الجزيرة:
2025-05-30@14:38:20 GMT

منتجعات طقوس الغضب.. هل تعزز الصحة العقلية؟

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

منتجعات طقوس الغضب.. هل تعزز الصحة العقلية؟

في ظل التطور السريع الذي تشهده صناعة العافية والرعاية الذاتية وخدماتها في السنوات الأخيرة، ظهرت اتجاهات جديدة وغير تقليدية تلفت الانتباه، على منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة بين النساء. من بين هذه الاتجاهات "طقوس الغضب"، وهي ممارسة تجمع بين العلاجات النفسية والبدنية وتتيح للنساء التعبير عن مشاعرهن السلبية بحرية تامة في بيئة آمنة وداعمة.

في السطور التالية، نستعرض مفهوم طقوس الغضب، وأصولها، وتأثيرها العلاجي المتزايد بين النساء حول العالم.

ما طقوس الغضب؟

وفق ما نشرته صحيفة "إندبندنت البريطانية"، فإن طقوس الغضب هي نهج غير تقليدي في التعبير عن الغضب في بيئة آمنة وداعمة، وعادة ما يتم تنظيم هذه الفعاليات في الغابات المنعزلة بعيدا عن المناطق السكنية، مما يسمح للمشاركات بحرية تجسيد غضبهن بالكامل والتخلص من مشاعرهن السلبية دون انزعاج أو خوف من إصدار الأحكام عليهن.

تبدأ الجلسات بتمارين التنفس العميق وبعدها تستمر المشاركات في الصراخ المدوي ويحطمن الأشياء ويضربن العصيَّ على الأرض لمدة لا تقل عن 20 دقيقة أو حتى يصبحن غير قادرات على تحريك أذرعهن، بعض النساء يدخلن في نوبة بكاء لا يمكن السيطرة عليها وبعضهن يصبن بجروح وكدمات في أيديهن.

تُنسب بداية هذه المنتجعات إلى العرابة الروحية، ميا باندوتشي التي كانت تقود طقوس الغضب في مجموعات مقتصرة على الأصدقاء وسط المناظر الطبيعية في أسكتلندا لعدة سنوات، ومع إدراكها الإمكانات العلاجية الهائلة لمثل هذه الطقوس قامت بدمجها في رحلاتها العلاجية التي تستغرق أياما بتكلفة ألفين إلى 4 آلاف دولار، وفق موقع "صن شاين برادايس"

التنفيس عن الغضب

أثناء طقوس الغضب، تقود باندوتشي، المشاركات خلال عمليات الإحماء ثم تصرخ فيهن باستحضار مشاعرهن تجاه كل شخص تجاوز حدوده معهن أو آذاهن أو استغلهن أو أساء إليهن بأي شكل من الأشكال ومن ثم تركيز جل غضبهن عليه، وبمجرد التخلص من الشحنات العدائية، يشعرن بالاسترخاء وهذا هو السبب وراء زيادة الطلب على هذه الفعاليات، حتى إن بعض المنتجعات الصحية في أميركا والدول الأوروبية صارت تقدم هذه الطقوس كجزء من برامجها.

العرابة الروحية ميا باندوتشي: المعايير المجتمعية تقمع فرص التعبير عن المشاعر بصدق (شترستوك)

تقول باندوتشي لموقع "يو إس إيه توداي"، إن المعايير المجتمعية تقمع فرص التعبير عن المشاعر بصدق، فتمنع الرجل من البكاء وتشيطن مشاعر الغضب بين النساء، وقد يتحول هذا الحرمان إلى قوة مدمرة تؤثر على صحتنا النفسية والعقلية، وأضافت، إن تنفيس المرأة عن غضبها يساعدها على تجاوز ما مرت به وتشعر بمزيد من القدرة على  السعادة والمتعة ومن ثم تعود إلى عائلتها بمزيد من مشاعر الراحة والسلام والامتنان.

