هل تجوز الصدقة على عاصِ؟.. يسري جبر يجيب
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل الذي تصدق على سارق وزانية وغني، يحمل دروسًا عظيمة في النية، واليقين، والإصرار على عمل الخير، ويؤكد أن الخير لا يضيع أبدًا عند الله، حتى وإن ظننت أنه ذهب لغير مستحقه.
وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال تصريح تليفزيوني، اليوم السبت، أن النبي، وهو الرحمة المهداة والشاهد على الأمم – شهد أحوال من سبقونا بروحه النورانية الشاملة، وأخبرنا في هذا الحديث عن رجل من الأمم السابقة نذر أن يتصدق بمال كبير لأول من يلقاه، لكنه فوجئ أن المال ذهب إلى سارق، فظن أن نذره لم يتحقق، فأعاد الصدقة في اليوم الثاني، فذهبت إلى زانية، ثم في اليوم الثالث وقعت في يد غني بخيل، وظل يكرر المحاولة معتقدًا أن صدقته لم تقع في موضعها الصحيح.
وأضاف: "هذا الرجل لم يندم، بل قال في كل مرة: اللهم لك الحمد على سارق، وعلى زانية، وعلى غني، لأنه كان موقنًا أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، وقد أرسل الله له ملكًا يُطمئنه ويُبشره أن كل صدقة من هذه الصدقات أثمرت وأحدثت أثرًا".
وبيَّن أن الحديث يُعلِّمنا أن السارق قد يتوب عندما يرى أن الرزق يمكن أن يأتي بالحلال، وكذلك الزانية قد تترك المعصية إذا جاءها رزق يُغنيها عن بيع نفسها، وأيضا الغني البخيل قد يعتبر فينفق عندما يرى نموذجًا مضيئًا في العطاء.
وأكد أن هذا الحديث الشريف يدل على أن: "الخير الذي تفعله بإخلاص لا يُهدر، حتى لو وقع في غير ما كنت تظنه موضعًا مناسبًا، ورب صدقة لمست قلبًا فغيّرته".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: يسري جبر الأزهر الشريف علماء الأزهر الصدقة العاصي یسری جبر
إقرأ أيضاً:
"شوق الحبيب لأمته.. ما ورد في السنة عن بكاء النبي للقائنا
تلقىّت دار الإفتاء المصرية سؤالًا مؤثرًا من أحد المتابعين، جاء فيه: "هل ورد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكى شوقًا لرؤية أمته من بعده؟"، ليكشف رد لجنة الفتوى الرئيسة بالدار حقيقة الأمر وما ثبت في السنة النبوية المطهرة بشأن هذا المعنى النبيل.
النبي ﷺ يشتاق إلينا
أوضحت لجنة الفتوى أن النصوص الصحيحة الواردة في السنة تؤكد أن رسول الله ﷺ اشتاق إلى رؤية أمته ولقائهم، بل وأبدى رغبته الصادقة في أن يراهم، رغم أنه لم يعش معهم في الدنيا.
واستشهدت اللجنة بما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي ﷺ أتى المقبرة فقال:«السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا».
فقال الصحابة متعجبين: "أولسنا إخوانك يا رسول الله؟"، فأجابهم: «أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد».
وفي رواية أخرى، قال ﷺ بصراحة مؤثرة: «إني لمشتاق إلى إخواني».
معنى الأخوّة هنا
أوضحت دار الإفتاء أن المقصود بـ"إخوان النبي" في هذا الحديث هم المؤمنون الذين سيأتون بعده، ويؤمنون به دون أن يروه، وهو ما يشمل كل مسلم ومسلمة جاءوا بعد زمن الصحابة الكرام، حتى يوم القيامة.
هذا الحديث يحمل رسالة حب ووفاء من النبي ﷺ لأمته، ويعكس حرصه عليهم وشوقه للقائهم، وهو ما ينبغي أن يقابله المسلم بمزيد من المحبة والطاعة، والتمسك بسنته، والاستعداد للقائه على الحوض يوم القيامة.
لم يثبت في السنة نص صريح يفيد بأن النبي ﷺ بكى شوقًا لرؤية أمته، لكن ثبت يقينًا أنه عبّر عن شوقه وحنينه إليهم، ووصفهم بإخوانه، وهو شرف عظيم لكل من تمسّك بدينه دون أن يرى نبيه، مؤمنًا به محبًا له، منتظرًا للقائه في دار الخلود.