سلط اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والقيادي العسكري بحزب الله فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية، أواخر يوليو الفائت، الضوء أكثر على إيران ووكلائها في المنطقة وسط توعد بالانتقام.

فماذا تعرف عن هؤلاء "الوكلاء"؟

حسب الخبير في الشؤون الإيرانية جابر رجبي، "كان تأسيس الوكلاء (في إشارة إلى الميليشيات المسلحة التي تدعمها طهران في عدة دول عربية على رأسها حزب الله في لبنان والحوثي في اليمن) يهدف في المقام الأول إلى حماية النظام الإيراني من الخطر، وثانياً لاستخدامهم كورقة في المفاوضات الإقليمية والدولية، وثالثاً للتأثير على الدول المستهدفة عبر هؤلاء".

وقال في تصريحات لـ"العربية.نت/الحدث.نت" أنه بالفعل، حققت إيران إلى حد ما هذه الأهداف الثلاثة على مدار سنوات طويلة، موضحاً أنها تمكنت من تجنب الانخراط المباشر في الصراعات، واستفادت من الوكلاء كورقة رابحة في المفاوضات وحصلت على امتيازات.

وأردف أنها تمكنت في الوقت نفسه من التأثير بشكل كبير في دول مثل العراق واليمن وسوريا ولبنان وحتى في إفريقيا عبر وكلائها، ودفع أهدافها في السياسة الداخلية لهذه البلاد.

ومضى رجبي قائلاً: "لكن بعد السابع من أكتوبر، الذي أعتقد أنه كان قراراً إيرانياً بحتاً، تغيرت المعادلة بعض الشيء، إذ لم تتمكن طهران من البقاء بعيدة عن الصراع كما كانت تأمل، وتعرضت لنيران هذه الحرب مراراً وتكراراً".

شكوك الوكلاء

إلى ذلك، اعتبر أن أسوأ ضربة كانت بعد المواجهة المباشرة بين إيران وأميركا ثم إسرائيل، إذ بدأت الشكوك تنتاب تلك الفصائل حول القوة العسكرية والأمنية لداعمهم الأول"، حيث شرح أن "النظام الإيراني كان يسعى دائماً إلى تقديم صورة خارقة أمام وكلائه وأنصاره، غير أن هذه الصورة تشوهت الآن".

وواصل حديثه بالقول: "حتى الوكلاء الكبار مثل حزب الله لم يتحملوا مسؤولية الانتقام نيابة عن طهران، وأشاروا في تصريحاتهم إلى أنه يجب على إيران اتخاذ إجراءات لاستعادة هيبتها".

كما ذكر رجبي أنه "ما هو واضح الآن أن رد الوكلاء نيابة عن إيران لن يغير المعادلة بل قد يضر بطهران أكثر. وعلاوة على ذلك، يجب على إيران أن تثبت نفسها أمام وكلائها، لأن معنوياتهم بعد الهزائم المتكررة واغتيال القادة، والتي تعتبر مؤشراً على اختراق إسرائيل العميق، قد وصلت إلى أدنى مستوياتها".

وأضاف: "ومع أن حماس قد تكون حالة استثنائية بين الوكلاء، إلا أن موقع يحيى السنوار مرتبط أيضاً بموقع إيران، فيما يدرك حزب الله أيضاً أن مكانته في السنوات القادمة تعتمد على الموقع الإقليمي لطهران".

وختم قائلاً إنه "يمكن الاستنتاج أن الوكلاء قد يشاركون في رد إيران، لكن لا يمكنهم أن يقوموا بالرد نيابة عنها".

يشار إلى أنه خلال الأيام الماضية، تزايدت المخاوف من تصعيد عسكري بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بعد اغتيال هنية وشكر.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

"لا يحقق مصالح طهران".. إيران تتّجه لرفض المقترح الأميركي بشأن برنامجها النووي

ترى طهران في العرض الأميركي، وفقاً لمصدر دبلوماسي إيراني تحدث لـ "رويترز"،محاولة لفرض "صفقة سيئة" لا تخدم مصالحها، رغم جهود الوساطة العُمانية وخمس جولات تفاوضية. اعلان

كشفت مصادر دبلوماسية إيرانية، الإثنين، أن طهران تتجه نحو رفض المقترح الأميركي الأخير الرامي إلى إنهاء الخلاف النووي المستمر منذ عقود، واصفةً العرض بأنه "غير قابل للنقاش" ولا يراعي مصالح الجمهورية الإسلامية، كما يُبقي على الموقف الأميركي المتشدد حيال تخصيب اليورانيوم دون تغيير.