عبرت إحدى المشاركات بأن منتجع "طقوس الغضب" يعد المكان الوحيد الذي تكون فيه المرأة غاضبة ومتوحشة ومع ذلك لا ينظر إليها سوى بالحب والقبول والرعاية، وأضافت، إن المجتمع يميل إلى وصم النساء الغاضبات فلا يوجد مكان يمكن أن تكون فيه المرأة قادرة على الغضب دون إدانتها بعبارات مثل "إنها مجرد هرمونات، إنها مجنونة، إنها غير متزنة أو إنها في فترة الحيض"، وفق ما نقله موقع "فوكس نيوز".

هل طقوس الغضب مفيدة؟

تقول المعالجة النفسية، ستيفاني ساركيس لموقع "يو إس إيه توداي" إن طقوس الغضب يمكن أن تكون مفيدة، إلا أنها ليست مناسبة للجميع، وتشير إلى أن بعض الأشخاص قد يفضلون ممارسة إستراتيجيات التنشيط، مثل لَكْم شيء آمن أو القيام بتمارين رياضية مكثفة، والبعض الآخر قد تناسبه إستراتيجيات مهدئة مثل التنفس العميق أو المشي أو الاستماع إلى موسيقى هادئة، ولهذا من المهم معرفة أفضل طريقة للتعامل مع الغضب قبل الخضوع لطقوس الغضب.

الصراخ يعطي صوتا لمشاعرنا ويحولها من شيء صامت داخليًا إلى شيء محسوس ومسموع جسديًا (غيتي إيميجز)

وأضافت ساركيس "عندما تفعل المرأة شيئًا كهذا، من المهم أن تعرف ما إذا كان ذلك سوف يؤدي إلى تفاقم غضبها أم أنه سيقلل منه" إذ إن هذا الأمر يعتمد على أساس فردي ويعتمد كذلك على الخبرات السابقة والتكوين الشخصي وكيمياء الدماغ.

وعلى جانب آخر، يرفض معظم المعالجين النفسيين العلاج بالصراخ، لعدم وجود أدلة تدعم فاعليته على المدى الطويل، فضلا عن المخاطر المحتملة لإعادة الصدمة. ونقلا عن موقع "هام نيوتريشن" يقول الطبيب النفسي، ريان هوز، إن الصراخ قد يوفر راحة مؤقتة، إلا أنه لا يعالج بالضرورة الأسباب الجذرية التي أدت إلى هذه المشاعر، فهو يشبه وضع ضمادة على جرح عميق، وبالتالي يمكن استخدامه فقط كخطوة أولية تتبعها أنواع العلاجات الأخرى القائمة على الأدلة مثل العلاج السلوكي المعرفي لاكتشاف ما يكمن وراء الألم والوصول إلى حلول جذرية.

ويلفت الطبيب النفسي، أن الصراخ يعطي صوتا لمشاعرنا ويحولها من شيء صامت داخليا إلى شيء محسوس ومسموع جسديا، وبالتالي يصبح من الصعب إنكارها وتجاهلها مما يعزز التعاطف مع النفس وفهم مقدار ما كنت تخفيه بداخلك، وقد ورد في دراسة أجريت عام 2019 أن الاستمرار في إخفاء المشاعر يشكل عائقا أمام الصحة الجسدية ويجعل الشخص أكثر عرضة لمجموعة متنوعة من الأعراض تتراوح بين نزلات البرد الشائعة إلى السمنة والسرطان، وكذلك يسبب مجموعة من المشاكل العقلية والنفسية مثل القلق والغضب والاكتئاب.

المعالج النفسي الأميركي آرثر غانوف: إطلاق المشاعر المكبوتة من خلال الصراخ يعزز الشفاء النفسي والنمو الشخصي (شترستوك) العلاج بالصراخ

يعود أصل العلاج بالصراخ إلى المعالج النفسي الأميركي، آرثر غانوف، الذي اعتقد أنَّه أكثر فاعلية من أي علاج إدراكي آخر، وقد قام بالترويج له في كتابه "العلاج البدائي" الذي نشر عام 1970 وركز على فكرة مفادها أن إطلاق المشاعر المكبوتة من خلال الصراخ يعزز الشفاء النفسي والنمو الشخصي، من خلال مراحل يمر بها الشخص تتمثل في معايشة أحداث مؤلمة حدثت من قبل، والتحرر العاطفي من مشاعره المكبوتة، ثم التطهير والشفاء والتخلص من عبء الألم العاطفي.

