عقد ملتقى المرأة بالجامع الأزهر الندوة الأسبوعية تحت عنوان "قدوات صابرات"، بحضور كل من الدكتورة هبة عوف، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، والدكتورة منال مصباح، أستاذ البلاغة والنقد بجامعة الأزهر، وأدارت الندوة الدكتورة سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر.

قسم الإذاعة والتليفزيون بإعلام بنات الأزهر يعقد حفل تقييم مشروعات التخرج باحثة بمرصد الأزهر: الإسلام حذر من استهداف المدنين بغض النظر عن ديانتهم

 استهلت الدكتورة هبة عوف، حديثها ببيان معنى الصبر وكيفية الوصول إلى تحقيقه، وبيان ثمراته، كما أوضحت أن تاريخنا الإسلامي وحتى اليوم قد حفل بنماذج من النساء الصابرات قَلَّ أن يجود الزمان بمثلهُن، وضربت صورا عديدة لنساء صابرات خلدتهن السُنْة النبوية والتاريخ الإسلامي، ومنهن السيدة آسيا امرأة فرعون، وماشطة بنات فرعون، والسيدة مريم، وأم سيدنا موسى عليه السلام، وأم حارثة بن سراقة، والسيدة صفية بنت عبد المطلب في غزوة الخندق، والسيدة نسيبة بنت كعب، وغيرهن كثيرات رضي الله عنهن جميعًا.

 وأضافت: لقد دخلت المرأة في جميع المجالات، حتى في ميدان المعركة، وليس ذلك بسبب قلة الرجال، ولكن حبًا منهُن للأجر والفداء والتضحية في سبيل الله، وقد ظهرت بطولات النساء وصدق إيمانهن في المعارك، فقد خرجن لكي يسقين العطشى، ويداوين الجرحى، ومنهُن مَنْ قامت برد ضربات المُشركين الموجهة للرسول الكريم صلَّ الله عليه وسلم.

القدوات الصابرات

من جانبها تحدثت الدكتورة منال مصباح، عن أم الصابرين - السيدة سمية أم عمار بن ياسر -رضي الله عنهما-، التي سطرت بصبرها وبموقفها الشجاع أمام أبي جهل المثال العملي في التضحية والبذل والثبات، ليظل كل مسلم ـ رجلا كان أو امرأة ـ يقتدي بها في صبرها وثباتها أمام الابتلاءات، ولا يبخل بشيء في سبيل الله عز وجل.

وأضافت: ومن القدوات الصابرات السيدة أسماء بنت أبي بكر- رضي الله عنهما-، وأفاضت في الحديث عن كثير من مواقفها المشرفة، وبينت كيف صبرت على ضيق العيش مع زوجها، وهاجرت مع زوجها وهي حامل بعبد الله، ثم طلقها الزبير. وعاشت أسماء إلى أن وَلي ابنها الخلافة ثم إلى أن قتل، وصارت كفيفة، واختتمت كلامها بالحديث عن الخنساء الشاعرة الصابرة - تُمَاضِرُ بنتُ عَمْرٍو-، وبينت كيف كان جزعها عند موت أخويها معاوية وصخر في الجاهلية، وكيف كان صبرها وفرحها باستشهاد أبنائها الأربعة بعد إسلامها.

من جانبها أوضحت الدكتورة سناء السيد، أن  الصبر خُلُق كريم، جاءَ ذِكْرُه في القرآن الكريم في أكثرَ من تِسعين موضعًا، تارةً بالأمر به، وتارةً بمَدْح أهله، وأُخرى بذكْر فضله، وتارةً بالنهي عن ضدِّه، وهو خلق نحتاج  إليه في أمور الدين والدنيا، فهو عندَ القتال شجاعَة، وعندَ الإنفاق كرَم، وعند الغَضَب حِلْم.  
 وأضافت: إن الصبر وإن كان مطلوباً من الناس عامة، فهو مطلوب من الزوجين خاصة، وعلى الزوجة أن تصبر على صعوبات الحياة الزوجية، وعلى ما يصيب الزوج من محنٍ خارج قدراته، وفوق إرادته، كأن تصبر على فقرِه بعد غناه، ومرضه بعد صحته، وعُسره بعد يسره، وضيقه بعد سعته، وضعفه بعد قوته.

وأوضحت: إن تلك القصص لتلك القدوات الصابرات يجب ألا نتعامل معها كمجرد قصص أمتعتنا، وآنست أوقاتنا بل يجب أن تكون سيرتهن معينا لنا لضبط خطانا على طريقهن.

