الثورة / افتكار القاضي

بعد 600 يوم على حرب الإبادة الجماعية، التي حولت قطاع غزة الى كومة ركام من الدمار الهائل، ومكان غير صالح للحياة، وسط استمرار العدوان العسكري المكثف، وغياب أي أفق لحل سياسي أو إنساني، في واحدة من أطول وأعنف الحروب التي مرت في تاريخ الصراع مع الاحتلال.
في هذه الفترة المأساوية، تحوّلت غزة إلى منطقة منكوبة بكل المقاييس، لم تسلم البنية التحتية، ولا المؤسسات الصحية، ولا حتى السكان المدنيون، من عمليات القصف والتدمير المستمر.


دمار شامل
وتعرضت البنية التحتية في غزة لدمار غير مسبوق في تاريخ الحروب في العصر الحديث، حيث بلغت نسبة الدمار الشامل الذي أحدثه الاحتلال في قطاع غزة 88% وفق مكتب إعلام غزة وأصبحت (77%) من مساحة قطاع غزة تحت سيطرة الاحتلال بالاجتياح والنار والتهجير.
ودمر الاحتلال210,000 ) وحدة سكنية بشكل كلي و(.110,000) وحدة سكنية بشكل بليغ لم تعد صالحة للسكن، وأصبحت (280,000) أسرة فلسطينية بدون مأوى، فيما وصل أعداد الشهداء والمفقودين منذ بدء الإبادة الجماعية الى 63 الفاً غالبيتهم من النساء والأطفال، كما تضررت شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي بشكل كبير، ما أدى إلى انهيار الخدمات الأساسية.
وتوقفت معظم محطات المياه والمرافق الخدمية عن العمل، في ظل استهداف مباشر للمرافق الحيوية ونفاد الوقود اللازم لتشغيلها، وباتت “المدينة غير صالحة للحياة.
انهيار كامل للوضع الصحي
تعاني المستشفيات من أوضاع كارثية، بعد استهداف مباشر أو غير مباشر لغالبية المستشفيات والمراكز الطبية العامة والخاصة وأخرجت أغلبها عن الخدمة.
وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة من لحظات كارثية تُهدد تقديم الرعاية الطبية في حال توقف أو تعطل ما تبقى من محطات الأوكسجين في المستشفيات.
وأكدت أن 25 محطة أوكسجين من أصل 34 محطة تم تدميرها بالكامل خلال اجتياح المستشفيات، ولم يتبق سوى 9 محطات فقط تعمل بشكل جزئي، ولا تلبي احتياج المرضى، موضحةً أن 22 مستشفى خرجت عن الخدمة كليا من أصل 38 مستشفى، فيما تعرضت بقية المستشفيات لأضرار كبيرة جراء القصف المتواصل عليها.
ودمر الاحتلال (82) مركزاً طبياً وإخراجها عن الخدمة. وهناك (164) مؤسسة صحية قصفها الاحتلال أو دمرها أو أخرجها عن الخدمة.
وأشارت صحة غزة إلى أن 47% من قائمة الأدوية الأساسية رصيدها صفر، و65% من قائمة المستهلكات الطبية رصيدها صفر.
أزمة نزوح غير مسبوقة
اضحى أكثر من مليوني فلسطيني نازحين داخليًا، يقيمون في مدارس متهالكة أو خيام مؤقتة دون ادنى مقومات أساسية للحياة.
ويعيش سكان غزة على المساعدات الغذائية، التي لا تصل حالياً بفعل أحكام الحصار، من قبل الاحتلال وتفشي المجاعة بصورة غير مسبوقة في تاريخ الحروب
وتوفي 60 طفلاً بفعل سوء التغذية، في حين يتهدد المجاعة سوء التغذية الحاد مئات الآلاف من السكان.
وأشارت تقارير دولية إلى أن 41 % من مرضى الفشل الكلوي توفوا خلال حرب الإبادة وأن 477 مريضا توفوا ممن ينتظرون السفر للعلاج بالخارج.
توقف التعليم
توقفت العملية التعليمية في غزة منذ بداية حرب الإبادة، حيث تحولت غالبية المدارس إلى مراكز إيواء، بينما تعرّضت المئات منها لأضرار جسيمة.
وتشير إحصائيات وزارة التربية إلى أن أكثر من 750 ألف طالب حُرموا من حقهم في التعليم. فيما استشهد اكثر من 13 ألف طالب وطالبة وأصيب اكثر من 25 الفاً آخرون، ودمر الاحتلال (149) مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية تدميرا كلياً، و(369) مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية تدميرا جزئيا.
صمت دولي مخز
ورغم حجم الكارثة، لم تُتخذ خطوات دولية حقيقية لوقف القتال أو محاسبة الاحتلال ومسؤوليه عن الجرائم المرتكبة.
ومع تكرار استهداف المدنيين، يرى كثيرون أن ما يجري هو إبادة جماعية ممنهجة، وليس مجرد حرب.كما يؤكد أهالي غزة :“نحن لا نُقتل فقط، بل يُمحى كل أثر لحياتنا، من المستشفيات إلى المدارس وحتى الأحلام”.
وعلى الرغم من هذا الواقع المظلم، ما زالت غزة تقاوم. الأهالي يواجهون الدمار بالصبر، ويعيدون بناء الحياة في مخيمات النزوح وفي العراء، ويصنعون من الألم إرادة لا تنكسر، وصلابة لا تنحنى امام كل العواصف .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حشد: أكثر من 22 ألف طفل استشهدوا في غزة خلال عامين من الإبادة الإسرائيلية.. ومئات الآلاف مهددون بالموت جوعًا

أصدرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الفلسطينيين ورقة حقائق جديدة بعنوان «الانتهاكات الإسرائيلية ضد الأطفال في قطاع غزة خلال عامين»، أعدتها المحامية ريم محمود منصور، تكشف عن أرقام صادمة تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الأطفال في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر 2023، والتي وصفتها الهيئة بأنها الأكثر دموية في التاريخ الحديث ضد الأطفال.

وبحسب الصحيفة، فقد استشهد أكثر من 22 ألف طفل في قطاع غزة خلال العامين الماضيين نتيجة القصف الإسرائيلي المباشر الذي استهدف المنازل والمدارس والملاجئ، فيما لا يزال نحو 12 ألف طفل في عداد المفقودين، يُعتقد أن معظمهم تحت الأنقاض. كما أصيب أكثر من 40 ألفًا و500 طفل، بينهم أكثر من 4 آلاف و800 طفل أصيبوا بإعاقات دائمة، بينما بلغ عدد الأيتام نحو 56 ألفًا و320 طفلًا، فقدوا أحد والديهم أو كليهما.

وأكدت الورقة أن أكثر من مليون طفل هُجّروا قسراً من منازلهم إلى مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة، وأن 12 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد، بينهم أكثر من 600 حالة حرجة تتطلب علاجاً عاجلاً خارج القطاع. وأضافت أن 650 ألف طفل يواجهون خطر الموت جوعاً نتيجة استمرار الحصار ومنع وصول المواد الغذائية الأساسية، وخاصة حليب الأطفال، مع وجود أكثر من 40 ألف رضيع مهددين بالموت جوعاً بسبب نقص الحليب.

وأشار المركز إلى أن جرائم الاحتلال لم تقتصر على القتل والتجويع بل امتدت لتطال المواليد الجدد، حيث فقدت أكثر من 12 ألف امرأة حامل أجنتها، وارتفع معدل الإجهاض بنسبة 300%، بالإضافة إلى تسجيل 1640 حالة ولادة مبكرة و 200 حالة عيب خلقي لكل ألف ولادة، وهو ما يعادل خمسة أضعاف المتوسط العالمي.

