5 أشياء مستحيلة قد تسمح بها قوانين الفيزياء
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
مقدمة للترجمة
هذه المادة اللطيفة من نيوساينتست تشرح مجموعة من أغرب الظواهر التي ترتبط بقوانين الفيزياء، والتي تمثل فرصة لكسر مستحيلات فيزيائية حالية، يمكن يوما ما التغلب أو على الأقل التحايل عليها، ومن ثم يمكن أن تساعدنا في بناء تقنيات لم نكن نتصور وجودها، مثل الانتقال الآني أو تحويل الزلازل عن المدن!
نص الترجمةتشتهر نظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين بتنبؤها بالثقوب الدودية، وهي طرق مختصرة قد تسمح بالسفر عبر الزمن من خلال ربط مناطق مختلفة من المكان والزمان.
وبينما ننتظر زائرا من المستقبل ليخبرنا عن الأمر، إليك بعض المستحيلات الفيزيائية الأخرى التي ربما ثبتت بالفعل أنها ممكنة.
لقد أغرت فكرة الأجهزة التي يمكنها الحركة أو القيام بأنواع أخرى من العمل المفيد بدون طاقة خارجية بعض الأسماء الشهيرة على مر القرون. عمل ليوناردو دافنشي على عديد من التصميمات التي تتضمن أوزانا دوارة، وتخيل روبرت بويل قمعا يغذي نفسه، أما بليز باسكال، فقد كان حكيما كفاية ليتخلى عن البحث خلفها، واخترع عجلة الروليت بدلا من ذلك.
إن الآلات ذات الحركة الدائمة الكبيرة الحجم تخالف كل أنواع القوانين الفيزيائية، لا سيما قوانين الديناميكا الحرارية الصارمة (لاسيما قانون حفظ الطاقة الذي تعلمناه في المدارس الابتدائية صغارا، ويقول إن الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من عدم، ولكن يمكن تحويلها من صورة إلى أخرى*).
ولكن "بلورات الزمن" التي ابتكرها عالم الفيزياء الحائز على جائزة نوبل فرانك ويلكزيك -وهي مواد تتكرر حركتها إلى الأبد في الزمن دون مصدر طاقة خارجي- تبدو قريبة من ذلك. (هذه البلورات لا تكسر قوانين الديناميكا الحرارية، لأنها لا تنتج عملا أو طاقة، بل إنها تظهر فقط تغيرا دوريا في حالتها الداخلية بمرور الوقت*).
ولكن النماذج التي تم تصنيعها مؤخرا في المختبر من هذه البلورات لا تؤدي أي عمل مفيد، ومن ثم فإن البحث مستمر.
هل تمنيت يوما أن تبتلعك الأرض ثم تقذف بك إلى مكان بعيد؟ من الغريب أن قوانين الفيزياء لا تمنع حدوث ذلك. في كتابه الصادر عام 2008 بعنوان "فيزياء المستحيل"، يصف الفيزيائي ميتشيو كاكو النقل الآني بأنه "استحالة من الدرجة الأولى"، وهذا يعني أن هذه التكنولوجيا ممكنة من الناحية النظرية، بل وقد توجد حتى في حياتنا.
في الواقع، توجد بالفعل أجهزة نقل عن بعد، ليس للبشر بالكامل، بل للجسيمات دون الذرية. تسمح التشابكات الكمومية، الظاهرة التي أطلق عليها أينشتاين "الفعل المخيف عن بعد"، بنقل المعلومات والحالات الكمومية على الفور عبر الفضاء.
تضمنت أولى تجارب النقل الآني الكمي، التي أجريت عام 1997، إعادة بناء الحالة الكمومية لفوتون واحد في فوتون آخر على بعد عشرات السنتيمترات. وعام 2017، بلغ الرقم القياسي العالمي للنقل الآني الكمي أكثر من 100 كيلومتر.
عباءات الإخفاء
عباءة الإخفاء الخاصة بهاري بوتر ليست سوى مثال خيالي على الملابس السحرية التي تجعلك تختفي. ولكن ما تسمى بالمواد الخارقة (مواد مصنعة تمت هندستها لتحصل على خصائص لا توجد في المواد الطبيعية*) تشير إلى إمكانية مماثلة في الحياة الواقعية أيضا.