جدير بالذكر أن هذه البرامج تعقد برعاية كريمة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجامع الأزهر الأزهر ملتقى المرأة سناء السيد

إقرأ أيضاً:

كفر السنابسة تودع شهداء لقمة العيش.. قرية ترتدي السواد وتعلم معنى التكافل في وجه الفقد

في مشهد يوجع القلب ويبعثر السكون، خيم الحزن على قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، عقب الفاجعة التي أودت بحياة 19 شهيدًا من أبنائها في حادث مروع على الطريق الإقليمي أثناء رحلة بحثهم عن لقمة العيش.
ولم تكن الفاجعة مجرد خبر عابر، بل لحظة مفصلية توقف عندها الزمن في هذه القرية، وتبدلت ملامح الحياة فيها بالكامل، لتغدو صامتة وحزينة وخاشعة، كأنها دخلت في حداد جماعي طويل.

فالأرواح التي غادرت حملت معها جزءًا من روح المكان وأحالت تفاصيله اليومية إلى طقوس عزاء لا تنتهي ترسمها الدموع وتحييها الذاكرة، في شوارع خلت من ضجيجها المعتاد، ومنازل تحولت إلى محاريب للدعاء والصبر.

 

صمت ثقيل وظلال حزن في كل ركن

تطل عليك كفر السنابسة اليوم بوجه شاحب، حيث لا أصوات تسمع إلا همسات خافتة من الباعة والمارة، ولا موسيقى في وسائل النقل التي تمر كأنها تواسي أهل القرية، فيما الشوارع مزدحمة بالأجساد لكنها فارغة من الحياة، وكأنها تتنفس الصمت احترامًا للألم الساكن في القلوب.

 

الأذان يتحول إلى نداء عزاء

في لحظة الأذان، وعقب صوته الرخيم، أضاف المؤذن جملة واحدة بصوت مرتجف:
«فيه عزاء جماعي لشهداء الأمس».
عبارة هزت القلوب وأعادت للأذهان تفاصيل الحادث الذي وقع عندما انفصلت مقطورة عن شاحنة، لتصطدم بسيارة تقل مجموعة من العمال، ليصبح الحادث بمثابة ضربة قاسية أودت بأحلام ومصائر أسر بأكملها.

 

 

 

نساء بالسواد وصواني الطعام عنوان للتكافل

في مشهد يعكس قوة المجتمع الريفي المصري، بدت النساء وكأنهن جبال من الصبر، وهن يحملن صواني الطعام فوق رؤوسهن متجهات نحو بيوت العزاء المنتشرة، إذ لم تسلم دار في القرية من الحزن، كل بيت يستقبل المعزين، وكل أسرة تنعي شهيدًا أو أكثر والوجوه مهما تنوعت جمعتها المأساة.

 

أطفال مذهولون وقلوب تصبر بالصلاة

الرجال لا يخجلون من دموعهم، والنساء لا يجدن وقتًا للراحة، والأطفال يحدقون في وجوه الكبار، يحاولون فهم معنى الموت والغياب، وكل ذلك في خلفية قرية تبدو وكأنها دخلت في حداد أبدي لا يعرف متى ينتهي.

 

درس في الإنسانية من قلب المعاناة

رغم الألم، لم تنكسر القرية، بل تماسكت، وتحولت إلى مدرسة في الصبر والتضامن.
علمت الجميع أن فقد الأحبة موجع، لكنه لا يفرق إذا اجتمعت القلوب على المحبة، وعلمتنا أن الجنازات، مهما كانت موجعة، قد تحيي فينا أجمل ما في الإنسان من رحمة ومواساة.

 

مقالات مشابهة

  • محافظ سوهاج: يعقد اللقاء الجماهيري الأسبوعي للاستماع إلى شكاوى وطلبات المواطنين
  • بيت الزكاة يبدأ صرف إعانة يوليو للمستحقين بجميع المحافظات بتوجيه من الإمام الأكبر
  • الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: وثيقة المدينة نموذج رائد لبناء المجتمعات المتنوعة
  • عضو بمركز الأزهر: الوضوء عبادة عظيمة ذات أثر نفسي وروحي ومادي
  • تحت رعاية الإمام الأكبر.. الجامع الأزهر يحتفي بالهجرة النبوية غدًا
  • أستاذ بالأزهر: سيدنا النبي نهى عن هذه التصرفات على الطريق
  • هل ينقطع بر الوالدَيْنِ بوفاتهما؟.. الأزهر يجيب
  • كفر السنابسة تودع شهداء لقمة العيش.. قرية ترتدي السواد وتعلم معنى التكافل في وجه الفقد
  • هل تجوز الصدقة على عاصِ؟.. يسري جبر يجيب
  • فضل العبادة في أوقات الغفلة وانتشار المعاصي.. الأزهر يوضح