مشعر عرفات.. قلب الحج النابض وموقف عظيم يشهد على توحيد الصفوف
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
يُعدُّ مشعر عرفات من أهم المشاعر المقدسة وأبرز محطات الحج، بل هو الركن الأعظم الذي لا يصح الحج إلا بالوقوف فيه، كما جاء في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الحج عرفة”، إذ يقف فيه الحجاج في يوم غدٍ التاسع من شهر ذي الحجة، في مشهد إيماني مهيب، يوحد فيه ضيوف الرحمن مشاعرهم وقلوبهم متجردين لله سبحانه وتعالى.
ويقع المشعر على بُعد نحو “18” كم2 من المسجد الحرام، و”10″ كم2 من مشعر منى، و”6″ كم2 من مشعر مُزدلفة، وَيقرب طول وعرض مشعر عَرفة ميلين، وهو سَهل مُنبسط مُحاط بسلسلة من الجِبال على شكل قوس، ويتسم بهدوئه وروحانيته التي تميّزه عن غيره من المشاعر، إذ لا تُقام فيه إقامة دائمة أو مبيت دائم، ويكون وقت الوقوف فيه من بعد زوال شمس يوم التاسع إلى فجر اليوم العاشر.
ويحمل مشعر عرفات رمزية دينية عظيمة، حيث وقف عليه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع، وخطب خطبته الشهيرة التي أرست فيها المبادئ الكبرى لحقوق الإنسان، وأعلن فيها تمام الدين بقوله تعالى: “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا”، وهو ما يجعل من هذا المشعر موضعًا ذا بُعد إيماني وتشريعي في الوجدان الإسلامي.
ويتجلى في يوم عرفة أعظم مظاهر المساواة والتجرد من الفوارق بين البشر، حيث يتساوى الجميع في اللباس والدعاء والتضرع، ويتّجهون نحو الله تعالى في موقف جامع تُرفع فيه الأيدي وتُسكب فيه العبرات، راجين عفوًا ورحمة وغفرانًا.
وعبر قرون طويلة، كان مشعر عرفات يشهد تجمع الحجاج في ظروف مختلفة من حيث السبل والخدمات، حيث كانت تنصب الخيام المؤقتة ويستخدم الحجاج وسائل تنقل تقليدية للوصول إلى المشعر، ما جعل المشقة جزءًا من الرحلة الروحية، قبل أن تشهد العقود الأخيرة نقلة تطويرية غير مسبوقة.
وحظي مشعر عرفات باهتمام خاص ضمن المشاريع الكبرى التي تنفذها حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، وذلك ضمن رؤية المملكة 2030، الرامية إلى؛ تعزيز جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
واستهدفت “كِدانة” تظليل وتطوير “85” ألف متر مربع من ساحة مسجد نمرة وتظليلها بـ “320” مظلة و”350″ عمود رذاذ، وتشجير المنطقة، مما يسهم في إثراء تجربة ضيوف الرحمن، كما حددت مساحة “60” ألف متر مربع لتظليل وتبريد المسارات بمشعر عرفات، وتزويدها بمراوح رذاذ لتقليل تأثير حرارة الشمس المباشرة.
وتشهد ساحة عرفات وجودًا ميدانيًا مكثفًا للجهات الحكومية من مختلف القطاعات الأمنية والطبية والبلدية، حيث يتم تشغيل مستشفى جبل الرحمة، وعدد من المراكز الصحية والنقاط الإسعافية المنتشرة في نطاق المشعر، لاستقبال الحالات الطارئة وتقديم الرعاية الفورية.
كما تم دعم المشعر بأنظمة إلكترونية لمراقبة الحشود والتحكم بالحركة، إلى جانب توزيع فرق للتوعية والإرشاد، وتوفير ترجمة فورية بـ “34” لغة لخطبة عرفة، فضلًا عن توظيف تطبيقات ذكية تساعد الحاج في تحديد موقعه ومعرفة مواعيد التفويج والانتقال.
اقرأ أيضاًالمجتمعبنك البلاد يحصد “الدرع الفضي” من يوتيوب كأول مؤسسة مالية سعودية
ويتوسط مشعر عرفات جبل الرحمة، والذي يُعدُّ معلمًا بارزًا وذا رمزية خاصة، إذ ورد في الأحاديث أنه الموضع الذي وقف فيه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، واشتهر بعدة أسماء منها: جبل الدعاء: لدعاء كثير من الحجاج المسلمين عليه في ذلك اليوم العظيم، وجبل الموقف: لوقوف النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا المكان في حجة الوداع.