وفيما يتعلق بالحق في التعليم، أشارت الورقة إلى أن الاحتلال دمر بشكل كامل أكثر من 163 منشأة تعليمية وأكاديمية، فيما تضررت 388 مدرسة وجامعة بشكل كبير، ما أدى إلى حرمان 785 ألف طالب وطالبة من حقهم الأساسي في التعليم، وتحويل العشرات من المدارس إلى مراكز إيواء مكتظة.

كما تناولت الورقة الأبعاد النفسية الكارثية، مبينة أن 80% من الأطفال يعانون من الكوابيس واضطرابات النوم، و96% يشعرون بأن الموت وشيك، و 92% يعانون من صدمات نفسية شديدة نتيجة فقدان عائلاتهم ومنازلهم وتعرضهم المستمر للقصف والخوف.

وأكدت الهيئة في ورقتها أن هذه الانتهاكات تشكل انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، مؤكدة أن ما يتعرض له أطفال غزة يمثل انتهاكاً صارخاً لاتفاقية حقوق الطفل عام 1989، واتفاقية جنيف الرابعة عام 1949، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية عام 1998.

وأضافت أن إسرائيل باعتبارها القوة المحتلة تتحمل المسؤولية القانونية الكاملة عن هذه الجرائم، حيث إن استهداف الأطفال والمدارس والمستشفيات واستخدام التجويع كسلاح حرب تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب المادة (8) من نظام روما الأساسي.

وفي الختام أكدت الهيئة الدولية لحقوق الإنسان أن ما يحدث للأطفال الفلسطينيين في غزة يمثل تهديداً وجودياً لمستقبل المجتمع الفلسطيني، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل بعيداً عن الإدانة اللفظية نحو إجراءات عملية تضمن حماية الأطفال ومحاسبة مجرمي الحرب.

وأكد المركز أن أطفال غزة يدفعون الثمن الأكبر للحرب الإسرائيلية المستمرة، وأن الصمت الدولي على هذه الجرائم يمثل تواطؤاً ضمنياً في استمرار جريمة الإبادة الجماعية، داعياً المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسسات العدالة الدولية إلى التحرك الفوري لإنهاء هذه المأساة الإنسانية وإنقاذ ما تبقى من جيل الأطفال في قطاع غزة.

اقرأ أيضاًاستشهاد 17 فلسطينيا وانتشال جثامين 99 آخرين في قطاع غزة منذ فجر اليوم

عاجل.. شهيد وانتشال جثامين 11 آخرين من أنحاء متفرقة بغزة

أفشة يستجيب لطلب صحفي فلسطيني.. ويوجه رسالة مؤثرة لطفل من غزة

مقالات مشابهة

  • غزة.. حرب الإبادة تُخلّف 60 مليون طن من الركام و80 % من السكان فقدوا منازلهم
  • ما المطلوب لتسريع ملاحقة الاحتلال على جرائم الإبادة في غزة؟
  • وزير الأشغال الفلسطيني: أكثر من 28 مستشفى خارج الخدمة
  • أونروا: انهيار منظومة الصحة في غزة و40% فقط من المستشفيات تصمد وسط الدمار
  • حشد: أكثر من 22 ألف طفل استشهدوا في غزة خلال عامين من الإبادة الإسرائيلية.. ومئات الآلاف مهددون بالموت جوعًا
  • عامان على طوفان الأقصى| أرقام الإبادة في غزة تفضح فظائع الاحتلال.. ومحلل يكشف
  • ارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الجماعية في غزة
  • مارتينيس الحائز على نوبل لـيورونيوز: الجيل الجديد سيحول الثورة الكمية إلى واقع
  • 67211 شهيدا حصيلة حرب الإبادة في غزة
  • الداخلية بغزة: سننتشر في كل مكان ينسحب منه الاحتلال وسنعمل على استعادة النظام