توصلت دراسة تحليلية كبيرة إلى أن واحًدا من كل ثلاثة أشخاص يتناولون مسكنات الألم تظهر عليهم علامات الإدمان.

وجدت الدراسة، التي شملت أكثر من 4.3 مليون شخص بالغ يعانون من آلام مزمنة، أن ما يقرب من واحد من كل عشرة من المسكنات التي تحتوي على الأفيون يسبب الإدمان للمرضى.

وقال الخبراء إن هذه النتائج تشير إلى أن حجم المشكلة أكبر بكثير مما توقعوا، ودعوا إلى تطبيق إرشادات أكثر صرامة بشأن وصف الأدوية المسكنة للمرضى المصابين بأمراض مزمنة.

ويمكن أن توفر المواد الأفيونية، مثل الكودايين والمورفين والأوكسيكودون والترامادول، تسكينًا فعالًا للغاية للألم عند استخدامها على المدى القصير، عند استخدامها لفترات أطول فإنها تسبب إدمانًا ومشاكل صحية جسدية وعقلية، أو حتى الموت إثر تناول جرعات زائدة عرضية أو حالات قلبية ناتجة عن آثار جانبية.

وعمد باحثو جامعة بريستول بتحليل 148 دراسة شملت أكثر من 4.3 مليون مريض بالغ يعانون من آلام مزمنة ويتم علاجهم بمسكنات الألم الأفيونية الموصوفة طبياً، وقسموهم إلى 4 فئات، اعتمادًا على كيفية تعريف الدراسات لاستخدام المواد الأفيونية.

وأظهرت النتائج أن ما يقرب من واحد من كل ثلاثة، أي مايعادل 30%، بدت عليهم علامات وأعراض الاعتماد واضطراب تعاطي المواد الأفيونية، والانسحاب.

تأثير تناول مسكنات الألم لفترات طويلة

وبحسب النتائج المنشورة في مجلة الإدمان، فإن السلوكيات الشاذة - بما في ذلك السعي إلى إعادة تعاطي الدواء قبل موعدة المحدد، أو زيادة الجرعة اطراديًا، أو فقدان الوصفات الطبية بشكل متكرر - كانت واضحة في واحد من كل خمسة.

ووجد الباحثون أن نحو 12 في المائة معرضون لخطر الإدمان واضطراب تعاطي المواد الأفيونية.

وقالت المؤلفة الرئيسية كايلا توماس، أستاذة طب الصحة العامة في جامعة بريستول: "يحتاج الأطباء إلى تقدير أكثر دقة لانتشار استخدام المواد الأفيونية الإشكالية لدى مرضى الألم حتى يتمكنوا من قياس المدى الحقيقي للمشكلة، وتغيير إرشادات وصف الأدوية إذا لزم الأمر، وتطوير وتنفيذ التدخلات الفعالة لإدارة المشكلة.

وكانت هيئة الخدمات الصحية بالمملكة المتحدة أصدرت، العام الماضي، إرشادات جديدة تهدف إلى الحد من وصف مسكنات الألم وغيرها من الأدوية المسببة للإدمان بشكل غير مناسب، وهو ما يكلف الخدمة الصحية حوالي 500 مليون جنيه إسترليني سنويا.

ونجحت تلك الخطوة في خفض وصفات مسكنات الألم التي تحوي موادًا أفيونية بنصف مليون وصفة، من 5.68 مليون إلى 5.23 مليون وصفة، في أعقاب حملة لخفض استخدام المخدرات المسببة للإدمان والتي قد تكون ضارة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مسكنات الألم المخدرات ا تعاطي المواد الأدوية المخدرات مخدرات المواد الأفیونیة مسکنات الألم

إقرأ أيضاً:

اليونيسف: انتشار الكوليرا في الخرطوم يعرض أكثر من مليون طفل للخطر

اليونيسف نبهت إلى ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا في الخرطوم من 90 حالة يومياً إلى 815 حالة يومياً في الفترة بين 15 و25 مايو الحالي.

بورتسودان: التغيير

حذرت منظمة اليونيسف، من أن أكثر من مليون طفل معرضون للخطر مع انتشار الكوليرا في ولاية الخرطوم بالسودان، حيث يعيشون في المناطق المتضررة.

وأشارت إلى أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 7700 حالة إصابة بالكوليرا- بما في ذلك أكثر من 1000 حالة في أطفال دون سن الخامسة- و185 حالة وفاة مرتبطة بالمرض في الخرطوم منذ يناير 2025، وفقاً للسلطات الصحية.

وأوضحت المنظمة أنها وشركاؤها يعملون بالتعاون مع وزارة الصحة الاتحادية للحد من انتشار هذا المرض القاتل وإنقاذ الأرواح.

مسابقة الزمن

وقال ممثل اليونيسف في السودان شيلدون يت في بيان صحفي الأربعاء: “نحن نُسابق الزمن مع شركائنا لتوفير الرعاية الصحية الأساسية، والمياه النظيفة، والتغذية الجيدة، وغيرها من الخدمات المنقذة للحياة للأطفال الذين يُعتبرون من بين الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض القاتلة وسوء التغذية الحاد الوخيم”.

وأضاف: “فكل يوم يمر، يتعرّض المزيد من الأطفال لهذا الخطر المزدوج، لكن كلاهما- الكوليرا وسوء التغذية- يمكن الوقاية منهما وعلاجهما إذا تمكنا من الوصول إلى الأطفال في الوقت المناسب.”

وذكر بيان المنظمة أنه منذ بداية النزاع، اضطر أكثر من 3 ملايين شخص إلى الفرار من منازلهم في ولاية الخرطوم، وتضررت حياة الملايين.