ويُعدُّ كذلك مسجد نمرة أحد أبرز المعالم الإسلامية في مشعر عرفات، حيث يستوعب في يوم عرفة أكثر من “350” ألف مصلٍ لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، ويمتد المسجد على مساحة “110” آلاف متر مربع، ويضم “6” منارات بارتفاع “60” مترًا لكل منها، و”3″ قبب، و”10″ مداخل رئيسة تحتوي على “64” بابًا.
ويتضمن المسجد “610” مكيفات دولابية و”59″ وحدة فريش إير، و”185″ مروحة رذاذ في ساحاته، إضافة إلى “10” آلاف متر مربع من مساحته، و”37″ كاميرا داخلية، و”35″ كاميرا خارجية للمراقبة، فيما يضم “700” دورة مياه للرجال، و”300″ دورة مياه للنساء، ويعمل فيه أكثر من “176” فنيًا وعاملًا خلال ذروة موسم الحج.
وشهد المسجد تنفيذ عدد من المشاريع التطويرية خلال السنوات الأخيرة، أبرزها مشروع تهيئة وتلطيف الساحة الخلفية بقيمة تجاوزت “3” ملايين ريال، ومشروع سقيا الحجاج بتكلفة تخطت “2.2” مليون ريال.
ويجسد مشعر عرفات في كل عام مشهدًا فريدًا لوحدة الأمة الإسلامية، وهوية مكانية ذات قدسية راسخة، تتجلى فيها المقاصد الكبرى للحج، ويتجدد فيها عهد المملكة وقيادتها بخدمة الإسلام والمسلمين، من خلال تسخير الإمكانات والقدرات كافة لخدمة ضيوف الرحمن.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية صلى الله علیه وسلم مشعر عرفات متر مربع
إقرأ أيضاً:
بالترتيب.. الصحة تكشف عن الفيروسات الأكثر انتشارا وموقف كورونا
قال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، إن بيانات الموقف الوبائي الحالية توضح هيمنة فيروس الإنفلونزا على خريطة الأمراض التنفسية في مصر، حيث يستحوذ على ما يقرب من ثلثي الإصابات التي تم رصدها خلال الفترة الأخيرة.
وأضاف في تصريحات لمصراوي، أن الفيروس المخلوي التنفسي يأتي في المرتبة الثانية بنسبة تقترب من 18%، بينما تتوزع بقية الإصابات على فيروسات "البارا إنفلونزا"، و"الراينو" و"الأدينو" بنسب محدودة للغاية.
وقال عبدالغفار إن فيروس كورونا يُعد الأقل انتشارًا هذا الموسم، إذ لا تتجاوز معدلات رصده 1 إلى 2% فقط من بين الفيروسات التنفسية المتداولة داخل البلاد.
وفيما يخص موقف المدارس، شدد المتحدث باسم الوزارة على أنه لا توجد أي توصيات بإغلاق المدارس أو خفض الكثافات الطلابية.
وأوضح أن التوجيهات الحالية ترتكز على الالتزام بتطعيم الإنفلونزا الموسمية، وتحسين مستويات التهوية داخل الفصول، والحرص على التغذية الجيدة للطلاب، إضافة إلى بقاء الأطفال الذين تظهر عليهم أعراض تنفسية في المنزل لمدة لا تقل عن 24 ساعة بعد زوال الأعراض، مع الاستمرار في تطهير الأيدي والأسطح بشكل دوري.
كيف تفرق بين الإنفلونزا والفيروس المخلوي وكورونا؟وتتزايد إصابات الأمراض التنفسية في مثل هذا التوقيت من كل عام، لتتنوع بين الإصابة بـ"الإنفلونزا الموسمية"، أو "الفيروس المخلوي التنفسي"، أو "فيروس كورونا"، في الوقت الذي تتشابه أعراضها بشكل كبير للدرجة التي يصعب على المرضى التفرقة بين طبيعة إصاباتهم.
