاستقرار، وتحقيق التوازن، وتجسيد حضور الدولة في تفاصيل الحياة اليومية للمواطن.
سبأ