شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، على وجوب "طرد" القوات الأوكرانية التي تنفذ منذ السادس من أغسطس توغلا واسعا في منطقة كورسك الروسية.

وقال بوتين، خلال اجتماع عرض التلفزيون الروسي وقائعه، إن "المهمة الرئيسية لوزارة الدفاع تكمن من دون شك في طرد العدو من أراضينا"، على حد تعبيره.

واعتبر بوتين أن كييف تسعى إلى تحسين موقفها التفاوضي مستقبلا، واتهمها بـ"تنفيذ إرادة" الدول الغربية، والسعي إلى "زرع الانقسام" داخل المجتمع الروسي، وذلك مع استمرار توغل مسلح غير مسبوق داخل الأراضي الروسية بدأته كييف الأسبوع الفائت.

وكان بوتين تحدث، الأربعاء، عن التوغل الأوكراني في منطقة كورسك معتبرا أنه "استفزاز كبير".

وطالب مسؤول في مقاطعة كورسك الحدودية الروسية، الاثنين، مزيدا من السكان بإخلاء منازلهم بسبب ما سماه "الوضع المتوتر للغاية" في المقاطعة.

وأعلن حاكم منطقة كورسك، الاثنين، إجلاء 121 ألفًا من سكانها، كما شف أن أوكرانيا تسيطر على 28 تجمعا سكنيا في المنطقة الحدودية.

وأضاف أن القوات الأوكرانية تقدمت 12 لمسافة كيلومترا داخل الأراضي الروسية,

ولا تزال القوات الروسية تحاول الرد على الهجوم الأوكراني المفاجئ، بعد نحو أسبوع من القتال العنيف. 

وكانت سلطات الطوارئ الروسية قالت، في وقت سابق، إن أكثر من 76 ألف شخص فروا من منازلهم في كورسك، حيث تدفقت القوات والمدرعات الأوكرانية عبر الحدود في 6 أغسطس، وتوغلت بعمق 30 كيلومترا داخل روسيا، مما تسبب في إثارة حالة من الذعر.

كما أعلن حاكم بيلغورود، المجاورة لكورسك، عن إجلاء أشخاص من منطقة قريبة من الحدود الأوكرانية، ووصف الوضع صباح الاثنين بأنه "مثير للقلق"، لكنه لم يخض في التفاصيل.

وتوغلت القوات الأوكرانية بسرعة في مدينة سودجا التي تبعد حوالي 10 كيلومترات من الحدود بعد شن الهجوم، وذكرت تقارير أنها لا تزال تسيطر على الجزء الغربي من المدينة، وهو موقع مهم لمحطة لنقل الغاز الطبيعي.

وتجري العملية العسكرية الأوكرانية في سرية تامة، وأهدافها تظل غير واضحة.

وأخذت المناورة الأوكرانية قوات الكرملين على حين غرة، وجاءت لتواجه الجهود الروسية المتواصلة في الأشهر الماضية لاختراق الدفاعات الأوكرانية عند نقاط محددة على خط المواجهة في شرق أوكرانيا.

وشهدت روسيا توغلات سابقة بأراضيها خلال الحرب المستمرة منذ نحو عامين ونصف العام، لكن التوغل في كورسك كان بمثابة أكبر هجوم على أراضي روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، مما أحرج الرئيس بوتين.

وتشكل هذه الأحداث علامة فارقة في المعارك. كما أنها المرة الأولى التي يقود فيها الجيش الأوكراني عملية غزو وليس المقاتلين الروس الموالين لأوكرانيا.

ووجه هذا التقدم ضربة لجهود بوتين للتظاهر بأن الحياة في روسيا ظلت غير متأثرة بالحرب إلى حد بعيد، بحسب "أسوشيتد برس".

وسجل سكان كورسك مقاطع مصورة يكشفون فيها اضطرارهم إلى الفرار من منطقة الحدود، وترك ممتلكاتهم وراءهم، والتوسل إلى بوتين للمساعدة.

لكن وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة الروسية تفرض قيودا على أي تعبير عن السخط والاستياء.