إن المبدأ وراء الأغطية المصنعة من المواد الخارقة بسيط، إذ تنحني موجات الضوء حول جسم في مجال رؤيتك، تماما كما ينحني الماء حول صخرة في مجرى مائي. ولكن في الممارسة العملية، يجب تطوير مواد نانوية جديدة تماما يمكنها ثني الضوء بطرق غير مألوفة.
تم تصنيع أول مواد خارقة في المختبر عام 2000، وسرعان ما تبع ذلك أجهزة تمويه أساسية. وقد حكم الباحثون مؤخرا في هذا النطاق بأن التمويه مستحيل بالنسبة للأجسام ذات الحجم البشري، ولكن هذا ليس خسارة كبيرة، فحتى لو كان ذلك ممكنا لن تتمكن إلا من إعادة توجيه أطوال موجية محددة من الضوء، مما يجعل الجسم المغطى غريب اللون وأكثر وضوحا.
بدلا من ذلك، يمكن استخدام مبادئ تمويه مماثلة في نطاق أهم، حيث يمكن أن تستخدم لتحويل الموجات الزلزالية وحماية مدن بأكملها من الزلازل.
إذا كنت تريد أن تعيش في هذا الكون، فمن الأفضل أن تمتثل لقواعده. لا يمكن السفر بسرعة أكبر من سرعة الضوء، ولا تمكن القسمة على الصفر، ولا يمكن تبريد أي شيء إلى ما دون الصفر المطلق.
يمثل الصفر المطلق، الذي يساوي نحو سالب 273 درجة مئوية درجة الحرارة التي تتوقف عندها الذرات عن الحركة. لذا، يبدو من المنطقي ألا تتمكن من النزول إلى ما دونها. في الواقع، فقد أثبت علماء الفيزياء في وقت سابق أنه لا يمكنك حتى الوصول إليها على الإطلاق، لكن يمكنك القفز تحتها.
وفقا للتعريف الديناميكي الحراري الصارم، فإن درجة الحرارة مقياس للانتظام: فكلما كان الشيء أكثر هدوءا وأكثر تنظيما، انخفضت درجة حرارته. لذلك، في عام 2013، اتخذ علماء الفيزياء في جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ في ألمانيا قفزة منطقية، حيث قاموا بتنظيف مجموعة من الذرات المبردة إلى ما يقرب من الصفر المطلق قليلا، مما أدى إلى إنشاء درجة حرارة أقل من الصفر المطلق من الناحية الفنية.
مثل هذه الحالات ليست مفيدة عمليا. لكنها قد تساعدنا في دراسة الطاقة المظلمة، المادة الغامضة التي تمزق الكون، إذ اقترح البعض أنها ذات درجة حرارة سالبة.
المادة المتزوجة بالمادة المضادة
في العادة، عندما تتلامس المادة مع نقيضها، المادة المضادة، فإن كلتيهما "تفنى" في اندفاع مفاجئ من الطاقة. إنه لمن حسن الحظ أننا نعيش في كون به كثير من المادة وقليل من المادة المضادة بشكل غامض. (المادة المضادة هي نفسها المادة الطبيعية لكن مع شحنات متضادة، فمثلا تعلمنا أن الإلكترونات ذات شحنة سالبة، لكن النقيض لها -البوزيترونات- هي إلكترونات بشحنة موجبة*).
ولكن من الغريب أن بعض المادة قد تكون أيضا مادة مضادة. ما يسمى بفيرميونات ماجورانا ستكون جسيماتها المضادة الخاصة، والتي قد تكون قادرة على إنتاج كميات كبيرة من المادة المضادة.
إن النيوترينوات جسيمات قابلة للفناء الذاتي في ظل الظروف المناسبة. ولقد اشتبه علماء الفيزياء منذ فترة طويلة في أن النيوترينوات قد تندرج ضمن هذه الفئة، وإن كان إثبات ذلك يعني رصد بعض أندر العمليات في الكون في أثناء عملها، والتي ربما تحدث مرة واحدة كل 100 تريليون تريليون سنة.