تُعد الأنفلونزا الموسمية مرضًا تنفسيًا حادًا يسببه فيروس الأنفلونزا، ويضم أربعة أنماط رئيسية، يُعد النمطان A وB الأكثر شيوعًا وانتشارًا، إذ يقفان وراء الأوبئة الموسمية التي تصيب ملايين الأشخاص سنويًا حول العالم.. وفي مصر، يزداد نشاط الفيروس خلال الفترة من نوفمبر إلى مارس مع التقلبات الجوية، وؤثر الإصابة على جميع الفئات العمرية، مع زيادة الخطورة لدى الرضع وكبار السن والحوامل.
وتشمل الأعراض الشائعة ارتفاع الحرارة لأكثر من 38 درجة مئوية، والرشح، والسعال الجاف، واحتقان الحلق، والصداع الشديد، والإرهاق وآلام الجسم، وقد يصاحبها ألم في الصدر.
وفي الحالات البسيطة يُكتفى بعلاج الأعراض منزليًا، بينما تتطلب الحالات المتوسطة والشديدة استخدام مضادات الفيروسات مثل الأوسيلتاميفير (تاميفلو) لتقليل مدة المرض وحدته، مع الالتزام بإجراءات الوقاية، وعلى رأسها غسل اليدين بانتظام، وارتداء الكمامات، وتجنب الأماكن المزدحمة.
الفيروس المخلوي.. خطر يهدد الرُضعيُعد الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) من أكثر الفيروسات التنفسية شيوعًا، ويشكل خطرًا متزايدًا خلال فصل الشتاء، خاصة على الرضع والأطفال الصغار وكبار السن، إضافة إلى أصحاب المناعة الضعيفة والأمراض المزمنة.
وتتشابه أعراض الإصابة بالفيروس المخلوي مع نزلات البرد، وتشمل سيلان الأنف والسعال والحمى وفقدان الشهية وصفير الصدر، بينما قد تظهر على الرضع أعراض أكثر خطورة مثل قلة الحركة وصعوبة التنفس. وفي بعض الحالات، قد تتطور الإصابة إلى التهابات حادة في الجهاز التنفسي السفلي، مثل التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، خاصة لدى الأطفال دون العام وكبار السن، ما يستدعي الحجز بالمستشفى وتلقي الرعاية الطبية المكثفة.
وينتقل الفيروس عبر الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة، وتبلغ فترة الحضانة من 4 إلى 6 أيام، فيما تستمر قابلية نقل العدوى من 3 إلى 8 أيام، ويستغرق التعافي عادة من أسبوع إلى أسبوعين.
فيروس كورونا.. علامات وأعراضلا يزال فيروس كورونا المستجد يشكل جزءًا من خريطة الأمراض التنفسية في مصر والعالم، رغم انحسار الجائحة، وينتقل أساسًا عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس أو الكلام، أو عبر لمس الأسطح الملوثة ثم ملامسة العين أو الأنف أو الفم، مع قدرته على البقاء لساعات أو أيام على بعض الأسطح.
تتراوح فترة حضانة الفيروس بين يومين و14 يومًا بمتوسط 5 إلى 6 أيام، ويصبح المصاب قادرًا على نقل العدوى قبل ظهور الأعراض بيومين.
ويمكن أن يصاب به جميع الفئات العمرية، إلا أن كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والحوامل هم الأكثر عرضة للإصابة الشديدة.
وتتدرج الأعراض من خفيفة مثل الحمى والسعال والإجهاد وفقدان الشم والتذوق واحتقان الأنف واضطرابات الجهاز الهضمي، إلى أعراض أكثر حدة تشمل ضيق التنفس وآلام الصدر وارتفاع الحرارة واضطرابات نفسية وعصبية نادرة.
ويعتمد العلاج على شدة الحالة، إذ تُعالج الحالات البسيطة بالعزل المنزلي وتخفيف الأعراض، بينما تتطلب الحالات ذات الخطورة أو المراضة الشديدة الحجز بالمستشفى واتباع بروتوكولات العلاج المعتمدة.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الدكتور حسام عبدالغفار الفيروسات كورونا فيروس الإنفلونزا أخبار ذات صلةفيديو قد يعجبك
محتوى مدفوع
أحدث الموضوعاتإعلان
أخبار
المزيدإعلان
بالترتيب.. الصحة تكشف عن الفيروسات الأكثر انتشارا وموقف كورونا
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
من نحن اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
21 14 الرطوبة: 48% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي من نحن إتصل بنا إحجز إعلانك سياسة الخصوصية