وإلى ذلك، انتقد الجنرال المتقاعد أندريه جوروليف، عضو مجلس النواب الروسي، الجيش لفشله في حماية الحدود بشكل صحيح.

وقال: "في حين قام الجيش بزرع حقول ألغام في منطقة الحدود، إلا أنه فشل في نشر قوات كافية لمنع الغارات المعادية".

وأضاف عبر قناته على تطبيق المراسلة الخاص به "للأسف، لم يكن لدى القوات التي تحمي الحدود أصول استخباراتية. لا أحد يحب رؤية الحقيقة في التقارير، الجميع يريد فقط سماع أن كل شيء على ما يرام".

وفي السياق، قال باسي باروينين، المحلل في وكالة الاستخبارات مفتوحة المصدر "بلاك بيرد غروب" - ومقرها في فنلندا - التي تراقب الحرب، إن المرحلة الأصعب من التوغل الأوكراني من المرجح أن تبدأ الآن مع دخول الاحتياطيات الروسية إلى المعركة.

وأضاف "إذا كان الأوكرانيون سيتقدمون أكثر من حيث هم الآن، فسوف تكون معركة صعبة، على عكس اللحظات الأولى لهذا الهجوم".

وقال معهد دراسات الحرب، ومقره واشنطن، في تقييم صدر في وقت متأخر مساء الأحد إن هذا قد يجبر روسيا على نشر مزيد من الأصول العسكرية على الحدود الطويلة بين البلدين.

ووصف المعهد القوات الروسية التي ردت على التوغل بأنها "تم حشدها على عجل وبشكل متباين".

 

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

الحرب الروسية الأوكرانية: كتاب لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات يفوز بجائزة ثقافية لعام 2025

فاز كتاب “الحرب الروسية الأوكرانية: عودة الصراعات الكبرى بين القوى الدولية” الصادر عن مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة – أبوظبي، بجائزة الدولة التشجيعية في مصر لعام 2025، باعتباره من أفضل الأعمال الثقافية التي ترشحت للجائزة في فرع العلوم القانونية والاقتصادية.

وجائزة الدولة التشجيعية هي جائزة تمنحها وزارة الثقافة المصرية للمبدعين والباحثين في مجالات الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وتُعد واحدة من أرفع الجوائز المصرية لتشجيع الثقافة، من بين أربع جوائز مصرية لتشجيع الثقافة والفنون، تضم جائزة النيل، وجائزة الدولة التقديرية، وجائزة التفوق، وجائزة الدولة التشجيعية، وتمنح سنوياً لأفضل الأعمال في مجالات الآداب والثقافة، وتضم ثماني جوائز للآداب، ثماني جوائز للفنون، ثماني جوائز للعلوم الاجتماعية، ثماني جوائز للعلوم القانونية والاقتصادية، ويقام حفل سنوي لمنح الجوائز كتقليد لتعزيز الثقافة والفنون والآداب.

 

ويُعد كتاب “الحرب الروسية الأوكرانية: عودة الصراعات الكبرى بين القوى الدولية” الصادر عن مركز المستقبل عملاً متميزاً استناداً إلى تقييم لجنة منح الجائزة، فالكتاب الذي شارك فيه عدد من الخبراء والباحثين، وصدر بعد اندلاع الحرب بفترة، ما زال رغم مرور ما يزيد على ثلاث سنوات من اندلاع الحرب يضم تحليلات وسيناريوهات كانت استباقية واستشرافية في توقع مسارات الحرب ومآلاتها.

 

أعد الكتاب مجموعة من المؤلفين، وقام بتحريره أحمد عاطف، رئيس التحرير التنفيذي للموقع الإلكتروني للمركز، وصدر ضمن سلسلة “كتب المستقبل”، ويُعد من أوائل الإصدارات في مراكز الفكر العربية التي تناقش وتحلل الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك بتسليط الضوء على الأبعاد المختلفة لهذه الحرب؛ من حيث رصد ومتابعة تطوراتها، وتفسير أدوار الأطراف الفاعلة فيها، واستعراض التأثيرات المتنوعة والممتدة لها.