وفي الوقت نفسه، هناك تقارير مستمرة تفيد بأننا نجحنا في إنجاز شيء مماثل في المختبر. فعندما يتم انتزاع الإلكترون من موصل فائق، يتبقى ثقب خلفه يتصرف مثل جسيم مشحون إيجابيا بنفس الكتلة تماما. وإذا تم التلاعب بهما بالطريقة الصحيحة، فيمكن جعلهما يتصرفان مثل جسيمات ماجورانا.
* إضافات من المترجم
هذه المادة مترجمة عن نيوساينتست ولا تعبر بالضرورة عن الجزيرة نت
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات لا یمکن إلى ما
إقرأ أيضاً:
في ظل استمرار العدوان والحصار الصهيوني الحصول على مياه آمنة للشرب في غزة مهمة شبه مستحيلة
في مخيمات النزوح وتحت أشعة الشمس، يصطف النازحون الفلسطينيون لساعات بطوابير طويلة للحصول على كميات شحيحة من المياه بالكاد تصلح للاستخدام الآدمي، جراء تلوثها بفعل حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل للشهر العشرين.
وعلى مدار أشهر الإبادة، دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي البنية التحتية لقطاع المياه بما في ذلك شبكات وخطوط وآبار ومحطات تحلية، ما جعل الحصول على مياه نظيفة وآمنة للشرب مهمة “شبه مستحيلة”.
وانخفض معدل استهلاك الفرد في غزة من المياه من نحو 84.6 لتر يوميا قبل الحرب إلى ما بين 3 و5 لترات فقط، وهو ما يمثل تراجعا كارثيا مقارنة بالحد الأدنى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية في حالات الطوارئ، والمقدر بـ20 لترا يوميا للفرد خلال الطوارئ.
هذا التراجع الحاد انعكس بشكل مباشر على النظافة الشخصية ومناعة السكان، وأسهم في تفشي الأمراض، خاصة في أماكن الاكتظاظ مثل مراكز الإيواء ومخيمات النزوح، كما تسبب بأمراض خطيرة ناجمة عن نقص شرب المياه، مثل الجفاف وأمراض الكلوي.
حصة الفرد الحالية
ويقول مدير دائرة صحة البيئة والسلامة المهنية في وزارة الصحة بغزة، أيمن الرملاوي، إن حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على القطاع “أعدمت كافة مناحي الحياة”.
وأضاف في حديثه للأناضول، أن قطاع المياه والصرف الصحي من “أبرز القطاعات المتضررة جراء الحرب خاصة أنه يرتبط بشكل مباشر بواقع الصحة العامة في القطاع”، مبينًا أن حصة الفرد الواحد اليومية من المياه انخفضت بشكل كبير.
وفي 10 مايو الماضي، قالت سلطة المياه، في بيان لها، إن 85% من منشآت المياه والصرف الصحي في القطاع، تعرضت لأضرار جسيمة، كما انخفضت كميات استخراج المياه بنسبة 70-80%.
وأشارت إلى أن تدمير الاحتلال للبنية التحتية، وقطع الكهرباء، ومنع دخول الوقود والمستلزمات الأساسية (إلى القطاع) أدى إلى توقف شبه كامل لتقديم الخدمات المائية، وقالت إن غزة أصبحت منطقة تموت عطشًا.
وبينت السلطة أن معدل استهلاك الفرد في غزة من المياه انخفض إلى ما بين 3 و5 لترات يوميا، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية في حالات الطوارئ. في حين يقدر الحد الأدنى للمقدار الذي توصي به منظمة الصحة العالمية للاستجابة لحالات الطوارئ بـ20 لتراً للفرد في اليوم.
وقبل حرب الإبادة كان معدل استهلاك الفرد بنحو 84.6 لتر يوميا خلال العام 2022، حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
تلوث المياه
وتزامن هذا الانخفاض مع ارتفاع نسبة تلوث المياه التي تصل للمواطنين في قطاع غزة، بحسب سلطة المياه وصحة غزة.