وقال دبلوماسي إيراني رفيع، مقرّب من فريق التفاوض النووي، في تصريح لوكالة "رويترز": "إيران تُعدّ رداً سلبياً على المقترح الأميركي، ما قد يُفهم على أنه رفض صريح للعرض الأميركي".

وقدّمت الولايات المتحدة مقترحها الجديد بشأن الاتفاق النووي عبر وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، خلال زيارة قصيرة أجراها إلى طهران، ضمن جهود الوساطة التي تضطلع بها مسقط بين واشنطن وطهران. لكن، وعلى الرغم من إجراء خمس جولات من المباحثات بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لا تزال القضايا الجوهرية عالقة.

ويتمثل أحد أبرز خطوط التماس في رفض إيران المطلق للطلب الأميركي بالتخلي الكامل عن تخصيب اليورانيوم، والذي تعتبره واشنطن طريقاً محتملاً نحو إنتاج أسلحة نووية. فيما تصرّ طهران على أن برنامجها النووي ذو طابع سلمي بحت، وتنفي بشكل متواصل الاتهامات الغربية بالسعي لتطوير سلاح نووي.

Relatedإسرائيل تعليقًا على تقرير وكالة الطاقة الذرية: إيران مصممة على حيازة السلاح النوويتفاصيل المقترح الأميركي الجديد حول النووي الإيراني.. ما مقابل وقف التخصيب؟ تحرك غربي مرتقب لإدانة إيران أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية

وأضاف الدبلوماسي الإيراني، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه نظراً لحساسية الملف: "الموقف الأميركي بشأن التخصيب داخل الأراضي الإيرانية لم يتغير، ولم يتضمن المقترح أي توضيح بشأن رفع العقوبات". وتتمسك طهران بمطلب رفع كافة القيود الأميركية المفروضة، والتي تضرب في عمق اقتصادها القائم على صادرات النفط، في حين تصر واشنطن على تنفيذ أي تخفيف للعقوبات بشكل تدريجي.

ومنذ عام 2018، فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات صارمة على عشرات المؤسسات الإيرانية الحيوية، بما في ذلك البنك المركزي وشركة النفط الوطنية، متهمةً إياها بدعم الإرهاب أو نشر الأسلحة.

ومع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أحيا سياسة "الضغوط القصوى" ضد طهران، عبر تشديد العقوبات والتلويح بخيارات عسكرية في حال فشل المفاوضات. وكان ترامب قد انسحب في ولايته الأولى عام 2018 من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، وأعاد فرض عقوبات قاسية تسببت في إنهاك الاقتصاد الإيراني، لترد طهران حينها بتوسيع أنشطتها النووية وتجاوز بنود الاتفاق.

وبحسب الدبلوماسي ذاته، فإن تقييم لجنة التفاوض النووية الإيرانية، التي تعمل بإشراف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، يعتبر أن المقترح الأميركي "أحادي الجانب بالكامل" ولا يحقق الحد الأدنى من مصالح طهران.

وأضاف: "تعتبر طهران هذا المقترح بمثابة صفقة سيئة تُفرض من طرف واحد من خلال مطالب تعجيزية"، مشدداً على أن العرض غير صالح كأرضية لأي اتفاق مقبول.

وكان مسؤولان إيرانيان قد كشفا الأسبوع الماضي لوكالة "رويترز" أن إيران قد تدرس وقف تخصيب اليورانيوم مؤقتاً، في حال أفرجت واشنطن عن الأموال الإيرانية المجمدة، واعترفت بحق طهران في تخصيب اليورانيوم للأغراض المدنية، وذلك في إطار تفاهم سياسي يُمهّد لاتفاق نووي أوسع نطاقاً.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • إيران: لا اتفاق ومفاوضات دون تخصيب اليورانيوم
  • إيران منفتحة على اتفاق نووي يشمل اتحادا إقليميا للتخصيب بشرط
  • إيران تبدي ملاحظات على مقترح ويتكوف للاتفاق النووي.. رفضت بنودا
  • لن ننسحب.. إيران: التصريحات الأمريكية المتناقضة تعقّد المفاوضات النووية
  • واشنطن ترسل مقترح الاتفاق النووي إلى إيران
  • تراجع مفاجئ في سياسة الضغط القصوى.. واشنطن تُجمّد العقوبات على إيران
  • رويترز: إيران سترفض الاقتراح الأمريكي حول ملفها النووي
  • "لا يحقق مصالح طهران".. إيران تتّجه لرفض المقترح الأميركي بشأن برنامجها النووي
  • إيران تنتظر ضمانات من أمريكا لرفع العقوبات في الاتفاق النووي الجديد
  • إيران تدرس الرد على رسالة أمريكية قبل جولة محادثات نووية مرتقبة