وقال: “مع تحسن إمكانية الوصول إلى أجزاء واسعة من الولاية، عاد أكثر من 34.000 شخص إلى ولاية الخرطوم منذ بداية عام 2025. ويعود معظمهم إلى منازل مدمّرة في مناطق تفتقر إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك المياه والصرف الصحي، والتي تُعدّ ضرورية للوقاية من الأمراض. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون طفل يعيشون في المناطق المتضررة في جميع أنحاء ولاية الخرطوم”.

وأضاف أن الهجمات المتكررة على محطات الطاقة في الخرطوم خلال الشهر الماضي تسببت في انقطاع التيار الكهربائي وزيادة حدة نقص المياه، مما أثّر بشكل كبير على إمكانية الوصول إلى المياه الآمنة والنظيفة.

وتابع بأن العديد من الأسر اضطرت إلى جمع المياه من مصادر غير آمنة وملوّثة، مما زاد من خطر الإصابة بالكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه، لا سيما في الأحياء المكتظة ومواقع النزوح.

وأشارت المنظمة إلى ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا بشكل كبير من 90 حالة يومياً إلى 815 حالة يومياً في الفترة بين 15 و25 مايو- أي بزيادة تسعة أضعاف خلال عشرة أيام فقط.

بالإضافة إلى ذلك، تواجه اثنتان من محليات الولاية- جبل أولياء والخرطوم- خطر المجاعة، وتمثلان 33% من إجمالي 307.000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في الولاية.

ويُقدّر أن 26.500 من هؤلاء الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهو أخطر أشكال سوء التغذية.

وبالنسبة للأطفال الذين أضعفهم نقص الغذاء، يمكن أن تكون الكوليرا أو أي سبب آخر للإسهال الحاد مميتاً إذا لم يُعالج على الفور.

استجابة متعددة

وأعلنت اليونيسف أنها تنفذ استجابة متعددة الأوجه للكوليرا في ولاية الخرطوم، تستهدف المجتمعات المعرضة للخطر وتدعم البنية التحتية الحيوية للمياه، بما في ذلك توفير المواد الكيميائية لمعالجة المياه (البوليمر والكلور) ومولّد كهربائي بقوة 1000 كيلوفولت أمبير لضمان استمرار تشغيل محطة معالجة مياه المنارة التي تخدم أكثر من مليون شخص في كرري وأم درمان القديمة.

وقالت إنها وشركاؤها يقومون بتوزيع مواد معالجة المياه المنزلية للحد من انتقال العدوى في المجتمع، ونشر أجهزة تعقيم المياه في نقاط توزيع المياه لتوفير مياه شرب آمنة، بالإضافة إلى تعبئة فرق الاستجابة السريعة لدعم كلورة المياه وتنفيذ أنشطة التعقيم.

وتعمل اليونيسف أيضاً على إشراك المجتمعات المحلية، من خلال الحوارات ووسائل التواصل الاجتماعي، لنشر رسائل توعوية حول أسباب وأعراض وطرق الوقاية من الكوليرا.

وأشارت المنظمة إلى أنها سلّمت حتى الآن هذا العام، أكثر من 1.6 مليون جرعة من لقاح الكوليرا الفموي إلى السودان وتدعم حملات التطعيم في المناطق المتأثرة. كما وفّرت مجموعات علاج الكوليرا وتدعم نشر العاملين في الخطوط الأمامية في مراكز علاج الكوليرا لتعزيز الاستجابة.

وتقوم اليونيسف أيضاً بتدريب موظفي الصحة العامة على الوقاية من العدوى والسيطرة عليها، وتدريب أفراد من المجتمعات المحلية على رصد الوضع ميدانياً.

وأكدت اليونيسف مواصلة دعم تقديم خدمات التغذية المنقذة للحياة من خلال 105 برامج لإدارة المرضى الخارجيين في المرافق الصحية و4 مراكز استقرار في ولاية الخرطوم.

وتحتاج اليونيسف بشكل عاجل إلى 3.2 مليون دولار أمريكي إضافية لتمويل استجابة طارئة للكوليرا في ولاية الخرطوم، في مجالات الصحة، والمياه، والنظافة، والصرف الصحي، وتغيير الاجتماعي والسلوكي، للحد من انتشار المرض ومنع فقدان الأرواح.

الوسومأم درمان السودان الكوليرا النزاع اليونيسف جبل أولياء كرري محطة مياه المنارة ولاية الخرطوم

مقالات مشابهة

  • مكافحة المخدرات تضبط أكثر من 97 كيلو بمحيط المدارس والجامعات
  • مخدرات بـ37 مليون جنيه.. مصرع عنصر إجرامي فى مواجهة الشرطة بأسيوط
  • أخصائي كلى يحذر: مسكنات الألم “قنابل موقوتة” تهدد صحة كبار السن
  • أكثر من مليون إنسان معظمهم نساء وأطفال يُعاقبون جماعيا في غزة
  • إحباط محاولة تهريب أكثر من 1.8 مليون حبة من "الإمفيتامين" المخدر في منفذ البطحاء
  • محافظ الدقهلية يتابع حملة مشتركة للكشف تعاطي المواد المخدرة والمخالفات المرورية بالمنصورة
  • وزير الصحة: طب «قصر العيني» يستقبل أكثر من 2.5 مليون مريض سنويًا
  • ضبط 7 أشخاص بتهمة غسل 80 مليون جنيه حصيلة الاتجار في المواد المخدرة
  • المفوضية: عدد المسجلين بايومترياً أكثر من 21 مليون ناخب
  • اليونيسف: انتشار الكوليرا في الخرطوم يعرض أكثر من مليون طفل للخطر