من جهته، يقول صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في بيان صدر في 9 مايو الجاري، إن ما بين 65 و70 بالمئة من نظام المياه في غزة قد دُمّر بفعل الحرب، ما جعل إيصال المياه عبر الشبكات القديمة “أمرًا شبه مستحيل”، ما اضطر فرق الإغاثة إلى توزيع المياه عبر الشاحنات، رغم العقبات الكبيرة الناتجة عن نقص الوقود.
ويؤكد المتحدث باسم اليونيسف، جوناثان كريكس، أن ندرة الوقود لا تعرقل نقل المياه فحسب، بل تؤدي أيضًا إلى توقف محطات التحلية.
وأورد بيان اليونيسف حديثا لأحد عمال الإغاثة العاملين في توزيع المياه قال فيه: “الأطفال هم أكثر من يتحمّل أعباء هذه الحرب، نرى يوميًا مشاهد مأساوية لأطفال يقتلون من الجوع والعطش، يمشون عشرات الكيلومترات بحثًا عن لقمة أو قطرة ماء”.
ويوضح البيان أن 90% من الأسر تواجه صعوبة بالغة في الحصول على مياه شرب كافية، بل وتعجز عن تأمين الماء لتنظيف رضيع حديث الولادة.
وبحسب الرملاوي، ارتفعت نسبة تلوث المياه من 4 بالمئة قبل الحرب إلى 25 بالمئة حاليًا، نتيجة التدمير الواسع لشبكات المياه والصرف الصحي والآبار ومحطات التحلية، فضلا عن منع دخول مواد التعقيم، “ما جعل 90% من الأسر في غزة، خاصة النازحة، تعاني من انعدام الأمن المائي”.
وأشار إلى أن الحد الأدنى المتوفر من المياه لا يكفي للنظافة الشخصية، ويؤدي إلى تفشي الأمراض، منها الإسهال، الإسهال الدموي، شلل الأطفال، التهاب الكبد الوبائي A))، وأمراض الكلى، الناتجة عن استهلاك المياه الملوثة أو المزروعات المروية بمياه الصرف الصحي.
وفي منطقة المواصي بخان يونس جنوب القطاع، أُبلغ عن انتشار كبير لمرض الجرب، بسبب تكدس النفايات ووجود الحيوانات والقطط الضالة، ما يشكل بيئة مثالية لتكاثر الحشرات، حسب الرملاوي، وهو أمر لطالما حذرت منه سلطة المياه الفلسطينية في بيانات سابقة نتيجة تصريف المياه العادمة في المناطق السكنية وامتلاء أحواض الأمطار بها.
توقف آبار ومحطات المعالجة
ويمضي الرملاوي بالقول: “قبل الحرب، كان في غزة ما بين 250 و260 بئرًا عاملة تضخ المياه الجوفية لسكان القطاع، أما الآن فلم يتبق سوى 118 بئرًا فقط، وعددها يتناقص مع استمرار القصف وعمليات الإخلاء والنزوح”.
وبشأن تلوث المياه يلفت إلى اعتماد النازحون على الحفر الامتصاصية لتصريف المياه العادمة، ما يهدد بتلويث الخزان الجوفي ويزيد من احتمالات تفشي الأوبئة، مبينا أن توقف توقف محطات معالجة المياه العادمة نتيجة نقص الوقود وخطورة المواقع التي توجد فيها، تضخ مياه الصرف الصحي حاليا مباشرة إلى البحر دون معالجة، يزيد من مستويات التلوث ويهدد الحياة البحرية والساحلية.
ويشير الرملاوي إلى أن الوضع مرشح لمزيد من التدهور في ظل استمرار الإغلاق ومنع إدخال الوقود والمستلزمات، مؤكدًا أن السكان عاجزون عن تأمين حاجتهم من المياه ليوم أو يومين أو حتى ثلاثة، بسبب محدودية الكميات المتوفرة.
ومنذ 2 مارس الماضي، تفرض سلطات الاحتلال سياسة تجويع ممنهج على نحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر أمام آلاف شاحنات المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، ونحو 14 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.