خطوات للتعامل مع الغضب بوعي

يقدم موقع "هيل يور نيرفس سيستم" مجموعة من الإستراتيجيات الفعالة للتعامل مع الغضب بوعي ومنها:

ممارسة التأمل واليقظة الذهنية: تعزز الوعي بالمشاعر والتعامل معها بهدوء.

حمام ماء ساخن: أظهرت الدراسات أن غمر الجسم في ماء بدرجة حرارة 38 درجة مئوية يهدئ الجسم. ولتعزيز الاسترخاء، يمكن إضافة ملح أبسوم أو بعض الزيوت العطرية مثل الخزامى والبرغموت إلى ماء الاستحمام.

عناق أحد الأحباء أو حيوان أليف: يعزز إفراز هرمون الأوكسيتوسين مما يساعد على تهدئة الأعصاب.

ممارسة الهوايات: مثل البستنة، العزف، الرسم، القراءة أو الخياطة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التعبیر عن

إقرأ أيضاً:

متحدث فتح: العقلية الإسرائيلية المتطرفة لا تسعى إلا لمواصلة الحرب والقتل

أكد المتحدث باسم حركة «فتح» الفلسطينية، عبد الفتاح دولة، أن العقلية التي تحكم دولة الاحتلال الإسرائيلي وتمارس الإبادة الجماعية دون اكتراث لكل الأعراف والقوانين الدولية ولا العدالة ونداءات العالم والشعوب، فهي بالتأكيد لا تسعى إلا لمواصلة الحرب والقتل والدم.

وقال متحدث حركة «فتح» في مداخلة مع قناة «القاهرة الإخبارية» اليوم الخميس، «إن كل أركان اليمين الإسرائيلي يحكمون بعقلية متطرفة ولا يريدون سوى إبادة الشعب الفلسطيني ومنعه من تجسيد دولته وإقامة وهم إسرائيل الكبرى».

وأشار إلى أن الحديث عن اتفاق محتمل قادم والحراك الدولي والعربي الذي يدفع باتجاه وقف العدوان والحل السياسي القائم على الشرعية الدولية وحل الدولتين، يتنافى مع مشروع اليمين الإسرائيلي وهو أهم أسباب تصعيد إسرائيل لمواقفها.

وتابع أن الإدارة الأمريكية معنية بأن يكون هناك اتفاق حول الأوضاع في قطاع غزة، مؤكدا أن كل ما يريده الفلسطينيون هو وقف العدوان وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة وإيصال المساعدات وتنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة الإعمار والتعافي بالقطاع وتولي السلطة الوطنية مسئوليتها تجاه شعبها.

اقرأ أيضاًاليونيسف: استشهاد وإصابة 50 ألف طفل في قطاع غزة منذ بدء العدوان

جيش الاحتلال الإسرائيلي ينشر جميع ألوية المشاة والمدرعات العاملة لديه في قطاع غزة

«حشد»: استهداف المستشفيات في قطاع غزة جريمة حرب تتطلب تدخلاً دولياً صارماً وفورياً

مقالات مشابهة

  • قبور مسكونة بالسحر.. ما الذي يُدفن مع الموتى في الجزائر( فيديو)
  • متحدث فتح : تصريحات بن غفير تكشف العقلية المتطرفة لحكومة الاحتلال
  • متحدث فتح: العقلية الإسرائيلية المتطرفة لا تسعى إلا لمواصلة الحرب والقتل
  • الصحة العالمية تعزز جهودها لمواجهة تفشي الكوليرا في اليمن
  • وزير الصحة: نتابع مرضى القلب في المشاعر عن بعد عبر أجهزة استشعار
  • وزير الصحة: عملنا على عدة مبادرات لمقاومة حرارة الأجواء بالمشاعر المقدسة 
  • قلق زلزالي من هزات قد تضرب منتجعات البحر الأسود
  • شحنة أدوية جديدة تعزز جاهزية المستشفيات في مسلاتة وترهونة وبوسليم
  • الإطاحة بعصابة مختصة في ترويج المؤثرات العقلية بزرالدة
  • اعمل لنفسك| طقوس العقيقة من منظور طاقي وديني