ويتكون الكتاب من خمسة فصول رئيسية؛ حيث يأتي الفصل الأول بعنوان “كييف روس.. الجذور التاريخية للأزمة الراهنة”، ويسعى فيه عدنان موسى، المعيد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، لشرح جذور الأزمة الأوكرانية، وفي الفصل الثاني المعنون “اللعبة الكبرى.. الفاعلون الأساسيون في مسار الحرب الأوكرانية”، تناول حسام إبراهيم، المدير التنفيذي لمركز “المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة”، أسباب اندلاع الحرب، والمواقف الغربية تجاهها، واستراتيجية روسيا في هذه الحرب وردود فعلها على العقوبات المفروضة عليها، فضلاً عن متابعة وتقييم التطورات الميدانية والمسارات العسكرية في الحرب. وتحت عنوان “إعادة تشكل.. تأثيرات الحرب على توازنات القوى الدولية”، جاء الفصل الثالث الذي أعدته الدكتورة رغدة البهي، مدرس العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة. ويبدأ الفصل بإطار نظري عن نظرية “توازن القوى”، مروراً بتوضيح طبيعة توازن القوى الدولي قبل الحرب الأوكرانية، ثم تداعيات الحرب عليه، وصولاً إلى الحديث عن مستقبل توازن القوى الدولي في ضوء سيناريوهات الحرب الحالية ومحددات أخرى مثل الأزمة بين الصين وتايوان.

وجاء الفصل الرابع بعنوان “صراع جيواقتصادي.. ملامح تأسيس نظام اقتصادي عالمي جديد”، ويتطرق خلاله الدكتور مدحت نافع، الأكاديمي والخبير الاقتصادي، إلى اتجاهات الصراع الجيواقتصادي العالمي في ظل الحرب الأوكرانية، وذلك انطلاقاً من التطورات التي شهدها النظام الاقتصادي العالمي خلال السنوات الأخيرة. وأخيراً، يأتي الفصل الخامس المعنون “امتدادات إقليمية.. تداعيات الحرب الأوكرانية على الشرق الأوسط”؛ حيث يستعرض فيه محمود حسين قاسم، نائب رئيس تحرير دورية اتجاهات آسيوية في مركز المستقبل، تأثيرات الحرب على المنطقة؛ سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً، وكيفية تعامل بعض الدول، لا سيما دول الخليج وتركيا وإيران وإسرائيل، مع هذه الحرب، سواء من حيث الفرص أم القيود.

وتُعد سلسلة “كتب المستقبل” من أبرز منتجات مركز المستقبل، وصدر من خلال هذه السلسلة العديد من الكتب التي تتناول القضايا والموضوعات الاستراتيجية في مختلف المجالات السياسية، والأمنية والعسكرية، والاقتصادية، والتكنولوجية، والمجتمعية، وغيرها.


مقالات مشابهة

  • أوكرانيا تنفي سيطرة القوات الروسية على مدينة استراتيجية
  • واشنطن تبلغ مجلس الأمن بضرورة إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في هذا الوقت
  • مساعد بوتين: الغرب يطارد السفن الروسية.. ويعسكر بحر البلطيق
  • الحرب الروسية الأوكرانية: كتاب لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات يفوز بجائزة ثقافية لعام 2025
  • خسائر القوات الأوكرانية في منطقة عمليات الشمال بلغت نحو 190 عسكريًا
  • الطوارئ الروسية: إجلاء 300 شخص من الميناء البحري بشمال كوريلسك بعد الزلزال
  • الدفاع الروسية: السيطرة على بلدتين في دونيتسك وزابوريجيا
  • مقتل 17 نزيلا في قصف روسي على سجن بزابوريجيا الأوكرانية
  • مقتل سائق سيارة في هجوم أوكراني بطائرة مسيرة على بلدة سالسك بمقاطعة روستوف الروسية
  • عشرات القتلى والجرحى بضربات روسية استهدفت جنوب شرق أوكرانيا